الفصل (١٠)

32.4K 806 41
                                    

الفصل العاشر
***********

جلست بهدوء تستمع الي توبيخه بشأن فعلتها واتفاقها مع سيلين وأقترب منها وعندما تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه
- مش هتردي لأنك عارفه نفسك غلطانه يا ناديه
هتف عباراته حانقاً فألتقطت ناديه هاتفها تعبث به قليلا حتى تجعله يخرج كل ما بجبعته نحوها دون جدال تعرف نهايته
- ناديه انا مش بكلمك ما تردي
فطالعته ناديه بهدوء جعل صدره يضيق منها
- انت ليه جرحت البنت كده يا حمزة.. مهما كان كانت ضيفه عندي
لتتسع عيناه ثم ضرب على فخذيه من تغيرها لموضوعهما
- بنت مين ديه... انا بتكلم في ايه دلوقتي... موضوعنا تدخلك في حياتي يا ناديه وبلاش تلعبي من ورايا
وأبتمست وكأنها تلاعبه
- ياقوت يا حمزة انت لحقت تنساها
فأنتفض من جلسته ورمقها بغيظ قبل أن يُغادر
- انا ماشي قبل ما اتشل بسببك..
واردف بمقت يُخرج فيه حنقه منها
- ياقوت ديه مرفوده عشان ترتاحي
وغادر لتنفجر ناديه ضاحكه... فوقف فؤاد خلفها يعقد ساعديه بقله حيله من أفعالها
- انا لو مكانه اتبري منك يا ناديه
لتلتف نحو زوجها بوداعه
- كده يافؤاد يا حبيبي
فأقترب منها فؤاد مبتسما
- عمرك ما هتتغيري بس هفضل احبك لآخر يوم في عمري
وانتهت عبارته وهو يمسك يداها يطبع بقبلات متفرقه عليهم.. فمعها ينسى فؤاد أفكاره المعقدة وكيانه
......................................
اخفضت عيناها تقاوم ذرف دموعها تتذكر حديثه ونظراته المتهكمه نحوها..شهقات متتاليه خرجت من بين شفتيها
ثم تكورت فوق الفراش تضم جسدها
بكاء متواصل بكته.. مجبرة هي على هذا العالم بكل قسوته
ولكنها ضعيفه هشه...دوما حياتها كانت قائمه على افعلي.. اصمتي ارضى بما نعطيه لكي فهل ستتدللي
كانت تقبل كل شئ بأبتسامه صادقه.. نعم هي كلمتها الوحيده
وشعرت بقدوم سماح غرفتها... لتقترب منها سماح ثم جثت على ركبتيها أمامها تمسح دموعها
- ابويا كان تاجر مواشي كبير.. كنت عايشه ولا البرنسيسات.. مخلفش غيري.. حياتي كانت تتلخص في اني بنت دلوعه أهلها هما حياتها وبس... كانوا فاكرين لما يقفلوا عليا.. بيحافظوا عليا من الدنيا لكن الحقيقه كانت غير كده.. كانوا بيطروا عضمي للدنيا عشان يوم ما تضربني صح هتكسر علطول.. مات الحاج حسين
وابتسمت بمراره وهي تتذكر والدها
- يوم موته الدنيا ورتني انا وامي الحياه صح.. عمي سرق فلوسنا وبقينا عايشين على الحسنه اللي بيرميها لينا كل شهر..الامانه اللي وصاه عليه اخوه نساها والطمع عماه... امي مكملتش بعد موت ابويا كتير..ماتت وسبتني.. ماتت قدام عيني وانا بترجي عمي يجبلها الدوا ... علبه دوا يا ياقوت
مقدرتش اجبها لأمي
وبكت بمراره وهي تتذكر تلك اللحظه وكأنها كالامس
- مأخدتش حاجه من الضعف والسكوت...محستش بنفسي غير وانا بخنقه بأيدي
وعندما ظهر التساؤل على وجه ياقوت التي انتفضت من رقدتها فضحكت سماح بمراره
- متخافيش ممتش... مقدرتش اعملها
وفي ثواني معدوده كانت سماح تمسح دموعها
- لازم تقوى يا ياقوت لو عشتي في الحياه بدور الضحيه هتفضلي طول عمرك ضحيه... الحياه مليانه حكايات ومعارك..ابكي بين ايدينا ربنا وبس.. اطلعي للناس قويه دافعي عن نفسك
لم تعلم سماح لما اخبرتها بحكايتها اليوم... ولكن داخلها شعرت انها بحاجه ان تُخبر أحدا بحقيقتها وحياتها التي هربت منها يوماً
- أنتي طيبه اوي ياسماح
.........................................
جلس في غرفة مكتبه شارداً رغم كل ما وصل اليه من نجاح الا انه يشعر ان داخله شئ قد نقص.. مازال مذاق الظلم والخذلان اللذان عاشهم قديماً كالعلقم في حلقه
ووقعت عيناه على إطار الصوره الموضوعه على مكتبه تجمعه ب سوسن وشريف ومريم وندى والابتسامه مرسومه على شفتيهم.. ابتسم من قلبه ثم رفع الصوره ونظر لملامح سوسن
- وحشتيني اوي يا سوسن.. وجودك كان فارق في حياتي
ولم يدري لما ملامح ياقوت ظهرت أمام عيناه
لينفض رأسه سريعاً ناهضاً من فوق مقعده مُغادرا غرفه مكتبه المظلمه
........................................
عاد شهاب ليلا بعد سهره ممتعه قضاها في احد الملاهي الليلية هو لا يشرب الخمر ولكنه يعشق تلك الأجواء حتى علاقته بالنساء أصبحت لا تتخطى الا الضحكات وعبارات الغزل... ووقعت عيناه عليها فوجدها جالسه في حديقه الفيلا تضم جسدها بشال صوفي خفيف شارده
اقترب منها ببطئ يشعر بالقلق
- مالك يا ندي
فأنتفضت ندي على صوته ومسحت دموع عيناها ثم ألتفت نحوه وملامحها يظهر عليها الآلم
- مالي يا شهاب.. لا انا مافيش حاجه
شعر بمقصد كلامها فتقدم منها خطوتان
- ندي فيكي ايه
دموعها عادت تتساقط وهي تُطالع ملامحه
- شهاب القديم رجع من تاني
اغمض عيناه بقوه.. شعوره بعدم قيمتها يجعله لا يراها.. أصبح مقتنعاً ان حبها سيغفر له كل شئ
- ندي بلاش لف ودوران قوليلي اللي مزعلك او اطلعي نامي.. الجو برد عليكي
تعلقت عيناها به وكادت ان تطلب منه طلاقها وعدم اكتمال زواجهم ولكنها لم تجد الشجاعه الكفايه لتفعلها
يداه جذبتها من رقدتها... لتجول عيناه على ملامحها
- هننزل امتى نختار فستان الفرح ولا اجيبهولك من باريس
..................................
نظرت هناء لرسالتها التي تم فتحها.. سألته عن حاله ومتى سيعود ولكنه قرأها دون أن يجيب لم يقرأها هو إنما جاكي هي من طالعتها ثم حذفتها... تعلم برغبه والد مراد في تزويجه منها حتى انها تخشي ان يصر على الأمر ويزوجها له عليها
والفكره الأصعب ان يرغمه على طلاقها
افكار كانت تقتحم عقلها وتخشاها ولكن الحل الامثل الذي قررت فعله منذ اول ليله لهم معاً ان لا تتناول حبوب منع الحمل التي اتفقوا عليها.. فهو لا يريد أطفال الان
وافقته ولكنها داخلها لم تقتنع
وجدته يخرج من المرحاض يلف جسده بمنشفه ويفرك شعره بمنشفة اخرى... فأقتربت منه تقبله
تعجب من فعلتها متسائلاً
- ما الأمر جاكي
توقعت سؤاله فعانقته بدلال
- اشتقت اليك مرادي
ارتفع احد حاجبيه من عبث الكلمه وهتف بوقاحه
- أنتي كنتي لسا في حضني.. لحقت اوحشك
تمايلت أمامه بغنج وقبل ان ترفع جسدها نحوه وتقبله.. صدح رنين هاتفه لينظر لرقم المتصل ثم نظر إليها مُشيرا لها أن لا تتحدث وتلتزم الصمت
- ديه ناديه
ولم يكن اتصال ناديه الا اطمئناناً عليه
.................................
رفعت ياقوت عيناها نحو ندي التي لم تنساها منذ اول لقاء كان سئ بينهم.. رمقتها ندي بنظرة ملتويه وسألتها
- شهاب موجود
فنهضت ياقوت من فوق مقعدها ورسمت ابتسامه مرحبه
- لا يافندم..تقدري تتفضلي في المكتب تستنى حضرته
فأقتربت منها ندي بخطواتها تتفحص هيئتها البسيطه نفس الزي الذي رأتها به كانت ترتديه اليوم
- مش محتاجه اخد اذنك... خليكي في شغلك
وأكملت ندي خطواتها نحو غرفه مكتبه لتزفر أنفاسها بحنق من غيرتها التي تصبها على كل من يقترب من حلمها ولم يكن الحلم الا شهاب الذي وجدت نفسها تحبه بل تعشقه
ومر الوقت وهي تجلس تنتظره ليذهبوا معاً لاختيار ثواب الزفاف.. ووجدت نفسها تتذكر يوم سقوط سوسن أمام عيناها ذلك اليوم لتتبدل فرحتها لحزن لم ينطفئ
طرقات خافته طرقتها ياقوت ثم دلفت لها بكأس عصير طازج
- انا جبتلك عصير
وفزعت من مظهر ندي وبكائها فأقتربت منها
- ندي هانم مالك.. انتي تعبانه
أغمضت ندي عيناها بقوه صارخه بها
- أنتي ايه اللي دخلك المكتب
ونظرت للعصير شزراً
- انا طلبت منك حاجه
اوجعتها عباراتها ولكنها تذكرت كلام سماح فأبتمست وهي تترك كأس العصير
- لا مطلبتيش مني...على العموم انا جبته كحجه عشان اتكلم معاكي وأوضح سوء التفاهم
تعجبت ندي من صراحتها فتابعت ياقوت
- بشمهندس شهاب يومها كان بيراضيني بكلمتين بسبب غضب حمزة بيه عليا من غير ذنب
كانت عيناها مرفوعة لأول مره بثقه ورغم انها ثقة واهيه الا انها اكملت
- حضرتك عايزه تصدقيني ده يرجعلك مش عايزه برضوه يرجعلك يافندم
لم تكن ندي شخصيه ذو طبع قاسي وقبل ان تغادر ياقوت غرفة المكتب هاربه من صراخ ندي الذى توقعته ولكن حدث ما لم تتوقعه
- استنى عندك يااا
فألتفت نحوها ياقوت تُطالعها مُندهشه ولكن تجاوزت دهشتها سريعاً بأبتسامه ودوده
- ياقوت
....................................
ضحكت سماح بأستمتاع وهي تمضغ قطع البسكوت بعد أن غمرتها بكأس الحليب المخلوط بالشاي
- مش معقول يا ياقوت..قولتلها كده
فشردت ياقوت في أحداث اليوم
- محبتش تاخد عني فكره مش تمام ياسماح
فتعالت ضحكات سماح
- أنتي عفويه وطيبه يا ياقوت اتمنى تلاقي الإنسان اللي يقدر طيبتك
لتبتسم ياقوت بمراره متذكره حبيبها القديم الذي لم ينظر إليها بل نظر الي صديقتها وانتبهت على حالها
- هو انا اللي عملته ده صح ياسماح
تنهدت سماح بفتور وربتت على ذراعها بحنو
- بصي يا ياقوت مش كل الناس ردود افعلها زي ندي.. ندي باين عليها لطيفه وسوء الفهم كان غيره مش اكتر
فحركت رأسها مؤكدة
- اه ندي فعلا لطيفه ورقيقه اوي... ديه عزمتني على فرحها
نظرات السعاده التي احتلت ملامح ياقوت من أبسط شئ قد قدم اليها جعل سماح تُدرك ان ياقوت مازالت تحتاج إلى مواجهات عده مع الحياه.. طبيعتها العفويه لن تصلح مع هذا الزمن.. ارادتها قويه عفيفه النفس مثلما تكون
- بقيتوا صحاب يعني... طب وانا محدش هيعزمني
لتصدح ضحكات ياقوت من عبس سماح المصطنع
- لا هبقي اخدك معايا...عشان معرفش السكه
فمسحت سماح فمها بكفها بعدما ابلتعت كأس المشروب خاصتها وحدقت بها بتلاعب
- يعني وجودي معاكي اوريكي السكه بس
وانتهى الحوار بضحكات الصديقتان... الي ان تثاوبت ياقوت ونهضت من فوق فراش سماح
- كفايه سهر لحد كده.. هرجع على اوضتي
انصرفت ياقوت... لتتسطح سماح على فراشها تُفكر في مهمتها الجديده التي اوكلتها جريدتها تلك المهمه.. ولن تُساعدها بها الا ياقوت ولكنها لم تستطع اليوم أخبارها فهى اكثر درايه بأضطهاد حمزة الزهدي لها فلا بأس أن تنتظر قليلاً
................................................
وضعت دفترها الذي تدون فيه ملتزماتها من راتبها.. الراتب الذي اقترب موعده ويجب عليها تدبير امرها به وإرسال المال لزوجه والدها كي تساعد في مصاريف اشقائها وتدفع ثمن حريتها من قيود زوجه ابيها وسم لسانها
ووضعت رأسها على الوساده وهي تحسب المال الذي سيكفي مأكلها وسكنها ورغبتها في شراء ثوب جديد بعيدا عن اثوابها التي هلكت
دون اراده منها أصبحت تنظر للفتيات بالشركه التي تعمل بها ترى اناقتهم فتتمني لو ارتدت مثلهم اثواب جديده راقيه ولكن مُحتشمه كما اعتادت
- فستان جديد... فلوس للأكل.. فلوس للمسكن.. فلوس عشان جهاز ياسمين
هكذا غفت ياقوت...وانتقلت لعالم أحلامها الذي لم تري فيها الا صراخ حمزة بها وأصبح عقلها الباطن يصور لها رهبتها منه حتى في النوم
..................................
اقترب من شقيقه بعدما انصدم من رده
- جوازكم بعد اسبوع ولسا محبتهاش ياشهاب
واردف صارخاً به
- انت ايه يا اخي.. اول مره اشوفك اناني كده
كان كالضائع وهو يستمع الي شقيقه.. فحركه حمزة بذراعيه بمقت
- ندي امانه عندي عارف يعني ايه.
ضاق صدر شهاب من اللوم الذي يتلقاه دوماً منه ومن شقيقته ناديه التي هي أساس تلك الزيجه فلولا استماعه لها ما استغل حب ندي اليه... فقد أصبح مدمن لحبها وضعفها أمامه ولكنه لم يحبها فالحب جربه قديماً وقد فشل فيه وحياه اللهو والعبث من جاءت بالنفع وأصبح معشوق النساء
افكاره كانت تقوده وهو لا يشعر انه سيكون في النهايه هو الأغبي والاحمق
وفاق على صراخ حمزة
- انت يابشمهندس انا واقف بكلم مين
فدفعه شهاب عنه وهوي بجسده على المقعد الذي خلفه
- كفايه يا حمزة... انا مش عيل صغير قدامك... جوازي من ندى هيتبني على الاحترام والتقدير وده كفايه اوي
ارتسم الجمود علي ملامح حمزة ورمقه ساخراً
- كمل يا شهاب وهيتبني على حبها ليك
للحظه أدرك صدق كلمات شقيقه.. ولكن نهض بجديه كي ينهي ذلك الحديث
- حمزة انا مقتنع ب ندي زوجه.. وياريت ننهي حوارنا لحد كده.. وياسيدي امانتك محفوظه ارتحت
لم ينتبهوا بتلك التي وقفت تستمع لحديثهم ودموعها تتساقط بآلم على حبها الذي لم تجد له مُقابل
..............................
جلس جانبها يخشى ان تنفره ولكنها ابتسمت
- انت جاي ترجعلي ايه تاني
ضحك على سؤالها
- الحقيقه انا جاي معجب
قالها صراحة ولكن عندما وجدها اشاحت وجهها عنه ابدل حديثه
- بهزر معاكي... الحقيقه انا لقيت نفسي سايب شغلي وجاي على هنا
ألتفت نحوه وهي تتبع صوته مندهشه
- ممكن تعتبريني عابر سبيل يا مها
تعجبت من معرفته بأسمها
- انت عرفت اسمي منين
ليضحك على سؤالها
- أنتي ناسيه اني ظابط
واردف ممازحاً وهو يتأمل ملامحها يتمنى لمسها بأنامله
- عرفت اسمك يوم ما اختك اخدتك ونادت عليكي
كلمه وراء كلمه سار معها حديثهم وكان كعابر السبيل معها
.................................
لوحت له بيدها قبل أن تختفي من صاله المطار نحو الطائرة المتجها ل سويسرا... تم استدعائها في عملها فأجازتها الممتده قد انتهت.. وقد قررت أن تُقدم استقالتها وتعود اليه ثم يعودوا معاً لمصر
وقف مراد للحظات ساكن في مكانه وانسحب مغادراً من المطار
ليعلو رنين هاتفه فنظر لرقم المتصل ثم أجاب
- انت مش عريس يابني والنهارده فرحك
اجابه شهاب ضاحكاً وهو ينظر لهيئته بالمرآه
- المفروض كنت تبقى موجود ده انا في مقام خالك حتى
....................................
وقفت أمام القاعه الفخمه مع السيده سميره التي اتجهت على الفور نحو احدهن ويبدو انها تعرفها... ندي قد داعتها بدعوه رسميه تعجبت من الامر وظنت انها كانت مجرد كلمه ولكن دعوه العرس بعثتها لها مع شهاب
كانت القاعه راقيه ومبهره لأول مره ترى مثلها
- ياقوت
هتفت بها هناء فوجودها بالعرس شئ محسوم ف ناديه زوجه عمها
احتضنوا بعضهم بشوق... لتبعد هناء عنها ونظرت له بتدقيق وتفحص
- ايه الشياكه ديه.. لا القاهره غيرتك
رغم بساطه الثوب ولونه الهادئ وعدم وضع الزينه على ملامحها الا انها شعرت بالحرج... سماح هي من اعطتها اياه واصرت على ارتدائه
- دى سماح اللي خلتني ألبسه
طالعتها هناء بسعاده وهي ترى جمالها الذي أظهره الثوب
- بس انتي طالعه قمر يا ياقوت
ثم اردفت بعدما غمزتها بنظرة لعوبه
- كنتي مخبيه عننا الجمال ده كله فين
................................
استمعت الي حديث خطيب شقيقتها وقد بدء يرسم عليهم محبته... خطبه اقترحها عليه احد أصدقائه.. عروس تخطت منتصف الثلاثون لديها وظيفه وشقه وشقيقة كفيفه من السهل التخلص منها اذا استولى على قلب الشقيقه الكبرى...وماجده كانت امرأة مشتاقه لمشاعر النساء التي تسمع عنها من صديقاتها المتزوجات... ورجلاً خبير مثل سالم كان يعرف من اين يصل إليها ويخضعها له... كلام معسول مداعبات ستتمنع عنها في البدايه ولكن سُتريد ولن تُمانع بعد التجربه
وها هو جالس يُحادث مها بلطف ويداه تجول على فخذ ماجده بحريه والأخرى تجلس جانبه تعض على شفتيها مستمتعه
- بس انتي صوتك حلو يا مها... ما تغني لينا اغنيه كده تاني لأم كلثوم
ابتسمت مها بسعاده لأطراء خطيب شقيقتها... لتتمالك ماجده حالها وهتفت فخوره وسعيده بشقيقتها
- مها جميله وشاطره في كل حاجه
العلاقه بين الشقيقتان كانت قويه..ليُطالع سالم سعاده مها وعيناها التي لمعت من مديح شقيقتها.. فأرتسم المكر على شفتيه وتمتم وهو يقترب من ماجده اكثر
- مها انا دلوقتي زي اخوكي اوعي تتكسفي مني اي حاجه عايزاها اطلبيها
.................................
جلست على أحد الطاولات البعيدة بعض الشئ تتأمل العرس وهناء صديقتها التي اندمجت مع تقي ابنه عمها وفتاه أخرى عرفت اسمها من هناء ولم تكن الفتاه الا مريم التي كانت اغلب الوقت متعلقه بذراع حمزة او شقيقها
وناديه المرأه الجميله تسير بين الحضور
ترابط جميل كانت تراه...لم ترى السيده سلوى اليوم لعدم مجيئها من البلده
ودارت عيناها بين الضيوف ثم عادت تبتسم وهي ترى هناء تراقص ندي التي كانت تتحمل تلك الليله بصعوبه بعد الحديث الذي سمعته بين شهاب وحمزة
اهتزاز هاتفها اخرجها من تأملها فنظرت لرقم والدها لتخرج من الحفل بعيدا عن أصوات الموسيقى
اتاها صوت زوجه ابيها التي تسألت
- ايه الدوشه ديه.. انتي فين
لم تمهلها الرد لتردف سناء حاقده
- انتي رايحه تشتغلي ولا رايحه تدوري على حل شعرك
بهتت ملامحها من الكلمات.. لو كانت تعلم أن زوجه ابيها هي المتصله ما كانت اجابه عليها
- بابا عارف اني في فرح... خير يا مرات ابويا
احتدت ملامح سناء من الرد...وابدلت الحديث بمهارة امرأه ماكره
- ابوكي عيان بس مش راضي يقولك ومحتاجين فلوس عشان التحاليل وكشف الدكتور
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأستنكار
- هتبعتي الفلوس امتى ولا احنا بعتينك تشتغلي من غير فايده... لو مش هتيجي من الشغلانه ديه فايده اقول لابوكي وترجعي البلد
تجمدت يد ياقوت على هاتفها وقد وصلتها رساله زوجه ابيها.. أما الاستجابة لتدبير المال او بث السموم في اذن والدها لعودتها وترك العمل والمشوار الذي بدأته
- فاضل لسا اسبوع على المرتب.. هجيب فلوس منين انا... اول ما اخد مرتبي هبعت الفلوس علطول
لم يعجب سناء الحديث لتهتف بأنفعال قبل أن تغلق الهاتف
- اتصرفي ولا ابوكي يضيع مننا
كانت آخر كلمه سمعتها ليصلها بعدها انغلاق الخط.. وصوت لم تتوقع سماعه
- ابقى عادي على الحسابات بكره وخدي الفلوس اللي هيحتاجها علاج والدك
عيناها اتسعت بصدمه وألتفت بجسدها.. لتجده خلفها يمسك هاتفه وكأنه أنهى مكالمته للتو... وقبل ان تهتف بشئ انصرف من أمامها بثقته المعهوده وهيبته
وخطت بأقدام سريعه تتبعه واسمه يخرج من بين شفتيها بهتاف خافت
- حمزة بيه...

يتبع بأذن الله
*********

#للقدر_حكاية ❤️

#سيمو

للقدر حكاية (سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن