الفصل السادس والاربعين
*******************احتضنت شقيقتها وهي لا تعرف من أين تأتي بالكلام إليها.. لم يكن باقي على العرس الا أسبوعاً واحداً ولكن نفذ قضاء الله
بكت ياسمين بحرقه وانين الوجع يخرج من بين شفتيها دون تحمل.. لم تبكي بحضن امها التي كانت تندب حظها وبختها
وما أصابهم ولكن رؤياها لياقوت وضمها لحضنها جعلها تخرج احزانها بأهات مكتومه
- اهدي ياياسمين ده قضاء الله ياحببتي.. انا عارفه انه صعب
ألقت بعض الكلمات التي تعرف انها لا تهون
ووقفت زوجة ابيها على اعتاب الحجره ترمق ياقوت بنظرات حاقده.. خطيب ابنتها مات وياقوت تحيا بزواجها والسعاده هاهي تراها في هيئتها وثيابها ووزنها الزائد ببضعة جرامات
صرخت ياسمين بوجع وهي تحكي لها عن تحضيراتها للزفاف واحلامهم معهم
- مات وسبني ياياقوت
وركضت نحو الخزانه تخرج ثوب زفافها المعلق تنظر اليه ببهوت وسناء تقف تُطالع ابنتها بحرقه.. الي ان اتجهت نحوها تضمها بقوه
- ياحسرة قلبي عليكي يابنتي
لأول مره كانت ترى انكسار زوجة ابيها وبكائها في آن واحد مع ابنتها
.................................
خرجت من غرفه شقيقتها مُغلقه الباب خلفها بعد أن غفت اخيرا
رمقتها سناء بنظرات فاحصه وعادت تركز عيناها نحو حبات العدس الذي تنوي طهيه اليوم
اقتربت منها تجلس جانبها فوق الاريكه الخشبيه
- نامت الحمدلله
اختلست سناء النظر إليها صامته
- بابا فين
- في اوضته بيريح.. مكناش عارفين انك جايه فمعلش هنأكلك عدس
دائماً هي ضيفه ثقيله على قلب زوجة ابيها.. مهما فعلت لها تظل كارها لها كرهاً لا تعرف سبب له
رفعت سناء يدها من فوق حبات العدس تُسلط نظرها فوق بطنها
- حملتي ولا لسا .. ولا تكوني مخبيه
الاجابه لم تكن تعرفها.. باتت تشك بالأمر منذ ايام
- ولا يمكن جوزك البيه مش عايز منك عيال عشان يرميكي لينا بعد ما يبقاش ليكي عوزه عنده
احرقت الكلمه فؤادها سمها غرز داخلها ضعف تمقته.. لا تتمرد لا تصرخ لا تصد لا تمتنع وكل ذلك من أجل أن تثبت لزوجة ابيها انها ليست فاشله ولن تعود إليها مكسوره مذلوله.. القليل من حمزه اهون من اي شئ مع زوجة ابيها
شماتت زوجة ابيها كانت تطل من عينيها بسواد وحقد ولم تشعر الا وهي ترد لها الصاع بأبتسامه واسعه تعلمتها من هند التي تقص لها كثيرا عن معاناتها من ألسنه البعض بأمر الإنجاب الراضيه به واثقه ان الله سيُرضيها
- بالعكس يامرات ابويا حمزه نفسه اوي في طفل مني.. ادعيلنا انتي بس
تجهم وجه سناء ولوت شفتيها ممتعضه تنهض من جانبها نحو المطبخ متمتمه ببغض
- بدعيلك ياحببتي بدعيلك
شعرت بالزهو وهي تشعر بالراحه المُتدفقه داخلها لم تكذب هند عليها حينا اخبرتها ان البرود مع البعض دون الديس على الاوجاع واخذ الذنوب من سلاطة اللسان يزيل الآلم سريعا وهي ترى بعينيها ان الطرف الآخر انصرف دون أن يحصل على مااراد
زوجة ابيها نهضت ممتقعه من ردها... وهي تجلس تتنفس برضى دون رغبه بالبكاء
أخرجت هاتفها من جيب عبائتها فلم تجد اي اتصال من حمزه بعد أن أخبرته انها وصلت لمنزل ابيها بعدما اوصلها سائقه
..............................
احتدت نظرات فرات نحو فاديه الجالسه على احد الارائك وخادمتها المُخلصه مهجه تجلس أسفل قدميها
لا يصدق ان شقيقته هي السبب في هروبها..
ف ناديه أخبرته بما قصته عليها صفا من أفعالها
اقترب منها مُشيراً للخادمه بغلظه ونظرة حارقه
- روحي شوفي شغلك
نهضت مهجه مفزوعه من صوته كما انتفضت فاديه من مكان جلوسها
- مالك يافرات
- أنتي اللي طردتي صفا
لم تخاف فاديه من الاجابه فأماءت برأسها وألتقطت حبات العنب تلتهمه بتلذذ
- ايوه وهددتها كمان.. كويس انها غارت ومشيت
اصاب فاديه الشك لتنظر اليه ثم شهقت وهي تخشي الشئ الذي لا تظنه قد حدث
-اوعي يكون حصل بينكم حاجه يافرات.. سؤال مكرم عليها واتهامه ليك بأختفاءها بدء يقلقني.. هي البت ديه لعبة بعقل
- اخرسي
صراخه افرغها ازدادت شكوكها
- فرات طمني... اوعي تقولي أن فرات النويري ضحت عليه حتت بت رد سجون
دكا بعصاه وقد تجمدت ملامحه
- صفا مراتي وأم ابني يافاديه
وعند تلك الحقيقه سقطت فاديه مُغشيه عليها غير مصدقه ان شقيقها تزوجها
..............................
اعتدلت ناديه في جلوسها وهي تراه يتقدم منها.. استجمعت بعض العبارات داخل ذهنها لكي تُنهي شكوكها نحو صدق مشاعر شقيقها اتجاه صفا من عطفه ومساعدته
لا تُنكر ان صفا تغيرت وأصبحت امرأه اكثر حشمه مُلتزمه ولكن ماهي متأكده منه أن صفا مازالت تحب شقيقها مهما انقطعت الآمال وتخشي ان يكون الحنين عاد لقلب شقيقها وياقوت بغبائها كما تصفها احيانا لم تربطه بطفلاً وكأن النساء لا تربط الرجال الا بذلك
جلس على مقربة منها ولم يسأل عن صفا مما أسعدها
- ها ياناديه جيباني ليه
وغمز ضاحكاً
- اوعي تكوني على اخر الزمن اتخانقتي مع فؤاد وجيباني اصالحكم
ضحكت بعذوبه وهي تتناول مشروبها الساخن ترتشف منه
- لاا فؤاد حبيبي عمره ما يزعلني.. انت واخوك اللي ديما مزعلني بس وضيف عليكم مراد
رمقها قاطباً حاجبيه يُطالعها
- طب خلي ساميه تعملي قهوتي... عشان اعرف اركز في موضوعك المهم اللي طلباني عشانه
ولم تنتظر لحظه فنهضت تصنع له قهوته بنفسها..
صدح رنين هاتفه فأخرجه ليري من يُهاتفه فأرتسمت على شفتيه ابتسامه واسعه لو كانت رأتها لعلمت انها تمثل له قيمه كبيره ولكن عهده على نفسه بأن لا يُظهر مشاعره لها ويكفيها التقدير والاحترام الذي كان يفعله مع سوسن انساه ان ياقوت ليست سوسن
واختلطت النسوة بحياته تجربة حب كانت فاشله اضاعته وتجربه اخري كان الود والاحترام أساسها نجحت واثمرت وهاهي تجربه ياقوت معه... يحبها ولكن حب صامت يفسره لها بطريقه أخرى
كاد ان يُجيب عليها ولكن دلوف صفا الغرفه وصوتها الهامس
- ممكن اتكلم معاك ياحمزه بعد اذنك
رفع عيناه نحوها وقد انتهى اتصال ياقوت.. أشار إليها بالجلوس متمتماً
- اقعدي ياصفا
كان حديثها يتلخص انها تُريد معرفه اهل والدها.. ضغط علي بعض الازرار مدوناً برساله لتلك التي جلست تنظر لهاتفها منتظره اتصاله
" هكلمك بعد ساعتين"
ركز في حديثها بعدما وضع هاتفه علي المنضده مُتسائلا
- مظنش ان معرفتك بيهم هيريحك ياصفا
اطرقت رأسها فعائلتها المجهوله هم املها
- مش عايزه افضل طول حياتي مجهولة الهويه.. ومعرفش ليا اهل.. يمكن اعرف اتحامي فيهم
- متناقشتيش مع فرات ليه في الحكايه ديه... فرات يقدر يساعدك اكتر مني.. مكانة جوزك عاليه
دلوف ناديه بالقهوة قطع حديثهم ولم تسطع اخباره انه تُريد مساعدته في الطلاق من الفرات دون اخذ طفلها منها
نهضت حرجاً بعدما سلطت ناديه نظراتها نحوها
خطت بضعة خطوات مُطرقه الرأس فأوقفتها ناديه
- اقعدي ياصفا معانا...
واقتربت تربت على كتفها
- روحي ظبطي طرحتك لحد ما اتكلم مع حمزه.. وانزلي عشان اخدك للدكتوره نطمن على البيبي
خرجت خارج الغرفه صاعده لأعلى لتتابعها ناديه بعينيها ورمقت حمزة الذي جلس يحتسي قهوته ببطئ
- كنتوا بتتكلموا في ايه واول مادخلت وقفتوا الكلام
رفع حاجبه لأعلى مُستنكراً فضول شقيقته
- مش لازم كل حاجه تعرفيها ياناديه...
واردف بملامح جامده
- ايه الموضوع الضروري بقى ياناديه
جلست جانبه حانقة من رده الفظ كانت تُعطل الكلام الي ان تأتي اللحظه التي خططتها لها
مره تسأله عن ياقوت وأهلها وأخرى عن شهاب الي ان ضجر من الأمر
- ناديه هو انتي جيباني عشان تسأليني عن كده
وكاد ان ينهض فأسرعت بنكشه بحديثها
- لسا بتحب صفا ياحمزه
لم تُعجبه عبارتها فقطب حاجبيه بضيق
- ورا سؤالك ايه ده ياناديه
- عايزه اطمن ياحمزه.. انا عارفه انك اختارت ياقوت عشان ترتاح من زنى عليك
واردفت بمكر تجيده
- بحس بالذنب عشان انا اللي اقنعتك بها وعارفه ان ياقوت مش مناسبه ليك
وعند تلك العباره نهض ماقتاً حديثها
- ذنب ايه اللي تحسي اتجاهي ياناديه هو انا عيل صغير.. وعشان اريحك خالص انا اختارت ياقوت عشان عايزها مش عشان زنك عليا
ابتسمت ناديه ابتسامه لم يُلاحظها واردفت بتلاعب
- ياحمزه مقصدش.. بس انا حاسه ان ياقوت مش الزوجه اللي تسعدك.. مافيش طفل بينكم لو مش مبسوط معاها طلقها
احتقن وجهه من عبارتها انتظرت ناديه ما تسعي لسماعه وعند رؤياها لخيال صفا تمنت ان يُصرح بحبه لياقوت حتى تقطع امال صفا
- شكل مساعدتي لصفا ومساندتي ليها خليتك تفتكري اني مش عايز مراتي.. عشان ترتاحي ياناديه وتريحي قلبك انتي وفؤاد
حمزه الزهدي محبش غير ياقوت
وخرج من الغرفه ليجد صفا تقف مطرقه الرأس.. تجاوزها مُغادرا المكان تحت نظرات ناديه الثاقبه
................................
استلمت ماجده تقرير الفحص الذي أجرته شارده في الجمله التي سمعتها للتو حينا اخذت فحوصاتها
" جسمك في مخدر يامدام.. انتي بتاخدي منوم"
الشك بات يملئ قلبها منذ فتره ولكن سالم دوما يشعرها انها تتوهم وأنها اصبحت مرأة خرفاء
سارت في الطريق وهي هائمه لا تشعر بشئ حولها
يرتطم جسدها بالماره الي ان هوت بجسدها على احد الارصفه
.................................
دلفت للصيدليه فقد كانت خاليه من الزبائن.. لتجد احمد يقف أمام زوجته يُدخل خصلاتها المتمرده لها أسفل حجابها وهي تقف مبتسمه
اخفضت عيناها حرجاً هامسه
- السلام عليكم
عندما وقعت عيناه عليها ابتسم وهو يرد السلام هو وزوجته
- وعليكم السلام..
كان يتذكرها ولكن تلك التي جانبه انسته جميع النساء بحضورها وغيابها .. ترك البيع لزوجته التي اقتربت تسألها عما ترغب
وكان الطلب في كلمتان " اختبار حمل" حتى تفرح شقيقتها ياسمين ووالدها وتعود لزوجها بالخبر الذي ينتظره
.............................
وقف كحائط منيع بين شقيقته وزوجته الاثنان يشعراه انه يعيش مع اطفال... يتجادلون نحو لاعبين الكره والفرق التي يشجعونها هو كرجلا لا يفعل ذلك مثلهم
تنهد حانقاً بعد أن ازاح تقي جانباً
- بس كفايه ايه الشغل العيال اللي انتوا فيه
- وانتي ياكبيره ياعاقله
رمق هناء بعد أن قصدها بعبارته لتزم هناء شفتيها ممتعضه
- وانت مالك بينا... احنا بتفاهم مع بعضنا
أكدت له تقي الأمر برأسها.. ليدفع شقيقته نحو الغرفه المُقيمه بها
- على اوضتك ونامي
انصرفت تقي تتمتم ببعض الكلمات التي لم يفهمها.. لتتجه هناء نحو غرفتها أيضا تاركه اياه يقف عابث الوجه
صدح رنين هاتفه مُطالعاً رقم نغم وفور ان أجاب ونطق اسمها
وقفت بملامح جامده تستمع لتلك المحادثه خائفه من ان تخبره بعملها بالفندق.. غباءها في اخباره بالحقيقه كان يقودها لفخ مجهول.
أنهى مراد اتصاله ومازالت عيناه عالقه بها.. كانت تعلم أن عزومه نغم لهم لحفل عيد ميلاد ابن شقيقتها ليس ورائه الا ان تجمعها بخالد ويعرف انها لم تكن الا كاذبه
ألتفت نحوه بضيق من موافقته
- مين قالك اني موافقه اروح ... ابقى روح لوحدك
- نغم عزمتك وعزمه تقي ياهناء.. ومن الذوق اننا نروح
- ابقى خد تقي معاك انا مش هروح.. مبحبش الأجواء ديه
ودلفت لغرفتهم دون كلمه أخرى.. اتبعها غاضباً من طريقتها التي أصبحت تستفزه
- مش كل ما نتكلم ترمي كلمتين وتمشي...اتعلمي الذوق شويه وانتي بتكلمي جوزك ياهناء
- وانا مش قللت الذوق يامراد..وكلها كام شهر وهريحك من قله ذوقي
احتقن وجهه من سماع عبارتها
- ومين قالك اني هرتاح من قله ذوقك ياهناء.. انا كمان قليل الذوق .. فنستحمل بعض
- وانا مش عايزه استحمل واحد زيك.. كفايه اوي كده
طعنته عبارتها ولكنه هو من صنع الحصن بينهم..رجولته تعود اليه وهو يرى ارتباكها أمام ناظريه.. اقترب منها هامساً
- مش بمزاجك يابنتي عمي
كادت ان تدفعه من أمامها حانقه الا انه سبقها دافعا لها للخلف
فسقطت فوق الفراش الذي ينتظر احتضان جسدها
ليُثبتها بعدها بجسده
- مراد ابعد عني
- كنت غبي ياهناء
................................
نظرت الي هاتفها بعد ان مضت الساعتان ولم يُهاتفها.. كانت تنظر لاختبار الحمل بين يديها بسعاده تلاشت مع كل دقيقه تمر وهو تنتظر مكالمته...وضعت له الأعذار كما اعتادت وقررت مُهاتفته ثانية
كانت مريم تمسك هاتفه تُبدل الصوره التي يضعها على شاشه هاتفه وكانت صوره تجمعه هو وهي وياقوت
زاد حقدها وهي ترى أن والدتها قد تلاشت من حياتهم
ابدلت الصوره بصورة اخري تضمها هي ووالدتها
وميض الهاتف برقم ياقوت نظرت حولها لتجد الجميع مشغولاً عنها.. ابتعدت بالهاتف كي تُجيب عليها بحقد
- الو
صوت مريم جعلها تتأكد انه نساها كما يعتاد وسط أولوياته الأخرى.. أغضمت عيناها ثم فتحتهما بعد أن ضبطت أنفاسها
- ازيك يامريم
لم تجيب مريم علي سلامها فلم تنتظر رداً منها
- ممكن تدي التليفون لحمزه
- مش فاضي.. ابقى اتصلي بي وقت تاني
وانقطع الخط لتنظر الي هاتفها فوقاحتها كثرت وحمزه لايري في مريم الا طفله صغيره يجب احتوائها
كانت نظرات ياسمين عالقه بها تنظر إليها بشفقه صامته
.............................
اقترب منها ببطئ بعد أن بحث عنها في ارجاء الشقه
كانت غافيه بملابسها
التعب كان ظاهر على ملامحها من ضيافتها لضيوفه طيلة اليوم ومن خدمته وطلباته.. كان يتدلل عليها كطفل صغير وهي تُلبي ذلك خانقه منه إلا أنه اكتشف في تلك المده التي جمعتهم وجها لوجه وتحت سقف واحد
إن سماح ماهي إلا امرأه رائعه وحظها اسقطها مع رجلا مثله
يخاف ان يُخدع فيها الا انه قرر ان يترك قلبه ليكتشفها فهناك طفلاً أصبح يربطهما
ارهقه وقوفه وهو يتحامل على ساقه المُصابه.. فجلس على الفراش يتأمل ملامحها الهادئه ببشرتها الحنطيه وشعرها القصير عن قرب
مد كفه راغبا في ان يُلامسها ومع كل لمسة منه كانت تشعر بها
نهض من جانبها فظنت انه سيترك الغرفه ويُغادر الا انها شعرت به يُحاوط خصرها بذراعيه وبعدها انتظمت أنفاسه
..........................................
أنت تقرأ
للقدر حكاية (سهام صادق)
Romanceحكايات نسجها القدر... ولم يكن للعقل او القلب اي اختيار الحياه تسير بينا هكذا تقودنا لمصايرنا وأما يكون مصيرك سعاده او حزن يحطم القلب وبين هذا وهذا ما علينا الا الرضى بقلوب حامدة