الفصل العاشر

67.4K 2K 26
                                    

ظلت ميان تنظر بدهشة حتي اقترب منها ونظر لشفتيها مردداً بهدوء وبطئ !
-
روحي .. امسحي الروج دا وتعالي .. سمعتي كده ؟!
إرتبكت من نظرته فوق شفتها ودارت بعينها في المكان فاتحة فمها قليلا لتستنشق الهواء اكثر
كان يعلم انها تبحث عن شئ تقوله من إرتجافة شفتيها فتابع بهدوء مشيراً تجاه احد اركان الفندق الفخمة

-
اتفضلي يا ميان !
قالها بصوت قطعي جعلها تأخذ المحرمة بيد مُرتجفه وابتعدت بهدوء !
وقفت بذهول امام المرآه لا تستوعب ما أمرها به ، إستدارت دون أن تزيله تريد الخروج به مرة أخري ، نفخت بضيق ناظرة لهيئتها مرة أخري عبر المرآه لتتحدث دون شعور معنفة نفسها بخفوت وامتعاض
-
كان لازم ارفض ازاي اسمحله يقولي كده ، كان لازم اقوله لا وميخصكش .. هو ماله اصلا
توقفت ناظرة لعينها المهتزة من مجرد تفكيرها بالصراخ والاعتراض في وجهه ، مسحت وجهها بيأس ونبرة أقرب للبكاء
-
ياربي انا ليه بخاف منه
وتابعت ضاغطة قلبها
- وبعدين أنت يا غبي مبتبطلش دق ليه طول منا قريبة منه
وتابعت رافعة بصرها حتي رأسها في المراه وكأنها تحدث عقلها
- وانت كمان غبي أنا كده هبقي سلبية زي ما روسيل قالتلي
وهيع...
توقفت بإرتباك عندما دخلت سيدة وتوقفت ناظرة لها بإشفاق
- تحبي أساعدك ؟!
نطقت بها السيدة بحزن طغي علي ملامحها وكأنها لا تصدق أن تلك الفتاه الجميل لديها مشاكل عقلية
إستدارت لها بحذر نافية بصمت وخوف وتحركت السيدة للداخل بمجرد ما رأت إمارات الخوف واضحة عليها

عادت للمراه بضيق ثم قامت بتخفيفه قليلاً وخرجت وهي تتنفس بقوة
سوف تعترض وتضع له حدود ، هكذا حدثت نفسها بشجاعة !
ابتسم موسي عندما وجدها قادمة شاردة يعلم الصراع داخلها الان !!
اشار بيده بمجرد ما وصلت له ان تسير امامه دون حديث
تماسكت وسارت بثقة ، فتح لها السائق السيارة بينما كان موسي قد دلف ليجلس جوارها من الناحية الاخري !
كانت تشعر بالارتباك لاضطرارها للركوب جانبه ولكن استجمعت شجاعتها وظلت تنظر عبر زجاج النافذة بثبات !
تنفست بعمق بعد عدة دقائق وقد قررت مواجهته ووضع الحدود له ، فالتفتت له وقالت بصوت حاولت جعله ثابتا حادا
-
لو سمحت مينفعش حضرتك تعلقلي علي ..
ابتلعت ريقها بتوتر من عينه التي رأتها إبتسمت لها بوضوح
تنحنحت برجفة وأكملت بعد أن أخذت نفساً عميق

-
يعني الروج وكده دي حاجات شخصية يعني وتخصني انا بس !
كان ينظر لانفعالاتها بإستمتاع لا يصدق أنها من الممكن أن تغضب عليه ويتأثر !
كانت تتحدث بإرتباك رغم صوتها الذي علت نبرته وكأنها بتلك الطريقة ستكون حادة وحازمة ، وتركها هو ببرود حتي إنتهت تماماً ليستدر إليها قليلاً
- بصي انا عديت بمزاجي انك عاندتيني وممسحتهوش خالص، بس عاوز أقولك إني عديت دا لسبب وهو إن الموجود دا هيروح مع الاكل ولو مراحش هتمسحيه أو همسحهولك أنا !
إتسعت عينها بصدمة بينما تابع هو ببسمة عابثة تخيفها
- ومتكلمتش علي لبسك مع إن الفستان قصير شوية .. شوفتي إني مش متحكم وطيب !
فتحت فاهها وماكانت ستتحدث هي فقط تريد التنفس تحت صوته الذي أكمل بمكر

-
انا مخلتكيش تمسحي الكحل عشان المكياج بتاعك ميبوظش بس بعد كده متحدديش عنيكي تاني ..اتفقنا !
إبتلعت ريقها كاتمة تنفسها فيما صمت هو متابعاً السلسال الذهبي الذي بدأ بتحرك من نبض عنقها ، رفع بصره لعينيها المُهتزة ومال قليلاً ناحيتها ليهمس
-
انتِ جميلة اوي من غير اي حاجة.. انا بحبك كده !!!!
رحلت عينه لكفها الذي إشتد كما بدأ صدرها بالصعود والهبوط بسرعة
-
من غير ميكب يعني .. بحبك من غير ميكب !
تشرقت فجأة وسعلت بشدة وكان الهواء علق بحلقها فقال بهدوء مبتعداً
- بس .. اهدي اتنفسي براحة ، معاكِ البخاخ صح
لم تجيبه فقط ظلت ناظرة لجانب وجهه بصدمة
، إبتسم ناظراً امامه وكأن غيره من كان يتحدث !
حركت رأسها بصدمة نحو نافذتها محاولة السيطرة علي تنفسها ورجفة جسدها بجانبه !
زادت بسمته يشعر بها وبارتعاش اناملها المضطربة ففضل الصمت حتي تهدأ تماما ودار برأسه مثلها لينظر للطريق مستمتعاً بذلك الشعور المميز والذي علي ما يبدو له شعور العشق الذي كان يرفضه ساخراً منه !!
تنهد بإرتياح فلا داعي لأرقه وسؤاله الذي وجد إجابته أخيراً ويكفيه معرفته كيف عشق !
****

كان يتابع السيارات في الاسفل من خلف حائل شفاف داخل عينه
رمش مرتين لتسقط أول دمعه ولم يمحوها بل تركها تتجمد فوق وجنته كما يريد أن يتجمد مثلها .. أن يبرد قلبه المشعل وتلك النار في صدره
- أنا هطلب عشا يا عمرو أجبلك معايا
قطع شروده صوت وائل الذي لا يكف عن نصيحته في الإبتعاد عنها ونسيانها
إبتلع ريقه ليخرج صوته عادياً
- لا مش عاوز اطلب انت
أنهي حديثه ماسحاً وجهه بقوة ثم خرج من الغرفة مقرراً الذهاب لها ،
لا يعلم لماذا
فهل ليتحدث معها
. ام ينهرها. ام يتذوقها مثل غيره !!!
وصل وطرق الغرفة بطرقات خافته حتي تفتح دون خوف ظناً منها انها خدمة الغرف وقد قرر مصارحتها بمشاعره وما يكنه لها ، لكنه إنتظر ولم يأتيه رد !
طرق مرة اخري واخري ولكن ما من مجيب !!
اشتعلت النيران داخله مرة اخري وحضر الوحش ليضرب الباب بقوة محدثاً نفسه
- أكيد عنده !

جز علي اسنانه بحقد مستنداً علي الحائط بغضب وهو يردف بغل
-
دا انتِ جاية شهر عسل بقي !!
نظر حوله بغيظٍ ولم يشعر بسيره إلا عندما وجد نفسه امام جناح موسي ، توقف أمام الباب بعصبية حتي انه لا يعلم كيف اتت به قدميه الي هنا ، تنفس بقوة مفكراً بطرق الباب ومواجهتهم
علي الأقل سيكون قد كسر عينها فيكفي إدعائها للبراءة ، ولكن من قال أنه سيستطيع رؤيتها بالطبع موسي لن يدخله ويستضيفه ليري ميان بالداخل بل سوف يوبخه من علي الباب خاصتا وانه لا يملك سبب لصعوده
!
سوف يخسر عمله ان فعل شئ ولكن لما ؟!
هل من اجلها .. هل سيخسر حياته من أجلها ، وهل تستحق تلك الحقيرة
كانت جميعها افكار واسئلة تنوح في عقله بصراخ لتأتي إجاباتها قاتلة تزيد من ناره
تراجع للخلف وسار مبتعداً عن هذا الباب الذي يود تحطيمه فوق رؤسهم
توقف في نهاية الممر صارخاً بنفسه
- فوق يا عمرو مين ميان دي عشان تخسر حاجة عشانها
!!
حتت بت رخيصة ولا ليها لزمة خلاص سيبك منها
وأمسك رأسه يشعر بإجابة قلبه دون صوت أنه أحبها ولكن عقله هتف معنفاً بقوة أمام ضعف القلب المهزوم بجرح غائر
- حب ايه وزفت ايه انت محبتهاش
هي لفتت نظرك مش اكتر ، انت حبيت برائتها وفي الاخر طلعت تمثيل
عاد لغرفتها ينظر بهزيمة للباب ، دموع صامدة داخل عينه وبعد صراع طويل ترك نفسه للألم وسار جالساً فوق الدرجات الجانبية يريد إنتظارها ، يريد رؤيتها بعد أن ينتهي منها موسي والذي مؤكد سيُلقيها في النهاية ، كيف لا تري كم هو عابث ولعبي ، ألا تكفيها سنون عمره وعدم زواجه رغم إمتلاكه لكل شئ
تنهد ماسحاً رأسه محاولاً ترتيب افكاره ، لا يريدها فلن يأخذ فضلات غيره
إرتاح كثيراً لهذا الحديث الصامت وظل صامتاً هادئاً بإنتظارها لتسقط دموعه الصامتة من صراعه الداخلي
*****
وصلت السيارة امام باب راقي من الزجاج اللامع يسبقه بعض التماثيل الكبيرة في الخارج ، رمشت تنظر للممر والسجاد الفخم لترتفع عينها للإسم
(
El Abdeen Restaurants )
إبتلعت ريقها تتمني التراجع والهرب ، لا تصدق أنها هنا وستتعامل مع أشخاص غرباء جدد !
خفق قلبها عندما فُتح الباب من قِبل المساعد الخاص بالمطعم الفخم
لتعلم أن مجالها للتراجع اصبح مستحيل
ترجل موسي بهدوء ودار حول السيارة حتي وقف جانبها ينظر لإرتباكها الشديد ، إبتسم بحنان ثم قام برفع ذراعه لها شعرت بالاضطراب لا تصدق أن المطلوب منها أن تتأبط ذراعه ، إبتلعت ريقها لا تستطيع لمسه !
قطع شرودها صوته
الهادئ
-
عيب افضل كده علي فكرة !
أغمضت عينها لحظة محاولة التحلي بتلك الشجاعة التي كانت تستمدها من روسيل ، إبتلعت ريقها بصعوبة لترفع يدها حتي وضعت اطراف اصابعها علي ذراعه
انزل يده باحكام علي كفها بين ذراعه وجسده وسار بها متجهاً للباب الزجاجي
فُتح الباب تلقائياً ودلف بها للداخل فاستقبله ذلك العامل والذي انحني قليلا للامام وهو يشير بيده أن يتفضلا قائلاً باحترام
- (welcom)
زمت شفتيها محاولة التحكم بتنفسها بينما تذهب حدقتها القلقة من تلك الطاولة لتلك الطاولة ، تنفست بقوة لا تصدق أنها وسط تلك الأجواء لأول مرة في حياتها
إرتجفت من شرودها علي صوت النادل الذي رحب بموسي ويبدو علي معرفة به ، إبتلعت ريقها وبحركة تلقائية منها شددت بأصابعها الرقيقة علي معصم بدلته

إبتسم شاعراً بها وتمني لثاني مرة أن يكون له طفلة مثلها !
إتسعت بسمته بإقترابها التلقائي منه وكأنه سيحميها من البشر .. أحياناً يشعر وكأنها سقطت له من عالم الخيال والاحلام !

توقف بها امام طاولة يقف عندها شاب اشقر بعضاً ما ولكن يحمل الكثير من ملامح ميان !
رفع افيندار يده الي موسي مصافحاً إياه وهو يتحدث بلغته العربية المُتكسرة
- مرحباً بك سيد موسي
حول بصره لها بقلب خافق ورفع يده امامها ليصافحها ببسمة مشرقة ، خفق قلبها بقوة وإهتزت لا تعلم كيف تتصرف حتي حسمت أمرها ولكن قبل ان ترفع يدها لمصافحته كان موسي ممسك بيده مرة اخري قائلاً ببرود
-
مبتسلمش.. ميان سكرتيرتي الخاصة
وتابع مشيراً لأفندار
- دا افيندار مدير فرعنا هنا
إبتسمت بخجل ثم نظرت لموسي عندما سحب لها المقعد مشيراً بعينه أن تجلس
جلست بهدوء مقتربة من الطاولة حتي سحب مقعده وجلس جانبها وقبل أي حديث رفعت بصرها عندما إقتربت منهم فتاه شقراء جذابة بشدة ، إرتبكت من ملابسها التي أظهرت أكثر مما أخفت وإبتلعت ريقها خافضة بصرها عنها بينما إبتسمت تصافحهم وهي تعتذر لانها كانت في دورة المياه
عرفهم افيندار بزوجته وجلست (كادي ) بجانبه مبتسمة لميان وكأنها تعرفها !
شعرت بالإضطراب من نظرات الشقراء لها ودارت ببصرها محاولة تشتيت عقلها عنهم حتي بدؤا بتناول الاحاديث ووقتها إستنتجت أن الشقراء تفهم العربية رغم أنها لا تتحدثها

رفع أفيندار عينه لها بحنان متأملاً ملامحها البريئة وقد اخذت نفس عيون والده الزرقاء بأهدابها الكثيفة مثله تماما
بدأ الحديث مع موسي عن العمل لكي تعتاد او لكي يستطيع فتح محور حديث معها ، لكنها كانت هادئة فقط تستمع اليهم
بإرتباك بدا واضحاً عليها من حركة أصابعها التي تتلاعب بخصلة شعرها من حين لأخر
كانت شاردة تفكر لما يأخذها موسي مقابلة كتلك تبدو شخصية !
نظرت له بطرف عينها تفكر لما لم يطلب منها حفظ ملاحظات للعمل والحديث يدور حول امور عادية وروتينية كما أن المدير يأتي بزوجته مما جعلها مناسبة خاصة أكثر !
جفلت من شرودها عندما اشار موسي للنادل ليجلب لهم الطعام
-
تحبي تطلبي ايه ياميان ؟!
شعرت بالارتباك لا تعرف طعامهم ولم تتعامل بأمور كتلك من قبل
-
اي حاجة مش عارفة
- اجبلك زيي ؟!
أومأت له بهدوء فقام بطلب طبقين من نفس النوع وكان افيندار قد تشاور مع كادي وطلبوا طبقين لهم ولكن افيندار طلب ان طبقه لا يضعوا عليه اي نوع من الثوم وإن كان بأساس الطعام فليلغيه منه والاخر كما هو دون تغير
انتبهت ميان فجأة انه لا يتناول الثوم مثلها ومثل والدها
وشعرت بالشوق وهي تتذكر والدها ليخفق قلبها وهي تري عينيه في عين الأشقر ، إرتجفت عندما نظر لها ببسمة حانية لتخفض بصرها بإرتباكٍ شديد
انصرف العامل تحت نظرات موسي المُختنقة وقد رأي بسمة أفيندار لها وشعر بإرتباكها ، تنهد بضيق يعلم أنه أخيها ولكن لا يريد لأحد أن ينظر لها بتلك الطريقة !
*****

كانت ميان تجيب افيندار علي سؤاله وهي انها قد انهت دراستها منذ عامين ولكن هذا اول عمل لها
اجابها بإماءة من رأسه وتمني لها التوفيق كما تمنت هي أن يصمت ولا يتحدث لها فيكفيها إضطراب وقلق
نظرت نحو الباب تتخيل ركضها وهربها من المكان ، إبتسمت من تلك الأفكار الطفولية التي تطارها ولكنها لا تنكر أنها تخلصها من بعض التوتر والضغط
، نظرت للطعام عندما وضعه العامل وشعرت بالجوع أكثر من هيئة الطبق
ذهبت عينها للأطباق أمامها لتجد أن طبقها هي وموسي الأجمل ، إبتسمت بسعادة منتظرة البدء رغم أنها لا تعلم ماهيته
ولكن تخطت حرجها فهذا طبيعي علي الأغلب فمن أين لها أن تعرف بانواع الاطباق في قوائم الطعام الأمريكية
بدأت بالطعام عندما بدؤا وناولها موسي شوكتها رغم أنها كانت أمامها
حركت الطعام وتناولت القليل ليزداد جوعها من لذة طعمه ولكن بعد تناول معلقتين منه شعرت بغصة داخل حلقها ، أخذت كأس الماء بهدوء وارتشفت منه وتناولت شوكتها وشرعت بالطعام مرة اخري وما اخذت القليل
حتي شعرت باختناق شديد
رفع موسي نظره لها بإستغراب

- تحبي اجبلك حاجة تانية لو معجبكيش .. عادي متتكسفيش
نظرت له وكانت عينها قد اصابها الاحمرار من الاختناق والسُعال وسعلت مرة اخري واخري حتي رفعت كفها لتضعه فوق صدرها تشعر وكأنها ستختنق !!!
شعر بالقلق من حالتها ليتحرك بمقعدة
-
مالك يا ميان .. حاسه بايه ؟!
سالت دموعها تشعر وكأن الهواء توقف وإرتفعت يدها لتمسك بذراعه جانبها لتجعله كالمجنون وقبل أن ينطق هاتفاً بها خرج صوتها المختنق بخوف
-
هو الاكل دا في ثوم ؟!
إنقبض قلبه
- اشمعني ؟.. اه فيه !
كان افيندار يتابع ما يحدث بقلق من حالتها التي تسوء حتي سأل بإرتباك
-
هل لديك حساسية من الثوم ايضا !!
نظرت له بعين أصبحت كالدم تسيل منها الدموع بكثرة كما أنفها التي أصيبت بالسيلان واجابت بحركة خفيفة من رأسها قبل أن تسعل مرة اخري
نهض موسي سريعاً جاذباً إياه من ذراعها بعد أن أخرج محرمة ورقية من جيب سترته ليمسح أنفهها وموعها
- قومي معايا
متخافيش تعالي
نهضت بترنح تشعر بإختناق وأمسكت به بقوة وهي تنظر أرضاً لتسعل بشدة
أخذها حتي دورة المياه وطلب المساعدة من النادل ليأتي له بدواء للحساسية موضحاً حساسيتها من أنواع الطعام ، أخذ حقيبتها التي سقطت من يدها أرضاً
- هتقدري تدخلي لوحدك ؟!
أومأت له ودخلت بينما انتظر هو في الخارج بقلق الي أن اتي العامل واعطاه اقراص للحساسية

شكره موسي وانتظرها مانعاً نفسه من الدخول حتي خرجت ، اقترب منها بخوف ليضع ذراعه خلف ظهرها مقرباً إياها منه ، سار بها نحو البار في المطعم وطلب الماء بينما يده كانت قد بدأت بالمسح فوق شعرها
نظرت له بإرتباك واخبرته انها علي ما يرام وقد افرغت ما في جوفها وانتهي الامر ، لكنه اصر أن تتناول اقراص الحساسية للاطمئنان اكثر وما كانت سترفض

-
محتاجة البخاخ ؟!
أشارت له بالنفي محاولة الإبتعاد عن كفه ليفاجأ هو بما يفعله
أبعد يده عنها وهمس بعبث وهو يتفحصها بحنان
- اظن انتِ مبقتيش بتخدي البخاخ الا بسببي دلوقتِ
خفق قلبها واخفضت رأسها ارضا تحاول عدم التفكير بمقصده الذي بالتأكيد سيوترها
إبتسم من نفسه ومما يعيشه وكأنه إستيقظ ليفاجأ بإنجابه لفتاه صغيرة بحاجة له
- تحبي نمشي .. عادي هنعتذر عن المقابلة ونمشي
نفت بإرتباك ويكفي إحراجها مما حدث
- لالا أنا كويسة خلاص

أخذها للطاولة مرة اخري وكانت ملامح القلق ظاهرة بوضوح علي وجه افيندار الذي نهض بمجرد إقتربها
- أنتِ بخير أليس كذلك ؟
أومأت له معتذرة بخفوت عما حدث
إبتسم لها بحنان
-
لا عليك المهم هو انكِ بخير الان !
رفع موسي يده ليستبدل طعامها تحت حديث أفيندار
-
ما رأيكِ بطبق مثلي سوف تحبينه كثيرا
قاطعه موسي بهدوء
-
لا انا هطلبلها حاجة هتعجبها برده
وبعد قليل بدأت ميان تناول الطعام عندما وضعه العامل امامها فمال موسي عليها وقال بمكر
-
عاوز الطبق دا يخلص كله عشان افضل احبك !
وتابع عندما وجد مقلتها قد اتسعت دهشة
-
أحبك وانتِ مطيعة ..دا قصدي !
ابتلعت الطعام بصعوبة وهي ترتشف من العصير لتبتلع اضطرابها معه
نظر لكأس عصيره مستغرباً حالته ، لم يكن طفولياً يوماً أو متملكاً.. لكنه يصبح معها ولا يعرف السبب !
تابعت النادل بعد أن رفع الطعام ووضع أطباق من الحلوة وقهوة لموسي والمدير الأشقر
-
تسمحيلي بالرقصة دي ؟!
تسمرت بصدمة وهي تنظر له ، لا تعلم متي نهض وكيف ترفض
وإزداد الأمر سوء عندما نهض افيندار هو الاخر ليعرض الرقص علي كادي والتي نهضت بسعادة معه
حولت بصرها عنهم ورفعته له باضطراب ليخرج همسها مُرتبك
-
أنا.. أنا مبعرفش ارقص
ظل ينظر لها وكأنه لم يسمعها
-
هفضل واقف كتير كده قدام الناس ؟!
توترت بشدة ونظرت حولها بإرتباكٍ إزداد لترفع يدها المُرتعشة بشدة وتضعها داخل قبضته
شعرت بقلبها سيتوقف وهي تسير معه حيث الموسيقي الهادئة والراقصون
توقف ليترك كفها فوق صدره بعد أن رفعه ووضعه بنفسه لينزل بيده التي حطت فوق خصرها برفق ودون شعور وجدت كفها الأخر داخل قبضته ليضمه هو الأخر حتي قلبه
هل توقف قلبها ؟!..
هل مازالت تتنفس ؟!
كانت تسأل نفسها بصدمة من الوضع بأكمله و
سرت رجفة شديدة في جسدها نتيجة شعورها بيده الموضوعة فوق خصرها كما أصبحت تشعر بنبض قلبه أسفل كفها ولا تعرف كيف !
أغمضت عينها لحظة تشعر بتمايله بها
، والغريب في الأمر أن أفكار الإغتصاب والخطف لم تسيطر عليها بجواره كما كانت ، اخفضت انظارها باضطراب الي الاسفل تشعر بالتوتر الشديد من هذا التقارب الصادم بالنسبة لها في حين ان موسي كان يحدق بها ويتأملها قبل أن يهمس لها بخفوت
-
ارفعي عنيكِ
شعرت للحظة وكأنه يتحدث بلغة لا تفهمها حتي وصلها همسه الرجولي
-
لو محرجة مني متبصليش ..بصي لكتفي مثلا بس عاوز أشوفها !
اتسعت عينها ليبدأ صدرها بالصعود والهبوط لا تصدق ما يطلبه منها

