ربما بلغت الحد في الكتابة حول هذا الموضوع، لكن من كثر الحالات التي أراها وأجدها، لا يُطاوِعني السكوت ولا أقدر عليه. لله الأمر من قبل ومن بعد.
يا أخية من كثر مخالفاتك الشرعية في هذا العالم الوهمي، ما عُدتِ تتركين لي وقتا أنصحك فيه فيما يخص العالم الحقيقي.. فقد خضعتِ هنا لدرجة لا يستوعبها العقل، وتجعلني على صغر سني أكاد أشيب من عجب ما رأيت.. فهَلَّا اتعظتِ وأعنتِني في الوعظ، فإن الفيروس ينتشر بسرعة البرق، والطامة أنَّا لا نراه فيروسا..
كان المنشور لأحد الرجال، يقول فيه أنه سعى في تزويج اثنين، بارك الله له في عمله وجزاه الله خيرا. ثم ألحَق المنشور بطرفة بسيطة، يتساءل فيها هل سيكون معزوما للزفاف أم لا..
ثم تأتي السيدة المصونة ما شاء الله، صاحبة العقل والرزانة، المحجبة.. وتعلق (على أساس إنيحنا كول يعني) "لو أنك زوجتني انا لعزمتك" :) واو أنا شخصيا تعليقي على كلامها هو "واو".. واو لوقاحتها، هل أنت جادة أختي؟؟ تعلقين في صفحة شاب، مليئة بالشباب، وتقولين بكل بساطة وبنية حسنة طبعا فلا يحق لنا ان نفهم كلامك بشكل خاطئ... "زوجني" هكذا علنا؟؟؟؟ أمام مرأى الرجال؟؟؟ عادي؟؟ ويا ليتك فقط علقت تحت مرآهم، لو أنك علقت في صفحة عامة لقلنا تبتغي مزاحا، رغم أن هذا المزاح في حد ذاته غير جائز في حقك أمام أعين الرجال، لأنه يدخل في إطار الخضوع بالقول.. ولكن أنت وضعت نفسك بينهم، في صفحة ربما هي خاصة بهم، وتقولين بكل بساطة زوجوني :) وكان يكفي ان تري التعليقات لا تحوي تعليق امرأة قط، حتى تستحي أن تعلقي أصلا على المنشور حتى وإن كان تعليقك لا يحمل عيباً قط.. لكنها البصيرة، تعمى قبل الأبصار..
ماذا سيفهم هؤلاء الرجال ^^ سيفهمون "ها انا انظروا إلي، وتزوجوني"
وعيب، إن كنتِ لا تتعظين بأنه حرام، فسأقول لك أنه عيب، وأنه مضر بسمعتك، وأن هذه الخفة وهذا الضحك والميوعة في الضحك مع الرجال وأمامهم، لن يعود عليك إلا بالسوء، فلا هم سيقدرونك ويوقرونك ويحترمونك، ولا أنت مع نفسك ستشعرين بنعمة ولذة الحياء التي تمتاز بها الأنثى والتي تعطيها جمالا في الظاهر والباطن..ثم ما أن تناسيت تعليق الأولى، حتى أجد أخرى، منتقبة، ويا حسرتاه على النقاب، نقاب ظاهر دون باطن.. لله الأمر.. علقَت على منشور شاب آخر، وطبعا أصلا نحن الفتيات نجد حلاوة خاصة في التعليق على منشورات الشباب، حلاوة مختلفة تماما عن التعليق في منشورات الفتيات، فعند الشباب سبحان الله، نُصبِح بليغات، خفيفات دم، سُكَّرات، الكياتة بأم عينيها، والحنية من كل جهة، واللين في النقاش ويااا سبحان مبدل الأحوال.. أما مع الفتيات، فلو تكتبين لها "جميل" او "جزاك الله خيرا" على أحد منشوراتها، تشعرين أنك قدمتِ مجهودا جبارا.. على عكس الحال مع الشباب، الذي يزينه لك الشيطان ويجعله خفيفا على النفس، وتبقى في نفسك الحاجة للتعليق، و أصابعك كلها تناديك "علقي علقي علقي..." كأنك إن لم تعلقي على المنشور فقدتِ إحدى يديك أو رجليك.. حتى يغريك الشيطان ويوقعك في الحرام وتكسبين الذنب، ويكسب هو الرِّهان..
أختنا المصون، رأت شابا مسكينا عاشقا، فأحبت أن تواسيه وتدعو له، يا لطيبة القلب ورقته، ما شاء الله.. وأكيد السبعون ألف صديق، العاشقين بدورهم أيضا، يعلقون، ويشكون حرقتهم ونار الحب، ثم تأتي الحسناء بينهم لتخبرهم أنهم قد حزوا في نفسها "والله يلا بقيتو فيا، الله يرزقكم.. " لا أذكر تتمة التعليق، ولا أحب أن أكتب شيئا من نفسي، حتى لا أبالغ بغية تحسين مقالي؛ يا ودي يا ختي يلا بقاو فيك دعي معهم فنفسك بلا ما تقوليهالهم.. اولا زعما ضروري تباني حنينة وأنك حسيتي بيهم، وأنك زعما لا تظنوني عديمة الإحساس، فأنا حساسة رغم نقابي :)
يا أخية، أعطيك مثال، ثعلب جائع، يبغي أكل شاة، ثم يجتمع هو وجماعة من الثعالب، ويشكون لبعضهم فراق الشاة وبعدها، وحاجتهم الماسة إليها.. ثم تأتي شاة حنونة، ترق لحالهم، فتدخل وتزاحمهم في جمعهم وتصرخ وتخبرهم أنها رقت من حالهم، وتدعو لهم بأن يرزقهم الله شاة """"مثلها"""""
أفهمتِ المعنى، أم علي أن أوضح؟
شرح الواضحات من المفضحات.. أظنك فهمتِ القصد..
إن كنتِ لا تريدين نهاية كنهاية الشاة، فتسلحي بالحياء، اجعليه سلاحك حتى لا تقعي في الشبهات، الشبهات التي ستضعك محط أنظار والتي قد تكلفك، وستكلفك في الغالب نفسك، وعفتك وطهرك..
انتبهي فضلاً، واعلمي أن الشدة في مقالي ما هي إلا بدافع غيرتي وحرقتي عليك وعلى حالك، فإني كما لا أرضى لنفسي، أن ينعتني أحد مرضى القلوب بشيء، وكما لا أحب لنفسي سخط الرحمن.. لا أحبه لك أيضا..
فأنتِ أختي، وحبيبتي، ورفيقتي، وربما ابنتي، يكفيك أن تشاركيني نفس الدين حتى أحبك، وأحب لك ما أحبه لنفسي، فاعذري شدتي، وهُزُئي أحيانا.. لكنها كانت لحاجة، لتستفيق بها النفس من سُكْر الذنب..
أسأل الله أن يرزقني وإياكِ الطهر والعفاف، والتعفف والترفع عن سفاسف الأمور، واتقاء الشبهات..
إني أحبك في الله يا أخت الإسلام، أيًّا كُنتِ. ♥️
أنت تقرأ
لأننا غاليات2 🌸
Espiritualهذا الكتاب عبارة عن مجموعة كتابات قصيرة تعرفك على قيمتك عند ربك، على قيمة حجابك، صدقيني اقرئي كلماتي بصدق اقرئيها بقلبك قبل عينيك لن تندمي قسما بالله ستتغير حياتك من ضنك لراحة نفسية شاملة أنت غالية أحبك في الله و أتمنى من الله أن يجمعني معك تح...