لأننا غاليات2 🌸

حتى المنتقبة تأثرت بالنسوية

المشكل بغظ النظر عن السوق وما يحمل من متطلبات فاسدة.. أن المنتقبة والمختمرة والمحجبة والمستقيمة أصبحت تحلم بتحقيق الذات متجاهلة الأحكام الشرعية..
وهنا لست أنتقد فكرة تحقيق الذات كفكرة في ذاتها، لأنه على مر العصور كانت تحب المرأة أن يكون لها اسما في المجتمع -كما قال العلامة محمد ولد الددو-، لكنهن كن يسعين لذلك ويُحققن ذلك بعد النظر في عدة شروط، أولها عدم إهمال الواجبات المفروضة عليها، ثانيها الحفاظ على طهرها وعفتها، وثالثها عدم احتكاكها واختلاطها بالرجال، والكثير الكثير، فإذا رأت أن الخطر على دينها غير قائم تصدرت للمنصب (الذي يُلائِم طبيعتها الأنثوية)..
فهل تحققت هذه الشروط في زماننا للتصدي للعمل؟
هل تضمنين أنك أولا سترعين حق البيت والزوج، وحق الأبناء ولن تضيعيهما للنجاح في عملك؟
هل تضمنين أنك لن تُخالطي الرجال حتى تأنسي بهم وتزول الكلفة بينكما، حتى تُصبحان على معرفة تامة ببعضكما وأنتما ما تكلمتما قط؟
وهل تضمنين أصلا، بغظ النظر عن الاختلاط، أنك لن تكلمي رجلا قط، ولن تُضاحكيه، ولن تنغمسي وسط ضحكاتهم ونكتهم الجماعية في الشركة؟
هل تضمنين الثبات عندما يمد لك المدير، او بعيدا عن المدير، في اللقاء الأول لقاء العمل ( l'entretien d'embauche) عندما سيمد لك من يمتحنك يده لتُصافحيه، وقد درَّسونا أنه عليك مصافحته بقوة حتى تُعبري على قوة شخصيتك وعزيمتك.. هل تضمنين الثبات حينها؟ هل تظنين أنك فعلا بقوة إيمانية تجعلك تقولين بكل فخر أنك لا تصافحين الرجال؟ أو لنفرض أنك أخبرتِه بذلك، هل ستقولينها بعزة أم أنك ستقولينها بكل انكسار كأنك أحدثتِ جُرماً، وتكون تلك بداية الشعور بالعار بسبب تمسكك بدينك..
هل تضمنين أن من سيعمل معك من الرجال، سيُوَقرونك فردا فرداً، ما يُدريك أنهم لن يطمعوا فيك، أو لن يُضايِقوك ؟
هذا ونحن نفترض انك تحافظين على شكل حجابك الشرعي.. مع أنه كل من انغمس في تلك الأوساط (إلا القليلات) يبدأن بتقليص حجابهن شيئاً فشيئا..

ما يحز أكثر في هذا التعليق، هو أن المنتقبة تشربت العلمانية، والموجة النسوية حتى باتت لا ترى لنفسها قيمة إلا وهي بشهادة ووظيفة..
ما يُؤلِم هو أنها اتخذت العمل حُلماً ولا نلومها في ذلك.. لكنَّا نلومها لأنها غفلت أو ربما تغافلت عما قد يُفقدها دينها وطهرها وعفتها...
و أستغرب فعلا ممن ترمي بنفسها وسط تلك البحار المظلمة الهائجة، وتوهِم نفسها بالنجاة..

لله الأمر من قبل ومن بعد..
نسأل الله الهداية والصلاح والثبات لأخواتنا ولإخواننا المسلمين في كل مكان.
نسألك اللهم رجوعاً إلى فطرتنا الأولى النقية..

#لله_قلمي