نطقت شفتيها آليا بـ
"نعم أقبل"
لتخر بعدها جالسة على الارض
أسرعت ندى إليها
" منال هل أنت بخير؟"
إلا ان منال كانت تحدق بلاشيء فاغرة فاههها
و جهها شاحب من الصدمة
هل وافقت لتوها على الزواج بمروان أم خالد؟
مروان عاد ؟
عاد ليتزوجني؟
هل هي حقيقة أم خيال؟
التفتت إلى وجه ندى القلق و المذهول في نفس الوقت
" هل قال مروان ؟"
ندى لم تجب بل رفعت نظرها إلى أمها التي تقف قربها
انطلقت أمل تحتضن منال
" ألف مبروك يا منال "
بدأت الابتسامة تتسلل إلى و جه منال
احتضنت أمل و جهها قائلة
" نعم إفرحي لقد قال مروان فعلا"
انسكبت دموع منال
" إذا مروان بخير "
بخير
مروان هنا
عاد إلي
لقد استجاب الله لدعائي
الحمد لك يا رب
مسحت دموعها و هي تهم بالوقوف
أزاحت خصلات شعرها خلف أذنها و مسحت على و جهها
قائلة
" يجب أن أراه "
و حين مدت يدها للباب
" إنتظري يا ابنتي"
التفتت إلى الأم التي كانت تقول لها راجية
" انتظري حتى يأذن لك سعيد لا تتسرعي"
قالت منال مستنكرة
" أنتظر ماذا فأنا لا أطيق صبرا حتى أراه أرجوك عمتي "
قالت أمل حانقة
" لا يحق لسعيد الآن أن يمنعها من رؤيته "
ردت عليها ندى بحزم
" ألا ترين أن الأمر برمته غريب"
ثم إلتففت إلى منال
" دعينا نرا ما الأمر أولا ..." قم أضافت بهدوء
" ألا توافقينيني؟"
أطرقت منال رأسها
معها حق
كيف سمح سعيد بذلك ؟
إنه غريب فعلا
لكن لا يهم
المهم هو أن مروان عاد سالما
جلست دون أتنطق على كرسي قرب عمتها
لتمسك بيدها
طالبة الأمان منها
لكن سرعان ما قفزت واقفة حين فتح الباب فجأة
ليدخل سعيد ثائرا
" لقد خططا للأمر مسويا "
نظرن إليه مذعورات
ثم تقدم من منال التي طوقتها الأم في محاولة لحمايتها
" و أنت يالك من مسكينة ...كنت منصاعة و منقادة "
التهبت عيناه و هو يمد يده إلى شعرها
" لكنك كنت تخططين في الخفاء "
انتشلها من حضن أمه
" خططم أنتم الثلاثة معا كنت تعلمين بأنني لن أوافق على مروان فأدخلت خالد في مخططكم "
لم تتكلم
لم تنطق بأي شيء
حتى أنها لم تستطع التفكير بأي شيء
ماهذا الكلام الذي يقوله؟
من خطط ؟
من الثلاثة ؟
لم تفهم أي شيء
" ما الأمر يا سعيد؟"
سألته ندى مذعورة
" خالد و أمام الضيوف كلهم أعلن أن مروان هو العريس
و أننا اتفقنا على كل شيء "
" و لم وافقت ما دمت لا تريده "
كان الاستهزاء واضح في صوت أمل
و جه نظرة إليها و هو يجيبها
" لأنني لا أستطيع أن لا أوافق أمام الجماهير الموجودة "
ثم عاد ليشد قبضته على منال
" و هذا ماكنت تفكره به هذه الحقيرة "
صرحت به منال و هي تحاول أنت تبعد نفسها عنه
" أي كلام تافه هذا الذي تقوله ... أنا لم أخطط لأي شيء"
رمى بها
لتسقط على الكرسي التي كانت تجلس عليه
" كفى ..."
أشار باصبعته السبابة مهددا
" لكن تأكدي بأنني سأطلقك منه "
أحست منال و كأن الأرض تهيم بها
هل هو من أثر الضربة أم الصدمة؟
مالذي حدث له ليجعله يثور هائجا هكذا ؟!
ألهذه الدرجة يكره مروان ؟!
" نجوم السماء هي أقرب لك "
ألتفتت الوجوه إلى صاحب الصوت الحازم الواثق في نفس الوقت
" مروان !"
هتفت منال باسمه
مستغربة
مشتاقة
مستنجدة
تقدم مروان بخطوات و اثقة حتى تجاوز سعيد
ليمسك بيد منال و يوقفها
" هيا بنا "
قال آمرا
اعترضه سعيد
" ماذا تظن نفسك فاعلا "
" إنني آخذ زوجتي إلى بيتي" ثم اضاف و هو يرفع حاجبه ساخرا
" هل هناك أي مانع؟ "
هل أسلوب مروان هو من جعل سعيد يقف بلاحول و لا قوة
أم أنها الحقيقة
قال في محاولة أخيرة
" تعلم تماما بأنك لن تستطيع أن تأخذها "
تابع مروان سخريته
" أحقا ؟...لنرا "
التفت إلى منال ليقول بالصوت ذاته
" زوجتي أتردين الذهاب معي أم لا ؟"
منال نفسها شكت في الشخص الواقف أمامها
أهو مروان فعلا ؟
قال حين رءا صمتها
" السكوت علامة الرضا "
ثم دفع بسعيد عن طريقه
ليواصل مسيره و هو يجر منال خلفه
و قبل أن يخرج قال له سعيد مهددا
" حتما ستندم يا مروان "
" افعل ما تشاء"
رد عليه مروان دون أن يلتفت
و حين وصلا إلى السيارة
دفعها أمامه
" اصعدي "
لكنها بدلا من أن تصعد
انهارت قواها لتسقط مغميا عليها
تليقفها مروان قبل أن تسقط على الأرض
و كيف لها أن لا يغمى عليها
و هي عاشت أسبوعين مريرين لم تنعم بالراحة فيهما
و ضعها مروان في السيارة على مقعد المرافق
ليلتف بعدها حول السيارة و يجلس خلف المقود
و ينطلق بالسيارة مسرعا
أنت تقرأ
عهد الطفولة ........ مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة هكذا هي الحياة ... تجد نفسك تسير في دربها و حيدافي طرقات خالية من أي شخص عداك و من أي صوت عدى عن صوت خطوات قدميك الحافية و هي تلامس الأرض الصفراء الترابية و قد تعودت أصابعك على لهيبها تتساقط دموعك فتتبخر دون أن يدرك أحد و ج...