-
ارفعي يا ميان
نطق بها مشدداً فوق خصرها الذي إرتجف كجسدها بالكامل لترفع عينها فجأة وكأنها تتأكد أنها بين ذراعي المدير موسي !
وإصطدمت حدقتها بعنيه ليمتزج الأزرق مع الأخضر ، شعرت بالدوار من سرعة تنفسها
لترحل حدقتها من عينه اليمني حتي اليسري وكأنها مخدرة
-
خليكي كده .. ولا عيني مش عاجباكِ !
إتسعت حدقتها ليري تلك المدارات المختلفة بين الازرق القاتم والسماوي وشرد بهما ليضيع داخلها ، إبتسم من صدمتها به ونظراتها المُتسعة بثباتٍ وكأنها خرجت من العالم بأكمله .. وأعادها للواقع بغمزة عابثة ضربت قلبها في مقتل

اخفضت بصرها فجاة وهي علي نفس صدمتها لا تعلم ما به وماذا يريد منها !
ضحك من رأسها التي إقتربت دون شعور وكأنها تختبئ به منه
قرب يدها من قلبه اكثر ولم يطلب منها ان ترفع عينها مرة اخري مكتفياً بهذا القدر ويكفي رجفتها التي باتت واضحة ليتوقف عن عبثه !
لم تشعر بإنتهاء الموسيقي وتوقفه إلا عندما أبعدها فاركاً كفها الصغير بقبضته الدافئة ، وقبل أن تتراجع لتبتعد عنه وتتعثر كعادتها ظل ممسكاً بها لتنظر له بحيرة وخوف
- اهدي .
لم تسمع ما نطق به رغم أن شفتيه أعطتها الإجابة من حركتهما الواضحة ، سحبها من كف يدها البارد المرتجف للطاولة مرة اخري و بعد لحظات نهض وذهب لدورة المياه كما نهضت هي بإرتباك تحاول الهدوء وغسل وجهها بالماء البارد عل حرارتها تنخفض واحمرارها يختفي
قام الجرسون بوضع النبيذ في الكؤوس الاربع عندما شهقت كادي وهي تقول بفرحة وانبهار لافيندار
الذي طلب أغلي أنواع النبيذ في العالم تقديراً لمديره وإحتفالاً بلقائه مع أخته
- wow chateau lafite
أنهت جملتها المُنبهرة لتقترب بمقعدها منه مقبلة إياه قُبلة حميمية !
إقتربت ميان بصدمة بعدما رأت قبلة المدير وزوجته ، تمسكت بالمقعد قبل أن تتعثر عندما رأها افيندار والذي خصها ببسمة حانية كما يفعل معها !
إرتجفت وتسارع تنفسها تشعر وكأنها ستبكي حرجاً مما رأته بينما ابتسمت لها كادي بترحيب

جلست تشعر بسخونة تجتاح جسدها من الخجل ورفعت كأس العصير امامها ورشفت منه حتي تخفف من حدة اضطرابها وهي لا تعلم أنه ليس بعصير !!
شعرت بحرقة في حلقها رغم لذته وارتشفت مرة اخري تحاول منع دموعها التي تهدد بالسقوط لتغمض عينها من لذعته القوية ، إبتلعت ريقها ووضعت الكأس متجنبة النظر لهم
بعد فترة ليست بالقليلة كان موسي يسحب مقعده وعندما جلس شكره افيندار من اجل تلك السهرة اللطيفة
ورفع الكأس ليحتفلوا نخب تلك الليلة
فأمسكت ميان بكأسها مثلهم ونظرت لموسي بإرتباكٍ لانه لم يرفع كأسه
فإصطدمت عينها بنظراته الحادة والتي اتبعها صوته الرجولي الحازم
-
حطي الكاس !
نظرت له باستغراب شديد وتساؤل
فتابع بنبرة قاطعة
-
حطي الكاس قلتلك ! ..
وتابع بحدة اكبر وصرامة
-
دا مش عصير .. دا نبيذ .. خمره يعني !
اتسعت حدقة عينها مما قاله وفجأة ابتسمت له! ..
وقد عَلمت سبب الدوار المسيطر عليها !
نظر موسي لها بغضب من تحديها له حتي ضحكت أكثر لترفع الكأس فجأة مرتشفة منه !
لم يتحكم بأعصابه ولم يشعر بنفسه عندما أخذه منه ضاغطاً علي يدها التي أحمرت من أصابعه
ونهض دون حديث ليهتف بها بسخطٍ
- قومي يلا !
*****

كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن