تأملت الباب المغلق خلفه
ما هذا ؟
أجتمعا ليختلفا؟
جلست على السرير
و أخذت تحدق في الفراغ
تسترجع كل الأحاث التي مرت بها اليوم
فقد استيقظت هذا الصباح و هي تشجع نفسها
و تتهيأ لأن تبدأ حياتها من جديد مع شخص غير مروان
و لكنها انتهت بالزواج به هو
الذي لاتعلم أين كان و كيف ظهر ليتزوجها
نظرت حولها
ها هي في غرفتها من جديد
فقد أخذها مروان مرغما أخيها على قبول الواقع
أتا بها إلى هنا
و ...
جأة
أحست بوجنتيها تشتعلا
لتذكرها حدث لم تمر عنه سوى دقائق
عظت شفتها السفلى خجله
غير مصدقة ما حدث
إلا أنها سرعان ما انقلب مزاجها
لتذكرها إنقلاب ردة فعله هو الآخر
هو من وافق خالد فلم يغضب الآن
هي تعبت و ملت كل هذا العذاب
أرادت أن تنعم بحياة مستقرة
و أسرة تعوضها عن كل ما فقدت
خالد إنسان رائع
تعرفه جديدا و قد إعترف بحبه لها
فقد كان هو المؤهل الوحيد الذي من الممكن أن تثق به و أن تكون أسرة معه
لكن هذا لم يعني أبدا بأنها لم تحب مروان
أو أنها تخلت عنه
فهو أكثر إنسان يعلم بقدر حبها له و تعلقها به
إلا أنها حين علمت بأنه يعلم عن الموضوع
لم يكن بيدها أن تفعل شيء
حتى أنه اختفى دون أن يقول لها شيئا
أكان عليها أن تعيش الكآبة و الوحدة
أملا في أن يعود لها
لكن الحمد لله بأن الله استجاب لدعهائها
و رأف بحالها
لكن الأمر الغريب
هو كيف تزوج بها مروان بدلا من خالد؟!
لا يهم
يجب عليها أن لا تبقى هكذا
فقد عانيا الكثير
يجب عليها أن تزيل سوء التفاهم هذا
فما حدث حدث
لم تصدق متى و جدته و اجتمعت به
نهضت
لكنها قبل أن تغادر الغرفة
أطلت على المرآة تتأكد من شكلها
رتبت شعرها خلف أذنها
و عدلت ياقة قميصا الأزرق
و حين أدركت ما تفعل
ضحكت على نفسها
فهي أصبحت شديدة الحرص على أن يراها مروان بأفضل حلة
تنهدت ثم غادرت
كان المنزل هادئا
و هذا ليس بالأمر الغريب
فلا يوجد غيرها و مروان
و هما متخاصمان
أضافت مفكرة بابتسامة
"حاليا "
هي واثقة جدا بأنها ستصلح هذا الخلاف البسيط بينهما
و ينتهي كل شي
طرقت طرقات خفيفة على باب غرفته
لم يجب
حركت المقبض هامة بالدخول
لتجده يستلقي على السرير نائما على بطنه
و رأسه يسترخي على يديه المعقودتين
ابتسمت
يبدو منهكا فقد نام بسرعة
خرجت و هي تسحب الباب خلفها بهدوء تغلقة
" ماذا كنت تريدين "
جائها صوته البارد سائلا
عادت لتدخل
" آسفة إن كنت أيقضك "
كان يجلس على السرير عاري الصدر متكأ على مرفقة
هم بالوقوف
لكنه عاد ليجلس و كأنه تذكر شيئا
تناول قميصه الداخلي الذي كان ملقى على السرير قربه
ليرتديه ثم يقف متجها نحوها
" ما الأمر ؟"
ابتسمت له لتقول و هي لا تعلم من أين تملكتها الشجاعة
" لم أحتمل فكرة أنك غير راض عني "
رفع حاجبه ساخرا كما يفعل عادة
" و هل يهمك ذالك؟ "
لم تعد واثقة من نفسها
فنظراته هذه رغم أنها ساخرة
تجعلها تفقد السيطرة على نفسها
نظرت في عينيه
" و كيف لا يهمني رضا الشخص الذي أحب"
أحست بأن رباطة جأشها بدأت تتلشى
و اصطبغ و جهها باللون الأحمر
لذا استدارة عائدة و هي تقول
" لكن إن كنت ترا غير ذالك فـ..."
أمسك بيدها ليسحبها عائدة أمامه
ابتسم ابتسامة خبيثة
و هو يدنيها منه مستمتعا بنظراتها المرتبكة
ليقول بصوت لا يسمعه غيرها
" إن كنت أرا غير ذلك فماذا ستفعلين ؟"
حاولت أن تستعيد زمام الأمور الذي أفلت منها
" سأدعك و شأنك و .."
قاطعها و هو يفلت يدها
لكن لا ليتركها
بل ليحيط بخصرها الرقيق
" لكنني لن أدعك و شأنك "
تعالت دقات قلبها
و باتت مدركة بأنه يصغي إلى كل نبض فيها
ماتت الكلمات على شفتيها حين أزاح خصل شعرها عن جبينها
و يطبع قبلة عميقة عليه
قال و شفتاه لا تزالان على جبينها مغمض العينين
" أنت تضعينني في موقف خطير "
حاولت التكلم و هي تجاهد لإخراج صوتها
" لم ؟"
زفر بحدة و هو يضمها إليه
" يجب أن أسوي الأمور مع أخيك "
أخيك
هذه الكلمة جعلتها تنتفض بين ذراعية
أبعدها عنه قليلا متأملا ملامحها المذعورة
" مالأمر ؟"
قالت وقد أدركت لتوها وضعمها
" إنه حتما سينفذ و عده "
ابتسم مطمئنا
" لا يمنال لن يستطيع ذلك "
أنت تقرأ
عهد الطفولة ........ مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة هكذا هي الحياة ... تجد نفسك تسير في دربها و حيدافي طرقات خالية من أي شخص عداك و من أي صوت عدى عن صوت خطوات قدميك الحافية و هي تلامس الأرض الصفراء الترابية و قد تعودت أصابعك على لهيبها تتساقط دموعك فتتبخر دون أن يدرك أحد و ج...