الفصل الثامن
دلفت الي قاعة المحضرات لتجلس في الصفوف الامامية كعادتها لتجد (حاتم) يجلس بجانبها قائلا بابتسامة :
_ ممكن اقعد جنبك ؟
_ بس انت already قعدت !
قالتها قاضبة حاجبيها بابتسامة متعجبة فقهقه هو قائلا :
_ اقصد يعني مش هتضايقي لو فضلت جنبك ؟
اومأت بابتسامة لطيفة قبل ان تنظر للباب ثم تزفر بضيق فسألها :
_ مالك !
_ رغدة لسة مجاتش كل ده !
_ انا مش عارف انتِ ايه سر حبك للبت دي ! يا لونا صدقيني دي مناسبة ليكي
زويت ما بين حاجبيها بضيق ثم قالت بغيظ :
_ لا علي فكرة هي لطيفة و كيوت اوي ... و بعدين ايه مش مناسبة دي ! هو انا هرتبط بيها !!
_ يا بنتي مقصدش ! بس يعني انتِ و رغدة !! شتان بينكوا انتوا الاتنين
ثم تابع و هو يشير بيده :
_ يعني واحدة زي رغدة تصاحب واحدة زيك ! اكيد هيبقي في غيرة !!
لم تعلق فقط ظلت تنظر خلفه فنظر لها باستغراب ثم قال بابتسامة متوجسة :
_ ورايا !
- اه يا حيلتها وراك !
خرجت جملة (رغدة) المغتاظة من خلفه فالتفت لها ببطئ ناظرا لها باشمئزاز قائلا :
_ حيلتها ! ايه الالفاظ دي !
_ معلش .. قوم
_ لا
رفعت حاجبها بغيظ فنظرت ل(لونا) قائلة :
_ قومي يا بنتي نقعد في اي حتة تانية !
نظرت (لونا) لهما بحرج فتنحنحت قائلة برجاء :
_ طب خلاص يا رغدة اقعدي هنا !
_ لا !
قالتها باصرار فنظرت (لونا) حولها بحيرة قائلة :
_ بس انا مش هعرف اقوم يا رغدة !
تنهدت (رغدة) ثم قالت و هي تهم بالابتعاد :
_ خلاص يا لونا انا هرجع انا ورا و نتقابل لما المحاضرة تخلص
_ بليز يا رغدة !
قالتها (لونا) باستعطاف فبرمت شفتيها بضيق ثم جلست بجانب (حاتم) قائلة :
_ و الله بس عشان خاطرك و عشان مسيبكيش معاه لوحدك !
حدجها (حاتم) بسخط ثم قال متهكما :
_ بجد ! ليه هعملها ايه وسط الجموع دي كلها !
نظرت له بامتعاض ثم عادت تستند بظهرها لتعقد ذراعيها امام صدرها بترم فاشاح بيده لها قائلا بغيظ :
_ ريحتي !
ضحكت (لونا) بخفوت و هي تنظر لهما قبل ان تلتفت لشخص ربت علي كتفها لتجد فتاة رقيقة الملامح تقول لها :
_ هاي ! انتِ جديدة !
اومأت (لونا) بابتسامة صغيرة لتجد الفتاة تتابع :
_ انا خدت بالي برده ! انا هبة
صافحتها (لونا) بابتسامة رقيقة قائلة :
_ لونا
_ اسمك حلو اوي
_ thank you
_ انتِ بقي جاية من برا !
عدلت من غرتها القصيرة و هي تومأ لها :
_ ايوة .. انا كنت مقيمة في امريكا
_ غريبة ... يعني انا حساكي بتتكلمي عربي كويس جدا !
ضحكت برقة ثم قالت لها :
_ اصل انا بابا و ماما مصرين عادي .. اتجوزوا و خلفوني هنا في مصر بعدها سافرنا في أمريكا بس كنت صغيرة وقتها .. غير ان بابا و ماما كانوا بيحاولوا بقدر الامكان انهم يخلوني اتكلم عربي كتير .. و كمان انا كنت بنزل مصر في الاجازات !
اومأت (هبة) بتفهم ثم سألتها باستغراب :
_ طب و ايه اللي خلاكي تحولي هنا
زاغت عيني (لونا) بحزن ثم قالت لها بنبرة تحمل الأسي :
_ ماما اتوفت .. فبابا حب انه يخليني انزل اقعد هنا في مصر مع اخويا
نظرت لها (هبة) بأسي ثم ربتت علي كتفها بمواساة :
_ ربنا يرحمها .. اسفة مكنتش اعرف
ابتسمت لها بحزن ثم قالت بنبرة مستاءة :
_ متقلقيش محصلش حاجة
انهت جملتها قبل ان تجد (رامي) يدلف بعجلة قبل ان يقف في مكانه و ينظر لهم بابتسامة مرحبة ابتسمت و هي تراه يحضر اشياءه قبل ان يرفع انظاره اليها مبتسما فابتسمت له مجددا لتلحظ (هبة) ذلك قبل ان تتنهد و تعقد ذراعيها لتنظر الي (رامي) الذي بدأ في الشرح !
*******
انهي عمله و حان وقت ذهابه و لكنه قام من مكتبه و اتجه الي مكتب (ديما) ليقف امام الباب حتي يجبرها علي التحدث معه ! استند بكتفه علي الباب عاقدا ذراعيه ناظرا اليها و هي تلملم اشياءها بعجلة حتي انتهت و علقت حقيبتها علي كتفها و امسكت بحقيبة حسوبها المحمول و ملف ما رافعة رأسها لتجده يقف امامها مبتسما برقة ..
نظرت له بضيق من خلف نظارتها و اخفضت رأسها لتبتعد و تقترب من الباب كي تخرج و لكنه سد طريقها بذراعه الاخر فنظرت له بضيق و ابتعدت قليلا لتحدجه بغيظ قائلة بلهجة بدت رسمية :
_ آسر ! بعد اذنك احنا في الشغل .. مينفعش كده
_ كده ايه ! طب مينفعش هنا و ينفع برا !
قالها مشاكسا فضيقت عينيها بغيظ قبل ان تتنهد و تقول بصرامة :
_ بعد اذنك .. امشي
اعتدل (آسر) في وقفته لينظر لها بجدية قائلا بنبرة رخيمة :
_ ديما انا عارف اني كنت بايخ معاكي
نظرت له بضيق ثم اومأت قبل ان تبتعد قائلة :
_ ماشي يا آسر .. عن اذنك !
أنت تقرأ
رواية حب من نوع آخر
Romantizmكان وحيدا ابويه .. عاني من تفكك أسري لا ذنب له فيه و رغم وحدته التي فرضت عليه بل و وجود أب حاضر غائب الا انه اعتاد الأمر .. حتي جاء والده أخيرا ملقيا علي عاتقه مسئولية فتاة لا يعلم عنها شيئا سوي انها شقيقته !! شقيقته ! هذا ما لم يعتاده ابدا ... و...