الفصل السادس

192 4 0
                                    

الفصل السادس 
خرج من الجامعة ليركب سيارته قبل ان يجد هاتفه يبدأ بالرنين فابتسم قبل ان يجيب قائلا :
_ ايه يا زميلي !
_ ازيك يا رامي 
_ ايه يا آسر مالك ؟
قالها بقلق عقب استماعه لنبرة صديقه المتعبة ليجيبه صديقه بتنهيدة :
_ في حوارات كتير حصلت عايز اشوفك 
_ طب تمام .. اجيلك ؟
_ لا تعالي نتقابل برا البيت 
قالها بسرعة جعلت (رامي) يزوي ما بين حاجبيه باستغراب و لكنه لم يهتم ليقول له بنبرة عادية :
_ خلاص ماشي انا كده كده لسة مخلص دلوقتي .. تعالي نروح المكان بتاعنا
_ ماشي 
اغلق معه ليتنهد بتوجس متمتما :
_ شكل في مصيبة حصلت ! ايه ابوه راحله ولا ايه !!
*******
طرق علي باب غرفته قبل ان يستمع لصوتها يأذن له بالدخول ففتح الباب و نظر لها قائلا بسرعة :
_ انا نازل 
_ طيب ما....
قطعها ابتعاده عن الغرفة فبترت جملتها و ظلت جالسة علي سريرها بصمت قبل ان تستمع لصوت غلق الباب فعادت بظهرها لتنام ..
هي لا تجد شيء تفعله سوي النوم !
علي الجانب الآخر اتجه (آسر) الي مقهي قريب من بيته ليجلس علي احدي الطاولات و يعبث بهاتفه منتظرا صديقه !
شرد في وضعه المتوتر .. لا يعلم ما الخطوة التالية !
و والده ! ذلك الرجل الذي لم يتصل حتي بعد القاء مسئولية اخته تلك علي عاتقه !
_ شوف اللي كان بيقولي شايل طاجن ستك ! ده انت بشكلك ده شايل المطبخ كله 
قالها (رامي) بتهكم و هو يجلس علي الكرسي بجانبه فابتسم (آسر) ساخرا ليسأله الاول بقلق :
_ خير ! لا خير ايه !! مصيبة ايه السعادي ؟
_ ابويا ..
_ اه ما انا عارف انه ليه علاقة بأبوك ... عمل ايه ؟
زفر (آسر) بضيق ثم قال له مشيحا بيده :
_ بقولك اقفل علي الموضوع ده انا علي اخري اصلا !
ثم تابع و هو يفرك جبينه بتعب :
_ قولي انت ... حصل عندك اي حاجة جديدة !
استند (رامي) برأسه علي قبضته و هو يمصمص شفتيه بابتسامة حالمة :
_ اه حصل حاجة جديدة .. هي جديدة بعقل ! دي جديدة اوي 
_ في ايه ياض مالك ؟
_ بت جديدة كده جات من كام اسبوع .. بس فظيعة
_ و انت لحقت تحفظ شكلها وسط الكم اللي عندك في كام اسبوع !
_ مهي دي متتنسيش !
قالها ببلاهة ثم تابع و هو يشير بيده :
_ يابني هي اساسا شكلها لوحده يلفت نظر اي حد ! اي انعم شكلها مفيهوش حاجة مميزة بس تحسها بتنور وسط القاعدين كده 
_ طب ما تتجوزها اسهل !
قالها (آسر) بسخرية و هو يراقب صديقه الذي قال باستنكار :
_ عايزني اروح اتجوزها من كام اسبوع .. انا مش مدلوق يا بابا !
_ مدلوق اوي ؟
_ جدا .. مدلوق جدا !
خرجت ضحكة عفوية من (آسر) و هو يقول له :
_ يابني انت بتمشي تحب في اي حاجة اخرها (ة) ! ده لو حد من اهلها عارفك كويس مستحيل يوافق عليك !
_ و هو يعني مين من اهلها هيعرفني انت التاني !
قالها (رامي) بغيظ لينظر له (آسر) بصمت قبل ان تلتوي شفتيه بابتسامة جانبية ساخرة و هو يتذكر امر شقيقته ليتمتم لنفسه :
_ اي حاجة ممكنة !
_ بتقول ايه ؟
_ لا ولا حاجة !
_ في اي جديد بينك و بين ديما !
زفر بضيق ثم اومأ نافيا قبل ان يقول بغيظ :
_ لا مفيش اي حاجة ! كل ما انوي اني اقدم خطوة حاجة تحصل ترجعني لنقطة الصفر 
_ طب و بعدين !
_ صدقني مش عارف يا رامي ! انا تعبت ... فكرت اسيبها و اخليها تشوف حياتها بس انا مش هقدر اعمل كده 
_ و حتي لو قدرت هي مش هترضي 
قالها (رامي) بجدية فتنهد (آسر) مجددا و هو يتابع :
_ المشكلة كمان ان اهلها تقريبا بقوا حاسين اني مش واخد الموضوع جد و بدأوا يزهقوا .. غير سامر اللي معرفش طلع منين ده 
قال جملته الاخيرة بضيق شديد فنظر له (رامي) باستغراب قائلا :
_ سامر ! و ده يطلع ايه ده كمان ؟
اشاح (آسر) بيده قائلا بغيظ :
_ زميلي في الشغل .. طريقته معايا مكانتش كويسة من الاول من غير سبب .. لحد ما فهمت انه بيحب ديما و اتقدملها بس هي رفضته 
اومأ (رامي) بتفهم قائلا :
_ بيحبها .. قولتلي !
نظر له (آسر) بتهكم قائلا بسخرية لاذعة :
_ شوفت الحظ ! نفسي اشوف حاجة مش غلط في حياتي دي ..
_ اهدي كده يا ابني ! امال انا بعمل ايه 
_ انت اكبر غلطة في حياتي يا رامي اساسا !!
ربت (رامي) علي صدره كدلالة علي الشكر قائلا بابتسامة هادئة :
_ كل الشكر .. ربنا يخليك ياللي رافع من معنوياتي ! 
_ العفو يا حبيبي ابقي تعالي ارفعهالك تاني ..
_ لا كفايا عليا كده هتغر في نفسي
قالها (رامي) بامتعاض و هو يحدجه بغيظ قبل ان يقول :
_ و هو انا يعني صاحبتك من خفة دمك ولا من سواد عيونك ! بختي الاسود هو اللي عرف مامتي علي مامتك و خلاني اتنيل اتلقح معاك 
_ طب بزمتك حد استحملك بعد كده غيري !
_ ده علي اساس ان انت مستحملني اوي !!
قالها (رامي) ساخرا قبل ان ينظر لساعته ثم يقوم قائلا :
_ انا همشي .. يدوبك اقعد مع ماما شوية و كمان عشان الحق اديها الدوا !
_ سلملي عليها 
قالها (آسر) بابتسامة لطيفة فبادله اياها صديقه قائلا :
_ الله يسلمك .. مصرة تشوفك علي فكرة 
_ الامور تهدي عندي و هجيلها اكيد 
اومأ (رامي) بابتسامة ثم ذهب الي سيارته و ركبها ليقود بها مبتعدا عن المكان فتنهد (آسر) بثقل ثم نظر لهاتفه الذي قد بدأ بالرنين ليجيب بجمود :
_ ايوة يا بابا 
_ ايه يا ابني انت فين ؟
_ خرجت شوية ! في ايه ؟
_ مفيش ! تعالي البيت انا هناك 
_ طيب 
اغلق معه بسرعة ثم زفر قائلا و هو يقوم مبتعدا :
_ جاي يفتكر يجي دلوقتي !
لم يمر الكثير ليصعد لمنزله و يفتح الباب ليجد والده يجلس علي الاريكة بجانبه (لونا) تستند برأسها علي كتفه ..
ابتسم بسخرية لرؤيته لوضعيهما ثم قال و هو يجلس علي الاريكة المقابلة :
_ خير يا بابا ؟
ابتسم له (سالم) ثم قال :
_ جيت عشان اطمن عليك انت و اختك 
_ احنا تمام جدا 
قالها بضحكة متهكمة ثم قام قائلا :
_ انا هدخل اوضتي ! طبعا يا بابا ده بيتك .. هو اه انت معتبتش بابه بقالك سنين بس اهو ... هو كان بيتك في الاول و في الاخر 
قالها بسخرية لاذعة ثم ابتعد ليتجه لغرفته بينما نظرت (لونا) له من خلف كتفها بسخط و هي لازالت علي وضعها لتقول لوالدها :
_ قليل الزوق اوي بجد !
_ سيبيه انا مقدر موقفه 
قالها (سالم) بعدم اهتمام فرفعت (لونا) عينيها اليه قائلة بعتب خفيف :
_ بابا انت مجيتش ليه من بدري ... انت كنت قولتلي انك هتيجي 
_ معلش يا لونا كانت حصلت ظروف عندي فمعرفتش اجي 
اومأت هي بضيق ثم رفعت عينيها مجددا لتقول له بتذمر لطيف :
_ بابا انا مش عايزة اقعد هنا ! خدني معاك 
_ انا مش متواجد في البيت كتير يا لونا و كمان ورايا حاجات مهمة اعملها 
اومأت له مبتسمة بحزن و هي تشعر بأنها ليست من اولوياته في الاساس ..
لمحت اسم انثي علي هاتف اباها و الذي سرعان ما ظهر علي هاتفه حتي قام هو بسرعة فكادت تقع بجذعها علي الاريكة الا انها استند بمرفقها لتنظر لوالدها بأسي ليقول لها بسرعة :
_ معلش يا لونا انا لازم امشي دلوقتي .. هبقي اكلمكوا بعدين 
قالها و اتجه الي الباب ليخرج من الشقة فابتسمت بسخرية 
عملت الآن ما يشغل والدها .. اهو هي كانت تعلم و لكنها كانت تحاول ان تكذب حدسها 
و لكنه صدق للأسف للشديد 
********
كانت جالسة علي مكتبها تقرأ احدي الكتب لتجد والدتها تدلف الي الغرفة و علي وجهها معالم التجوس واضحة مما لفت نظرها عندما رفعت عينيها اليها ، تبادلت هي و والدتها النظرات لثانية قبل ان تقطع الصمت قائلة بابتسامة متوترة :
_ خير يا ماما ! في حاجة ؟
اومأت والدتها ببطئ فزويت (ديما) بين حاجبيها باستغراب قائلة :
_ في ايه يا ماما ؟
_ سامر برا و قاعد مع ابوكي !
_ نعم !!!
قالتها باستنكار شديد لتتنحنح والدتها قائلة :
_ سامر برا
زمت شفتيها بغيظ شديد لتخلع نظراتها بعنف و تخرج من الغرفة بخطوات قوية لتجده يجلس مع والدها فزمت شفتيها بحنق ازداد اكثر عقب جملة والدها :
_ كويس انك طلعتي يا ديما ... سامر كان لسة بيسأل عليكي !
نظرت لسامر بضيق شديد قابله هو بابتسامة واثقة ليقطع نظراتهما قول والدها :
_ انا هقوم اعمل تليفون خليكوا انتوا قاعدين مع بعض
تنهدت بضيق و هي تنظر لوالدها الذي رمقها بتحذير ثم ابتعد فذهبت الي الاريكة التي بجانب كرسي (سامر) لتجلس عليها و تحدجه بضيق قائلة بنفاذ صبر :
_ خير !
_ وحشتيني !
_ سامر انا بجد زهقت ! كفايا المشاكل اللي اتحطيت فيها بسببك
_ مشاكل ايه
_ لا مفيش .. كل اللي في الموضوع انك تحاول تخلي آسر يفهم غلط و توقعنا في بعض مش اكتر !
_ اه انتِ تقصدي يوم ما روحنا المطعم في استراحة الغدا !
قالها بسخرية فنظرت له بضيق ثم قالت متهكمة :
_ سامر متحاولش تستفزني

رواية حب من نوع آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن