الفصل الرابع: الفتاة الثعلبة

11 0 0
                                    

هل لأشباه البشر حق بأن يعيشوا حياة طبيعية مثل

غيرهم من الكائنات أم يجب أن يختفوا من العالم

بشكل نهائي؟ سؤال يتبادر لذهن سيريا شبيهة البشر

التي لديها نصف جسد ثعلب، شعرها برتقالي و طويل

منسدل على كتفيها و ظهرها،  عيناها كالياقوت

الأحمر، وجهها ناصع البياض كبياض الثلج، شفتاها

ورديتان، متوسطة طول القامة،  و ترتدي رداءا

أزرق اللون، كانت تعيش في كوخ خشبي مهترئ

في أعماق الغابة، تصطاد الأرانب و تقتات عليهم لكي

تبقى على قيد الحياة قدر الإمكان، دائما تبحث عن

أي بشري لكي تكلمه و في اللحظة التي تقترب فيها

من الحديث مع البشر يحاولوا أن يصطادوها فتفر

مذعورة منهم، ذات ليلة كانت جالسة على كرسي

خشبي خارج كوخها الصغير و تقول في نفسها:

البشر ، بالرغم من أنهم كائنات ضعيفة إلا أنهم

يحاولون أن يثبتوا لي أنهم أقوياء بإستخدامهم

للسيوف في اصطيادي، لا أعرف لم أستمر في

محاولة التقرب منهم مع أنني متأكدة من أنني أقوى

منهم بإستخدام يداي العاريتين فقط، لذلك من الآن

فصاعدا لن أتقرب من أي بشري و سأعتبر كل البشر

أعدائي، إهتزت أذنا سيريا بسبب صوت صاخب

صادر من الغابة، إلتفتت سيريا لمصدر الصوت

فوجدت أمامها مجموعة مكونة من 20 مستذئب،

إرتعدت فرائس سيريا و جحظت عيناها من الخوف

و لكنها تمالكت نفسها و قالت: من أنتم؟ و ماذا

تريدون؟ نزل أحد المستذئبين من الجواد الذي

يمتطيه و إقترب من سيريا و قال: أولا إسمح لي أن

أقدم نفسي أنا إسمي هو فولير و أنا إبن قائد عشيرة

( وولفو) عشيرة المستذئبين، و هنالك أمر طارئ

أحتاجك فيه يا آنسة سيريا، تفاجئت سيريا من كلام

فولير و قالت: كيف عرفت بإسمي؟ هل كنت تراقبني

أم ماذا؟ قال فولير بعد أن حك رأسه: لا أعرف كيف

أوصل لك هذه المعلومة و لكن ...... سكت فولير و لم

يعرف ماذا يقول؟ تسارعت نبضات قلب سيريا من

الخوف و القلق و صاحت قائلة: أكمل كلامك لا

توترني أرجوك، تنهد فولير و قال: أنت إبنة بوريا

الضائعة،  بوريا المستذئبة التي تزوجت من رجل

ثعلب، تم التخلي عنك لأنك ورثتي خصائص جسد

والدك و ولدتي فتاة ثعلبة، غضب زعيم العشيرة

ساعتها و قام أتباعه برميك في الغابة لوحدك حتى

تموتي، لكن مع ذلك تفاجئنا انك ما زلتي على قيد

الحياة، كيف نجوتي؟  و من رباك؟

---------------------------

كانت سيريا مصدومة مما سمعته و تفكيرها كان

شاردا و كانت تقول في نفسها: ما الذنب الذي

إقترفته حتى يتم رميي كالقمامة في الغابة؟ لماذا

يكرهني حتى بنو جنسي؟ ما هذه الحياة اللعينة التي

أعيشها؟ لن أعود لهذه العشيرة القذرة، يا لبساطة

تفكيرهم هل يعتقدون بأنني سأتقبل الموضوع و

أسامحهم قطعا لا، و سأثبت أنني لست بحاجة لهم،

قال فولير: لذلك يا آنسة سيريا ،  تعالي معنا----

صاحت سيريا قائلة: لن أعود معكم، أنتم كتلة من

الوحوش عديمة الإحساس، إن عدت معكم لا

أستطيع أن أضمن معاملة جيدة منكم تجاهي، لذلك

عد لعشيرتك القذرة و أخبرهم أنني مت منذ زمن، لأن

أشخاص مثلكم لا يستحقون أن أسامحهم على ما

فعلوه بي، ثم بصقت سيريا في وجه فولير فغضب و

كشر عن أنيابه و قال: لولا أن الزعيم أخبرني ألا

أؤذيك لكنت قد مزقتك إربا إربا، سأتركك الآن و

أدعك تفكري بالموضوع و أعطيك مهلة 3 أيام حتى

تعطيني جوابك النهائي، لذلك إنتظري عودتي مجددا

بعد3 أيام و سواء وافقتي أم لا سآخذك رغم عن

أنفك و الآن إلى لقاء قريب يا سيريا.

أسطورة الدولاهانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن