الفصل الخامس عشر

63.5K 1.9K 82
                                    

لم تصدق ما قاله حتي عندما إرتفع بصرها له بخفقات مزقت صدرها
وإنقبض الخافق خلف ضلوعها من رؤيتها لبسمته العابثة التي تخيفها ولمعة عينيه
-
هوعينيه بني وانا عنيا زي ما بتحبيهم !
وضرب قلبها الصغير بقوة وكان ما قاله الفيصل لتتراجع خطوة أدت لتعثرها بالمقعد ليحدث ما نبهها منه ودون شعور وجدت نفسها مُحاطة بذراعيه !
إن ضربتها الكهرباء لم تكن لتنتفض كما حدث معها من الوهلة الاولي
ابتسم بعينيه قبل شفتيه ليقترب هامساً
- عندي مفاجأة ليكِ بليل !
انهي همسه وتاه في حدقتها الشاردة وشعوراً داخله أخبره أنها لا تراه رغم أنها تنظر داخل عينه
لم ترتجف ولم تتحرك وهذا ما أقلقه .. كانت كالصنم !
لم تسمعه .. ولم تشعر غير بتلامسهم الذي بدا قريباً للغاية
وذهبت العين الزيتونية لتحل اخري بدلاً عنها كما اختفي العطر ليحل اخر جمد عقلها !
يده فوق ظهرها ، نبضات قلبه التي ضربت صدرها ، شفتيه المُقتربة ببسمة تؤكد أن القادم قُبلة ثم.. إنتهاك !
وحدها معه .. كما كانت معه قديما !!
خفقات ..
خفقات قوية صَمت اذنها ..
آلمت صدرها ..
خدرت عقلها ..
تحركت عينه من حدقتها حتي شفتيها التي إرتجفت وليس خوفاً بل بإسماً لم يسمعه !
إسماً توقع أن صاحبه رجلاً ليتضخم صدره وتنفر عروقه
إبتلع ريقه امام حالتها التي بدت مُخيفة من اصفرار وجهها وكأن الدماء قد هربت منه تماماً
وإنطفأ عقلها فجأة كالمُحرك لتسقط دون شعور في لحظة لم يتخيلها في أسوء أحلامه
- ميان !
صرخ بها بفزع ولم يكن المُنتظر سقوطها ..
بل إرتباكها ، خوفها أو حتي دفعِها له !
قالها لها بدعابة ولم يتخيل أنها ستتحقق لتسقط غائبة عن الوعي وكل ما حولها
رفعها كطفل صغير لتسقط يدها خلفه كما سقطت الاوراق قبلها !
لم يرتبك في حياته وهي أربكته ..
لم يعجز عن التصرف وهي شلت عقله ..
- ميان .. ميان
كان يهتف بها بذعر بسبب تحسسه لنبضها الذي لم يجده وشحوب بشرتها الذي إزداد حتي انها لم تُصاب بالدوار بل سقطت فجأة كالأموات !
- عااااااصم
صرخ بإسم الموظف الخارجي الذي أتي ركضاً بإرتباك من خروج صوت موسي الهادئ بتلك الطريقة
- بشمهن...
وصمت بذهول من رؤيته لتلك الفتاه البريئة كما كان يلقبها فاقدة للوعي فوق الأريكة الجلدية
- هات دكتور بسرعة .. حالاً
- ميان .. ميان

ناداها رابتاً فوق وجهها قبل أن ينهض ركضاً للخارج ليأتي بحقيبتها في محاولة لمساعدتها بالبخاخ كما تحرك عاصم بإرتباك من إرتباك مديره البارد

فتح سحاب الحقيبة بعد أن جلس جانبها محاولاً إفاقتها

- ميان .. ميان فوقي

قالها وهو يُفرغ محتويات حقيبتها الصغيرة فوق الارض جانب الاريكة ليلتقط البخاخ وتوقف عقله كما ارتفع نهيجه وهو يري جفن عينها يرتجف

- ميان .. سمعاني فوقي

- بابا !

همست بها بعينين مُغلقة لتسيل أول دمعة شفافة علي جانب وجهها وما حدث اثبت له أن ليس كل عينٍ مُغلقة لا تري !

كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن