الفصل الثانى والعشرون

22K 809 173
                                    

"لقد جاء كريم بزوجته ..هى هنا منذ اسبوع ..لم نراها منذ جاءت ..تبقي بالغرفة بجوار غرفتك ..".

ابدت حماسة بينما تقطم قطعة من الجزر :" رائع. .سنصبح اصدقاء..انا وهى ...دعنى اوزع الطعام ..هل حدث شيئا فى غيابنا "؟؟؟

هز الرجل رأسه بينما يؤكد :"لا شي غير طبيعى سوى ان النساء قررن العيش معنا...فجئتى انتى اولا..ثم امراة كريم..ولسنا ندرى من سيأتى لاحقا "؟!

ضحكت وقد شعرت انها رائدة الحركة النسوية .. فتصنع الرجل الغضب بينما يهتف :" تخيلى لو جاء كل رجل بامراته هنا. .اين سنعيش نحن الرجال ازاء هذا الزحف ؟؟!"

تبسمت وقالت بينما تشير بسبابتها الى بقعة خالية :" سنبنى هنا مدرسة وحضانة للاطفال ".

هز الرجل رأسه مقتنعا :"ربما فعلتن ".

ضحكت وضحك العم نور

وقف زوجها يسمع ضحكاتها ثم قال منهيا الحديث :"لم تبدلى ملابسك بعد ".

اجابت ببساطة :"انا جائعة ..سنأكل اولا .. لاريب انك جائع ..انظر ماذا صنع العم نور ... سنأكل سمك سنجارى ...و الحلو لقمة القاضى. .رائحة السمك شهية للغاية ..اتضور جوعا ..."

قالتها بينما تلتقط قطعة لحم من السمكة وتضعها فى فمها بشهية واضحة ..

جلسوا للطعام ..

كانت تتناول السمك بتلذذ واضح فأغفلت نظرات زوجها المتفحصة ...

انهت الطعام بينما تقول بتنهيدة و بانفاس متلاحقة وكأنها انتهت من معركة :" لا استطيع التنفس ...".

ابتسم لقولها العفوى ..

فهى كانت جائعة بعد السفر لساعات طويلة ...

فاكلت بنهم ..

و لطالما عشق النظر اليها بينما تأكل ...

استطردت تهمس :"لا استطيع التحرك ...ربما علي ان اتدحرج حتى اصل الى السرير .."

كانت عيونها تطبق بينما تعافر هى حتى تظل مستيقظة ...فهى لم تنم بالقدر الكافى بالامس
...فلقد سمعها تتحرك كثيرا ...ترتب تلك الحقائب الكثيرة التى لا يعلم ماذا تحتوى ..

و فى الطريق لم تتمكن من النوم ...فهى لا تعرف النوم فى العربات ...

راقبها اثناء الطريق ...فصورتها انعكست على مرآته ...

كانت تفكر فى امر ما ...شاردة هى ... وقد لاحظ انعقاد حاجبياها اكثر من مرة ...

ترى ..فيما كانت تفكر؟؟؟؟

انفض الجمع من حولهم. ..فأشار اليه العم نور ان يحملها ..

فتنبه الى انها قد غلبها النوم اخيرا ...فرأسها تدلى على كتفها وبدت مسالمة ...بريئة ...

كما كانت منذ سنوات مضت ....

يذكرها كالامس...بشعرها الطويل وضفائره ..

آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن