(الجزء الرابع عشر ............عاشقان)
" هل ما أسمعه حقيقة"
قال
" و هل هناك مجال للشك "
أراحت رأسها على كتفه لترتاح من الاعياء
مطوقة خصره
ليطلق تنهيدة تخرج من أعماق قلبه
رن هاتفها
لكنها تجاهلته
" هاتفك يرن "
قال ينبها
إلا أنها هزت رأسها الذي لازال يلتصق بصدره
" لم ؟"
سأل ضاحكا
شدت يديها حوله كطفلة عنيدة
" لا أريد الرحيل "
فمن المأكد بأنها أمل من تتصل
عم الصمت لفتره
ليقول بعدها بأسى مدركا الواقع
" يجب أن تذهبي "
دفنت و جهها أكثر رافضة
احتضن و جهها بين راحتي يديه
ليقول يناقض المشاعر التي تفيض بها عينيه و هو يتلمس و جنتيها الناعمتين
" يجب أن تذهبي و إلا الله و حده يعلم ما قد أفعل "
تدفقت الدماء إلى و جنتيها
لتعود و تغطي و جهها بصدره
"لا أرغب بالرحيل
أريد أن أبقى هكذا إلى الأبد
أخاف أن أصحو من حلمي "
طوق كتفيها ليشدها بقوة إليه
تصغي إلى ضربات قلبه المشتاقه
ليهمس في أذنها
" أرجوك منال كفي عن تعذيبي
اذهبي "
تأوهت متذمرة رافضة طلبه
فهي قد عانت كثيرا منتظرة هذه اللحظة
" منال !"
شهقة متفاجئة
انتشلتهما من عالمهما
" ماذا تفعلين ؟"
ظلت أمل تحدق بهما مشدوهة
إلا أنها قالت و هي تجر منال خارجه
" أيتها الحمقاء "
و دعت منال مروان بعينيها بلا حول و لا قوة*************************
" هلا فسرت لي ما رأيت "
قالت أمل غاضبة بعد أن غلقت باب غرفة منال خلفها
رمت منال بنفسها على السرير
لتبتسم محدقة بالسقف حالمة
" لقد اعترف بحبه لي يا أمل "
قفزت أمل بحماس لتجلس قربها
" حقا ؟"
جلست منال لتومأ برأسها إيجابا
و هي تتذكر إعترافه لها
عادت الجدية على ملامح أمل
" لذا كنت غارقة في أحضان عاشقك المتيم و أنا أرتجف خوفا من أن يكتشف سعيد أمرنا"
ألقت منال بنفسها للخلف و هي تغطي و جهها بيديها خجلة
" أتعلمين بأنه اتصل يستعلم عنا لقد و ضعتنا في موقف محرج "
بالطبع منال لم تكن معها
بل كانت تلعب بخصلات شعرها حالمة
قالت مبتسمة حين يأست من أختها
" هنيئا لك به "
و خرجت لتتركها تسترجع ما حدث
انقلبت على جانبها
و هي تتذكر كيف جذبها إليه يحتضنها ليحرقها دفئ أنفاسه حين همس في أذنها
و ضعت يدها على قلبها الذي تعالت ضرباته
و كأنها تخشى بأن يسمعه أحد غيرها
تعالى رنين هاتفها ليجعلها تقفز جالسة
مدت يدها إليه
لترا أسم مروان يضيء على شاشته
لكنها لم تقو على الاجابة
فأصابعها تشنجت و لسانها انعقد مكانه
ظلت تحدق باسمه حتى توقف الرنين
لوت فمها بخيبة
إلا انه عاد يرن و لكن بنغمة لوصول رسالة
فتحت الرسالة
لتترقرق عيناها حين قرأتها
" منال قلبي تصبحين على خير حبيبتي "
تخيلته يقولها كما اعتاد دائما
كتبت ترد عليه
" و أنت بألف خير "في تلك الليلة سهرت منال طويلا حتى نامت
فهي كلما أغمضت عينيها تراءت لها صورة مروان أمامها
لذا لم تستيقظ إلا على صوت رنين و لكنه لم يكن رنين المنبه بل كان رنين هاتفها
التقطته بعد أن ابتسمت لمعرفة من المتصل
" صباح الخير "
و صلها صوته الأجش دافئا
لتجيبه بصوت بالكاد يسمع و ابتسامة كسولة ترتسم على شفتيها
" صباح الخير"
أطلق آهة طويلة
لتقول منال بعدها مرتابة
" هل أنت بخير؟"
قال يجيبها
" لا لست بخير "
أجفلت إلا أنه أكمل قبل أن تنطق بأي شيء
" فأنا أتعذب شوقا لك "
أحست منال بنفسها تذوب خجلا
لذا رفعت الغطاء بحركة سريعة تغطي به رأسها
و تنطوي تحته و كأنها بذلك تمنعه من رؤية احمرار و جنتيها
أطلق ضحكة هوا قلبها لها و كأنه رأى تصرفها هذا
طرقات على الباب جعلتها تقول بعجلة
" يجب أن أنهي المكامة "
أجاب بأسف
" حسنا إلى اللقاء"
أغلقت الخط لتجيب طارق الباب حانقة و هي تتربع على سريرها
" من ؟"
دخلت أمل
" مابالك حانقة هكذا "
قالت منال و هي تشيح بوجهها تمط شفتيها
" لقد عكرت نومي "
رن هاتفها في يدها
رفعته لترى أن رسالة من مروان قد وصلت
لتفتحها على الفور
" لن أستطيع أن أنتظر حتى أراك مرة ثانية "
ابتسمت و هي تجيب في داخلها
" و أنا كذلك "
قالت لها أمل و هي تدير ظهرها راحلة
غير راضية عما يحدث
" لا داعي بأن أخبرك كيف ستكون ردة فعل سعيد إن علم بالأمر "
ضربت بيدها على السرير معترضة
لم على سعادتها أن لا تكتمل دائما
**************************
ابتسم للهاتف الذي في يده و هو يتخيل ابتسامة منال فيه
" لا تعلمين كم أحبك منال "
قال ذلك ليقف و يضع هاتفه في جيب سترته
ثم يضع نظارته الشمسية
ليستقل سيارته متجها إلى عمله
فكر و هو يقود سيارته
لا يمكنني أن أنتظر أكثر
سأذهب الليلة لأطلبها من أخيها
و أنهي كل هذه المعاناة
فمنال لي
منذ أن خلقت و هي لي
و لا يمكن لأحد أن يبعدني عنها بعد اليوم
فجأة
أحس طعنة ألم قوية أسفل ظهره
جعلته يفلت يده عن مقود السيارة ليضغط موقع الألم
جاهد ليركن السيارة جانبا
أحس و كأنه يتمزق من شدة الوجع
كما أن الرؤية أمامه أصبحت غير و اضحة
أخذ يعتصر ظهره حيث الألم
و كأنه بهذه الحركة سيهدأ
و حين طال الأمر
جاهد ليخرج هاتفه
ليتصل بخالد
إلا أن الهاتف أخذ يرن و يرن
و ما من جيب
قذفه بعيدا مطلقا شتمية من بين أسنانه المرصوصة
أخذ العرق يتصبب منه
و الألم يأبى الذهاب
و كأنه و حش مفترس غرس مخالبة بظهره
و أحس و كأن البخار يصعد من جسمه الساخن
لتتحول الرؤية ضبابية أمامه
سقط رأسه ليرتطم بالمقود مغمي عليه
*******************************
أخذت الرؤية تتضح بالتدريج
أدار رأسه باعياء في محاولة لمعرفة مكانه
الحجرة الخالية
و السرير ذي الأغطية البيضاء
و كذلك رائحة المعقم المتشرة في المكان
جعلته يدرك أنه في المستشفى
حاو ل النهوض
إلا أن جسمه المخمل لم يسعفه على ذلك
جاهد ليجلس
و يمد يده نحو الزر إلى جانبه
لتتأتي ممرضة بعد ثوان قليلة
" لقد استيقظت ، حمدلله على سلامتك "
سألها
" من الذي أحضرني هنا "
أجابته الممرضة تشرح له
" لقد و جدك شخص ما و أبلغ الاسعاف "
ثم تابعت حين رأته يحاول النزول من السرير
" جسمك لا زال تحت تأثير المسكن "
قال و هو يمرر يضع يده باعياء على رأسه
" مالذي حدث لي "
ردت عليه
" سيأتي الطبيب ليراك، يمكنك أن تسأله "
ناولته كأس ماء لتقول بعدها
" إن احتجت إلى شيء اطلبني "
ثم خرجت
أراح نفسه للوراء
لينظر إلى الساعة المعلقة على الحائط أمامه
التي تشير إلى الخامسة عصرا
إذا لقد مر و قت طويل و هو هنا
التفت يبحث عن هاتفه لكنه لم يجده
حينها تذكر بأنه ألقاه في سيارته
ضرب برأسه على لوح السرير الذي خلفه كارها ما هو فيه
لم يجب أن لا تسير الأمور كما يريد دائما
دخل عليه الطبيب و يتبعه ممرض و ممرضة
مما أثار الرعب في مروان
" كيف تشعر الآن "
قال مروان حائرا
" لا أشعر بشيء عدى الثقل في جسمي "
قال الطبيب و هو يتناول ملافا من الممرض
" هذا اثر المسكن الذي أعطيناك إياه "
سأل مروان و هو يرا كل هذه الجدية على ملامح الطبيب
" دكتور هل أعاني من شيء "
و ضع الطبيب يديه في جيبي معطفه
" أولا أخبرني هل تذكر ما حدث لك بالضبط "
أجابه و هو يحاول أن يتذكر
" لقد أحسست بألم في أسفل ظهري و بعدها فقدت الوعي "
عاد الطبيب ليسأله
" و هل أحسست بمثل هذا الألم من قبل "
هز مروان رأسها نافيا
" هل خسرت و زنا "
واصل الطبيب أسئلته و كأنه محقق يعمل لحل قضية ما
" أظن ذلك "
أجابه ليزيد استغرابه
سأل الطبيب
" منذ متى آخر مرة أجريت فيها الفحوصات ؟"
لم يتحمل مروان أكثر
" دكتور إن كان هناك شيء فاخبرني فكما ترا أنا لست طفلا أمامك "
تنهد الطبيب ليقول
" يجب أن نجري لك فحوصات لنتأكد أولا "
سأل و صبره يكاد ينفذ
" تتأكد مم؟"
أجابه الطبيب حين رأى الإصرار في عينيه
" هناك احتمال بأن تكون مصابا بورم في الكلية "
دارت الأرض بمروان
" ورم ماذا؟"
سأل في محاولة للتأكد
" سرطان الكلى "
" ماذا؟"
شهق مروان غير مصدق
سرطان
و أي سرطان هذا الذي سيصيبه فجأة
قال و هو يبتسم بارتباك
" دكتور هل أنت متأكد ؟"
أجاب الطبيب
" حتى أستطيع إجابتك يجب أن نجري الفحوصات و التصور أولا "
قال مروان الذي بدأت ضربات قلبه تتسارع خوف من المجهول
" ستكون النتائج إجابية فأنا متأكد بأنك مخطأ"
" آمل ذلك "
***************************
" عمتي أرجوك "
نظرت منال إلى العمة مترجية
قالت العمة
" منذ يومين فقط كنتما في السوق "
ألحت منال و هي تكره أن تكذب على عمتها
" أرجوك أريد أن أشتري هدية لصديقتي "
استسلمت العمة لرجاء منال التي أسرها رؤية الفرح على و جهها
"حسنا و لكن يجب أن لا تتأخرا"
قالت أمل من خلفهما و هي غير راضية عما يحدث
" لا أظن ذلك أبدا "
زجترها منال بنظرة
تقدمت منها أمل لتسحبها معها بعيد عن أمها
قالت لها
" ماذا تظنين نفسك فاعلة "
قالت منال مستفهمة
" ماذا ؟"
هدأت أمل من نفسها لتقول بجدية
" منال عزيزتي هل ستظلين تتلتقين به سرا هكذا "
ردت عليها منال معترضة
" أنا قلقة عليه كثيرا فلم أتحدث معه منذ صباح الأمس"
" لذا تخرجين هاربة للإطمئنان عليه "
قالت أمل ذلك عاقدة ذراعيها على صدرها
أجابت منال و هي تدير ظهرها بحزن
" لو لا منع أخوك لما فعلت ذلك "
عرضتها أمل بيأس
" لكن منال...."
