"الى متى ستظلى تراقبينه من وراء النوافذ كاللصوص "؟؟
تركت الستارة تعود الى موضعها السابق بينما ترد بلهجة اشبه بالبكاء :" لقد عاد منذ اسبوع كامل ..و لم يحاول ..
لم يحاول ان يرانى ..
انه حتى لا ينظر نحو منزلنا ...
يتجاهله ..لا يتوقف عن الخروج ..
ولا يعود الا بعد منتصف الليل ..
لا اعلم الى اين يذهب ...هل ..
هل نسانى ياامى ؟؟لم يعد يحبنى ؟؟
هل لابتعادى هذا الاثر ؟؟
لقد توقعت انه اذا ابتعدت سيراجع نفسه ..سيرى انه يظلمنى.
يظلمنا معا..سيكون اشد حبا ...لهفة ...
ان يود ان يرانى. .يحادثنى ..يتوقف عن غضبه و شكوكه".
قاطعتها امها :" بالطبع هو غاضب من فعلتك ".
اكملت الابنة :"حتى لو ..يأتى ويفرغ غضبه.
لا ان يتجاهلنى وكأنى لم اكن ..الم يشتاق الي؟؟
الم يفتقدنى؟؟اذن هو لم يكن صادقا عندما قال انه يحبنى ".
هزت الام رأسها يمينا ويسارا فى ارهاق ..
فابنتها تلزم النافذه منذ اسبوع كامل ..
تعد عليه انفاسه ..متى عاد ومتى نام ومتى اكل ..
تراقبه كأقوى اجهزة الاستخبارات ..و تكاد تفقد صوابها بينما كل يوم يعود متأخرا عن اليوم الذى سبقه ..
وهى تشفق على ابنتها ...
تشفق عليها حيرتها. .فلا هى زوجة ولا هى مطلقة ..
و يبدو ان طارق لا يريد اراحتها ...فحتى هى توقعته ان يطرق بابهما ..مطالبا بزوجته ..او حتى منهيا زوجهما ..
لكنه لم يفعل ..و لا يبدو انه سيفعل يوما ..
سالتها علا باهتمام :"امى ..الى اين تتوقعينه يذهب؟ ..هل ..هل يرى امرأة اخرى ؟
هل تعتقدينه يفعلها ؟؟
الشيطان يخيل لى كل ليلة بينما انتظره انه مع اخرى ..
امى لا يمكن ان يكون لغيرى. .ليتنى ما تركته ...لكنت بقيت ..ليتنى فعلت ".
تنفست بملل ..فاسئلة ابنتها تكررها عليها كل يوم وليلة. ..بلا كلل ...
*******
خرجت فى موعد خروجه ...لتسقى النباتات ..
فلقد عرفت موعد خروجه من كثرة تكراره من ابنتها ..
ولقد ملت ..
ملت هى ايضا انتظاره ان يأخذ الخطوة الاولى ..
و لن يفيدها افتعال او التظاهر بانها لا تعرف ..
فالغبى يعرف ان هناك خلافا ما بين زوجين كل واحد منهما يسكن فى منزل ..