الفصل السادس

18.3K 783 101
                                    

نظرت الي كوب الشاهى الساخن امامها الذي يتناقض مع حرارة الجو العالية ..مدت يدها في حقيبة يدها تبحث عن منديلا اخر لتمسح العرق الذي اغرق جبهتها ..

فلا تريد ان تبدو مزرية للغاية عندما يراها ..
فيكفيها ثيابها المتربة ..

و عناء السفر الذي ظهر علي محياها ..

ماذا لو رفضها ؟

كان ذلك هو السؤال الذي يتردد منذ وضعت قدمها بالسيارة في الطريق الي هنا. .

كانت تنظر حولها بعيون زائغة ..
لماذا جاءت ؟؟

لماذا لم تنتظر عودته ؟؟

نعم سئمت من ضغط والدتها ..ومن بقاءها في المنزل كالسجينة ..ومن وضعها ..وضع الزوجة او اللازوجة ..

او المستقبل ..
المستقبل الذي بدأت منذ الان تلوح مظاهره السيئة ..

فقد ربطت الالسنة بين سفر الزوج المبكر وبين زواج وليد ..

وعند حدوث الطلاق لن تكون مجرد اقاويل او شكوك. ..وانما سيتحول لواقع ..

و الحياه في مجتمع شرقي ..

وفي بلدة كبلدتها الصغيرة حيث يعرف كل واحد فيها عن الاخر كل شئ ..

او كما يقول البعض مازحا حيث يعرف الناس عنك اكثر مما تعرف عن نفسك ..

امها علي صواب ..

انها تفعل ما عليها ..
تدافع عن بيتها ..

لن تستسلم من اول هبوب للريح ..بل ستقف امام الريح صلبة وان اهتزت قليلا ...لكنها ليست بهذه الهشاشة ..

ولن تفشل ..

لن تسمح لنفسها بالفشل ..
ستعود منتصرة ..

فقط عليها الصلابة والصبر ..
و سيتقبلها طارق ..

و ..
و ستكون سعيدة ..

الا يقولون السعادة قرار ..
ولقد قررت ان تحيا سعيدة ..و ستفعل ..

نظرت حولها بنظرات خاوية لا ترى شيئا ..

ماذا ستفعل لو رفضها؟؟!

كان الشيطان يوسوس لها بهذا السؤال مزيدا من خوفها ..وقلقها ..

لا تعرف لماذا لم تفكر في هذا الاحتمال بينما هى في بيتها ..
ولكن لا ..

لن تعود خالية الوفاض ..

زاد تصميمها من روحها المعنوية ..
وقد استعادت بعضا من ثقتها بنفسها ..

رفعت راسها في تصميم عندما تناهى لها اصوات سيارات قادمة ..مصحوبة بالغبار من حولها ..

لقد جاء ..
و لم يعد هناك مفر من المواجهة ..

*******
كانت اصوات الرجال متمازجة مع صوت انغلاق ابواب السيارات التى توقفت امام المطعم مبعث خوف وقلق لها  .

آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن