في مدرستي، هناك فترة تدريبية على العمل، تدوم شهرا في السنة الثالثة والرابعة، ومدة تتراوح بين أربع أشهر وست أشهر في السنة الخامسة.
وحاليا أنا في هذه الفترة التدريبية، التي زادتني كرها وبغضا وحقدا على النظام التعليمي ككل، وعلى عمل المرأة بالخصوص.
أقضي جل يومي مع ثلاث فتيات وشابين في المكتب، لمدة ثمان ساعات في اليوم. وشخصيا، بعيداً عن الدين، لا أفهَم كيف لفتاة رُخِّصَت لها الراحَة أن تفضِّل ذلك التعب وذلك الإرهاق الجسدي على راحتها، إلا إن كانت مضطرة لذلك، لا أفهم أين هي هذه الحلاوة التي يجدونها في العمل، إرهاق وتعب وإجهاد. وأكثر ما لا يُحتَمَل هي الطاعة لعبد يأمرك كما يشاء، لأنَّكِ تعملين عندَه !
ذهبت مع الكاتبة العامة، إلى المحكمة لنحصل على توقيع لبعض الوثائق، وكان ذلك يوم الجمعة، فدخلنا إحدى المكاتب، وكانت الغالبية العظمى من العاملين في المحكمة نساء، فوجدنا إحدى العاملات، والتي كانت عندها حاجتنا، والتي كانت تعرفها الكاتبة، فجلست الاثنتين تتبادلان أطراف الحديث، الذي دار بشكل مجمل على الرجال وعلى الزواج الذي أصبح غير ناجح في زماننا، وبشكل عام كانت الاثنتين، تعزز كل واحدة منهما للأخرى فكرة "لا تتكلي على الزوج، لأن الزواج اليوم لم يعد ناجحاً، اعملي واستقلي بذاتك حتى إذا لم ينجح زواجك لا تكونين ذليلة لأنه ينفق عليك .."، هه ولأن هذه المواضيع تستفزني، فضَّلت ألا أتدخَّل وألا أشاركهم الحوار لأنهم أبعَد بكثير من أن يتقبلوا كلامي، ولأني لا أستطيع تحمُّل تلك الأفكار فأفضل اعتزالها حتى لا تصدر مني ردة فعل قاسية. فسكتت واكتَفَيتُ بالاستماع، وبينما الموضوع يتعمق أكثر فأكثر، تشتت تركيزي فلم أعد أسمع ما يقُلن، وفي لحظة سمعتُ الكاتبة تقول " ختي را مني كات كوني خداما عند شي واحد را خصك تطيعيه، را بزز منك تديري ديكشي اللي كاي قولك حيت راه مخلصك" والله هكذا سمعتها بالحرف الواحد، وصُعِقت من هذا الكلام. للذين لا يفهمون اللهجة المغربية، قالت : عندما تعملين عند شخص معين فإنه يجب عليك أن تطيعيه غصبا عنك لأنه يدفع لك أجراً"، وقالتها بنبرة، كأنه استعباد قسما بالله .. أنا تصدمت ..
وراح فكري مباشرة، للزوج الذي أُمِرَت المرأة أن تطيعَه، لكنها تأبى ذلك وتعارض ودائما ما تجدينها غير راضية لأن الله أمرها هي ان تطيعه بينما لم يأمره هو بذلك.
أليس هذا الأجر الذي يقدمه لك مديرك، هو نفسه النفقة التي ينفقها عليك زوجك ؟ لكنك مع ذلك تأبين طاعة زوجك، وترضين بطاعة رجل غريب فقط من أجل قدر معين من النقوذ (وهنا كلامي ليس أبدا موجه لمن اضطرَّتها الظروف للعمل، أتكلم عن التي تعيش في هناء لكنها تصر على العمل).
والمشكلة، هو أنه هناك فرق شاسع بين طاعتك لزوجك، وطاعتك لرب عملك.
طاعتك لزوجك، تكون عن حب، تكون بدافع المودة والرحمة التي بينكما، تكون نابعة من أعماق فؤادِك لأنَّه رفيقك وحبيبك وكل أسرَتك، وأنسك وسكنك، لا تشعرين حيال ذلك بأنك تطيعينه غصبا عنك، بل تستحلين ذلك. يا أخوات لماذا تدخلن على الزواج كأنكن داخلات على حرب ؟
- لا لن أطيعه، سيرى سأجعله هو يطيعني !!!!
![](https://img.wattpad.com/cover/118825263-288-k907000.jpg)
أنت تقرأ
لأننا غاليات2 🌸
Duchoweهذا الكتاب عبارة عن مجموعة كتابات قصيرة تعرفك على قيمتك عند ربك، على قيمة حجابك، صدقيني اقرئي كلماتي بصدق اقرئيها بقلبك قبل عينيك لن تندمي قسما بالله ستتغير حياتك من ضنك لراحة نفسية شاملة أنت غالية أحبك في الله و أتمنى من الله أن يجمعني معك تح...