جمود .. وخفقات صاخبة
كل ما شعرت به، شعور وكأن الجسد أصابه عجز
تصلبت للحظات ناظرة بعين مُتسعة لتلك الدماء التي اتسعت فوق قميصه السماوي لتصل حتي خصر بنطاله البيجي الفاتح كما ذراعه الذي يبدو من عندها قد أُصيب إصابة بالغة
خفق قلبها بقوة مؤلمة عندما رحلت بنظراتها حتي جميل الذي فقد الوعي أو الحياه لا تعلم !
- يو.. يوسف
همست بها بذهول وكأنها لا تستوعب وكأن كل شئ حدث في لحظة واحدة
مال للخلف بألم مُتحسساً بطنه التي بدأت بالنزف بغزارة كما ذراعه !
- قتلته !
همست بها بذعر وهي تفكر بعائلتها وما سيحدث لها
تفكر بتلك الفضيحة التي ستحدث
تفكر بأعمامها وما سيفعلونه بها وبه وبوالدتها
- اهدي
قالها بحزم وكأنه لم يُصاب وكأن الذي يسيل ليس دمه
نظرت له علي صوته عندما توقف بملامح غزاها الألم ليسأل بصوتٍ مُهتز
- مش إنتِ دكتورة ؟!
لم تجيبه بل شهقت بصدمة عندما ترنح للأمام وكأنه سيسقُط
ولا تعرف متي وكيف أصبحت أمامه لتتمسك به حتي لا يسقط ويتضرر اكثر
- متخافيش
همس بها بوهنٍ وهو يبعدها عنه ليجلس مرة اخري فوق ركبتيه
- حاسس بدوخة
ارتجفت لتذهب بنظراتها حتي جميل الراقد دون حياه ورفعت اصابعها نحوه هامسة بذعر بدأ يتملكها
- هو.. هو مات ؟!
- مامتش ياروسيل مامتش .. قلتلك اهدي
هتف بها بضيقٍ مما حدث وما كان هذا المفروض، لقد اتي لينقذها من الفضيحة وليس ليحدث العكس ويتسبب هو بها
- لو سمحت ركزي معايا
نظرت له بعيون إمتلأت بالدموع
- هو مامتش ولا انا هموت لو كان يهمك يعني .. اهدي وروحي البسي حاجة
نظرت للأسفل لتنظر لقميصها ودون شعور ارتفعت يدها لتخفي جسدها وهي تتراجع حتي سقطت بتعثرها في الطاولة
- روسيل اهدي
صرخ بها بعصبية اعادت لها وعيها المفقود لتنهض بإرتعاش محاولة الاختباء
- روحي البسي وركزي معايا .. حتي لو مات هبعده عنك هاخده من هنا والموضوع هيب..
- لا مش عاوزاه يموت
هتفت بها بدموع سقطت لتتابع ببكاء وهي متجهة حيث الغرفة
- مينفعش يموت .. مينفعش
نفخ بضيق ورفع قميصه لينظر للجرح وتلك الدماء التي بدأت تنسكب منه وكأنها قارورة مياه
ابتلع ريقه ونهض ببطئ مرة اخري ضاغطاً عليه حتي اقترب من الاريكة وجلس فوق الارض ليسند ظهره عليها
أغمض عينه بقوة من الألم الذي يزداد في ذراعه
*****
ظلت ميان تتقلب في الفراش محاولة النوم ليتوقف تفكيرها
لا تصدق أنها بعد أربعة أيام ستصبح زوجته !
أغمضت عينها بقوة وجلست فوق الفراش لا تريد البقاء وحدها، نظرت في ساعتها والتقطت الهاتف لتصعد الي روسيل
تريد امضاء الوقت معها والنوم ايضاً
لا تستطيع ترك نفسها لتلك الافكار التي تفترسها دون رحمة
لا تستطيع التعامل وكأن ما سيحدث شئ طبيعي كما قال والدها
لا تريد التفكير فيما حدث ولا تريد التذكر
لا تريد الانهيار كما حدث لها في عمر الحادي عشر
أغمضت عينها بقوة لتسيل دموعها وقد بدأ عقلها يتطرق لحادثة الثالث عشر !
ارتجف جسدها بهستيريا لتبدأ بالمسح العنيف فوق جسدها وكأنها تريد إزالة جلدها
نهضت من الفراش بارتعاش لتمسح دموعها مقررة الصعود والنوم مع روسيل
مقررة الهرب من كل شئ
وستنجح وهي تعلم ..
ستنجح كما نجحت دائما !
أنت تقرأ
كيف عشقت
Romanceفي إحدي الليالي حيث تجمعت الغيوم في سماء تلك المدينة الكبيرة تلبدت فيها السحب بإصرارٍ علي يومٍ ممطر، كان الظلام قد أسدل ستاره عندما كانت تلك السيارة الفارهة تشق شوارع مدينة 6 أكتوبر المُظلمة إلي أن ظهرت فتاه في العقد الثالث من ربيعها تركض مُسرعة بشد...