...14...

496 19 0
                                    

سمعت قرعا على الباب 
أجابت و هي تعلم من القادم 
دخل و على ملامحه الجدية و الهدوء
" أصحيح ما سمعت"
لم تعرف لم لم تستطع النطق بالايجاب 
فقط أطرقت رأسها بسكون 
من يراها 
لا يستطيع أن يستشف الاجابة منها 
تقدم منها ليجلس قربها 
" ندى قالت أنك وافقتي، صحيح؟"
هزت رأسها 
إحتضن و جهها بين كفيه 
و علت ابتسامة حنونة محياه 
" منال عزيزتي ............ثقي كل الثقة بأني أتمنى لك الخير 
و أنتي تعرفين خالد أكثر مني ، هو إنسان رائع و لو لم يكن لما وافقت عليه أبدا"
لم تعلق 
بل تعلقت عيناها بعيني أخيها الصادقتين 
كانت تبحث فيهما 
ما إن كان القرار الذي اتخذت صحيح أم لا ؟
قبل جبينها و كأنه يحس بها 
" لا تخافي فأنا أثق بأن خالد سيهتم بك و لن يظلمك أبدا"
فكرت 
و هل خالد هو المشكلة؟
أضاف و قد تلاشت ابتسامته
" لكن إن كنت لا تريدن الزواج فلن يحدث ذلك"
يا إلاهي 
لم قلبها بدأ يقرع طبوله 
تريد ؟
أم 
لا تريد؟
حاولت أن ترسم صورة لعائلتها في المستقبل 
و كيف ستعيش مع أبناء و بنات 
تشملهم بالأمان الذي فقدته
" لا أنا موافقة يا سعيد"
قالتها دفعة واحدة
مسح على جانب و جهها 
بحركة ذكرتها بجدتها رحمها الله 
كانت دائما ما تمسح على و جه مروان هكذا 
و ما أن مرت صورة مروان أمامها 
حتى أحست برجفة تسري في عظامها 
" مابك"
سألها سعيد و قد لاحظ تغيرها 
قالت لها برجاء 
" أرجوك أن تبحث عن مروان ..."
هم بمقاطعتها لكنها تداركتها 
" أريد فقط الاطمئنان عليه ، أرجوك "
تنهد سعيد
ليجيبها 
" حسنا "
افلتت دمعة منها و هي تقول شاكره 
" ستصنع لي معروفا لن أنساه"
قبل رأسها ليقول 
" سامحيني إن قسيت عليك "
أمسكت بكفه لتقبلها بدورها 
" أنت أخي ....... لا داعي لذلك أبدا"
تكره أن ترا ه بكل عنفوانه يطلب السماح
هنا 
أدركت و ضعه 
لم لم يتزوج حتى الآن؟
لكنه خرج قبل أن تجد جوابا لسؤالها 

" ماذا وافقت ؟!"
لم يستطع مروان تصديق ما يسمعه 
كان صديقه المقرب يجلس أمامه 
يخبره بوافة حبيبته على الزواج منه هو 
نظر إليه يبتسم بارتباك
" أنت تمزح خالد ؟"
أجابه خالد و هو يسند ظهره على الكرسي غرفة الجلوس
" و لم أمزح ...لقد أخبرتك بأني سأتقدم لها و هي وافقت ما المشكلة ؟"
ثم أضاف 
" كنت أظنك تعلم بالأمر ؟"
إلا أن مروان قال بوجه شاحب 
" خالد منال لم توافق أليس كذلك ؟"
قال خالد بانزاج واضح 
" بلا و لتو أخوها أخبرني بموافقتها "
بعد صمت طال 
تبدلت ملامح مروان المذهولة 
إلى البرود ليقول 
" مبروك يا خالد"
ابتسم خالد بارتياح 
" شكرا لك "
لكنه أعقب مستفهما 
" لكن أين اختفيت طوال تلك المدة ؟"
عدل مروان من جلسته ليجيب 
" كلفت بمهمة رسمية خارج الدولة "
ابتسم خالد لصديقه ممازحا 
" لذا حصلت على إجازة الآن و أنا الذي ظننت أنك ..."
إلا أن خالد تدارك نفسه و بتر جملته 
قال مروان بعينين ثاقبتان 
" ظننت ماذا؟"
قال خالد و هو يعلم بأن خطبته لمنال ستسبب توترا بينه و بين صديقه 
" ظننت أن مكروها أصابك لم لا تركت هاتفك مقفل "
فكر مروان بالموضوع 
لقد أضاع هاتفه حين هاجمته نوبة الألم تلك 
قال
" لم يعمل معي خارج الدولة فبدلت الرقم "
أحس مروان بأنه ينافق صديقه 
و لا يستطيع مجاراته بالحديث حتى يرحل 
لذا قال 
" عذرا خالد لكنني مرهق كثيرا و أود أن أرتاح "
بالتأكيد فهم خالد الوضع 
و فهم مقصد مروان أيضا 
" حسنا أراك لحقا "
و دع مروان صديقه 
ليعود و يلقي بنفسه على الكرسي
إلا أنه قفز فجأة متألما من جرح العملية 
عاد ليجلس بهدوء 
و هو يضع يده موضع الألم اللعين 
كله بسببك 
بسببك أنت 
لو لم تكن
لكانت منال الآن لي
فكر 
و ما أدراني بأنها ستوافق علي ؟
هي اعترفت بحبها لي و كيف لن توافق؟
إذا لم وافقت على خالد؟
خالد صديقه ؟ 
هو لن يلوم خالد 
فقد كان صريحا معه 
و أخبره عن نيته 
لم يخدعه أو يخونه 
صارحه و هو بدوره لم يمنعه 
لكنه يلوم منال 
كيف لا أن تعود عن كلامها 

عهد الطفولة ........ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن