"لماذا لم تخبرينى ؟"
كان غاضبا ..كعادته ..كررت جوابها ببلاهة مقصودة :" لم يكن ليتغير شيئا "
لم يكن ليغير شئ ؟؟!!!كيف لن يغير ؟!
اومأ ، ثم قال بينما يهز رأسه :" لأنك لا تستطيعين القبول بما عرضته ؟!"
كان يكرر ما قالته منذ سويعات قليلة ..
قالها متألما ..
اومأت ، فتنفس بشكل حاد وكاد ان يصيح بها ، عندما سمع صوت الام :"من بالباب يا علا ؟"
خرجت الام من غرفتها ثم ابتسمت له :" اهلا يا طارق ..علينا ان نعطيك نسخة من مفتاح البيت يا بنى. فالبيت بيتك ..و بإمكانك الدخول وقتما شئت ".
لم يفلح ترحبيها او ابتسامتها الدافئة فى محو عبوسه ، فاستطردت الام محادثة ابنتها :"لم تنتهى بعد من ارتداء ملابسك. . موعدنا فى السادسة. .هيا ".
ثم اكملت متحدثة مع زوج ابنتها :" انه موعد مع الطبيب ".
قال طارق باهتمام :"سلامتك يا خالة ".
نفت الخالة :"ليس لى .. وانما هو موعد متابعة لعلا.. تعالى معنا ..اتوقع انك تريد ان تراه ..على هذا الجهاز .. ماذا يدعى؟؟
اسمعنا الطبيب دقات قلبه بالمرة الماضية. .و ..الا تريد ان تسمعها ؟؟ ..نحتاج الى من يوصلنا ..و اريد ان يراك الطبيب ليخبرنى من يشبه حفيدي؟؟"
قالت جملتها الاخيرة ضاحكة ..
تبسم بمرارة ..
لكنه اومأ ..****
كانا صامتين ..بينما الطبيب و الخالة يتحدثان ..
ف علا التى نقص وزنها عن اخر مرة ، وبختها الام عوضا عن الطبيب :" اتعبتنى بينما ارجوها ان تأكل .. ها قد عاد زوجها .. فليتصرف هو معها .."
كانت نظرات الطبيب تنتقل بينهما ..
بدا انه فطن الى وجود التوتر بين الزوجين ..
قال محدثا طارق :" قيل لى انك كنت على سفر ".
اومأ طارق موضحا :" اعمل مهندس بترول ..و عملى بالصحراء. ".
اومأ الطبيب متفهما :"ياله من عمل شاق. اعانك الله ..فانا اعمل بالمشفى واكاد اجن ..و لا ارى اطفالى بالقدر الكافى. .".
صمت لدقيقتين فتدخلت الام :"اخبرها ان تأكل جيدا ".
كان الطبيب يضع الجل الطبى على بطن علا ومهتم بما يراه امام على شاشة حديثة قائلا :"النساء ... وخاصة الحوامل .. لسن سهلات المراس ...
اذكر ان كان لدى امرأة ظلت تتشاجر مع زوجها طيلة الحمل.. و متمسكة بالطلاق ..لا تطيق ان تراه فى اى مكان ..ولا تطيق رائحته ..و الجميع اكد انها ستطلق لا محالة ..