شعرت بغصة في حلقها بينما ترتدى الثوب الابيض ..
دليل النقاء..فالابيض طبقا للتقاليد دليل لبراءة العروس ..و رمز للصفاء والنقاء..
صفاء لا تشعر به ..
لم تستطع منع العبوس من وجهها او انعقاد حاجبيها ..
فلقد شعرت بالندم بالفعل وقبل ان تتزوج ..
عضت شفتها السفلية بينما تنظر الي وجهها بالمرآة تلوم نفسها ..
ليتها لم توافق ..
ليتها سمعت كلام امها ..ربما علي الاقل كان يجب ان تمهله ..كما تفعل الفتيات ..
فتتصنع الخجل ..وتتركه ما بين الامل والرجاء ينتظر ..ينتظر كما قالت امها حتى تصل الي مرحلة الادراك.
حتى تنسي ..حتى تكون مستعدة الي ارتداء هذا الثوب ..
فهذا الثوب علي الاخص لابد ان نرتديه في الوقت المناسب ..
لا مبكرا جدا كما تفعل ..وتغامر .
او متأخرا ..ليتها صرفت عن ذهنها فكرة الانتقام من وليد ..فلا تتوقعه متذكرا اياها ..
ثم انها تقامر بحياتها لتنتقم ممن لا يستحق منها الالتفاف والنظر اليه ثانية ..
ولكن طارق ..
ليس خطأ ..ليس غلطة ..
الكل يؤكد ان طارق هو الشخص المناسب .
ولكنه جاء في الوقت غير المناسب ..
وياللاسف ..تشعر بالاسف تجاهه ..
فهو يستحق من هى افضل منها ..يستحق امرأة تبادله حبا بحب ..
امراة عفوية ..غير متصنعه كما تحولت ..فقط لو كان بامكانها تحريك عقارب الساعة والعودة الى الوراء ..
الي حيث اخبرها بحبه ...وقتها كان عليها ان ترفضه ..
لا يهم ان تجرحه عندئذ ..الجرح لم يكن ليكون بقوة ان يتزوج امرأة لا تحبه ..
ارتدت حذاؤها العالي الكعب بينما تلقي علي نفسها نظرة اخيرة. ..
نظرة كلها تصميم ..
حسنا لقد اختارت طريقها وعليها المضي فيه ..
********
سعيد ؟؟!للغاية ..
ولما لا يكون ؟!
فحبيبته اصبحت زوجته ..
عروسه الرائعة الجمال بين يديه ..تطل في ثوب ابيض يعكس نقاءها ..
ابيض كروحها ..
حسنا لقد حلم كثيرا بها مرتدية ذلك الثوب له ..
وها قد حقق حلمه ..
لا يعتقد انه يوما كان اسعد مما هو الان ..
علا ..
ابنة الجيران ..