قاطعتها و هي تمسك بيديها
" أرجوك أمل هذه المرة فقط "
أضافت
" لم تسنح لنا الفرصة لنتحدث "
أرسلت لها نظرة رجاء لا يمكن أن ترد
لتقول أمل
" حسنا هذه المرة فقط و ستكون أخر مرة ترينه فيها بهذه الطريقة "
أومأت منال إيجابا و كأنها تقطع و عدا
************************
" ما أن أتصل بك حتى تخرجي فهمتي "
سألت منال و هي تهم بالنزول من السيارة
" ماذا ألن تأتي معي ؟"
أجابتها أمل
" لا سأذهب لزيارة ندى "
أغلت منال الباب لتلوح لأختها عبر زجاج السيارة مودعة إيها بابتسامة
اتجهت منال نحو المنزل مسرعة
إلا أنها و جدت الباب مقفلا
لذا جلست على مقعد في الحديقة تنتظر
نظرت إلى السماء مفكرة
هل تتصل به ؟
لا قد يكون في عمله الآن
نظرت إلى الساعة في هاتفها
كانت تشير إلى السادسة مساء
أتمنى أن يعود قبل أن تعود أمل
فهي بالتأكيد لن تسمح لي بالبقاء
*************************
ترجل من سيارة الأجرة بإعياء
فهو منذ أن علم باحتمالية إصابته بسرطان الكلى و هو لم يرا النوم أبدا
لقد سمح له الطبيب بالخروج بعد أن أجرى له الفحوصات بالأمس و صباح هذا اليوم أيضا
على أن يعود إليه حال ظهور النتائج
كل ما كان يهمه في الأمر هو منال
لا يعلم ما الذي قد يحدث لها لو علمت
ذهل و هو يرى منال تجلس في حديقة المنزل
و أول شيء قفز إلى دماغه هو أن تكون علمت بالأمر
لكن سرعان ما نبذ هذه الفكرة
لأنه ما من أحد غيره و الطبيب يعلم بالأمر
تقدم منها و هو يبتسم مزيلا التعب من على ملامحه
" مساء الخير "
و قفت منال مرحبة بعد ان خرجت من شرودها على ما يبدو
" مساء الخير "
سألها و هو يتجه نحو باب المنزل هاربا من نظراتها الفاحصة التي و من دون شك لا حظت شحوب و جهه
" منذ متى و أنت هنا ؟"
أجابت و هي تفكر بأمر آخر
" منذ ربع ساعة تقريبا "
تقدمت منه تحدق بوجهه
" مروان هل أنت بخير ؟"
أجاب و هو يدفع بالباب داخلا قبلها
" نعم أنا بخير إلا أنني مرهق قليلا من مناوبة البارحة "
ابتسمت بارتياح
" إذا سأعد لك شيئا يبعده عنك "
ابتسم لمبسمها الدافئ
ليومئ مجيبا
اتجهت نحو المطبخ ليتبعها هو الآخر
لجس على الطاولة و هو يراقبها تعد القهوة
التفتت إليه تسأله
" هل أعد لك شيئا تأكله ؟"
ليصطبغ و جهها بحمرة الخجل حين رأت عينيه مسمرتين على و جهها
أشاحت بوجهها عنه
" لم تجبني "
قال و هو يريح ظهره على الكرسي متابعا تأمله
" بالتأكيد أريد "
فكر هل يخبرها بما خطط له
و يقول بأنه ينوي أن يتقدم لها
أم ينتظر حتى تظهر نتائج الفحوصات
و آثر الخيار الثاني
إذ لا يحتمل فكرة تألمها مرة أخرى
و ضعت كوب القهوة أمامه قائلة
" هذا سيكون كفيلا بإبعاد الارهاق "
ثم أستدارت لتتابع عملها
إلا أنها أمسكها من يدها يوقفها
قال و هو يخاطب عينيها
" منال اجلسي أريد أن أتحدث إليك "
أجابته لتجلس قبالة
قال و هو لا يزال يحتضن يدها
" هل أنت سعيدة هناك "
فهمت قصده من السؤال
قالت مبتسمة
" نعم سعيدة فهم لم يقصروا بشيء معي أبدا "
ثم أضافت حين رأته يطرق بصره
" إلا أنني سأكون أكثر سعادة لو ...."
منعها الخجل من إكمال جملتها حين رأت يعينه تتعلقان بوجهها
قال يستحثها
" لو ماذا منال؟"
سحبت يدها
لتقول بصوت بالكاد يصل إلى مسامعه
" كنت معي"
تنهد ليقول
" لو كنت تعلمين كم كنت أتعذب من دونك "
قالت لتغطي خجلها و بشيء من الغيرة
" واضح فقد كنت طوال تلك المدة ترسم حبيبتك الصغيرة "
فهم أي صغيرة تقصد
رد عليها و قد أعجبه الأمر
" نعم فلم يكن سوا أميرتي الصغيرة تؤنسني في و حدتي "
إلتوا فمه بابتسامة قطعت أنفاسها حين رءا علامات التعجب على و جهها
و قفت لتلتقط أنفاسها بعيد عن نظراته
إلا أنه تقدم منها و يقف خلفها
ليقول بصوت لا يسمعه غيرها
" و من غير منال قلبي يمكنها أن تنسيني و حدتي "
قالت تهرب بنظراتها و هي تعلم تماما من المقصود بمنال قلبي
" تلك اللوحات لم تكن لي "
قال يديرها لتنظر إليه
" بل كانت لك "
رأى الدموع التي بدأت تتجمع في مقلتيها
و هي تقول
" ألازلت تذكر كيف كنت و أنا صغيرة "
أجابها و هو يقاوم رغبة بأن يضمها إليه
" و هل نسيت كي أتذكر "
لاحظ تبدل ملامحها فجأة و كأنها تذكرت شيء ما
سألها بحيرة
" منال ما الأمر ؟"
قالت و هي تنظر إلى الأرض
و هي تتذكر كل ذلك الحزن الذي شعرت به
" حين قالت لي ريم بأنك تعتبرني ك.."
قاطعها وقد بدأ الغضب يتصاعد لمجرد ذكر اسم تلك الفتاة
" منال أخرجي تلك الأفكار من رأسك "
ثم أضاف بحنان
" فأنا لم أعرف هذا الشعور معك أبد "
نظرت إليه
" حقا؟"
قال موضحا
" لم يكن كما أفهمتك هي "
ثم أضاف و عينيه ترسل نظرات جعلت عيناها تعانق عينيه
" كل ما أعرفه هو أنك شيء يخصني و حدي، لي وحدي فقط منال
و سأفعل المستحيل كي لا تبتعدي عني ثانية "
رفع يدها إلى شفتيه
إلا أنها سحبتها بسرعة
حين رن هاتفها
لتقول مرتبكة
" يجب أن أذهب "
مرر يده في شعره
" و هو كذلك "
استدارت خارجة
استوقفها قائلا
" منال ، لا داعي بأن تأتي لرؤيتي مرة ثانية ..."
