الفصل السادس

63.2K 2K 143
                                    

 

- موسي !
نطقت بها بصدمة وكان صراخها الداخلي ضعف ما خرج منها
إرتفع صوت تنفسها يحارب سكون الغرفة وركضت نحوه وقد بدأ
صوتها يرتفع أكثر وهي تحركه بقوة عله يفيق

- بشمهندس موسي مالك.. فوق ..مالك.. في إيه ؟!
وتابعت صراخها الذي أصبح هستيري جاذبة إياه من كنزته القطنية

- بشمهندس موسي مالك ؟.. رد عليا .. متموتش عشان خاطري!

مرت دقيقة وإثنان تحاول معه بتوسل ثم نهضت راكضة للخارج ، وقفت بقدم مهتزة تنظر علي جانبي الممر الهادئ ببكاء وعجز لا تعلم ماذا تفعل ، إنحنت جاذبة ذيل ثوبها حتي لا تتعثر به وعادت للداخل تصرخ بنفسها وكأنها تعنفها علي قلة حيلتها ، وقفت أمامه تبكي برعشة بينما عينها تدور في الغرفة هامسة بإسمه وكأنها تستنجد به ، إقتربت منه ماسحة عبراتها التي لم تتوقف منذ سقط أمامها ، وضعت يدها المرتجفة فوق جبهته وبمجرد ما لاحظت إرتجاف عينيه وإنتفاضة جسده حتي إزداد توسلها الباكي له وبدأت بضرب وجنته بإرتعاشٍ
- إنت صاحي صح .. إنت عايش ؟! .. بليز فوق أنا خايفة
نظرت بأمل لتحرك عنقه نتيجة إبتلاع ريقه ورفعت بصرها إليه عينيه التي إرتجفت أهدابها إلي أن فتحها ببطئ

كانت أنفاسه ثقيلة كما تفصد جبينه بحبات العرق الكثيفة ومرت ثوان وكأنه يستوعب ما حوله حتي خرج صوته ثقيل مجهد
- إهدي.. متخافيش!

سالت دموعها أكثر
- طب
مالك؟! .. أعمل إيه قولي ؟!

وخرجت إجابته من وسط أنفاسه المُتقطعة
-
إهدي عشان نَفسك
أومأت له ماسحة دموعها بإنتفاضة تزداد معها وكأنها لا تستطيع التحكم بنفسها
- طيب متنامش أنا خايفة
إبتلع ريقه ناظراً للسقف المتأرجح فوقه
- إهدي يا ميان وإطلبي
الروم سيرفس يجيبوا دكتور وساعديني أتعدل في السرير

أطاعته مسرعة لا تصدق انه يساعدها ومازال حي يرزق ، قامت بطلب المساعدة لإرسال طبيب ثم وضعت السماعة وإتجهت إليه تناديه حتي لا يغلق عينه ويتركها مرة أخري ، إقتربت منه لتساعده وخفق القابع خلف ضلوعها بإضطراب شديد لا تعرف كيف تلمسه!
تنفست بقوة ناظرة لحالته لتقنع نفسها وتهدأها بعجزه وعدم قدرته علي أذيتها ودون تفكير أكثر إنحنت عليه لتضع يدها أسفل
رقبته , جذبته لها بأنين خرج منها من ثقله وبمجرد ما عدلت جسده حتي جذبته لينهض معها وإستجاب مستعيناً بكل قوته المعدومة !
إتجهت
به الي رأس الفراش وجلس بثقله كما أحاطته خصلاتها التي سقطت حوله ، أغمض عينه يشعر بها وطنت أذنه بألم إمتد ليصيب عينه ، سحبت الغطاء فوقه وركضت عندما طُرق الباب لتفتحه ، حِينها دلف الطبيب وبدأ بالكشف عليه، ضمت قبضتها بقوة تنظر للطبيب ولموسي بقلق لا تعرف هل بسبب حالته أم بسبب وجودها مع رجلان بغرفة واحدة !
لعنت حظها العاثر وظلت تحاول التنفس بهدوء محاولة تجاهل الوقت حتي يذهب الطبيب وتهرب هي ، أمسكت هاتفها وتحركت لركن في الغرفة
لتخبر المهندس الأمريكي بإلغاء الإجتماع ، وعندما أجابها بدأت بالإعتذار منه لعدم حضورهم والتأجيل ، لكن تفاجأت أنه أجابها بالعربية الفصحة رغم سوء حالة نطقه
-
أنتِ السيدة ميان أليس كذلك؟!
أومأت بتوتر من صوته الرجولي وطريقته في الحديث ثم رفعت صوتها
- نعم أنا ميان .. هو بشمهندس موسي تعبان شوية وهيبقي يحدد معاد تاني لما يبقي كويس
- لا عليكِ وأنا سأطمئن عليه بنفسي .. تشرفت بمعرفتكِ !

كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن