الفصل السابع عشر (2)
-" حسبي الله ونعم الوكيل ،، حسبي الله ونعم الوكيل"
هتفت بها (لونا) بنبرة شبه باكية وهي تسير في الشارع وملابسها تقطر هذه المياه الملوثة، وشعرها أيضاً كان في حالة يرثي لها.
وبالطبع بعدما سقطت لم يستطع (آسر) أن يأخذها كي يستقلا سيارة بحالتها تلك، فعادا أدراجهما سيرا علي الأقدام.
وفي كل تلك المسافة كانت (لونا) تبكي وتنوح بينما قرر (آسر) أن يسير بجانبها ولكن علي مسافة بعيدة نسبياً عنها حتي لا تتأذي حواسه من تلك الرائحة.
-"خلاص قربنا أهو علي البيت، هتطلعي عادي تاخدي شاور وتغسلي هدومك... أو تحرقيها مش فارقة وكله هيبقي تمام"
قالها (آسر) محاولاً التخفيف عنها ولكنها نظرت له شزراً وهي تقول له:
-"طبعا ما أنت إيدك في الماية الباردة"
-"مش أحسن ما أبقي كلي في ماية مجاري! "
قالها متهكماً فزمت شفتيها بضيق وكادت أن تبكي ولكنها قالت له بحدة:
-" أنا غلطانة إني فكرت إنك ممكن تبسطني"
-"طب مش بزمتك مغامرة جديدة؟ "
-" Shuuut up"
لم تستطع كبح جماح غضبها فوجدت لسانها ينطق بالإنجليزية من جديد:
-"You are such a... "
-" هتشتمي هرجع أرميكي هناك تاني"
قاطعها محذراً بابتسامة سخيفة فعضت علي شفتها محاولة كظم غضبها ولكنها لم تستطع أمام محاولاته لإثارة غيظها فقالت له بيأس:
-" صدقني هقول لبابا"
أضحكته جملتها الأخيرة بصدق ثم قال لها ساخراً:
-"وماله قوليله... بس لما تشوفيه الأول"
كان محقاً فهي تلتقي بوالدهما صدفة، فزفرت بيأس وسارت صامتة حتي أقتربا من البناية فدلف (آسر) أولاً بينما هي سارت خلفه تحدج ظهره بنظرات حادة قبل أن تتوعده سراً:
-"والله لأوريك"
********
دلف (آسر) إلي الشقة ولكنه وقف أمام الباب مما منع (لونا) من الدخول، نظرت الأخيرة له بضيق وهي تسأله بغلظة:
-" في إيه؟ دخلني"
-"لا"
-"لا؟ "
رددتها خلفه ببلاهة مستغربة رده الغريب، ولكنه فسر بابتسامة سخيفة:
-" أكيد مش هدخلك البيت وانتِ كده، أنا بقولك أسيبك في الطل تنشفي شوية"
أنت تقرأ
رواية حب من نوع آخر
عاطفيةكان وحيدا ابويه .. عاني من تفكك أسري لا ذنب له فيه و رغم وحدته التي فرضت عليه بل و وجود أب حاضر غائب الا انه اعتاد الأمر .. حتي جاء والده أخيرا ملقيا علي عاتقه مسئولية فتاة لا يعلم عنها شيئا سوي انها شقيقته !! شقيقته ! هذا ما لم يعتاده ابدا ... و...