أضاف حين رأى التساؤل في عينيها
" فهذا لا يناسبك "
ابتسمت حين فهمت قصده
" سأجد حلا أفضل "
قال يعدها
لتغادر تاركة إيها يصارع موجة الألم التي اكتسحته مجددا
اتجه إلى حيث و ضع كيس الدواء ليتناول حبة مسكن ملقيا نفسه
على الأريكة في الصالة**************************
" ماذا تقولين؟"
لم تصدق منال ما تسمع
قالت أمل مأكدة و على و جهها ابتسامة
" شخص خطبك من أخي اليوم "
طارت منال فرحا
بالتأكيد إنه مروان
فقد قال في آخر مرة رأته بأنه سيجد حلا أفضل
قفزت منال إلى أختها تضمها فرحا
" هيي تمالك نفسك قليلا "
قالت بعد أن طبعت قبلة على خد أمل
" لقد انتظرت طويلا يا أمل "
أبعدتها أمل لتنظر إلى و جه أختها المشرق
" لم أرك سعيدة هكذا منذ أن قدمت إلى هنا "
ثم أضافت وهي تداعب خدها
" لا بد و أن مروان هذا إنسان عظيم لتحبيه بهذا القدر "
ردت عليها منال بنظارت حالمه
" إنه كل شيء أمل "
قرع الباب ليفتح
و يدخل سعيد الذي قال فور دخوله
" أمل اتركينا و حدنا "
كانت ملامحه جادة مما أثار الخوف في قلب منال من أن يرفض مروان
قال و هو يتجاوزها ليجلس على المقعد قرب مكتبها
" أنت تعلمين بأن شخص قد تقدم لخطبتك و لكن هل تعلمين من هو "
بالتأكيد تعلم
لكنها قالت متمالكة حماسها
" من ؟"
قال و قد تركزت عينيه بغموض في عينيها
" خالد "
من؟
خالد!
صدمت قومية و جهة لمنال
فهي لم تتوقع أبدا أن يكون شخص غير مروان هو من تقدم لها
قالت متأكدة
" خالد صديق مروان ؟"
أجاب و هو لايزال على نظرته تلك
" نعم هو نفسه "
مستحيل
قد يكون هناك خطأ ما
كيف لخالد صديق مروان أن تيتقدم لي أنا
لابد و أن هناك التباسا
" أخي هل أنت متأكد مما تقوله ؟"
أجابها و هو على ما يبدو متوقع ردة فعلها هذه
" نعم متأكد و الآن ما رأيك ؟"
إنه يسأل عن رأيي
بالتأكيد سيكون الجواب هو لا
أجابته و هي تدير ظهرها له
" أعلمه برفضي "
أداراها سعيد لتواجهه
" لقد أمهلنا بعض الوقت لتفكري منال "
ردت عليه معترضة
" ليس هناك داع للتفكير فأنا لا أرغب البزواج به "
قال لها بنظرات حادة
" ترفضين من أجل مروان "
لا تنكر بأنها ذهلت لكلامه هذا إلا انها قالت
" لا أرغب بالزواج به و انتهى الأمر "
رد عليها ببرود
" فكري بالأمر فأنت حتى لو تقدم لك مروان مستحيل أن تتزجيه "
هتفت به محتجة
" لم ؟"
قال و الشرر يتطاير من عينيه
" حتى لو لم يكن رجل على و حه هذه الأرض غيره لما زوجتك إياه"
أحست بالقهر
" لم تكرهه لهذه الدرجة "
اتجه نحو باب غرفتها ليقول قبل أن يطبق الباب خلفة
" لا تحلمي بذالك أبدا لذا يستحسن بأن تخرجيه من رأسك "

أنت تقرأ
عهد الطفولة ........ مكتملة
Roman d'amourهذه الرواية مكتملة هكذا هي الحياة ... تجد نفسك تسير في دربها و حيدافي طرقات خالية من أي شخص عداك و من أي صوت عدى عن صوت خطوات قدميك الحافية و هي تلامس الأرض الصفراء الترابية و قد تعودت أصابعك على لهيبها تتساقط دموعك فتتبخر دون أن يدرك أحد و ج...