الفصل(١٥)

34.2K 751 71
                                    

الفصل الخامس عشر
****************

عيناه جالت بعبث رجولي على خلجات وجهها الخجل.. نظراته نحوها كنت تفسر ردة فعلها.. أراد اليوم التأكد هل سهله المنال للعبته ام يوفر جهده ويبحث عن أخرى تتحمل نتيجة ضعفها وانسياقها خلف المشاعر
وضع قواعد اللعبه بضمير مرتاح واليوم الاجابه ستكون هي الفيصل واخماد صحوة ضميره في تحقيق نيل امرأة ضعيفه ستقبل بكل ما سيمنح لها بقليله
ضغطت على شفتيها بخجل وتوتر وهمست بذبذبه خجله وهي تتحاشا النظر له
- اللي حضرتك تشوفه يافندم
زفر بعمق ظنت انه يريح ثقل أنفاسه وإنما الحقيقه كانت يريح ضميره نحوها وهي تعطيه اول اشاره انها ستسقط بسهوله في حبه
ابتسم بلطف غير معهوداً منه وأشار نحو احد المقاعد
- اتفضلي اقعدي
كانت عيناه بعيده عن صوب عيناها التي اخذت تلمع بغرابه من تعامله معها.. نفضت رأسها سريعا ثم تجمدت ملامحها وهي تسمعه يهتف بأغرب عبارة لطف لم تظن ستسمعها منه
- تعرفي ان اسمك حلو يا ياقوت
انشقت ابتسامه بسيطه تعبيراً عن خجلها متمتمه
- شكرا يافندم
وتحركت نحو المقعد وجلست بتوتر ثم بدأت تخرج متعلقاتها دون أن ترى نظراته المصوبه نحوها
دقيقه مرت ثم أخرى لترفع عيناها تتنهد بأرتباك
- نقدر نبدء
كان يُطالعها بنظرة لم تفهم مغزاها ولكنها لم تزيدها الا خجلا فلم تعتاد على نظرات الرجال ولا تفهم في نواياهم
رجلا واحدا احبته بين طيات نفسها وانتهى الأمر برؤيته يحب صديقتها ثم ارتباطه بأخرى وانغلق قلبها مع أول قصه يهواها القلب
ابتسامه بسيطه ارتسمت فوق شفتيه ثم اتجه نحو مقعده خلف مكتبه
- نبدء يا ياقوت
واردف ممازحاً
- شكلك خايفه لا الوقت ينتهي ويبقى في مره تالته
ضغطت على التسجيل الذي بيدها بأرتباك قد لاحظه
- عشان وقت حضرتك بس
إشارة اخري وصلت اليه تخبره انها الاختيار الامثل.. فتاه هادئه ذات طبع خجول
قهقه ضاحكاً
- ابدأي يا ياقوت اللقاء العجيب ده
وقبل ان تضغط على زر التسجيل تسأل
- صحيح نسيت أسألك تشربي ايه
جاءت لمكتبه مرات وتلك كانت المرة التي يسألها هذا السؤال
تخضبت وجنتها وحركت رأسها بنفي
- مافيش داعي
لم يمهلها تكمله اعتراضها.. فرفع سماعه هاتفه امراً
- واحد قهوة مظبوط.. وعصير برتقال فرش
تعجبت من علمه لعشقها بعصير البرتقال ولكنه ألتقط ذلك بالمصادفه عندما رأها في احد المرات تخرج عبوة عصير من حقيبتها ثم بدأت ترتشف منها
الأمر أتي كضربة حظ أجاد ركلها فحققت الهدف
- نقدر نبدء
قالها وهو يعتدل في مقعده مسترخي يدور بمقعده بحركات هادئه ينتظر سماع سؤالها
اخذت أنفاسها ببطئ ثم رفعت عيناها عن المدونه المدون بها الاسئله
- سبب عدم رجوعك الداخليه رغم ان أتعرض عليك ترجع مكانك من تاني
صمت للحظات وقد ثبت مقعده واسند مرفقيه على سطح مكتبه
- استمرارنا ديما بيكون في مكان نجاحنا.. وانا نجحت اني اكون بيزنس مان وفشلت ابقى ظابط شرطه.. تفتكري أنهى الطريق اللي مفروض اكمل فيه
لمعت عين ياقوت وهي تسمعه حتى كلامه بات يفتن قلبها البرئ
- اكيد هختار ابقى في المكان اللي وصلت في ونجحت
أعاد جسده للخلف وعاد لوضعه الأول مبتسماً
- كده الاجابه وصلت على سؤالك
كان ماهراً في إخراج نفسه من اسئله الصحافه التي تبحث عن أي شئ في إطار حياته سواء ماضي او حاضر
- لو الزمن رجع بيك هتختار تبقى ظابط شرطه ولا رجل أعمال
ضحك ورفع كفه يداعب لحيته الخفيفه
- هختار ابقى حمزة الزهدي وبس
كانت اجابته غامضه بالنسبه لها ولكن مع نفسه الاجابه انه يريد نفسه.. يريد حمزة ذلك الشاب الذي لم يعرف معنى للغدر والطعن ولا الحب المسموم
شعرت بالحرج من السؤال القادم.. وقبل ان تتحرك شفتيها وتسأله دلف أحدهم يحمل مشروبها وقهوته
انغلق الباب مُجدداً بعد انصراف الساعي.. ليُشير نحو مشروبها
- اشربي عصيرك الأول وبعدين نكمل
لطفه الزائد جعل قلبها وعقلها في تضارب تام.. القلب يُخبرها بمدي لطفه وتهذيبه.. والعقل يبحث عن تفسير منطقي
- نكمل لقاءنا بس يافندم.. مفضلش غير سؤالين
ضحك وهو يفهم سبب رغبتها في إنهاء ذلك اللقاء بأسرع مايمكن
- اسألي يا ياقوت
بدء قلبها يدق دقته الأولى وهو يستمع لنطق اسمها بتلك الطريقة النغمه
- بقيت أرمل دلوقتي... هل بتفكر في الجواز مره تانيه
تأملها بنظرة طويله وقد توقع ان هذا سيكون من ضمن الاسئله
- حالنا بيتغير في لحظه.. ومين عالم يمكن يحصل ويمكن اكمل باقي عمري وحيد
تعلقت عيناها به بصمت ثم اشاحتها لتعود لمكان ارتكازها
- فاضل سؤال واحد.. وبالنيابه عن صديقتي والجريده بنشكرك انك ادتنا من وقتك
اماء برأسه وهو يبتسم وكأن اليوم هو يوم ابتسامات حمزة الزهدي وتناول قهوته يرتشف منها بتلذذ
- كملي سؤالك اللي فاضل
واردف ضاحكاً بتلاعب
- واتمنى السؤال الاخير ميبقاش فضولي على حياتي الشخصيه
ضحكت رغماً عنها نافيه برأسها
- لا ده سؤال عن أعمالك القادمه..سؤال بعيد عن حياتك الخاصه وعن فضول سماح صديقتي
وضع فنجان القهوه وقد شعر بنشوة الانتصار... الجوله الأولى قد تحققت وهاهي بدأت تتحدث معه دون رهبه وخوف
وكانت الاجابه الاخيره التي دونتها ثم اغلقت دفترها وكادت ان تُلملم حاجتها
- اشربي عصيرك الأول
هتفت بنبرة خجله متلهفه للمغادره
- مافيش داعي يافندم عشان وقت حضرتك
ضحك وهو ينهض من فوق مقعده واقترب من المقعد المُقابل لها وجلس عليه
- اشربي يا ياقوت.. اللقاء والرسميه خلصت وعايز ادردش معاكي شويه
بهتت ملامحها وهي تخشي حديثه ولكن ملامحها استرخت سريعا وهي ترى سؤاله منصب عن عائله هناء صديقتها والنسب الذي بينهم
- كنتي بتشتغلي في الملجأ كعمل خيري مش كده
واردف وهو ينتظر ان ترتشف من كأس العصير الذي وقف على طرفي شفتيها
- شغلك كان ايه في الدار
ارتشفت رشفة سريعه من كأس العصير خاصتها ثم أجابت
- كنت بساعد ابله سلوى وبعلم الأطفال الرسم وشويه بعمل مشغولات يدويه ليهم بس على قدي يعني
تعجب من اجادتها لتلك الأشياء
- أنتي بتعرفي ترسمي يا ياقوت
عيناها لمعت بعشق لهوايتها التي تعشقها ولم تعد تجد وقت لها منذ أن بدأت تعمل
حركت رأسها إيجاباً فأبتسم تلك المره تقديراً.. وكما أخبرها انها دردشه بينهم جاء سؤاله الآخر
- طب ليه مشتغلتيش بعد تخرجك علطول
تذكرت عمتها بشوق واعادت كأس العصير لموضعه
- كنت عايشه مع عمتي وبخدمها... ومكنش في شغل عندنا مناسب في البلد..فأكتفيت بشغل الملجأ
حرك رأسه متفهماً دون الخوض في تفاصيل أخرى
لم يقطع ذلك الحديث الا طرقه خافته ثم دلوف فؤاد الذي تعلقت عيناه بهم غير مُصدقاً ما يشاهده...
حمزة يجلس في المقعد المقابل لياقوت ويتحدث معها كأنها احد الأشخاص المهمين
.....................................
نظر فؤاد نحو حمزة الذي جلس للتو خلف مكتبه بعدما انصرفت ياقوت
- اوعي تقولي ان كلام ناديه أثر عليك
ضحك حمزة وهو يتخيل شقيقته عندما يُخبرها فؤاد عما رأي
ثم عاد لجموده
- كلام ايه يافؤاد اللي هيأثر عليا.. ده مجرد لقاء صحفي صاحبتها صحفيه وعايزه تعمل لقاء وانا بصراحه مبحبش اللقاءات اللي زي ديه.. بس البنت اترجتني ومرضتش احرجها
راردف بمكر يليق به
- اكراما للمعرفه اللى بينكم يافؤاد وأنها من طرف مدام سلوى والسيد مهاب
استنكر فؤاد الأمر ولكنه لم يركز فهو لا يتخيل ان حمزة بعد كل ماوصل اليه من مكانه سيتزوج بالطريقه التي تفكر بها زوجته
- طيب خلينا نتكلم عن فرع الشركه اللي في اسكندريه
فأنصت حمزة اليه منتظراً ما سيخبره به
- عايزمراد يمسك الفرع هناك !
................................
صمت شريف وهو لا يجد الاجابه على سؤال صديقه نحو مها ولقائتهم
- مش عارف تجاوب صح يا شريف
تنهيده تحمل داخلها الحيره
- مش عارف يا سيف... مش عارف اذا كان قربي منها تعلق ولا شفقه
لم يكمل باقي عباراته وهتف نافياً
- بس اكيد مش حب
تعلقت عين سيف بصديقه الذي يعلم انه بدء يقع بحب مها ولكنه يرفض الاعتراف ملخصاً الامر في إطار الإعجاب الذي اكثر
- طب وهي
شرد في اللحظه التي اخذت تتحسس فيها ملامحه وابتسامتها وهي تصفه لحاله
- تفتكر حبتني
سباب لفظه سيف حانقاً
- افتكر ايه انت بتهزر ياشريف.. اللي زي مها مينفعش نلعب بيهم ونقول تفتكر
راردف وهو يأمل في اجابه صديقه
- مسألتش اختها امتى فقدت بصرها
غامت عيناه بالحزن وهو يتذكر رد شقيقتها
- مها متولدتش عميه.. حادثه فقدت فيها عينها وباباها مات
واردف وهو يخرج زفرة مثقله من شفتيه
- ماجده أصرت توديها لدكتور بس الرد كان مافيش امل وبعدها مها رفضت تعيش الأمل من تاني بعد شعورها كمان بالذنب لموت باباها لأنها مشيله نفسها الذنب رغم انه قضاء وقدر
غمغم سيف بآلم وتنهد وهو يحدق بصديقه
- لو مش قد انك تقبلها بوضعها ده ياشريف... ابعد عنها وسيبها من أكبر ألم ممكن تسببه ليها
واردف قبل أن ينهض من جانبه متجها نحو المطبخ يصنع لهما كوبان أخران من القهوه
وجع القلوب صعب انك تداويه ياشريف وخصوصاً لما يكون القلب عطشان للحب
.................................
بدء جسدها يتعافى من المرض الذي رحب به جسدها بعد خروجها من السجن وكأن جسدها أصبح لا يعتاد على هواء الحريه
- بقيتي دلوقتي احسن
هتف عزير وهو يتناول معها الطعام المشوي الذي جلبه معه عند مجيئه لزيارتها
- اه احسن الحمدلله... بس مكنش في لزوم للأكل ده
وضعت ابريق من الماء على المائده بعدما ناولتها اياه الخادمه التي جلبها لها عزيز للعيش معها بدلا من السيدة عليا
ابتسم عزيز وهو يرمقها بتفحص لجسدها الذي اكمل عليه التعب بالهذلان
- لاا انتي لازم تاكلي وتتغذي يا ست الهوانم
ضاقت ملامحها من الكلمه التي أصبحت على لسانه رغم اصرارها ان ينسى انه يوماً كان يعمل مع والده
وضحكه مقززه صدحت منه وهو يمسح شفتيه براحة كفه
- معلش ياست صفا الكلمه بقت ديما على لساني
رغماً عنها ابتسمت له بلطف وجلست تتناول معه الطعام لعدم احراجه فهى ضيفه في بيته
- ولا يهمك ياعزيز... المهم شوفتلي موضوع الشغل اللي كلمتك عنه
ألتقط بيده قطعه من اللحم ثم دسها بفمه وبدء يمضغها
- بصراحه ياست صفا الموضوع صعب... متنسيش يعني أنك..
لم يُكمل عباراته ولكنها فهمت دون أن يحتاج للتوضيح اكثر
- عشان خريجة سجون
وتابعت بأمل
- عزيز انت عندك معارض سيارات شوفلي اي شغلانه عندك... حتى لو هنضف واعمل شاي وقهوه
تحركت عين عزيز على جسدها.. أراد أن يخبرها صراحة عن نواياه فيها ولكنه فضل الصمت الي ان يأتي الوقت الذي حدده
- بتقولي ايه ياست صفا.. انا اشغلك عندي كده... معاش ولا كان اللي يذلك ياست الهوانم
اطرقت عيناها بآلم ثم ابتسمت وهي تتذكر من اراده ان تذهب اليه تُخبره انها ستنتظره الي ان يسامحها حتى لو أراد أن يجعلها خادمه له ورفعت عيناها نحو عزيز الذي لم تكتشف نواياه نحوها ولا تعلم بأمر عمله المشبوه في تجارة المخدرات فهو رسم دور الشرف عليها وعلى الكثير ببراعه
- قولي ياعزيز عنوان شركة حمزة الزهدي فين
لتتجمد ملامح عزيز وهو يستمع لأسم حمزة الذي لم ينساه قط.. ووقفت إحدى اللقيمات بحلقه ثم اخذ يُسعل بقوه متمتماً بأسمه مُطالعاً سعادتها بمجرد ذكر اسمه علي طرفي شفتيها
- حمزة الزهدي !
....................................
قفزت سماح علي فراشها بسعاده لانتهاءها من هذا المقال ثم هبطت من فوق الفراش تعود لاحتضان ياقوت التي اخذت تضحك على فعلتها
- مكنش مقال ده ياسماح
ابعدتها عنها سماح صائحه
- يابنتي تعرفي يعني ايه مقال حصري من حمزة الزهدي للجريده... يعني مكافأه يعني شويه منظره قدام رئيس التحرير وانه يشلني شويه من دماغه.. بدل ماهو محسسني اني مليش فايده في الجريده
ورفعت كفها نحو خصلات شعرها تشعثها
- انا عايزه اتنقل قسم الحوادث الوفيات مثلا كده مش المشاهير... انا مالي ومال المشاهير ونجوم المجتمع
ضحكت ياقوت من قلبها وهي تستمع لتذمر صديقتها ثم هتفت ممازحه
- ياساتر عليكي وفيات وحوادث... اطلعي بره اوضتي ياسماح
مالت عليها سماح وقبلت وجنتيها سريعاً شاكره
- شكرا يا ياقوت... هروح بقى افرغ التسجيل واكتب المقال
وانصرفت متحمسه... لتتنهد ياقوت بشرود مُتذكره لطافته معها
..............................
ركضت مريم نحو ندي وشهاب بأشتياق وسعاده
- العرسان وصلوا
تقبل شهاب الكلمه ضاحكاً بسخط على الكلمه التي هتفت بها المشاغبه الصغيره... فهو لا رأي عسل ولا كان عريساً الا ببذلة العرس ليس أكثر
- اهلا بالمشاغبه وحشتيني
هتفت مريم بعدما اخذتها ندي بأحضانها
- وانت كمان وحشتني ياشهاب
ليرفع شهاب كفه ثم طرقعه على جبهتها
- يابت قولي عمي واحترميني
أخرجت لسانه لها ليهبط حمزة من أعلى وفي نفس اللحظه دلف شريف المنزل
- هبقي احترمك لما تبقى اب... عايزين نونو بسرعه بقي
تخضبت وجنتي ندي حرجاً وسط ضحكات شريف الذي ضمها اليه وحمزة الذي اخذ شقيقه بين ذراعيه محتضناً
- البت ديه لسانها بس اللي بيطول ياحمزة
أخرجت اليه مريم لسانها ثم ازاحته عن حمزه وتعلقت بذراعه
- خلي حمزة يعملها الأول ويجبلنا نونو صغير
صمتت مريم وقد تبدل حالها فلاحظ الجميع سكوتها ثم انسحبت من بينهم متحججه
- انا هطلع اكمل مذاكرتي عشان عندي امتحان
وصعدت نحو غرفتها لتتبعها ندي متعلله
- انا هطلع اوضتنا ارتاح
اما شريف لم يعلق فذلك هو الأمر المحتوم الذي وصت عليه والدته وتمنته لحمزة قبل وفاتها.. وصرخ شهاب بمقت من دفعت حمزة له
- السيرة ديه متتكلمش فيها قدام مريم مفهوم... تعرف كنت مريحنا وانت مسافر
ليُدلك شهاب كتفه
- هو ده الترحيب اللي يفتح النفس بيا...فينك ياناديه
ولم ينتهي هتافه بأسم شقيقته الا وسمع صوتها بعدما فتحت لها الخادمه
....................................
حطت الطائره في الاراضي المصريه... ليهبط مراد من الطائره بملامح قاتمه ولحيه قد طالت.. استنشق الهواء مُكرراً انه لن يقبل بقرار والدها مهما حدث
أنهى بعض الإجراءات اللازمه ثم خطي بخطوات جامده خارج المطار ليجد شهاب ينتظره بسيارته
عانقه شهاب بأسف على ما مر به من أحداث ف وقت قليل للغايه وكانت الضربه التي حطها الزمن على عاتقه
- زعلت اوي على اللي حصل يامراد
لم يمهله مراد تكملة عبارات المواساه.. فأتجه نحو السياره يضع بها حقيبته
- محتاج اروح البيت وارتاح ياشهاب ممكن
اماء شهاب برأسه وصعدوا السياره... الصمت احتل طريقهم الي ان صدح رنين هاتف شهاب وكانت المتصله شقيقته
- ايوه ياناديه... ماله فؤاد ما كان مسافر البلد كويس.. حاضر.. حاضر
تعلقت عين مراد به بقلق
- ماله بابا ياشهاب
أكمل شهاب قيادة السياره مُغيراً مسار الطريق
- جاتله ذبحه صدريه وناديه سافرت له هي وتقي عند عمك
.....................................
وقفت صفا امام الشركه التي ماطل عزيز معها ليعطيها العنوان اما يُخبرها انه مشغول ولا يستطيع ايصالها او انه قلق عليها
ولكن الخادمه التي تقيم معها في الشقه التابعه لعزيز جلبت لها عنوان الشركه الرئيسيه المتواجد بها على الدوام...
كل شئ في البلد تغير في تلك الأعوام ولكن مازالت الأماكن كما هي لما يصيبها الا التجديد وحسب
وبخطي بطيئه وثوب جميل أنيق اشتراه عزيز لها خطت لداخل الشركه
وقعت عليها الأعين بأنبهار لجمالها حياها حارس الأمن وهو يظنها عميله مهمه ومن صفوة المجتمع
حتى موظفه الاستقبال استقبلتها بأحترام وارشدتها نحو الطابق المخصص لرئيس مجلس الاداره
ضحكت داخلها بآلم.. فلو عرفوا ان من يحيوها بأحترام ويبتسمون بوجهها ماهي إلا خريجه سجون.. لرمقوها بأحتقار
ووقفت اخيراً امام غرفه مكتبه ثم اتجهت نحو السكرتير القابع خلف مكتبه وقد رفع عيناه نحوها
- ممكن اقابل حمزة بيه
جالت عين الرجل عليها وقد ظنها من معارفه فهتف بأحترام
- في ميعاد سابق يافندم
حركت رأسها نافيه... ليتسأل وهو يرفع سماعه الهاتف الموضوع على مكتبه
- أبلغه اقوله مين
صمتت صفا للحظات وأطلقت تنهيده محمله بالشوق
- صفا الأنصاري !

يتبع بأذن الله
***********

#للقدر_حكاية ❤️

#سيمو

للقدر حكاية (سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن