...7...

1.1K 34 0
                                    

كانت تقف تضم يديها إلى صدرها و التردد باد في محياها 
" منال ؟"
هتف بالاسم مستغربا 
قالت هي وقد رسمت شفتاها ابتسامة ليست واثقة منها 
" مرحبا"
بعد لحظات لاحظت فيها أنه قد يرحب بقدومها علا وجهه البرود 
ليقول برسمية
" مرحبا بك "
أحست بوخز في قلبها حيال ذلك
تراجع مفسحا لها الطريق 
" تفضلي "
دخلت بصمت بعد أن لاحظت ردت فعله هذه 
معه حق 
فهي لم تزرهم منذ أن رحلت من هنا 
أحست بتقلص في معدتها لذكر تلك الكلمة 
التي تفرض واقع لا مفر منه
قال لها بعد أن أغلق الباب
" جدتي في غرفتها " ثم أضاف بسخرية حين التفتت محدقة به 
" هل أرشدك إليها أم أنك لازلت تذكرين "
فغرت فاهها ثم عادت و أطبقته بألم 
غير قادرة على الرد
فجموده هذا يجعلها تشك في هوية الشخص الواقف أمامها
أطرقت رأسها 
لو تعلمون كم هي متلهفة إليه 
لكنها لا تستطيع أن تعبر عن ذلك 
لأن هناك جدار قوي لا تدري متى وضع بينهما 
لكنها تدرك تماما بأن من وضعه هو مروان 
سمعت خطواته تتجه مبتعدة عنها
فاتجهت بخطوات سريعة إلى حيث تقبع غرفة الجدة 
هربا من ذلك البرود و بحثا عن دفء جدتها 
لثوان توقفت أمام باب الغرفة 
و يدها معلقة في الهواء قبل أن تهم بقرع الباب
هل ستكون ردت فعلها كما مروان 
شدت يدها الأخرى إلى صدرها قلقا 
لا يهم 
المهم أن تراها 
قرعت الباب 
ليأتي صوت مجيبا جعل الدموع تنسكب شوقا 
مسحتها 
لتدخل 
كانت تجلس على السرير تدلك رجليها 
هوا قلبها لرؤيتها 
جدتي كم اشتقت إليك 
رفعت الجدة رأسها بحثا عن طارق الباب 
لتعلق عينيها عليه 
ارتجف صوتها بـ
" ابنتي "
ما إن سمعت منال تلك الكلمة حتى انطلقت إلى أحضانها 
" جدتي اشتقت إليك "
طوقتها بكل لهفة و حب 
قالت الجدة بصوت باك 
" و أنا كذلك يا حبيبتي "
إذا لم أبعتني عنك ؟
لم تستطع منع نفسها من التفكير بهذا السؤال 
الذي و لسبب ما لم تستطع النطق به 
هل لأنها رأت الدموع في عينيها؟
مسحت الجدة على وجه منال المبلل بالدموع كما تفعل مع مروان عادة 
" كيف حالك يا ابنتي ؟"
أمسكت منال بيدها لتقبلها 
" مشتاقة لك جدتي "
"يا حبيبتي "
قالت ذلك و هي تمسح دموعها 
" كيف تسير أمورك ؟"
عدلت منال من جلستها لتقول متذكرة الواقع 
" على خير ما يرام ؟"
لاحظت التردد على و جه جدتها من طرح سؤالها 
" و كيف هم أهلك ؟"
ابتسمت منال جاعلة الأمر طبيعيا 
فهي تكره أن تربك جدتها 
" إنهم طيبون جدا "
لم تتدارك الغصة من الظهور في صوتها 
قالت لتغطيها 
" لقد تأقلمت معهم بسرعة "
احتضنت الجدة بيدها التي ارتسمت خطوط الزمن عليها 
يد منال التي كانت تشد قبضتها 
لترمقها بنظرة لم تفهمها 
" منال هل أنت بخير ؟"
وسعت منال ابتسامتها قائلا 
" أجل جدتي " ثم أضافت مازحه 
" عدى عن افتقادي لك "
بادلتها العجوز الابتسام 
" و أنا أيضا عزيزتي "
عاد ذلك السؤال ليدور أمامها 
لكنها أيضا لم تسأله فهي لا تريد أن تفسد سعادتها لرؤية جدتها 
قالت منال مازحه 
" و الآن أخبريني كيف تقضين يومك من دوني ؟"
أجابتها تغيضها 
" لقد تدبرت أمري "
أحست منال بقلبها يقتضب 
أكيد فقد خططت للأمر 
أردفت الجدة متابعه 
" صحيح , صديقتك ريم كثير ما تزورني"
ماذا 
فوجئت منال بذلك 
تزورها 
في حين أنها لم تسأل عنها حتى 
قد تكون حقا لا تزال غاضبة منها 
ابتسمت لتسأل
" و كيف هي ؟"
" بخير "
تحدثت منال مع جدتها طويلا مسرورة بلقائها 
محاولة إخفاء شعورها بالألم لما فعلته بها 
و جاهدت كثيرا بأن لا تجعلها تشعر بأنها تعاني لفراقهم 
فهي تحترمها و تحبها مهما كان
يكفيها أن رأتها بعد انقطاع طويل 
يكفيها أن تراها و تطمأن عليها
هي لا تطلب بأكثر من ذلك 
رن هاتفها ليقطع عليهما الحديث
نظرت إلى الرقم 
ليخبو وميض عينيها 
سألت الجدة حين لحظت ذلك 
" من ؟"
رمقتها منال بأسف 
" أخي "
و لدهشتها تناولت الجدة الهاتف من يديها لتجيب 
" مرحبا ....كيف حالك ؟"
أخذت منال تصغي مذهولة من تصرف جدتها الغير متوقع 
" الحمد لله بخير .....هلا سمحت لمنال بالمبيت عندي الليلة ؟"
ماذا !!
دهشت 
و فوجئت أكثر حين سمعتها تقول 
" شكرا لك أقدر لك ذلك "
لازلت منال فاغرة فاهها حين قالت لها 
" ما رأيك ستبيتين عندي "
بالتأكيد يسرني ذلك 
لكن؟؟؟؟
كم انت غريبة جدتي ؟؟؟؟

عهد الطفولة ........ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن