لأننا غاليات2 🌸

العشر الأواخرمن رمضان

الليلة هي أول ليلة من أجمل عشرة أيام في السنة، ومن أبرَكِها وأشرَفِها.
فاغتنموها، واغتنموا هته الليالي الباقية، لا يجعلكم التقصير فيما مضى تيأسون فيما هو آت من خير وقربات، فأبواب العتق لا زالت مفتوحة، والفجر قريب أي أن قيام الليل كاملا ليس بطويل، والجو بارِد معتدل، فلا حَرَّ يُعيِينا ولا طول القيام يُتعِبنا .. اغتنموا هذه الليالي يا أخواتي الكريمات، غدا يغدو رمضان ونُتبِعُه بالحسرات والندم..
أوصيكم بكثرة الدعاء، لا تدعوا ليلة إلا وقد أعمَرتم سقف بيوتكم بالدعاء.
تصدقوا كل ليلة ولو بدرهم أو نصف درهم، بهذا تضمنون مصادفة ليلة القدر، فهي كما ثبت في السنة وقتها في إحدى أيام العشر الأواخر.
صلُّوا ولو ركعتين كل ليلة، بنية قيام الليل حتى تصادفوا ليلة القدر وأنتم قائمون تصلون لله في عمق الليل.
اقرؤوا القرآن كل ليلة، ولو سورة قصيرة واحدة.
حاولوا أن يكون لكم من كل خيرٍ نصيب، فلا ندري أي الأعمال تقبل عند الله، وأيُّها ربما المُنجية.
أزيد على ذلك بوصية جميلة، لو استطعتم تطبيقها في إحدى هذه الليالي العشر لفزتم فوزا عظيما، ألا وهي قيام الليل بألف آية حتى تكتبوا من المُقَنطَرين.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ ) صححه الألباني في صحيح أبي داود (1264) .
يَصعُب قيام الليل بألف آية ما إن بدأنا التلاوة من طوال السور لأن الآيات تكون طويلة، وقد تم حساب ألف آية من الأجزاء الأخيرة، فيبدأ القائم القراءة من سورة التحريم إلى سورة الناس، فيكون بذلك قد أكمَل ألف آية. لا تأخد وقتا طويلا صدقوني، فقط ما أنصحكم به هو أنه من أراد أن يقوم بهذه المسألة فليبدأ القيام من صلاة العشاء، بمعنى ألا يذهب لصلاة التراويح ويستغل ذلك في هذه العبادة، ففي كلتا الحالتين هو يبغي قيام الليل. ولا يُؤتم الرجل ما إن ترك التراويح جماعةً لأنها نافلة لا فريضة.
أوصيتكم بأبسط ما يمكن للمسلم القيام به في هذه العشر الأواخر، فلا تقتصروا عليها فقط، وليعبد كل واحد فيكم ربَّه على الطريقَة التي تجعله إليه أقرَب، وبأقصى طاقاتكم ..
أسأل الله أن يوفقني وإياكم لكل خير، وأن يلحقنا بليلة القدر صائمين قائمين قانتين لله على عبادَة خالصة لوجهه عز وجل.
_
1- روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان إذا دخل العشر الاواخر أحيى الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر».
وفي رواية لمسلم: «كان يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيره».
2- وروى الترمذي وصححه، عن علي رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الاواخر، ويرفع المئزر».