...13...

540 19 0
                                    

(الجزء السابع عشر ..........هل تقبلين؟)
دخلت ندى و أمل الغرفة على منال
اللتي لم تغادرها منذ أسبوع
و انتظرتاها حتى أنهت تلاوتها للمصحف الشريف
و ضعت المصحف جانبا
ثم رفعت يديها بدعاء راجية الله و مستعينة به
"لااله الا الله الحليم الكريم , سبحان الله رب السموات السبع , ورب العرش العظيمالحمد لله رب العالمين , اللهم اني اعوذ بك من شر عبادك حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرةاللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها
اللهم احفظلي مروان من كل شر و أعده إلي سالما يا أرحم الراحمين
اللهم لا ملجأ و لا منجا منك إلا إليك
إني أمتك فارحمني يا رب العباد
أعده لي سالما غانما لا يشكو أي بأس
اللهم إنه عبدك فالطف يا الله
اللهم اجعلنا من الصابرين ... اللهم اجعلنا من الصابرين ... اللهم اجعلنا منالصابرين
الحمد لله رب العالمين
و صلى الله و سلم على نبينامحمد و على آله و صحبه أجمعين"
كانت تدعو دعائها
بكل تضرع و خشوع
راجيا الله أن يفرج كربها
أم ندى فكانت عيناه تدمع لمرئا أختها
الذي يفطر القلب
و أمل كانت تأمن خلفها
لفت منال سجادتها
و وضعت حجابها
ابتسمت لمرئا أختيها
" تقبل الله "
قالت أمل تبادلها الابتسام
ردت عليها منال و هي تستغرب دموع ندا
" منا و منكم صالح الأعمال"
ثم أعقبت
" ندى ما الأمر لم تبكين "
مسحت ندى دموعها تهز رأسها نافيه
" فقط تأثرت بدعئك "
أطرقت منال بصرها و كأنها تردد الدعاء مجددا في داخلها
نادتها ندى
" منال ؟"
رفعت منال رأسها مبتسمة
"نعم "
قالت
" إن كنت لا تريدين الزواج من خالد فلن نجبرك و لكن....."
قاطعتها منال مختصرة الحديث
" لا يهمني "
" ماذا؟"
سألت ندى
جلست منال قربها لتقول
" كل ما يهني أن يعود مروان سالما "
نظرت إليها ندى مستغربه
التفتت منال تجيبها
" لا يهمني إن تزوجت خالد أم لا ... كل ما أطلبه هو أن يكون مروان بخير و لم يصبه أي مكروه"
لم تستطع إخفاء تهدج صوتها في جملتها الأخيرة
و الدمعة اللتي تسللت من عينها
قالت أمل اللتي عادت إلى بروده كسابق عهدها
" قد يكون هو من يتعمد الابتعاد عنك و أنت هنا تبكينه"
ابتسمت منال لأمل
اللتي لاحظت تغيرها المفاجئ بعد أن كانت تتعاطف معها
" حتى لو كان كذلك ...سأظل أدعو الله أن يحفظه سالما "
احتضنت ندى أختها باكية
" منال ... لا تكابري "
أجابتها منال و كادت شجاعتها أن تخونها
" لا يا ندى أنا لا أكابر...... فأهم شيء في حياتي الآن هو أن يكون مروان بخير"
سألت أمل
" ماذا عن خالد؟"
لا تنكر منال أنها فوجئت بسؤالها
إلا أنها أجابت
" خالد إنسان محترم طيب و خلوق ...لم مرة ما يعيبه "
عادت لتسألها
" ماذا عن مروان ؟ ألم تقولي بأنك لن تتزوجي غيره "
أحست منال بطعنة موجهت إليها
إلا أنها استطاعت ججاوزها فقد أصبحت محترفة بذلك
" مروان إنسان يعني لي الكثير لكن لا يمكنني أن أجبره على شيء هو لا يريده
و كما قال خالد هو على علم بالموضوع فلا يسعني أن أفعل شيء و الحياة يجب أن تستمر "
قالت أمل واقفة
" أهكذا بكل بساطة تتخلين عن كل شيء "
ثم أضافت ساخرة
" يبدو أن كلام ندى و أخي أثر فيك"
زجرتها ندى
" أمل دعيها و شأنها "
ردت منال و الابتسامة لم تفارقها
" دعيها ندى "
أما أمل فخرجت غاضبة
" لا تكترثي لكلامها منال "
هزت منال رأسها
" أبدا "
عادت ندى لتسألها و الحماس باد في عينيها
" هل أفهم بأنك وافقت على خالد "
هزت منال رأسها إجابا دون أن تقولها
عانقتها ندى
" منال ثقي بأن حياة جديدة ستكون أمامك تنسين فيها كل همومك "
تراجعت عنها لتكمل
" ما إن تتزوجي حتى تبنين لك أسرة تحيطك تنسيك كل شيء و تبدئين من جديد"
ابتسمت بشحوب غير قادرة على تخيل الصورة
" آمل ذلك "
نعم تأمل ذلك
فقد ملت و تعبت من كل شيء
و آن لها أن ترتاح من كل هذا العذاب
ستتوكل على الله
لكن كل ما ترجوه هو أن يكون مروان بخير
فهي قلقة و خائفة عليه
تخشى أن مكروها ما قد أصابه
تستطيع أن تتحمل أي شي
حتى بعده عنها
على أن يصيبه مكروه
" يجب أن أخبر أخي بموافتك"
لا تدري منال لم هم الاعتراض بالخروج من حلقها
لكنها بلعته
لتقول بدلا من ذلك
" لم العجلة؟"
أجابتها و هي ترسل نظرات ذات مغزا
" خالد لن يطيق الانتظار أكثر"
فكرت
لم وافقت على الزواج؟
هل حقا ترغب بحياة جديدة تنسى بها الماضي؟
أما أنه الاستسلام ؟
و الرضوخ للواقع ؟
أم أنه اليأس ؟
أم
و أم
و الكثير منها
أم كل الخيارات هي الصحيحه
نفضت رأسها
لا تريد أن تخوض هذه الدوامات من جديد
سمعت قرعا على الباب
أجابت و هي تعلم من القادم
دخل و على ملامحه الجدية و الهدوء

عهد الطفولة ........ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن