الفصل الثاني والعشرون

63.9K 1.9K 40
                                    

احياناً لا يحتاج القتال للدخول فيه حتي تنتصر !
فذكاء القتال هو معرفة نقاط ضغف خصمك ..
وليس المواجهة علي قدر المراوغة ..
حتي..
حتي يفشل الامر !


وهي راوغت ومررت الامور .. مررت الضغط من عائلة زوجها
مررت جديتهم بقبر إبنتها بجيزة لا تريدها ..وتجاهلت كل شئ حتي اتت النهاية
ويكفيها اتصال مديحة عمة ابنتها عندما اخبرتها سراً أن سامي وعبد الرحمن سيأتون بالمأذون ويعقدون بين جميل وروسيل تحت خط العادات والأحقية وهي الأدرا بجبروتهم
وأتتها الصدمة باتصال ابنتها وهي تخبرها بارتعاش وبكاء أن سامي أتي وضربها !
وقتها عَلمت أن وقت المواجهة قد اتي وإن لم تصد ستُدهس !
لمعت عينها بإنتصار ويكفيها إغلاق الطرق عليهم وكأن الله قد أرسل يُوسُف نجاه لهم !
خرجت بثقة من الثريا ولثاني مرة تُصيب هدفاً هنا، وكان الأول بحياة زوجها عندم كانوا يصرون علي اقامتهم تحت أعينهم ملمحين الي انفلات اخلاقها لانها من فتيات مصر !
وكم صبرت عليهم وكم أذوها بالقول حتي ثارت ثائرتها وحدثت اخيها، وفقط هو من استطاع الوقوف لهم وصدهم عنها
اكثر من والد روسيل الذي كان اصغرهم وكانت كلمته ضعيفة مقارنة بجبروت كلمتهم !
وها اتي اليوم لتثأر منهم للمرة الثانية ويكفيها انها ضيعت عليهم مخططهم بالاستيلاء علي ميراث ابنتها كما تعلم وكما أكدت لها مديحة التي لم تتمني يوماً غير مصلحة ابنة اخيها الراحل

توقفت عندما وجدت سامي يدخل من المدخل الامامي وتوقف هو مذهولاً من وجودها عندهم
- ست ناهد !
نطق بها بدهشة وكأنه لا يصدق أنها بالفعل هنا
واقتربت هي بثبات لتواجهه بنظراتها المشتعلة كالنار من لونهما
- بنتي خط احمر يا سامي.. والقلم اللي ضربتهولها انا مش هعديه وبكرة تشوف
- اسمعيني الاول بتك جليلة رباية
- انا بنتي مش قليلة الادب انت اللي عقلك متأخر.. مرضتش ابجح فيك قدامها عشان انت عمها وعشان متفقدش احترامها ليك.. بس مدام وصلت للضرب صدقني ولا هيهمني ..
من البداية ومن بعد موت اخوك قلتلكم إن بنتي خط احمر وانا مش هتجوز عشان متخدوهاش مني وصدقت
وهفضل اقولها عند بنتي واستوب عشان محدش يزعل من التاني.. سلام

نطقت بها بحدية وحزمٍ وانطلقت دون انتظار رد منه !
انطلقت تاركة اياه خلفها يحترق من اسلوبها معه من عقليتها التي لن تتغير لتؤكد له أنه يحصُل عليها في عمره
اغمض عينه وتحرك ضارباً الارض بعصاته ليدلف للثريا هاتفاً بزوجته أن تحضر الماء والملح لتدلك قدمه
نظرت له سعاد بهدوء ثم للخارج تعلم انه هكذا من رؤيته لناهد
- اني لسه مخلصتش الوكل يا سامي لما اخلصه هبجي اشوف موضوع رجلك ده
- سامي !!
هتف بها عبد الرحمن من الاعلي واشار له بأن يتبعه متحركاً للغرفة الكبيرة صاحبة المكتب العريق المورث من اجدادهم
صعد سامي الدرج بنزق ودلف للغرفة يعلم أن أخيه سيوبخه
- انت ليه متسرع اجده وغبي انا مش جايلك تبعد عن ناهد وبتا دلوجت
- اني...
- انت تسكت خالص هتفضل لمتي هزؤ اجده، ناهد بتتحدث معك وكأنها هي الراجل وانت المره .. ومرتك بتكلمك بعوج ايه مش شايف إن النسوان بيحطوا عليك ولا ايه
- في ايه لكل ديه ؟!
- في انك ضيعت كل حاجة بغبائك ازاي تروح لناهد البيت وكمان تضرب بنتها
- ايوة اضربها انا عمها وبكرة هتبجي مرات ابني .. اضربها واكسر راسها كمان
- مفيش بكرة ياحلو ناهد حطت البنزين علي النار ورفضت ابنك علني ومش اجده وبس..
لا دا كمان في عريس متجدم لبنتها وشكله من عيلة كبيرة جوي في مصر من حديثها حتي اديتني اسمه اسأل عنيه ولا همها حاجة

- احنا معدناش بنات تخرج من العيلة
- وهتمنعها ازاي بجي وصية البت في يدها دا غير انها راشدة وواصية علي نفسها .. والميراث اخوك فصله عنينا جبل ما يموت ومفضلش غير الكام فدان الشراكة بتوعه واللي هم في الاصل بجم بتوعه لوحده بعد خسارتنا ولولاهم مكناش هنجر نسند نفسينا ولا نسيت، دا غير إن ناهد مبجتش الجطة المغمضة ومش هتسكت لو مسيتها ولا مسيت بتها .. دي حسستني انها ممكن تجبلنا الحكومة لو إعتدينا عليها .. وكله كوم والعيلة بتاعة الواد اللي متجدم لبتها كوم ..ما اصلك مشفتهاش ازاي مشدودة بيه وبتجولي إن ميراثنا كلياتنا واملاكنا متجيش نقطة في ثروته
- ليه يعني ابن مين هو؟
- معرفش واسألي عنيه عشان نحاول معه يبعد عن البت .. الله يخدك حرجتلنا كل حاجة ياما جلتلك بعِد عن ناهد بس عجلك خلاص عطل كيف المحرك الخربان من هوسك بيها
- متجعدش تجطم فيا البت بتنا ومحدش ليه عندينا
- لا ياراجل وهتعمل ايه بجي هتضربها وتجيبها من شعرها للصعيد
- متتحدثش بحديث ممنوش فايدة انا هحل الموضوع ديه اسمه ايه الواد ديه

- اسمه يوسف رشيد الهاشمي .. حاول توصله وتشوف نيته ايه وياريت يكون لعبي زي ولاد مصر وبيلعب بيها عشان يبقي الحظ معانا ساعتها بس هدخل في جلب بيتهم واخد البت منيها لو بالغصب المهم دلوجت تشو..
وكان سيكمل ولكن توقف من دهشة سامي وكأنه يعرف شيئا
وتوقع بقلق سبب ذهول اخيه
- اوعي تجولي انهم صحاب الاراضي اللي عاوزينها وبنشتريها هناك، والله اطب ساكت فيها
نفي برأسه ماسحاً وجهه بعنف
- لا مش هم بس فعلاً العيلة دي موجودة وشكلها كبيرة جوي .. المستشفي اللي ناهد كانت فيها كان اسمها الهاشمي الدولية ولو تشوف عاملة ازاي، حاجة كده ولا في الخيال والناس جوا كأنهم من عالم تاني خالص.. اكيد لما مرضت كلمت الواد دا وخدها المستشفي بس دا في صالحنا لان اجده بتها مصاحبة الواد من جبل سابج
جلس عبد الرحمن بضيق فوق المكتب والان فقط علم سبب قوة ناهد وما كانت ستدخل الثريا وهي غير واثقة وكم تراجعت بموت أخيها وجدي لتعود اليوم وكأنه عاد من الموت
- خلص يا سامي كفايا حرجة دم .. انا اللي يهمني ان محدش يطمع في البت والمال اللي عندها ولو هو غني اجده فعلا خلاص يبقي مش هيبص لثروتها
- هو دا اللي هامك عاد ؟!
هتف به سامي وقد فقد صوابه
واجابه بهتاف وعصبية
- ايوا ده اللي هاممني .. المال دا مينفعش يخرج بره والا هنخسر كتير ولو علي البت انا اتمنالها راجل زين وتجريباً إكده يوسف دا أرجل من ابنك الهامل اللي ماشي يشاكل بنات البلد، وحت بت ناهد معرفش يحببها فيه وياخد جلبها
وتابع بامتعاض
- من الاول مكنتش عاوزها تاخد ابنك اصلا عشان كنت هكسر رجبته لو عملها حاجة وساعتها كنا هنوجع في بعض
- كل دا عشان خلفتك بنات ومعندكش رجالة.. شاطر بس تطلع العيوب في ابني وولاد اخواتك وكل اللي هامك الميراث عاوز تحشه في بطنك
- المهم اني مش نجس يا سامي مببصش لحرمة اخوي واللي يهمني المال اه لان بدونه هنجوع وهيبتنا في البلد هتروح ..
ويلا اطلع بره من اهنيه بدل ما اعمل معاك الصوح

نفض سامي جلبابه وخرج بعصبية هابدا الباب خلفه بقوة
*****
طرقات الباب كانت وكأنها طرقات فوق قلبه
لا يمكن الإخطاء بطريقة طرقها للباب
طريقة خجلة .. مترددة .. خائفة !
رفع بصره مستغرباً من حضورها للعمل وأذن لتدخل .. ودخلت!
دخلت بهدوء يليق بثوبها الرمادي الهادئ وخصلاتها التي عقصتها بربطة مهندمة خلف رأسها لتتهدل بعض الخصلات منها بنعومة مفرطة
-
انا جيت الشغل !
ابتسم بعينيه دون فمه
-
منا واخد بالي
ابتلعت ريقها ورفعت بصرها له اخيراً قبل أن تعود ناظرة للدفتر بين يديها
-
في اجتماع كمان ساعتين
اضجع في مقعده براحة ليتأرجح به فيما تابعت هي
-
وورق شركة العالمين لازم يتمضي النهاردة

كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن