صُدم بعد جملة صديقه الأخيرة حتي أنه ظن أنه يمزح كعادته، و لكنه عندما تفرس في ملامح وجهه الجامدة بدا أنه يعني ما يقول فتوترت نظراته قليلا قبل أن يتنحنح و يقول له :
_ " رامي، أنت بتهزر صح؟ "
توتر (رامي) بعد سؤال صديقه المستغرب و الذي بدا له مستنكر، و لكنه زفز علي مهلٍ قبل أن يقول له بابتسامة صغيرة متوترة مبديا استغرابه :
_" بهزر! ليه بتقول كده يا آسر!؟ "
لم يجد (آسر) ما يقوله و لكنه تململ في جلسته بعدم أرتياح قبل أن يتنهد و ينظر له بثبا متسائلا بجدية :
_" رامي، أنت عايز تخطب لونا عشان اللي حصل في الجامعة يعني لفترة مؤقتة ولا أيه بالظبط؟ "
أومأ (رامي) نافيا قبل أن ينظف حلقه ثم يقول بهدوء :
_" لا، أنا كنت عايز أفاتحك في الموضوع ده بس كنت مستني لحد ما لونا تخلص، بس أديك شوفت اللي حصل "
لفتت انتباه (آسر) جملة صديقه الأولي فقطب باستنتاج ليقول له بشك :
_" رامي، لونا تبقي البنت اللي أنت حكيتلي عنها في الأول صح؟ "
قلب (رامي) عيناه بتوتر و هو يقول بتبرم :
_" أه هي، بس مكانش ينفع أقولك طبعا "
ثم نظر لصديقه للحظات ليراه ينظر له بنظرات مبهمة فقطب (رامي) ليتابع بهدوء ضاغطا علي كلماته حتي يصل مقصده لصديقه :
_" أنا أول ما عرفت أنها أختك معاملتي ليها بقيت كأنها أختي بالظبط، حتي لو اللي جوايا كان عكس كده.. بس كان مستحيل أني اتسببلها في أذي، لأن ده مش أنا و لأن أنت أخويا "
ثم تنهد ليفرك كفيه بتوتر قبل أن يقول بابتسامة صغيرة حاول رسمها :
_" و حتي لو أنت موافقتش، أو هي موافقتش.. هتفضل أنت أخويا و هي هتبقي زي أختي و عمري ما هضرها في حاجة "
لم يستطع (آسر) فهم مشاعره بعدما سمع صديقه، هو يثق به تمام الثقة
نعم فرامي كان صادقا حين أخبره أنهما أخوة، و هذا ما لن يتغير مهما حدث...
و لكن الأمر صدمه!
هو يشعر بتوجسه من رد أخته، و يشعر بخوفه من أن تتوتر علاقته بصديقه بعض الشيء أو أن يؤثر قرارها عليهما اذا أتي بالرفض!
كما أن أخته لازالت صغيرة!!
أو علي الأقل كما يظن هو!
رفع (آسر) أنظاره إلي (رامي) ليجد الأخير ينظر له متفرسا ملامحه بتوتر حاول جاهدا اخفائه فتنهد (آسر) مرة اخري ثم قال محاولا التعبير عن ما يشعر به :
_ " رامي، أنت عارف أنك أخويا.. يمكن أكتر و دي حاجة مهما حصل أنا مش هسمح أنها تتأثر، بس أنا معرفش قرار لونا و مقدرش أغصب عليها حاجة"
أنت تقرأ
رواية حب من نوع آخر
عاطفيةكان وحيدا ابويه .. عاني من تفكك أسري لا ذنب له فيه و رغم وحدته التي فرضت عليه بل و وجود أب حاضر غائب الا انه اعتاد الأمر .. حتي جاء والده أخيرا ملقيا علي عاتقه مسئولية فتاة لا يعلم عنها شيئا سوي انها شقيقته !! شقيقته ! هذا ما لم يعتاده ابدا ... و...