...25...

1.9K 36 13
                                    

" مروان بالله عليك أخشى أن يراني أحد هكذا "
أخرج مروان رأسه من صندوق السيارة و هو يمسك بشال كبير في يده 
أخرجه من الحقيبة المعدة مسبقا 
" لاعليك فلا يوجد أحد في مثل هذا الوقت "
لف الشال الكبير على رأسها غطى كتفيها العاريتين 
" و هذا سيقيك من برد المساء"
" دعني أبدل الفستان "
قالت راجية 
إلا أنه أمسك بيدها متجاهلا كلامها 
و سارا حتى و صلا أمام البحر 
ابتسمت له منال و هي تثبت الشال عليها 
" كم أنت عنيد ؟"
جلسا على الرمال يحدقان في البحر و مصغيان إلى صوت الموج 
و كأنه يعزف سنفونية عنواناها المساء 
استلق مروان في حجرها 
مررت أصابعها في شعره 
" مروان؟.... "
أجابها مهمها 
كان يغمض عينيه 
" لم جلبتني إلى هنا "
أجابها 
" كي أعيد الأحداث للوراء ... إلى هذه النقطة بالتحديد ثم ناتبع و كأن شيء لم يحدث"
تصلبت بيدها لما قاله 
يا إلاهي كيف يفكر هذا الإنسان 
و تلام على حبه ؟
أمسك بيدها يقبلها 
" أريدك أن تنسي تلك الأيام منال و ..."
توقف حين رئا دموعها 
اعتدل جالسا 
" لم تبكين "
أجابته تمسح دموعها 
" أنا لا أبكي .... بل هذا من فرط سعادتي بك "
قال مغيرا الموضوع 
" لو لم تضعي مساحيق تجميل لكان ذلك أفضل"
سألته بعدم رضا 
" و لم لا؟ ألا يعجبك؟ "
قرص خدها مداعبا 
" بلى لكنك أفسدته بالدموع "
ابتسمت خجلة من تصرفها ثم دفنت و جهها في كتفه 
" لا الآن حان دور ملابسي للتسخ "
ضربته على كتفه بأن يكف عن ذلك 
أحاطها بذراعيه هامسا
" تعلمين بأنني طوع أوامرك أميرتي "
راقبا شروق و الشمس 
الذي بعث في نفسيهما الحماس لبدأ حياة جديدة 
" ماذا لن تسألينني إلى أين سنذهب ؟"
سألها و هو يساعدها على الوقوف 
هزت رأسها نافية 
" أنا طوع أمرك "

*************************
ما أن دخلا الغرفة حتى اكتشفت منال بأنها هي نفسها الغرفة التي حجزها مسبقا 
إلتفتت إليه 
" لقد رتبت لهذا مسبقا أليس كذلك ؟"
هز كتفيه متظاهرا بالبرائة 
" قد تكون مصادفة "
ردت عليه و هي تشير للحقائب 
" و هذه مصادفة أيضا ؟"
حك ظهره مغيرا الموضوع 
يبدو أن رمال الشاطئ هاجمت ظهري 
ضحكت منال عليه و قالت مجارية إياه 
" اذهب و استحم "
ابتسم لها 
" سأفعل لكن إياك أن تنام هذه المرة "
طغت الحمرة و جهها لكنها قالت لتغطيها 
" لا أعلم فقد أبقيتني مستيقظة طوال الليل "
خلع قميصة و دخل الحمام قائلا 
" لا بأس سأعرف كيف أتصرف معك "

حين خرج و جدها تقف على الشرفة تراقب من خلف زجاجها 
و قد استبدلت فستانها الأبيض 
بقميص طويل من الحرير زهري اللون و تركت شعرها منسدلا على كتفيها 
أحاطها مسندا ثقنه على كتفها 
" مالذي تفكرين به ؟"
إلا أنها لم تجب 
أدارها لتواجهه ليسألها قلقا 
" منال مالأمر ؟"
هزت رأسها بلا شيء 
أمسك بذقنها لتواجه عينيه 
" بم تفكرين؟"
لم تجد خيار آخر 
قالت 
" ماذا لو حدث شيء ..."
فهم ما تقصد ابتسم لها 
" لن يحدث شيء ..... بإذن الله "
بقيت تحدق بعينيه فترة مفكرة 
لتقفت بعدها على أطراف أصابعها مطوقة عنقه 
ترفع نفسها إليه هامسة 
" سأبقى إلى جانبك دائما "
" لن أتركك أبدا ... "
كان هذا عهدا أبديا بين عاشقين عانا الكثير و مستعدان لمواجهة الكثير الكثير
لأجل أن يبقيا معا

تمــــــــــــــــــت

🎉 لقد انتهيت من قراءة عهد الطفولة ........ مكتملة 🎉
عهد الطفولة ........ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن