صُدمت ..
وكانت الخفقة من قلبها كالطرقة القوية !
شعرت للوهلة الاولي أن تلك نهايتها
ستنتهي حياتها بطلقة طائشة تخص العُرف والعادات
طلقة مُتسرعة ستحكم علي حياتها بالانتهاء
طلقة غبية ستخترق جسدها دون رحمة لتزهق انفاسها
نفت برأسها بينما جسدها ارتعد خوفاً بإزدياد الطرق وقلبها يخبرها بهوية الطارق الذي تعرفه جيداً !
نظر لذعرها وانتفاضت جسدها التي باتت واضحة بشدة
- روسيل اهدي بقولك
همس بها بحدة لتهدأ
نظرت بينه وبين الباب لتهمس بفزعٍ
- دا عمي !
اقترب منها محاولاً تهدئتها
- اكيد مش هو ايه اللي هيجيبوا من الصعيد دلوقتِ
نفت برأسها لتكتم أذنها بقوة لا تصدق تلك الكارثة التي حلت علي رأسها
- افتحي يابت انا عارف إنك جوا !
اتسعت عينها بذعر لتكتم فاهها ناظرة له بصدمة وقد أصابه الإرتباك وكان أخر توقعاته حضور عمها !
- إفتحي الباب لأكسره علي راسك ياهاملة
تسارعت خفقاتها وسقطت أرضاً وقد أُصيبت رأسها بتنميل مؤلم لا تصدق ما يحدث
انحني اليها ليهمس بحدة يريدها أن تستجمع عقلها
- متخافيش .. انا هدخل جميل وهدخل مش هيعرف حاجة
- هيكسر الباب والدم علي الارض !
همست بها بذهول من الموقف ..
همست بها وكأنها تخبره ألا مجال للنجاه ..
- بجولك افتحي يابت انا عارف إن امك سيباكِ لوحدك يا صايعة
جذبها يوسف من ذراعها بقوة حتي نهضت
- ركزي معايا انا مش هخليه يقربلك .. متخافيش اسمعي كلامي
- اعمل ايه ؟!
تمتمت بها ببكاء وعينٍ مُتسعة قبل أن تتابع بنحيب ناظرة نحو الباب
- هيقتلنا .. هيقتل..
صمتت بشهقة عندما صفعها بقوة حتي سقطت فوق المقعد
- فوقي .. اهدي لازم نتصرف والا فعلاً هيقتلك .. اسمعيني انا متسمعهوش هو
- طيب انا هوريكِ انا هعمل ايه يابنت امك
ارتجفت ناظرة له بإرتعاش بينما تحرك هو ليجذب جميل بكل طاقته نحو الباب
نظرت نحو الباب وخطوات عمها التي ابتعدت ويبدو ذهب ليعود بمن يكسر الباب عليهم
- روسيل هاتي مية بسرعة
تحركت مُحاولة جمع شتاتها رغم معرفتها أن ما يفعلونه دون جدوي فهي الأدرا بعائلة والدها وتعصبهم
التقط يوسف الهاتف وقام بإجراء مكالمة وسالها بمجرد ما أتت بإناء الماء والخرقة البالية
- إسم مامتك ايه ؟!
نظرت له بعدم فهم وأجابته ببكاء ورعشة بدأت تسيطر عليها
- ناهد محمد الدسوقي
- اسمعني يا قاسم تنزل دلوقتي وتبلغ ان في مريضة اسمها ناهد محمد الدسوقي عندنا سمعت ؟!
أنهي المكالمة وأغلق الهاتف ثم دفع جميل جانباً قُرب الباب
- هاتيلي حبل بسرعة
نظرت له ثم تحركت سريعاً وقامت بقطع احد احبال الملابس من الخارج
أخذ يوسف من اللاصق الطبي وقام بتكميمه كما ربط يديه خوفاً من استيقاظه رغم أن هذا شبه مستحيل
تحرك متحسساً بطنه التي بدأت بالنزف بغزارة وقد انتزعت القُطب من مجهوده بدفع جميل
اقترب من الماء والخرقة التي اتت بهم وبدأ بمسح أماكن الدماء حتي نظفها تماماً تحت محاولاتها الواهية لمساعدته
- اسمعيني دلوقتِ اتصلي بمامتك قوليلها إن عمك هنا وراجع تاني وعارف انها مش هنا وانتِ هتقولي انها تعبت وراحت المستشفي وانا هبعت حد ياخدها من مكانها ويجبها ..
نظرت له بدموع
- اتنفسي واهدي ياروسيل دا اللي انا عاوزه منك عشان الدنيا متبوظش
أومأت له مُلتقطة هاتفها لتنفذ ما قاله
وكم شعرت بالراحة بمجرد ما أتت سيرة والدتها فدائما ما كانت كاللبؤة في الدفاع الشرس عنها
حمل يوسف إناء الماء ليسكبه ناهياً أي أثر للدماء
- قوليلي مين ساكن في الدور اللي فوقك
نظرت للأعلي بضياع ثم له هامسة
- محدش معانا .. احنا وعمو كامل بس اللي في العمارة
مسح وجهه براحة ثم فتح الباب سريعاً وقام بحمل جميل كاتماً ألمه الذي نحر خصره كاملاً حتي صعد به طابق للأعلي وعاد لها سريعاً فوجدها تبكي في الهاتف وتوقف منتظراً إنتهائها
كانت حالتها مذرية وهي تهذي وكأنها تتوسل لوالدتها أن تأتي وتخبأها
- هقولك بعدين يا ماما مين يوسف عشان خاطري عمو سامي جاي وهياخدني الصعيد لو عرف اني لوحدي
- يعني ايه ياخدك دا انا اكسر رجله قبل ما يعتب البلد بيكِ هيا سايبة ولا ايه
- ماما انا خايفة تعالي بسرعة يوسف هيبعت حد ياخدك وانا هديله اسم المستشفي بتاعة خالتو
- انا هركب عشان الوقت وفي الطريق هقابل اللي هيجبني اديله رقمي
قالتها ناهد بثقة تحاول دعم ابنتها رغم ذعرها من أخذ أعمامها لها
- محدش هياخدك ياروسيل متخافيش ياحببتي انا مش هسيبك ..عمك بيعمل كل دا تلاكيك عشان ابنه انا فهماه بس حسابنا بعدين ولو حصل حاجة صحي عمك كامل وهو هيوقفلهم لحد ما اوصل بس
أومأت بدموع وأغلقت عندما اشار لها بإنهاء المكالمة سريعاً
- اسمعيني انا هطلع وهكون مع جميل فوق هو هيجي وانت اقلعي هدومك عشان يعرف انك كنتِ نايمة فمحستيش
انا جمبك مش هسيبك والله متخافيش .. يلا اكتبلي رقم مامتك ولو سألك علي المستشفي هتقولي مستشفي الهاشمي
قُبض قلبها من ذكر تلك المشفي وأومأت بصمتٍ معطية إياه ورقة تحمل رقم والدتها
*****
جلس يوسف في الاعلي بعد أن هاتف السائق معطياً إياه رقم والدتها لياتي بها وإنغلق الهاتف عند اللحظة الاخيرة وقد فرغ شحنه
نفخ بضيق وظل جالساً محاولاً مجابهة ذلك الألم
وبعد عدة دقائق نظر لجرحه ليفاجئ بسيل الدماء الذي إزداد كثيراً
إبتلع ريقه بعين مغلقة ليستند بجبهته فوق الدرابزين البارد من الالم الذي إزداد الي حد لا يستطيع تحمله، حتي أن الاقراص المسكنة التي تناولها قبل التقطيب لم تعد تُجدي نفعاً معه
جز علي اسنانه ماسحا جبهته من تعرقه الذي ازداد كما جسده الذي بدأ يشعر بالبرودة
نظر لهاتفه بمقتٍ وقد كان يود الاتصال بموسي يعلم أنه الوحيد الذي سينجده ويتعامل مع الموقف دون اثارة فضيحة
حاول النهوض ببطئ متحاملا علي نفسه لينزل ويسألها إن كان يوجد هاتف اخر لديها ولكن توقف عندما رأي رجلا ضخم الجثة بجلباب سميك يصعد ضاربا بعصاه صاحبة الخشب الزان فوق الدرجات وخلفه رجلان ممن يطلق عليهم لفظ عتاولة
طرق الباب بقوة هاتفاً بها
- افتحي يابت .. افتحي بجولك لكسر الباب علي راسك
لم تفتح للحظات وقبل أن يدفعه الرجلان فتحته ببطئ بطريقة مواربة لتهمس بذهول أجادت إصتناعه
- عمي !
نظرت له بإستغراب وقد ابدلت ملابسها بملابس تخص النوم كما قال يوسف
- كنت فين يا بت ؟!
قالها بغضب قبل أن يلتفت للرجلان ليعطيهم بضعة ورقات نقدية
- كتر خيركم يا رجالة متشكرين
وبمجرد ما انصرف الرجال حتي دلف للداخل دافعاً الباب بعنف
- كنت فين يا بت ومفتحتيش من الاول ليه ؟!
- في ايه ياعمي ؟!
- بجولك كنتِ فين ؟!
- هو ايه اللي كنت فين كنت نايمة في ايه ؟!
نالت صفعة قبل أن ينغلق الباب من دفعة قدمه القوية
تمسك يوسف بالدرابزين بعصبية ولو كان به طاقة لنزل له وحاسبه وليحدث ما شاء
- مترديش عليا ومتبجحيش في الكلام يابنت ناهد
جزت علي اسنانها بعصبية محاولة التحكم بهدوئها
- ابني جميل فين وامك فين ؟!
ضمت السترة الخاصة بقميصها عليها وأجابته بحقد من صفعته التي لم تبتلعها بعد
- معرفش جميل فين وماما في المستشفي
ارتبك للوهلة الاولي من معلومة كون والدتها في المشفي
- ليه مالها ؟!.. ولما هي تعبانة ليه مجابتكيش عندينا بدل ما تهملك لحالك في الشجة اهنيه
- هي مش سيباني هي تعبت وراحت المستشفي وزمانها راجعة
نظر لها بضيق من المأزق الذي اصبح هو فيه
- كيف ديه ؟! .. انا كنت مع جميل هنا بنشتري حتت ارض وبعدين هو مشي .. واتحدث معايا من ساعتين جالي انك عايشة لحالك بجالك كام يوم وانه جايلك
- معرفش ايه الكلام دا انا مش عايشة لوحدي وتقدر تكلم ماما تسألها .. وهو مجاش
نظر للداخل من مكانه ليسأل بغضبٍ
- كيف مجاش اومال راح فين مبيرودش علي تلفونه
- معرفش يا عمي والمفروض انه ميجيش ..ولا حضرتك ايه رأيك ؟
نظر لها بنظرات مُشتعلة مما اوحت به وقبل أن يقترب منها تراجعت للخلف
- حضرتك بتضربني باي حق انا مغلطش .. واني ارفض الجواز من جميل مش جريمة
الزواج لازم بالتراضي مش بالغصب والا يكون باطل
- اخرسي يا بت متفوريش دمي من كلامك الماسخ ديه
زمت شفتيها بغل ولم تجيبه تعلم أن الصواب هو تجنبه حتي يذهب وتري يوسف الذي بالتأكيد قد تمزقت قُطبه
- اتصليلي بامك
اومأت وتناولت هاتفها عن الطاولة لتنظر له بثقة طالبة رقم والدتها وبمجرد ما اجابت تحدثت بهدوء تُحسد عليه
- ايو يا ماما عاملة ايه ؟
التقط منها الهاتف قبل أن تُكمل هامساً بمقت
- وانا هستناكِ اياك لحد ما تفهميها الي جلناه.. ايوة يا ست ناهد انت فين؟
وصله صوت ناهد ليهتف غاضباً
- يعني ايه انا مالي ازاي سايبة بتك لحالها اهنيه ..هي مش دي لحمنا بردك ؟
اشتعلت عيناه ليضرب بعصاه الارض
- ااه الف سلامة عليكِ ..طيب انا مستنيكِ مدام اجده عشان اطمن عليكِ برده
مهماً كان انتِ ام الغالية وكنتِ مرات الغالي ..ولا اجولك فين المستشفي ديه وانا اجي
صمت حتي وصله ردها ثم اجاب بسخرية
- خلاص مجراش حاجة انا هستناكِ مش انتِ جاية يلا توصلي بالسلامة
اغلق معها ثم اعطي الهاتف لروسيل ليتفحصها بنظراته يشعر أن في الامر شئ غريب وثقتها ليست نفسها رغم أنها ثابتة امامه
- انا هستني تحت لحد ما تيجي امك اجفلي عليكِ كويس
اومأت واغلقت خلفه متنهدة بعدم تصديق من نجاتها
فتحت الباب ببطئ مرة اخري حتي تري إن كان نزل بالفعل ولم تجده فصعدت للاعلي حتي تطمئن علي يوسف واصابتها الصدمة فكان شبه فاقد للوعي وقد وصلت الدماء حتي بداية فخذه
ارتجفت وصعدت ركضاً لتضرب علي وجنته بفزع
- يوسف يوسف
فتح عينه بصعوبة وكأنه في عالم اخر وتصلبت هي بصوت صعود عمها مرة اخري وكأنه يلعب علي اعصابها
- انزلي بسرعة
همس بها بضعف لتهبط ركضاً لشقتها ثم اغلقت الباب ببطئ حتي لا يشعر
طرق الباب وفتحت له بعد عدة ثواني بنظرات قلقة من رؤيتها لحالة يوسف التي تدهورت
نظر لها بعين ضيقة محاولاً سبر اغوارها
- مالك يا بت متوتر اجده
- اصلي مكنتش اعرف إن حضرتك طلعت تاني اتخضيت مين اللي بيخبط مش اكتر
- ااه طيب .. بجولك انا عاوز عنوان المستشفي اللي كانت فيها امك
- اشمعني ؟
- من غير اشمعني انتي هتحججي معايا ولا ايه .. يلا روحي هاتي جلم وورجة واكتبيلي العنوان جوام ولما انزل اتحشمي بدل جميص النوم اللي خارجالي بيه ديه
نظرت لملابسها ثم له
- فين قميص النوم منا لابسة روب اهه
- جلتلك اخرسي ومترديش عليا يلا روحي اكتبيلي العنوان .. اتحركي
*****
ظلت ميان تتقلب في الفراش خائفة من حديث موسي ولاول مرة تشعر وكأنه يرمي لشئ معين
اغمضت عينها بقوة لا تعلم بما اخبره والدها وهل بالفعل قص عليه حادث الحادي عشر
ام انه يعلم عن الحادث الثاني وهي لا تعلم !
نهضت من الفراش بقلق وتسحبت ببطئ تريد الخروج من البيت تشعر وكأنه يضغط عليها
تنهدت براحة من نوم والدها اخيرا وخرجت ببطئ لتصعد لروسيل تعلم أنها ستهدأها وتمنحها الثقة ولكن توقفت بذعر عندما استمعت لصوت في الاعلي وصوت داخل شقة روسيل
تمسكت بسلسالها واقتربت باذنها من الباب ثم صعدت عدة درجات بريبة وضربتها الصدمة في مقتل عندما رأته بحالته تلك مستنداً برأسه علي الدرابزين
- مو .. موسي !
نطقت بها بذعرٍ وصدمة عبرت عنها عينها المُتسعة بشدة
فتح عينه بوهن ووجدها امامه وفي اخر لحظة تمسكت بالاطار الحديدي حتي لا تسقط بعد أن تراجعت تلقائياً
بدأت تنهج بقوة وهي تنظر له غير مصدقة
- ميان !
همس بها لتهبط دموعها وهي تنفي برأسها تشعر بتصلب جسدها
- اطلبي موسي
تمسكت جيدا بالاطار الحديدي حتي لا تسقط
- اتصلي بموسي بسرعة
شعرت انها لا تفهم شئ واغمضت عينها بقوة عندما حاول هو التحرك بنهيج وألم
- هاتي موبايلك متخافيش
نفت برأسها بدموع لتخرج هاتفها من بنطالها القطني بيد مُرتعشة ولا تعلم كيف اتت برقمه لتتصل وهي تنظر له وكأنها منتظر أن يرن هاتفه امامها
تحرك في فراشه وقد اخفض من درجة المكيف شاعراً بالحر الذي لا يقل
نفخ بضيق لا يعلم لما يشعر بهذا الشعور السئ وبرر عدة مرات كون ميان السبب به
استلقي فوق ظهره ناظرا للسقف بعد أن خلع تيشرته ليلقيه عند قدمه
وضع يده فوق صدره باختناق من هذا الشعور الذي لم يصيبه الا يوم حادث اخيه عندما اصيب اصابة خطيرة بالطلق الناري
مسح وجهه ووضع الوسادة فوق رأسه ولكن ازاحها بضيق من رنين هاتفه وبمجرد ما وجد اسمها حتي انتفض بقوة جالساً من اتصالها والذي يُعد من المُستحيلات
- ميان !
نطق بقلق انتابه وتملكه، وصُدم بصوتها الذي وصله مُهتزاً ببكاء
- اع.. اعمل ايه ؟
كانت تسأل يوسف بإهتزاز ممسكة بالدربزين حتي لا تسقط
- قوليله يجي متخافيش
- مياااان !
صرخ بها موسي بذعر من سماعه بكائها وصوت رجل جانبها
- انتِ فين.. في ايه ؟!
كان يسأل ويده تلتقط قميص ليرتديه
- موسي !
همست بها ببكاء وهي تنظر له ولا تعلم هل تناجيه بالهاتف أم أمامها
تحامل يوسف علي نفسه حتي تحرك والتقط منها الهاتف ليسقط جالسا بأنين قوي كما جلست هي فجأة بقدم مُرتخية من الذعر وبجلوسها التقطت عينها الجسد الممد خلف يوسف
شهقت بعين مُتسعة من رؤيتها لجميل وكأن عينها من الصدمة ما كانت تنظر لاي مكان غير يوسف
أغلقت أذنها بصدمة كما ضمت ركبتيها حتي صدرها بذعر لتردد هامسة بهستيريا
- مقتلتش ..مقتلتش !
- موسي انا يوسف
توقف عن ركضه لسيارته بقلبٍ خافق وصدرٍ عصف به من الألم
- يو.. يوسف في ايه ؟!
سأل بذهول وعاد يلتهم الارض ركضاً من أنفاس أخيه السريعة ليصرخ به
- في ايه .. انتوا فين ؟!
- انا في الدور فوق روسيل متخبطش علي اهل ميان ..
ابتلع ريقه بصعوبة وأكمل بوهنٍ هامس
- عم روسيل هنا ومش عاوزه يعرف اني هنا
اغمض موسي عينه بقوة يشعر وكأنه لا يستوعب شئ وهتف به بقلق وكأنه يتوسله أن يخبره انه بخير فقط
- صوتك عامل كده ليه يايوسف .. مالك ؟!
- متخافش انا كويس .. بس اطلع براحة
اغلق معه لينظر نحوها متابعاً اهتزازها بقلق وهي تكتم اذنيها تارة وتمسك خصلاتها وكأنها ستمزقها تارة اخري
- ميان اهدي متخافيش
همس بها ماداً يده ليلمسها وتراجعت هي بذعر وكأنها ستخترق الحائط
- مقتلتش !
قطب جبينه من حالتها وهمس لها محاولاً تهدئتها بشتي الطرق
- ايوة انتِ مقتلتيش ..هو مش ميت متخافيش
- مش انا اللي قتلت !
ابتلع ريقه بيأس من حالتها يعلم أنها لا تسمعه ولا تراه حتي
تنهد بألم مستنداً برأسه علي الدرابزين مرة اخري متمنياً أن تظل علي همسها حتي لا يشعر بهم احد متجنباً وقد تجنب الاقتراب منها حتي لا تصرخ كما يشعر من حالتها الهستيريا
اغمض عينه وظل يعتصر قبضته مُحاولاً عدم فقدان الوعي وتحمل الألم، لكنه فشل بخروج انين منه افزعها اكثر لتدفن رأسها بين ركبتيها بارتجافٍ شديد !
*****
- انا هروح وراجع تاني لو الست والدتك وصلت جوليلها اني جاي
أومأت براحة تريده أن يذهب وكم حمدت ربها علي فطانة يوسف وتوقعه لخبث عمها ومحاولة سؤاله في المشفي عن إسم والدتها
خرج سامي لافحاً وشاحة بضيق دون النظر نحوها
خرج متمنياً أن لا يجدها في المشفي ولا يجد إسمها حتي تنقلب الطاولة فوق رؤسهم
ركب سيارته وإنطلق حيث عنوان المشفي، داخله شعور يخبره بكذبهم وأن إبنه علي حق وهي وحدها منذ أيام وتكفيه المرة الماضية عندما أخبرته أن والدتها تأخذ حماماً ولم تتحدث معه
*****
تحركت روسيل بمجرد ما رأته يركب سيارته في الاسفل وصعدت تحاول نجدت يوسف ولكن شهقت بعدم استوعاب عندما رأته فاقد الوعي وميان جانبه دافنة رأسها بين ركبتيها تهتز بأنين باكي !
- ميان .. يوسف !
همست بأسمائهم وكأنها تهذي وصعدت بسرعة تحاول إفاقته
- يوسف متنمش .. فوق .. يوسف
فتح عينه بإرهاق شديد ليري الصورة ضبابية منغمشة
- يوسف احنا لازم نطلب الاسعاف
- لا
همس بها بضعف يريد اخبارها عن حضور موسي وهتفت هيا به بعصبية
- هتموت .. لازم نطلبها خلي اللي يحصل يحصل انت هتموت من النزف
- موسي !
قطبت جبينها علي همسته واستوعبت سريعاً لتتذكر اخيه وبالفعل موسي يستطيع مساعدتهم دون معرفة احد
*****
احتكت سيارة موسي في الاسفل وهبط منها يركض كما ركضت نبضاته من رؤيته لباب البناية مُنفتح
أنت تقرأ
كيف عشقت
Romanceفي إحدي الليالي حيث تجمعت الغيوم في سماء تلك المدينة الكبيرة تلبدت فيها السحب بإصرارٍ علي يومٍ ممطر، كان الظلام قد أسدل ستاره عندما كانت تلك السيارة الفارهة تشق شوارع مدينة 6 أكتوبر المُظلمة إلي أن ظهرت فتاه في العقد الثالث من ربيعها تركض مُسرعة بشد...