...3...

1.7K 56 0
                                    

" هل تريدين أن آخذك إلى الطبيب "
سألها مروان 
" كلا يا بني سيأخذها السائق إن كانت تريد فأنت متعب "
اعترضت الجدة بحدة لم تعرف سببها منال 
التي أجابت بشيء من الامتعاض 
" لا شكرا ...سأتحسن بعد أن أرتاح "
عادت إلى غرفتها و تناولت اقراص قد تساعدها قليلا 
نظرت إلى الساعة التي تشير عقاربها إلى الثانية 
لديها بعض الوقت 
ستنام حتى الرابعة 
ضبطت المنبه و حين استلقت تذكرت شيئا 
" يجب أن عطي جدتي الدواء "
قفزت متجهة نحو الصالة لكنها سرعان ما عادت لترتدي حجابها 
يجب أن تتعود على ذالك منذ اليوم و صاعدا 
فتشت عن الجدة في غرفة الجلوس فلم تجدها ثم اتجهت إلى غرفتها 
سمعت قهقهات تنبعث من الغرفة 
ابتسمت منال لضحكهما 
قرعت الباب 
" تفضلي يا ابنتي "
أطلت منال برأسها مرح 
" كيف عرفتي أنه أنا "
قالت العجوز مقلدة إياها 
" لأنك نسيني إعطائي الدواء "
و حين أدركت منال نظرات مروان الموجهة إليها 
أحست بالخجل 
و اتجهت إلى حيث الأدوية متجاهلة إياه 
" لم لم تذكريني إذا ؟"
قالت 
" لأنني أعرف أنه مستحيل عليك نسيان ذالك "
" أرى أن لك ممرضة خاصة ياجدتي "
قال مروان بإطراء زاد من خجل منال 
" إن منال حفظها الله دائما ما ترعاني جيدا "
جلست منال قربها على السرير لتطوقها 
" هذا لأنك أعظم جدة في العالم "
ابتسمت العجوز لها 
" هاه ....بدأت أغار "
ضحكت الجدة قائلة 
" حفظكما الله لي و أطال عمري لأرى أبنائكم إن شاء الله "
هنا قفزت تلك الصورة أمام منال 
هل تذكرونها 
تلك الصور للطفلة ذات الشعر الأسود 
هل من المعقول أن تكون ابنة مروان 
غمضت عينيها بشدة مبعدة الصورة 
" هيا الآن خذي دوائك "
رن هاتف مروان النقال 
نظر إلى الرقم ثم خرج ليجيب 
أما منال فأعطت الجدة الدواء و خرجت متجهة إلى غرفتها 
لكن كلمات و صلت إلى مسامعها إستوقفتها 
" آسف .... أقسم بأني نسيت "
توقفت لتصغي الي تتمت الحديث 
" قلت نسيت ........" ثم قهقه ضاحكا " حسنا سأكلمها .... مرحبا حبيبتي ...." 
لقد تغيرت نبرة صوته 
و كأنه يكلم طفل أو طفلة 
هل تكون تلك الطفلة 
" كيف حالك هاه ماذا تريدين أن أجلب لك ......" عاد ليضحك " حسنا حسنا و ماذا أيضا "
انسحبت منال إلى غرفتها 
لا تريد أن تسمع المزيد
من تكون يا ترى هذه الطفلة 
و من كان يكلم 
هل يعقل بأن .......

عهد الطفولة ........ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن