هنا يُختبر إيمان وتقوى المؤمن

388 27 12
                                    

اتَّخدَت الحبيب الخَفِيّ، فكان يُعاتِبها لكلامها مع الشباب، مُدَّعياً أنها فتاةٌ كلامها مع الشباب يُفسِد شرفها وطهرها، أما هو فلا يعيبه كلامه مع الفتيات لأنه الرجل الذي لا يقدح في شرفه شيء؛ فاستَفاقَت على إثرِ كلِماتِه، وكان الرد :

"تقول أنك الرجل الذي يُخشى على شرفِه، فأحبَبتُ سُؤالَك، هل المعيار الشرَف ؟ أم رِضى الرب وسخطه ؟
فإن كان المعيار عندَك دُنيَوِي، أي شَرَفُكَ، فهنيئا لك بِه، أما إن كان رضى الإله، فالذنب عند المولى سواء.

ثم إنه لا عقد بيني وبينك أمام الله يُحِلُّ كلامي وكلامك هذا، واجتِراؤنا على هذا الذنب سيكون أوَّلَ طريق الانتكاس، فكيف بنا نعاتب بعضنا على ما اقترفنا من تصرُّف مع نساء أو رجال غرباء، ناسين أننا أصلا غرباء في حكم الشَّرع .. فكيف نُحِلُّ ذا، ونحرِّم ذاك ؟
أم أننا صرنا نهتَم برضايَ ورِضاكَ، ونسينا رضى المولى ؟
ما تُسَمَّى هذه العلاقة ؟ وعد بالزواج ؟
في ديني علَّموني أن الوعد بالزواج هو الخطوبة، هو طلبُ الرجلِ البنتَ من أبيها أو أخيها مواعِداً إياها تحت حرصهم وموافقتهم بالزواج ..
فكيف تسمى علاقتنا هذه وعداً بالزواج، وهي التي لم تأخد الصبغة التي ذكَرتُ والتي جاء بها ديني، فلا إخوتي ولا أهلي على علمٍ بالأمر .. فهل يحق لنا أن نسميه كذلك فعلاً ؟
حاشى أن نفتري على الله، وأن نكذب على أنفسنا؛ هذه علاقة غير شرعية يا أخي، فلنَتَّقِ الله ولنُنهِها.
أن تميل إلي أو أميل إليك، ليس بمبرر لِأن نستَحِل الحرام؛ وإن كان البُعد صعباً، ولكن هُنا يُختَبَر إيمان وتقوى المؤمن، فكيف أثِق بك وأنتَ لم تحفظ حدود الله معي، وكيف تفعَل إن لَم أحفَظها أيضاً..
ثم أنسيت، أن العبدَ يُحرَم الرزق بالذنب يصيبُه، والزواج الذي ندَّعي أننا بسببه سلكنا هذا الطريق، رِزقٌ من الله، فكيف نسعى لِرِزقٍ عن طريق معصيةٍ ؟
ونخافُ البُعدَ الآن، وما خِفنا الفُراق الأبَدي، لَرُبَّما يحرمنا المولى من الوِصال لِما نقتَرِفه من ذنبٍ الآن، لا مُتُناسين أن الجزاء من جنس العمل، فقد أغضَبتُ ربي بك، وسيجازيني بك إن لم أتُب وأعود وأنيب إلى الله ..
فرجاءً، لا تعتَرِض طريقي مجدداً، وامسَح رقمي وكل ما يتعَلَّق بي؛ أعتَرِف أني اقتَرَفتُ ذنباً، لكني عدت إلى رشدي وتبت إلى الله، تابَ الله علي.
لا عهدَ بيني وبينك ما دُمتَ لم تطلبني من محرَمي، فأنا الحُرَّة كما قُلتَ، لا تَصِل إليها الأيادي ببساطة، ولا يشتَرِك فيها اثنَان، فكيفَ بي أُشرِكُكَ بزوجي ؟ زوجي المكتوب في السماء، ربما تكونُه أنتَ، وربما غيرك؛ فإن كنتَ أنتَ، فلا أريد أن أبدأ حياتي معك بمعصيةٍ تمحَق البركة من حياتي؛ وإن كان غيرُك، فلستُ من تخون زوجها في الغيب، فأنا من قال في ربي "حافظات للغيب"، ألا أستَحِق أن أكون منهن ؟
بلى.
فاسلُك طريقَك وانسَني، بارك الله فيك.
وإن كان لكَ فيَ طمعٌ، فاستَعفِف الآن، وما أن تشعُر أنك مستَعِد لبناء علاقة تحت رضى الرحمن، فذاكَ العُنوان الذي حفظتَهُ دوماً، اطرُق بابَهُ واتي البيتَ من بابِه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

#عش_بالدين_تحيا

لأننا غاليات2 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن