" هل تريدين أن آخذك إلى الطبيب "
سألها مروان
" كلا يا بني سيأخذها السائق إن كانت تريد فأنت متعب "
اعترضت الجدة بحدة لم تعرف سببها منال
التي أجابت بشيء من الامتعاض
" لا شكرا ...سأتحسن بعد أن أرتاح "
عادت إلى غرفتها و تناولت اقراص قد تساعدها قليلا
نظرت إلى الساعة التي تشير عقاربها إلى الثانية
لديها بعض الوقت
ستنام حتى الرابعة
ضبطت المنبه و حين استلقت تذكرت شيئا
" يجب أن عطي جدتي الدواء "
قفزت متجهة نحو الصالة لكنها سرعان ما عادت لترتدي حجابها
يجب أن تتعود على ذالك منذ اليوم و صاعدا
فتشت عن الجدة في غرفة الجلوس فلم تجدها ثم اتجهت إلى غرفتها
سمعت قهقهات تنبعث من الغرفة
ابتسمت منال لضحكهما
قرعت الباب
" تفضلي يا ابنتي "
أطلت منال برأسها مرح
" كيف عرفتي أنه أنا "
قالت العجوز مقلدة إياها
" لأنك نسيني إعطائي الدواء "
و حين أدركت منال نظرات مروان الموجهة إليها
أحست بالخجل
و اتجهت إلى حيث الأدوية متجاهلة إياه
" لم لم تذكريني إذا ؟"
قالت
" لأنني أعرف أنه مستحيل عليك نسيان ذالك "
" أرى أن لك ممرضة خاصة ياجدتي "
قال مروان بإطراء زاد من خجل منال
" إن منال حفظها الله دائما ما ترعاني جيدا "
جلست منال قربها على السرير لتطوقها
" هذا لأنك أعظم جدة في العالم "
ابتسمت العجوز لها
" هاه ....بدأت أغار "
ضحكت الجدة قائلة
" حفظكما الله لي و أطال عمري لأرى أبنائكم إن شاء الله "
هنا قفزت تلك الصورة أمام منال
هل تذكرونها
تلك الصور للطفلة ذات الشعر الأسود
هل من المعقول أن تكون ابنة مروان
غمضت عينيها بشدة مبعدة الصورة
" هيا الآن خذي دوائك "
رن هاتف مروان النقال
نظر إلى الرقم ثم خرج ليجيب
أما منال فأعطت الجدة الدواء و خرجت متجهة إلى غرفتها
لكن كلمات و صلت إلى مسامعها إستوقفتها
" آسف .... أقسم بأني نسيت "
توقفت لتصغي الي تتمت الحديث
" قلت نسيت ........" ثم قهقه ضاحكا " حسنا سأكلمها .... مرحبا حبيبتي ...."
لقد تغيرت نبرة صوته
و كأنه يكلم طفل أو طفلة
هل تكون تلك الطفلة
" كيف حالك هاه ماذا تريدين أن أجلب لك ......" عاد ليضحك " حسنا حسنا و ماذا أيضا "
انسحبت منال إلى غرفتها
لا تريد أن تسمع المزيد
من تكون يا ترى هذه الطفلة
و من كان يكلم
هل يعقل بأن .......
أنت تقرأ
عهد الطفولة ........ مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة هكذا هي الحياة ... تجد نفسك تسير في دربها و حيدافي طرقات خالية من أي شخص عداك و من أي صوت عدى عن صوت خطوات قدميك الحافية و هي تلامس الأرض الصفراء الترابية و قد تعودت أصابعك على لهيبها تتساقط دموعك فتتبخر دون أن يدرك أحد و ج...