" مروان بالله عليك أخشى أن يراني أحد هكذا "
أخرج مروان رأسه من صندوق السيارة و هو يمسك بشال كبير في يده
أخرجه من الحقيبة المعدة مسبقا
" لاعليك فلا يوجد أحد في مثل هذا الوقت "
لف الشال الكبير على رأسها غطى كتفيها العاريتين
" و هذا سيقيك من برد المساء"
" دعني أبدل الفستان "
قالت راجية
إلا أنه أمسك بيدها متجاهلا كلامها
و سارا حتى و صلا أمام البحر
ابتسمت له منال و هي تثبت الشال عليها
" كم أنت عنيد ؟"
جلسا على الرمال يحدقان في البحر و مصغيان إلى صوت الموج
و كأنه يعزف سنفونية عنواناها المساء
استلق مروان في حجرها
مررت أصابعها في شعره
" مروان؟.... "
أجابها مهمها
كان يغمض عينيه
" لم جلبتني إلى هنا "
أجابها
" كي أعيد الأحداث للوراء ... إلى هذه النقطة بالتحديد ثم ناتبع و كأن شيء لم يحدث"
تصلبت بيدها لما قاله
يا إلاهي كيف يفكر هذا الإنسان
و تلام على حبه ؟
أمسك بيدها يقبلها
" أريدك أن تنسي تلك الأيام منال و ..."
توقف حين رئا دموعها
اعتدل جالسا
" لم تبكين "
أجابته تمسح دموعها
" أنا لا أبكي .... بل هذا من فرط سعادتي بك "
قال مغيرا الموضوع
" لو لم تضعي مساحيق تجميل لكان ذلك أفضل"
سألته بعدم رضا
" و لم لا؟ ألا يعجبك؟ "
قرص خدها مداعبا
" بلى لكنك أفسدته بالدموع "
ابتسمت خجلة من تصرفها ثم دفنت و جهها في كتفه
" لا الآن حان دور ملابسي للتسخ "
ضربته على كتفه بأن يكف عن ذلك
أحاطها بذراعيه هامسا
" تعلمين بأنني طوع أوامرك أميرتي "
راقبا شروق و الشمس
الذي بعث في نفسيهما الحماس لبدأ حياة جديدة
" ماذا لن تسألينني إلى أين سنذهب ؟"
سألها و هو يساعدها على الوقوف
هزت رأسها نافية
" أنا طوع أمرك "*************************
ما أن دخلا الغرفة حتى اكتشفت منال بأنها هي نفسها الغرفة التي حجزها مسبقا
إلتفتت إليه
" لقد رتبت لهذا مسبقا أليس كذلك ؟"
هز كتفيه متظاهرا بالبرائة
" قد تكون مصادفة "
ردت عليه و هي تشير للحقائب
" و هذه مصادفة أيضا ؟"
حك ظهره مغيرا الموضوع
يبدو أن رمال الشاطئ هاجمت ظهري
ضحكت منال عليه و قالت مجارية إياه
" اذهب و استحم "
ابتسم لها
" سأفعل لكن إياك أن تنام هذه المرة "
طغت الحمرة و جهها لكنها قالت لتغطيها
" لا أعلم فقد أبقيتني مستيقظة طوال الليل "
خلع قميصة و دخل الحمام قائلا
" لا بأس سأعرف كيف أتصرف معك "حين خرج و جدها تقف على الشرفة تراقب من خلف زجاجها
و قد استبدلت فستانها الأبيض
بقميص طويل من الحرير زهري اللون و تركت شعرها منسدلا على كتفيها
أحاطها مسندا ثقنه على كتفها
" مالذي تفكرين به ؟"
إلا أنها لم تجب
أدارها لتواجهه ليسألها قلقا
" منال مالأمر ؟"
هزت رأسها بلا شيء
أمسك بذقنها لتواجه عينيه
" بم تفكرين؟"
لم تجد خيار آخر
قالت
" ماذا لو حدث شيء ..."
فهم ما تقصد ابتسم لها
" لن يحدث شيء ..... بإذن الله "
بقيت تحدق بعينيه فترة مفكرة
لتقفت بعدها على أطراف أصابعها مطوقة عنقه
ترفع نفسها إليه هامسة
" سأبقى إلى جانبك دائما "
" لن أتركك أبدا ... "
كان هذا عهدا أبديا بين عاشقين عانا الكثير و مستعدان لمواجهة الكثير الكثير
لأجل أن يبقيا معاتمــــــــــــــــــت
أنت تقرأ
عهد الطفولة ........ مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة هكذا هي الحياة ... تجد نفسك تسير في دربها و حيدافي طرقات خالية من أي شخص عداك و من أي صوت عدى عن صوت خطوات قدميك الحافية و هي تلامس الأرض الصفراء الترابية و قد تعودت أصابعك على لهيبها تتساقط دموعك فتتبخر دون أن يدرك أحد و ج...