حالت بينه و بين الباب
لتقول بكل اصرار
" لا يا مروان لن أسمح لك بالرحيل " أضافت بحده
" أنظر إلى نفسك "
كان التعب باد على و جهه
و بالكاد تستطيع قدماه حمله
تقدم منها ليقول بعينيه قبل شفتيه
" منال لقد اتفقت مع أخيك على أن ألتقي به اليوم "
صمتت للحظة
لتقول بعدها
" فليكن ... ليأتي هو إليك ..." أضافت مأكدة " هنا"
تحرك مروان و قد استسلم جسده قبله
ليجلس على الكرسي مريح رأسه على المسند
و يخرج الهاتف من جيبه
ليضغط على أزراره و من ثم يرفعه إلى أذنه
جلست قربه بترقب
تحدث معها وأغلق الهاتف
سألته
" هل سيأتي "
هز رأسه مجيبا
لتتنهد هي الأخرى بارتياح
أحست بكفه تغطي يدها
لترفع نظرها اليه حيث عينيه الجادتان
قال لها
" منال هل أنت مستعدة لمقابلة أخوك "
ابتسمت و هي تعلم ما يقصد
و كما أنها تعلم كيف من الممكن أن يتصرف أخوها
" اطمئن ..."
بادلها الابتسام بشيء من الارتياح
كان القلق واضح عليه
وقت قائله
" سأحضر لك شيئا تأكله"
لم يعارض
بل قال
" أتحتاجين مساعدة "
نظرت إليه من فوق كتفها لتقول ممازحة تغير الجو
" من شخص بات يصارع الحمى.. لا شكرا"
إلا أنه قطب حاجبيه منزعجا من كلامها
لتقول و هي تتابع طريقها
" آسفه كنت أمزح"
أحست به يخفي أمرا عنها
أم أنه لقاء أخوه هو ما يزعجة
بالتأكيد
هي نفسها متوترة من هذا اللقاء
الذي يهدف لتسوية الأمور
أحست به و كأنه لقاء رئيسين لتهدأت الأوضاع بين دولتين
أطلقت ضحكة خافتة لنفسها على هذا التشبيه
و بينما هي تعد الافطار
فكرت
ترا مالذي يحمله أخيها
و هل سيستطيع مروان التفاهم معه
يجب عليها أن تتخذ موقفها اذا احتدم الأمر بينهما
لكن لا تعلم لم تحس بطمئنينة
و أن أخيها سيتفهم الأمر و لن يصر على رأيه أكثر
أعدت الطعام و أخذته له
ليتناولا افطارهما بصمت مترقبين و صول سعيد
***********************
قرع جرس الباب
لينقبض قلبها معه
ابتسمت لمروان في محاولة لتهدأته
لكنها حين نظرت إليه
و جدت أنه لا يحتاج إليها
" أنا سأفتح "
ثم اتجه لتفتح
تبادلا التحية برسمية
و جلسا بكل هدوء
" أتشرب شيئا ؟"
سأل مروان
ليرد سعيد بسخرية و هو ينظر إلى من ستعد الشراب للضيف
" لا شكرا "
تعلم تمام بأنه يسخر منهما على لعبها دور الزوج و الزوجه
التوا فم مروان ساخرا هذه المرة
و هما كذلك في الحقيقة
ثم قال موجها حديثه إليها
" هلا تركتنا لوحدنا "
و بكل هدوء لكن بعدم رضا
انسحبت منال عنهم
إلا أنها لم تستطع منع نفسها
من الإنصات إليهم
أحست بقلبها يضرب بقوة حين سمعت صوت مروان يتكلم بكل ثقة
" إذا ها نحن قد تزوجنا و أصبحت منال زوجتي .... هل هناك ما يمنع الأمر ؟"
تلمست الضيق في صوت سعيد الذي قال
" لا أبدا ... و لكن لدي شروط"
انقبض قلبها أكثر خشية من هذه الشروط
جائها صوت موران مجيبا بكل ثقة
" تفضل ... ما هي شروطك "
أحست بالخوف أكثر
تكلم سعيد ممليا شروطة
" أولا على منال أن تعود معي "
"ماذا!! "
لم تستطع منال منع نفسها من الدهشة
غطت فمها خشية أن يلاحظا وجودها
واصل سعيد حديثه
" حيث عليها أن تزف من منزلها كما تفعل أي عروس "
لا تدري لم أحست بدمعة تنسكب على وجنتها
هل لكلام أخيها و فكرته
أم لرغبتها بالشعور بتلك اللحظة و الأمان
تزف بخطا ثابتة وواثقة
غير مترددة و لا محتارة
مسحت دمعتها تواصل الاصغاء
" و ننهي ترتيبات الزواج كما يجب .....كما عليك أن تدفع ...."
شهقت حين سمعت رقم المبلغ
كيف يسمح لنفسه بطلب هذا القدر من المال
فاجئها مروان حين فتح الباب ليقول بانزعاج لها
" اذا ما رأيك بعد ما سمعتي "
نظرت إليه برتباك
لينضم إليهم سعيد
و يقول بنظرة ذات مغزا
" لن يمكنها الرفض"
قالت معترضة
" لا يمكنك أن تطلب هذا المبلغ منه و كما أنه ........."
منعها مروان من المتابعة و هو يوجه حديثه إلى سعيد
" ليس لدي مانع حيالـ......."
و لم يتم جملته
لسقوطه مغشيا عليه
إلا أنه لم يقع أرضا و ذلك لتلقف سعيد له
هتفت منال باسمه
" مروان! "
أسنده سعيد إليه قائلا
" لا تقفي هكذا ... ساعديني "
أخذوه إلى الأريكة و ممددوه عليها
ركعت قربه
تهزه من كتفه
" مروان ... مروان أجبني... قلت لك بأنك لست بخير "
أنت تقرأ
عهد الطفولة ........ مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة هكذا هي الحياة ... تجد نفسك تسير في دربها و حيدافي طرقات خالية من أي شخص عداك و من أي صوت عدى عن صوت خطوات قدميك الحافية و هي تلامس الأرض الصفراء الترابية و قد تعودت أصابعك على لهيبها تتساقط دموعك فتتبخر دون أن يدرك أحد و ج...