الفصل السابع عشر

20.1K 908 230
                                    

هتف العم نور : "ماذا؟ستعودين بالغد ؟!لكنى تحدثت مع طارق من قبل ...ووافق".

هزت كتفيها بمعنى لا فائدة .

عندما قال الرجل العجوز باصرار  :"سأحادثه ثانية".

تدخل أحدهم الذي سمع حديثهما بينما يتناول طبقه من الطعام :"ستسافر؟؟ ومن سيساعدك أيها العم نور؟!"

بدأ البعض في التدخل محادثين طارق الذى نظر اليها شرذا :"لماذا ستسافر الان ؟مازال العم نور بحاجة الى المساعدة ".

"اتركها لتساعد العم نور ..فمازال يتوكأ على عكازه ".

"كيف ستأمن لها العودة وحدها مع السائق في منتصف الليل"؟؟

"معه حق ..فانا رجل واخشى هذا الطريق الطويل المهجور وانتظر نزول احدهم لنسافر معا".

"لم يعد علي موعد عودتك الا اسبوعان. .عودا معا. ..فهذا اكثر امانا ..و ستجد رفيقا لسفرك ".

"نعم اصبر هذان الاسبوعان ..ثم سافرا معا ..لا تدعها تسافر وحدها ".

كانت التعليقات كلها ضده بدعوى ان العودة تستغرق ساعات ..و تلك الساعات تعنى ان تعود بعد منتصف الليل ..

و الطريق بالفعل مهجور ..و قد يحدث حادث ..او يتعرضوا الي اى مكروه ..
و ..

وهو يراها كاذبة ..

والان يعتقدها تعمدت ان يسمعها الاخرين ..

بدا فى عيونه اتهاما لها

فاصبح هو فى موقف سئ ..

اما ان يوافق على سفرها فيبدو عديم الرجولة ..لا يغار على امرأته. .واما ان يرضى ...فيبدو وكأنه رضخ لها ..ونجحت الاعيبها ..

ولكنها في هذه المرة لم تتعمد ذلك ..
تعترف انها تعمدت البقاء من قبل ..

لكن هذه المرة ..لا ..

نعم تريد ان تبقي لانها تحبه ..

ولانها تحب ان تبقى حيث يبقى ..

فوطنها هو ..

وحيث يشد الرحال ، تذهب ..

لكن نظراته الضيقة تلك ..المتهمة ...

و نظرات اليأس من ان يصدقها جعلتها تعض شفتها في غيظ من هذا الموقف ..

جلست علي مقعدها تأكل في بطء ..

فلقد فقدت شهيتها ...

ستعود ..
لن تبقى ..

فكرامتها تأبى عليها البقاء ..

لم يريدها في مرة ..او يسألها البقاء ..
لم يريدها منذ جاءت ..

وبقيت ..تتحداه ..وتتحدى رغبته في رحيلها ...
و لقد ارهقها التحدى ..

نعم .

ارهقت ..تعبت ...

و يتعسها ان يعبس لمرآها ...
يعبس لوجودها ..

آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن