كانت تتأمل المكان عندما تناهى اليها صوت مألوف :" علا ...كيف حالك ؟"
كان اخر تتمنى ان تراه ثانية ...
انه وليد ..تعلثمت بينما ترد :"انا ..انا..الحمد لله ".
يقولون ان لا احد يستطيع الهرب من ماضيه ..
حسنا هم محقون ..
فالماضي دوما ما يطاردنا ..و على الاخص اذا اردنا محوه من ذاكرتنا ..
و هاهو ماضيها يقف امامها ...
يقف ..دون ان يبدو عليه اى ذرة ندم ...
مبتسما وكأنما ما حدث شئ ..حاولت ان تبدو طبيعية بينما تتحدث بلباقة :" كيف حالك يا وليد ؟"
توقعت ان يجيب 'الحمدلله 'ثم يعود الى حياته وكأن شيئا لم يكن ..
لكنه عوضا عن الاجابة التقليدية الطبيعية المعتادة .. اجاب :"لست بخير في الواقع ..لقد طلقت ".
صدمها الخبر برغم عدم توقعها لنجاحه فى زيجة سريعة كتلك.
فكانت صدمتها واضحة بينما تقول :" اه. .لما ؟.. تسرعتما ".
لم تكن فضولية لتعرف اسباب الانفصال ..و لا تهتم لما تطلقا ..
لكن توقعت ان يجيب ايضا الاجابة التقليدية 'لم يحدث توافق بيننا '
لكنه اجاب :" كانت اسوء اختيار ..زوجة مهملة. .انا اخر اهتماماتها .. كل ما يشغلها الخروج والسهر. .و التسوق ".
زفرت بحنق ..هل يجوز ان ترد بوقاحة انها ليست مهتمه ..
و ان عليه ان يتركها وشأنها فزوجها سيعود فى اى لحظة.
ظهر على وجهها الحنق فهى تكره الرجال الذين يتحدثون بالسوء عن زوجاتهم. .و كأنما لم يكن بينهم يوما ودا ..او حبا ..او حتى تفاهما ..او معروفا ..
ليس من اخلاقيات الرجل الجيد الحديث عن زوجته بهذه الوقاحة ..
ترى لو كانت طلقت من طارق ..هل كان ليتحدث عنها منوها عن عيوبها. .مضخما في تصوير صفاتها ؟
لا لا ..ليس طارق ..تعرف جيدا انه ليس من هذا النوع من اشباه الرجال الذي قد يتحدث عن اى كان بهذا الاسلوب ..مهما حدث ..
قالت بلباقة ربما تنهى ذلك الحديث :"يؤسفنى ذلك ".
لكنه شد الكرسي المقابل لها ليجلس سائلا بتشكيك :" احقا يؤسفك الخبر يا علا ؟!"
لماذا لا يرد بالاجابات المعتادة؟!
لماذا لا يفهم انها غير مهتمه بحديثه ؟!ردت باحراج وهى تحاول ان تختار كلماتها بعناية :" بالطبع. . فالطلاق حدث جلل ..انه ابغض الحلال عند الله. .و ليس قرارا سهلا ".
اوقفها عن الاسترسال :" دعك من هذا الكلام المحفوظ .. جميعنا نعرفه ..انا ..انا اود ان اعتذر منك ..لقد اخطأت بتركك ... ما كان ينبغي ان اتزوج غيرك ".
![](https://img.wattpad.com/cover/159654043-288-k450269.jpg)