لمن يعاني مشكلة في القيام لصلاة الفجر

271 27 2
                                    

حسب تجربتي، الأيام التي لا أقوم فيها لصلاة الفجر، ليست هي الأيام التي أسهرها، أحيانا أنام على الساعة الخامسة صباحا ومع ذلك أقوم للفجر على الساعة 5:55..
الأمر مرتبط بالتوفيق من الله، وبعزيمتك على القيام وحرصك، وخصوصا خصوصا بابتعادك عن الذنوب..
لقد لاحظتها في نفسي كثيرا، اليوم الذي أذنب فيه، يتبعه تقريباً أسبوع لا أقوم فيه للفجر، إلا إن تبت وأَلحقت الذنب بالتوبة، فليلة التوبة أقوم فيها للفجر مهما سهرت الليل (أنا إنسانة تسهر كثيرا، لا وجود للنوم المبكر في قاموسي. - وأعلم أنه خطأ، هداني الله-)
فكما قلت لك أختي، ابتعدي عن الذنوب، لأن الذنب هو الذي يحرمك العبادة، وهذا مما سمعناه من سلفنا الصالح أيضا، أنهم حين كانوا يرون من أنفسهم تقصيرا في العبادة، أو حرمانا من قيام الليل -وركزي معي، من قيام الليل لا من القيام لتأدية الفرائض- كانوا يُحيلونها لذنوبهم، وأنهم بسبب ذنوبهم حرموا الطاعة.. حُرموا النوافل، أما الفرائض، أن نُحرم منها فهذا يعني أن الذنب عظيم، أو أن هناك تراكم لذنوب كثيرة أوصلتك لدرجة الحرمان من تأدية الفريضة.. والأمر هكذا صدقيني، لا هو بقوة جسم، ولا صغر في السن، ولا فراغ في الوقت، ولا سهر ولا أي شيء، هي ذنوب تحرمك القرب من الله والتوفيق لعبادته، فلا تستهيني بها !!!
هذا وطبعا، علينا الأخذ بالأسباب، حاولي ألا تسهري، أوصي والديك أن يصحيانك لتأدية الصلاة، حددي وقتا في المنبه، لا تكتفي بمنبه واحد، الخ...

وأخيرا، كما يقول العلماء، البيت الذي تُحيطه أسوار عالية، لا يستطيع السارق أن يقتحمه حتى يقتحم الأسوار.. هذه الأسوار هي النوافل، حين تحفين صلواتك بالنوافل فإنك تُبعدين الخطر عن الفرائض، لأنه وإن تنازلت عن العبادات، فإنك ستتنازلين عن النوافل فقط، لأن الأساس عندك هو تأدية الفرائض والنوافل..
والشيطان إن أراد أن يخرب عليك صلاحك، عليه أن يهدم سور النوافل، وهذا بعد عناء طويل، وبعدها يمر لسور الفرائض..
وإن حففت تلك الأسوار بأذكار ستشتد قوتها وسيصعب على الشيطان تجاوزها، وسيصبح الوصول للفرائض أمر شبه مستحيل.. الخ..
وسور صلاة الفجر، هو قيام الليل، إن أنت تعودت على قيام الليل، تصبح صلاة الفجر عندك من المسلمات التي لا نقاش فيها، ولا مجال أبدا أبدا للتنازل عنها.. وتستطيعين أن تزيدي من قوة وصلابة هذا السور، بقراءة الأذكار بعد الصلاة، وبالبقاء قائمة حتى الشروق تذكرين الله.. الخ..

وكل ما ذكرت، لا يستقيم إلا إن كنتِ صادقة مع ربك، متوكلة عليه حق التوكل، ولسانك يلهج بالدعاء بأن يوفقك سبحانه للقيام بين يديه والناس نيام.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

لأننا غاليات2 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن