و تقدمت بكل هدوء
تتأمله و هو ينام هربا عن ذلك الألم اللعين الذي يتربص به
جلست قربه
لتعود و تتناول يده
تريد أن تحس بوجوده قربها فهي تحتاج إليه
حتى و لو كان هو من يحتاج إليها
فهي لا تستمد قوتها إلا منه
بعد ساعات غفت فيها قربه
استفاق مروان
ليشد على يدها
نظرت إليه تبتسم له
" الطبيب قال بأنه قادر على معالجتك ... سيجرون لك عملية غدا و ستشفى "
رد عليها
" بإذن الله "
ثم عاد يغلق عينيه بألم
" هل لا زلت تتألم "
عاد لينظر إليها
" نوعا ما "
همت واقفة تسأله
" أتحتاج شيئا ؟"
ابتسم لها مطمئنا
" كوب ماء لو سمحتي "
سكبت له الماء و ناولته إياه بعد أن اعتدل جالسا بإعياء
ارتشف منه ثم ناوله إياها مبتسما
إلا أنها ما أن رأت ابتسامته حتى ارتعشت يدها الممسكة بالكوب
لم تعد قادرة على تمالك نفسها
أمسك بيدها
حاولت أن تبادله الابتسام و تتظاهر بالقوة أمامه
تكلم قائلا
" منال لا أريدك أن تخافي علي ... فلن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا "
لم تستطع أن تتكلم لكنها اكتفت بأن تهز رأسها
عاد ليستلقي و هو يغمض عينيه منهكا من الألم الذي يجتاحه
إلا أنه لايزال يمسك بيدها
همس
" ابقي قربي"
عضت شفتها السفلى تمنع شهقة باكية
هو يتألم و يتعذب
يطلب منها البقاء قربه
مالذي عساها أن تفعله كي تخفف عنه
جلست
و مدت يدها الأخرى تمسح على رأسه
بينما لا تزال الأولى في يده و لو خفت قبضته
أخذت تتلو بعض من آيات الله
و تتوسل إليه داعية بأن يخفف عنه و يشفيه
فتح عينيه و كأنه يتأكد بأنها قربه
شدت علي يده تأكد له وجودها معه*********************************
بعد إجراء فوحوصات كانت سريعة أدخل موران غرفة العلمليات
فالوضع كما و ضح الطبيب لا يحتمل التأجيل يوم واحد
فلا يمكن المقامرة في وقت كهذا
كانت تضم يديها في حجرها عل ذلك يخفف من ارتعاشهما
و تهز ركبتها قلقة غير قادرة على تمالك نفسها
تزفر بين لحظة و أخرى
تحاول بأن ترتب كلماتها في دعاء الى الله
إلى جانبها كانت زوجة أبيها ترفع يديها متضرعة
أمل تمسك بمصحف صغير ترتل آياته
أما ندى فكانت تطوق منال علها تخفف من قلقها الذي يكاد يفقدها صوابها
سعيد، و زياد يجلسان في محاولة للمحافظة على هدوئهما
أما خالد فقد كان يقطع المكان جيئة و ذهابا
فجأة
" لا أستطيع التحمل أكثر "
صرخ خالد و هو يضرب بيده على الجدار
قفز الجميع واقفا بهلع
تقدم منه زياد
" مالأمر يا خالد اصبر قليلا"
أجابه خالد و دمعة خائفة على صديقه تنحدر رغما عنه
" ألا ترا لقد مرت ساعة كاملة لا بد أن مكروها أصابه "
و ما أن أنها جملته
حتى عقبه هتاف منال التي انهارت
" لا ... مستحيل أن يصيبه مكروه "
كانت ترتعش و دموعها قد بللت وجهها
إلتفتت إلى زوجة أبيها
" عمتي هو و عدني .... فلن يسمح بأن يصيبه مكروه "
احتضنتها زوجة أبيها
قال خالد الذي بدأ ييأس
" الله و حده من يسمح أو لا يسمح بذلك "
نهره زياد و هو يلاحظ انهيار منال
زاد ارتعاش منال و على صوت بكائها
حاولت الأم تهدأتها و كذالك ندى
أما أمل فاتجهت نحو خالد مسددة له صفعة قوية
" و تسمي نفسك رجلا "
نظر إيها بحنق
ثم ترك المكان نافذ الصبر
بعد نصف ساعة أعلن عن إنتهاء العملية بنجاح
لكن لم يسمحوا لأحد برؤيته
سألت منال محتجة
" لم؟ أنا زوجته و لا يمكنك منعي أرجوك "
قال سعيد للطبيب و الذي يرا سوء حالة أخته التي قد تفقد عقلها قريبا
" دكتور دعها تدخل هي فقط "
قال الطبيب و هو يخط شيئا في نقرير مروان
" لا ليس الآن حتى تستقر الأمور و ننتهي من الترتيبات الازمة تسطيع رؤيته بعدها "
قالت منال
" هل هو بخير "
نظر إليها الطبيب بضيق فلم يعد قادرا على التركيز في عملة
" لقد أجريت العملية بنجاح لكن يجب أن ننتظره حتى يستيقظ "
"هل تقصد بأنه قد تحدث مضاعفات ؟"
سألته منال غير آبهة بضيقه
أجابها و عينيه على مجموعة أوراق
" هناك دائما إحتمال كهذا "
تحدث سعيد متداركا الأمر و هو يسحب منال خارج الغرفة
" لكن هذا لا يعني أن يتعرض مروان لمضاعافات سيكون بيخر اطمأني "
نظرت إليه تتأكد من كلامه و كأن ماسيقوله هو الخبر اليقين
تابع مؤكدا
" نعم ...فحالته لم تكن بذلك السوء "
و ضعت رأسها على صدر أخيها
" سعيد.....شكرا لك "
حينها أحس سعيد بألم جعل قلبه يتقلص
على أخته الصغيرة فقد عانت و تألمت أكثر من أي مخلوق على وجه هذه الأرض
ماذا لو أصاب مروان مكروه ما
مالذي سيحدث لها ؟
أي فكرة شنيعة هي اللتي عرضها على مروان
لكان حتما قد تسبب في موتها
كالقاتل الذي يحكم على ضحيته بالموت قتلا
ضمها إليه بشدة
و كأنه بذلك يعتذر عن تلك الفكرة اللتي لا علم لها بها
قفزت الإثنان فجأة
على استنفار الممرضين و الأطباء
و صوت طنين الأجهزة يدوي في الأرجاء
" مروان !"
أنت تقرأ
عهد الطفولة ........ مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة هكذا هي الحياة ... تجد نفسك تسير في دربها و حيدافي طرقات خالية من أي شخص عداك و من أي صوت عدى عن صوت خطوات قدميك الحافية و هي تلامس الأرض الصفراء الترابية و قد تعودت أصابعك على لهيبها تتساقط دموعك فتتبخر دون أن يدرك أحد و ج...