"لم تكونى تعلمين؟؟!"امسكت المصحف بينما تقسم :"والله ما علمت الا الان ...لم تخبرنى من قبل بنيتها تلك حتى ".
حرك اصابعه فى شعره بينما تسأله فى لوم :"الى هذا الحد لا تطيقنى. ..اذا كنت مصمما على الطلاق ...فسأبقى فى بيت ابى ...فأنا ..انا ".
لم تتمالك نفسها فاختنقت بالعبرات ..
نهرها بعنف :"توقفى ..توقفى عن البكاء".
كان يتحرك بلا هدى ثم قال بحنو :"علا ..لا اقصد. ..لكن ..لكن ...فقط توقفى ..لا احب ان ارى دموعك ".
تبسمت وسط دموعها ازاء حنوه غير المقصود ..فما حسبته يعى انه اول مره يهمس باسمها منذ طلبها للزواج ..
ذلك الاسم الذى اختفى لتظهر كلمة حبيبتى عوضا عنه ...
ثم لتختفى يوم المأساة ...و لا يذكر لها اسما ...
وكأن ابتسامتها افاقته ..تركها ودخل غرفته ..
لكن لم يمحى ذلك من ابتسامتها ..
لقد قال انه لا يحب ان يرى دموعى ...لقد ..
لقد ابدى اهتماما ...
اتسعت ابتسامتها فى فرحة حقيقية******
هتفت بأمها فى لوم : "لماذا فعلتى ذلك ؟ انه يظن اننا نتآمر ..يظن انها محاولة منى للبقاء؟"
ضحكت الام :"وماذا فيها ؟ايغضبه ان تريد زوجته البقاء بجواره ؟؟"
عبست ثم قالت : " امى..تعلمين مااعنى ..انه يريد التخلص منى فى اسرع وقت".
سالت الام باهتمام : "اهو من اخبرك بذلك؟"
اومأت ..
تنهدت الام بينما تقول بحكمة :" هو كاذب يا عزيزتى "
سألت بحيرة وقد انعقد حاجباها :" وكيف عرفت؟"
اجابت بثقة وخبرة : "اعرف وحسب ...انه سعيد بتأمرى ضده ... وسيشكرنى يوما ما".
استنكرت ثقة امها الكبرى بينما تهتف لائمة: "امى ..انتى لا تعرفين شيئا.. انه يريد الطلاق ..لولا رجوعنا المتأخر ليلا ..لكنا قد تطلقنا الان ...انه لا يريدنى ..لم يريدنى من اول لحظة ..لقد اخبرنى بالامر مرارا ..كرامتى تخبرنى ان اتركه انا قبل ان يفعل هو ..لكن ".
استفسرت الام ازاء صمت ابنتها المتعمد : "لكن ماذا يا ابنتى ؟"
اجابت علا بمرارة : " لكن قلبى اللعين متمسك به ..فأنا احبه ياامى ... اقسم انى افعل ...و وليد كان لا شئ ..".
تنهدت الام بارتياح : " حمدا لله على عودتك يا طفلتى ".
قالت علا بضيق :"امى . ..انتى لا تساعدينى"!!
استنكرت الام هجوم ابنتها فقالت نافية :" بلى فعلت "
هتفت علا التى شعرت انها بين نارين . .. احداهما كرامتها التى ترجو الرحيل وقلبها الذي يرجو البقاء: " ليس بالابقاء على وجودى مع رجل لا يريدنى ".