كان الامر حافلا ..
فالمطبخ اصبح به امرأتان ...
واللمسات الانثوية فى كل مكان ..
اشياء صغيرة ..ولكنها تلفت الانتباه فى مكان اعتاد الرجال فيه ان يعيشوا دون النساء...حتى تزيين اطباق الطعام بتلك الاشياء الجمالية ..وكأنهم بمطعم فاخر ..
ورغم توقعه ان تثار السخرية ...و التهكم. .الا ان شيئا لم يحدث ..
جلس بجواره كريم يتناول طعامه بينما يرمق زوجته بالنظرات ..
مال كريم عليه :"ارى ان زوجتك اصبحت صديقة لزوجتى سريعا ..ربما ذلك يمنعها من التشاجر معى ؟"
انعقد حاجباه :"وهل تتشاجران كثيرا ؟؟"
"منذ جاءت تشاجرنا ثلاث مرات. تشعر بالملل ..و لا ترانى ..و تريد التحدث بينما انا بالكاد استطيع ان افتح عيونى. .واذا اخبرتها انى مرهق ..ولا استطيع ان اتحدث .. يصبح الامر حريقا ... تتميز غضبا وغيظا .."
ثم استطرد سائلا : " لما تسال ؟؟ او لا تتشاجر مع زوجتك ؟؟"
نفى طارق بهزة من رأسه :" لا نتحدث لنتشاجر ".
اندهش كريم : "ولما لا تفعلا ...انهن مجنونات ... اعترف ...لكن الحديث معهن له سحر خاص .."
ثم استطرد :" عندما علمت زوجتى بان امراة استطاعت العيش هنا قالت (اذا كانت قادره على ذلك ..فانا ايضا )..لم اتخيلها تفعل ..هل تخيلت زوجتك تفعلها ؟؟ "
ياله من سؤال ..الكل يعلم انه تفاجئ ...ولم يرد بقاءها ..و ارادها ان ترحل ..فورا ..
الان لا يعلم ..حقيقة لا يعلم ..ايريد بقاءها ... ام يريد منها الرحيل ..
لم يعد يعرف ...
كان يريد منها الرحيل ..
الرحيل ليفكر ..
يعترف انه متردد..لا يريد ان يطلقها ..
و ..
انه حلم ان يتزوجها لسنوات. وعندما تصبح له ..تصبح ملكه ..يتركها !!!
طواعية ؟؟
لكن ..لكن كرامته تأبى عليه ان يبقيها ...
وقلبها لاخر ...الجميع كان يعلم بذلك ...
فلقد عرف ليلتها ...ليلة الصدمة ..ليلة زفاف وليد ... ان البلدة باكملها كانت تعلم انها تحبه.
العالم يدرى ..الا هو !!!
و الكل يضحك عليه ..
لانه اما يعلم بماضيها ...وقبل ورضى بان يكون الجسد له والقلب لاخر .. وتلك مصيبة ..
واما لا يعلم .. وتلك مصيبة اعظم ..
كيف لا يعلم عن امرأته ؟؟!كيف لم يسال ..لم يستفسر ؟!