الفصل الخامس عشر

211 3 3
                                    

الفصل الخامس عشر 

ظل ينظر لها باستغراب لم يتسطيع أخفائه بينما ابتسمت هي أكثر لتتجه بخطوات بطيئة متمايلة لتجلس علي الكرسي المقابل لمكتبه و تضع قدمها علي الأخرى فبرزت ساقها تحت تنورتها الضيقة متوسطة الطول قبل أن تجمع شعرها الطويل علي كتفها لتقول له بابتسامة رقيقة :

_ أتمني مكونش أزعجتك؟ 

_ لا أبدا يا... مي؟ أسمك مي؟! 

قالها بتفكير محاولا تذكر اسمها الغريب بالنسبة له فلم يلحظ أمارات الغيظ علي وجهها قبل أن تخفيه لتصحح له بابتسامة مفتعلة :

_ ميان... اسمي ميان 

_ سوري... مش بحفظ الاسماء بسرعة معلش 

قالها بعدم أهتمام قبل أن يستند بمرفقيه علي سطح المكتب ليقول لها باستغراب :

_ خير؟ في حاجة أقدر أساعدك فيها؟ 

ضحكت بخفوت قبل أن تقول له :

_ لا أنا مش جاية في شغل 

قطب بعدم فهم قبل أن يرفع كتفيه و هو يقول لها باستنكار :

_ غريبة! أنا قولت أنتِ عايزة حاجة خصوصا أنك جيتي البنك هنا قبل كده 

أستندت بمرفقها علي سطح المكتب لتقول له قاطبة بين حاجبيها بمشاكسة قائلة :

_ ده أنت فاكر أني جيت هنا قبل كده كمان؟ 

زفر بملل قبل أن يقول مبتسما ابتسامة سخيفة :

_ ده أنتِ أغمي عليكي و خدناكي العربية! طبيعي هبقي فاكرك يعني 

تنحنحت بحرج عقب ملاحظتها لعدم رغبته في تبادل أطراف الحديث الا أنها ابتسمت له ابتسامة جذابة لتقول :

_ أنا عارفة أنك متضايق من حوار باباك و أختي.. بس صدقني أحنا هنبقي أكتر من أهل 

ابتسم لها باقتضاب مجاملا و لم يعقب فشعرت بأن أي حديث آخر في ذلك التوقيت لن يكون هناك جدوي منه، فوقفت و هي تتابع :

_ بالمناسبة.. أنا كنت معدية من قدام البنك فحبيت أسلم عليك 

ثم تابعت بابتسامة بسيطة :

_ و يعني... أحاول أفتح صفحة جديدة معاك 

_ أحنا مفتحناش صفحة قبل كده عشان نفتح صفحة جديدة... أنا مشوفتكيش غير مرتين و دي التالتة 

قالها بنبرة عادية و هو ينظر لها بينما هي نظرت له بغيظ قبل أن تبتسم ابتسامة صغيرة بدا الغضب منها واضحا قبل أن تقول بخفوت :

_ ماشي.. عن أذنك 

_ أتفضلي! 

التفتت كي تتجه إلي الباب إلا أنها وجدت (ديما) تعدل من عويناتها و شعرها المسدل خلف ظهرها و علي كتفيها مقتربة من مكتب (آسر)، بدا علي الأخيرة الذهول ففغر فاهها قليلا و هي تقف تنظر لها بتعجب فابتسمت (ميان) له ابتسامة صغيرة قبل أن تلاحظ توتر نظرات الأخري فابتسمت بثقة لنفسها قبل أن تبادر هي و تقترب منها قائلة بترحيب مفتعل :

رواية حب من نوع آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن