...21...

506 20 0
                                    

أغلق الخط عن سعيد و تنهد مرتاح بعد ان أعلمه عن القرار الذي اتخذه 
أرخى رأسه على الكرسي و هو ينظر إلى منال عبر الباب و هي تتحرك في الحديقة 
ترتب الافطار
أطلت عليه منادية اياه 
تحرك من مكانه سعيدا بها 
كانت تقف تسكب القهوة 
تقدم منها ليطوقها مسندا ذقنه على رأسها 
أحست بأنه يريد أن يقول شيئا 
" ما الأمر ؟" 
لم يجبها بل بقي على و ضعه فترة 
دارت بين ذراعية لتواجهه 
مرسلة السؤال بعينيها هذه المرة 
ابتسم لها و هو ينظر إليها مفكرا 
" كنت أتسائل أين يمكننا قضاء شهر العسل "
أمالت رأسها مستغربه 
" و لكنـ..."
يعلم ما ستقول لذا قاطعها 
" لقد أنهيت كل شيئ مع سعيد "
ظلت تحدق مستغربة به 
" حقا؟"
داعب ذقنه بابهامه كما الطفلة 
" حقا .. لقد انتهى كل شيء الآن "
عادت تسأل متأكدة 
"و لم يعارض أبدا ؟"
أجابها 
" منال لقد أنهيت كل شيء معه و هو تنازل عن اقتراحه ، دفعت له ضعف المبلغ الذي طلبه لكنه رفضه أيضا ... أنت الآن زوجتي و هو راض بهذا الأمر"
أرخت جبينها على صدره و كأن ثقلا قد ألقي عنها 
" يعني لن يبعدني أحد عنك "
"أبدا "
قالها ماكدا لنفسه أكثر
عادت لترفع رأسها مبتسمه 
" هيا الآن قبل ان تبرد القهوة "
كانت محاولة جميلة منها لتجديد الجو 
بادلها الابتسام و هم بالجلوس لتناول الافطار 
قالت و هي تتناول قطعة خبز مدهونة بالمربى 
" أتعلم مبا أفكر ؟"
" ماذا ؟"
قالت بحماس 
" بـ منال "
قهقه ضاحكا عليها و على جوابها الغير متوقع ليقول
" و لم تفكرين بها "
مدت يدها لتأخذ البيضة منه و تقشرها له 
" لا أعلم فقط خطرت في بالي "
ثم رفعت نظرها عن البيضة لتقول بحماس 
" إنها طفلة جميلة و ذكية لقد أحببتها كثيرا "
ناولته البيضه 
ليأخذها و هو يقول 
" و أنا أحبها كثيرا"
" مرون لم هي متعلقة بك هكذا؟"
ضحك على سؤالها 
" ماذا هل تغارين ؟"
أطرقت رأسها خجلا 
" أتريد الحقيقة لقد فعلت في بادئ الأمر "
ثم قالت تعيد دفت الحديث 
" لم تجبني "
تراجع للوراء 
" قولي ما سر تعلقي بها ؟"
" و لماذا؟"
تأملها مبتسما 
" سر تعلقي بها هو أنت "
سألت مستغربة 
" و ما دخلي أنا ؟"
أجابها 
" ألم تلاحظي تشابه الأسماء ... أنا من سميتها "
تابع و هو يرا تفاجئها 
" حين و لدت كنت بعيدا عنكم و كنت أشتاق لك كثيرا 
و لدها هو صديقي و كنا معا حين وصله خبر ولادتها 
و من فرحته طلب مني أن أسميها ..فكانت أرى منال كما كنت أراك حين كنتي طفلة 
تعلقت بها كثيرا و صرت أقضي معها الأوقات و أطلب من والدها اصطحابه معه حين نلتقي"
صمت و هو يرا تفاجأها و اندهاشها 
ثم عاد ليقول مبتسما لها 
" لكن بالتأكيد لم تنسني اياك "
" مروان " 
شهقت مذهولة 
ألهذه الدرجة يحبها 
سالت دمعة من عينها 
لكنه قال متداركا الوضع 
" لا زلت أذكر كيف ظننتها ابنتي "
شهقت لتذكرها الأمر 
قالت محتجة و جنتيها تشتعلان إحراج 
" و أنت لم تنفي الموضوع "
ضحك عليها قائلا 
" و ماذا أنفي و قد صغتي كل شيء كما تريدين 
ثم ... لقد أعجبني الأمر"
سألت مستغربة 
" أي أمر؟"
" غيرتك "
أجابها بنظرات ماكره 
قالت محرجة 
" مروان كفى "
قال متظاهرا بعدم التصديق و هو يضع يده على رأسها 
" يا إلاهي كيف فكرت بأنني من الممكن أن أتزوج "
ألقت عليه منشفة صغيرة كانت على الطاولة 
" كفى"
قهقه عاليا على تصرفاتها الطفولية 
أما هي فقد سرها أن تراه سعيدا هكذا 
" هيا الآن "
قال ذلك و هو ينهض من على المائدة 
" إلى أين ؟"
سألت ليجيبها 
" ماذا أتريدين أن قضي النهار في المنزل "
ابتسمت و هي تدفع بالكرسي تلحقه 
" و أين سنذهب ؟"
" جهزي نفسك الآن و سنرى لاحقا "

عهد الطفولة ........ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن