الفصل (٦٠)

37.4K 1K 210
                                    

الفصل الستون
***********

أدرك فداحة ماصنعه بعدما أستوقف سيارته في مكان معزول يتذكر تفاصيل ماحدث وطرده لها ثم صعوده لسيارته مُنطلقاً بسرعه قصوي غير ناظراً خلفه
ضربات عدة ألقاها فوق عجلة القياده صارخاً مُبرراً لحاله عدم سيطرته على نوبات غضبه
" هي اللي استفزتني... هي اللي ضغطت على الحقيقه جوايا... انا السبب انا اللي ضيعت اختي"
أنفاسه خرجت مُتلاحقه ببعضها الي ان استرخي واغمض عيناه لعله يهدء قليلا ويعود إليها مُعتذراً
" ياقوت غلبانه وبتنسي بسرعه مجرد كلمه اعتذار والموضوع هيعدي"
كان اقناعه لنفسه يزداد نحو صنيعه... لم يدرك ان فيض السماح قد انسكب جميعه وان شروخ القلب في لحظه تنكسر وتسقط تحت القدمين ليمر المرء فوقها ماضياً في طريقه
انطلق بسيارته وعقله يقنعه بما يُريد وان افراغ غضبه فيها بسببها فهى التي اوقفته للحديث وها حدث ماحدث
...............................
هوت بجسدها فوق احد الأرصفة تنظر بشرود لما حولها... الطريق كان خالي من الماره.. يداها كانت ترتجف كحال شفتيها اما عيناها كانت مُتحجره تتلألئ بها دموع القهر ولا تسقط
صدي صوته مازال يسقط فوق قلبها... ولكن تلك المره لم تعد تتحمل.. فسقطت دموعها وارتفعت يداها فوق اذنيها لعلها تكتمه
" اطلعي بره البيت ده... ده بيت امي مش بيتك"
رنين هاتفها كان يتعالا ولكنها لم تكن تسمعه...فلم تكن الا بعالم اخر ترى في سعادتها القليله معه وبؤسها الذي فاق تلك السعاده فلم يعد الا البؤس
- مالك يابنتي انتي تعبانه... طب شوفي تليفونك يمكن حد من أهلك بيتصل عليكي
نطقها ذلك الرجل الواقف يحمل بيده المكنسه وكما يبدو عليه انه عامل نظافه بزيه... حدقت به صامته فالكلام قد توقف فوق شفتيها.. طرده لها كانت القشه التي انهار بعدها كل شئ
إن ترى نفسها تطرد كالشريده كان أصعب ما تخيلته يوماً... وهي التي كانت تتمنى ان تتزوج حتى لا تطردها زوجة ابيها يوماً
لم تعد تحب الذهاب لوالدتها رغم حاجتها لها حتى لا ترى نظرات زوج امها الغير مرحبه... عقد خلقت داخل قلبها وعقلها فشوهت عالمها... لم يخلق منها الا انسانه خائفه ترضى بأي شئ من أجل المأوى.. وها حدث ما خشته يوما
صوت الرجل عاد يتردد ولكن لا اجابه تستطيع إخراجها... تعلقت عين الرجل بهاتفها الذي عاد يدق للمره الثالثه.. فتناوله من يدها
- فينك ياياقوت... ياقوت احنا محتاجين التصميم اللي معاكي هبعتلك حد من الشركه يجي ياخده
هتف هاشم عباراته سريعاً دون انتظار
- الست اللي بتكلمها يااستاذ وقعه في الشارع مبتتكلمش...لو تعرف حد من أهلها اتصل بي يجي ياخدها
انصدم هاشم مما سمعه فتمتم سريعا
- قولي اسم المكان اللي هي في
اعطاه اسم المنطقه فأزداد تعجب هاشم... فالمنطقه التي هي بها تقبع خلف المنطقه التي تقطن بها مع عائله حمزه
اقل من ثلاثون دقيقه وكانت سياره هاشم تصطف... ليخرج من سيارته.. فتعلقت أعين الرجل به وهو ينظر إلى ياقوت التي فاقت من حاله شرودها وتناولت الماء من ذلك الرجل الطيب
- كويس انك جيت يااستاذ
اخرج هاشم من جيب سترته بعض المال لينظر اليه الرجل غاضباً عن صنيعه
- هو المعروف بيتباع يابيه... المعروف لوجه الله
شعر هاشم بالحرج
- اسف مقصدش... بس ده شكر على اللي عملته
- اي حد مكاني هيعمل كده... عن اذنك اكمل شغلي وربنا يستر طريقكم
انصرف الرجل بعد ماقاله لينحني هاشم قليلا نحوها
- ايه اللي مقعدك كده ياياقوت...ايه اللى حصل
تعلقت عيناها به وانتظر هو سماع مالم يظنه
...............................
صرخ شريف بالخادمتان اللاتي يخدمان بالمنزل
- فين مدام ياقوت
تعلقت عين الخادمتان به ثم نظروا لبعضهم
- ما انت طردتها من البيت يابيه
- ومحدش راح وراها ليه... انتوا ايه وجودكم في البيت
لم تعرف الخادمتان كيف تُجيب فهو قد اسكب غضبه ثم عاد ليُكمل عليهم
وقفت مها أعلى الدرج تُطالعه بأعين باهته وعادت راكضه نحو غرفتها فطرد ياقوت كان صدمه بالنسبه لها في شخصيه زوجها الحنون
زفر شريف أنفاسه بقوه وعيناه اخذت تدور بالمكان ليتأكد انه الان في كارثه فماذا سيخبر حمزه والعائله..لقد طرد زوجة الرجل الذي حرص على تربيته هو وشقيقته وترك كل شئ خلفه منذ أن رقدت مريم غائبه عن عالمهم وترك زوجته في حماهم
وماذا فعل هو طردها وهي حامل فكيف لياقوت الفتاه الدخيله التي اقتحمت حياتهم تُعطي رأيها وتخبره بفشله في احتواء شقيقته
- هتعمل ايه في المصيبه ديه ياشريف... اكيد مبعدتش عن الفيلا...
وركض لسيارته يبحث عنها... فإذا لم يجدها فأين ستذهب الا الي ناديه
.................................
ناولها هاشم احدي علب العصير وهي جالسه في سيارته تنظر إلى يداها القابعه فوق حجرها تحمد الله بأنها دوما تتحرك بالمنزل لوجود شريف وشهاب بملابس محتشمه وحجابها المُحكم
- بقيتي احسن دلوقتي
سألها وعيناه تنتقل نحو ملامح وجهها وقد استردت لونها الطبيعي
- الحمدلله..شكراً على اللي عملته معايا
- متقوليش كده ياياقوت انتي زي هند اختي
وعندما ذكر اسم هند هتفت بلهفه
- لو هتساعدني زي ما قولت متخليش حد يعرف مكاني ارجوك
أماء برأسه مُتفهماً
- حاضر ياياقوت ومدام انتي ده اللي عايزاه فأنا هحترم رأيك.. بس انتي متأكده من قرارك
اغمضت عيناها بقوه قبل أن تذرف دموعها الحبيسه
- اه متأكده...
وضمت بطنها بذراعيها تحمي اجنتها فتسأل قلقاً من حركتها تلك
- أنتي كويسه... اخدك على المستشفى
نفت برأسها ثم اتكأت برأسها فوق زجاج السياره
- متقلقش هكون كويسه
لم يشئ الحديث معها اكثر فيكفيها ما به رغم أنها لم تخبره شئ عما حدث الا انها ترجته ان يبحث لها عن مكان يأويها
...................................
تأملت بوابه المنزل العتيق لتنظر حولها تتأمل المكان ببساطته... القريه كانت تشبه قريتها الهادئه كانت إحدى قري محافظه الغربيه التي ينتمي هاشم إليها...ألتف نحوها بعدما فتح الباب يحثها على اتباعه
- ده بيت العيله قبل ما الحياه تفرقنا
اماءت برأسها لتتبع خطواته وعيناها علي ارجاء المنزل من الخارج
- اطمني ياياقوت القريه هنا امان والناس طيبه
- شكرا على اللي بتعمله معايا
- هتفضلي تشكريني كتير ما انا قولتلك انك زي هند اختي...
سقطت دموعها وهي تتمنى تلك اللحظه لو كان لديها شقيق مثل هاشم ولكن مسحتها سريعاً..
دلفت خلفه للمنزل فتولي مهمه اضاءه الانوار
- حظك اني استلمته من العمال من اسبوع بعد ما قررت اوضبه... ايه رأيك
حملقت فيما حولها بمسحه سريعه وابتسمت اشاده عن جماله وبساطته
شعر بأرتباكها وتنحنح حرجاً
- هطلع اجيب الحاجه اللي جبناها معانا...
...............................
فتحت عيناها بعدما استمعت لخطوات يُجاهد صاحبها ألا يصدر صوتاً ارتجف قلبها خوفاً ممن يدلف لها تلك الساعه ولكن رائحة عطره جعلتها تغمض عيناها تتظاهر بالنوم...
الساعه اجتازت الثانية صباحاً والسكون ملئ المكان لتشعر به يجلس على طرف الفراش.. أرادت ان تنتفض من جانبه وتصرخ بوجهه... أرادت ان تخرج به غضبها وقهرها ولكن صوته جمد كل شئ داخلها
- سامحيني سماح... كان علي ان افعل ذلك حتى لا تضيعي انتي أيضا واخذ حق شقيقي... انا اعلم انك أنقى وأطهر النساء اللاتي مروا بحياتي حبيبتي
"حبيبتي" وانحصر كل شئ في تلك الكلمه
..............................
تآوهت بآلم بعدما اسهدها ركل صغيرها وكأن الليله أراد أن يُشاغبها قليلاً بحركته... كانت ركلاته في البدايه متعبه الي ان بعد فتره أصبحت لذيذه بل رفعت منامتها العلويه لتتأمل بشره بطنها لترى موضع ركلاته
لم تشعر بدلوفه للغرفه... كان قد أنهى اعماله للتو في غرفه مكتبه وصعد مغلق العينين يُريد فقط حمام منعش ثم الخلود للنوم... ضاع ارهاقه ولمعت عينه وهو يراها تضحك وسعيده تُحرك يدها على بطنها ثم تضحك بعد أن يركلها الصغير
اقترب منها مستمتعاً فأنتهبت لوجوده لتُسرع في تغطية بطنها الا ان كفه منعتها
- ممكن اجرب ياصفا
ضمت شفتيها صامته لتمتد كفه نحو بطنها... ولم يحرمه صغيره من تلك المتعه... لتتسع ابتسامته شئ ف شئ ولأول مره تنتبه ان فرات يمتلك غمازات جميله... اشاحت عيناها بعيداً عن تأمله
فخافقها الأحمق بات ينظر لعدوه بنظرات أخرى لا ترغبها فالبداية بدأت واصبح عدوها يغرق في حبها يُلبي لها ما تطلب دون رفض
- انت حاسس ب بابا مش كده...
قالها بسعاده غير مُصدقاً ان حقيقه وجود صغيره بين ذراعيه تقترب
لتتعلق عيناه ب صفا الصامته التي تُصارع مشاعرها
- لقيت الأرض اللي هبني عليها المصنع بتاعك... واسبوع والعمال هتبدء شغل
- يعنى انتى وفقت تعمله
ابتسم وهو يرى ردت فعله عندما أخبارها بهذا
- انا قولتلك احلمي ياصفا وطول ما انا عايش هحققلك كل أحلامك انتي وابني واعوضكم
- لو قولتلك اني نفسي أزور بيت ربنا هتوديني
أرادت ان تختبر مشاعره فأتسعت ابتسامته سعاده
- طبعا... اولدي بالسلامه ونروح احنا التلاته
...............................
وقف شهاب وباقي العائله مصدومان مما يسمعوه... افرغ شهاب غضبه نحو اول شئ قريب منه وعلامات الإرهاق باديه فوق ملامحه
- مش موجوده في اي مكان يااستاذ... ولا حتى راحت لأهلها
الكل كان مُجتمع من ليله امس ينتظروا سماع اي شئ عنها ولكن لا أثر لها... رغم توسع علاقتهم لكن لم يستطيعوا إجادها
مسحت ناديه فوق وجهها حائره
- هتكون راحت فين وهي حامل... كده ياشريف ده الجميل اللي رديته ل حمزه
اطرق شريف عيناه أرضا نادما ولكن ندمه لم يعد يفيد بشئ
- مكنتش في وعي... مكنتش اخدت على كلامي... مفتكرتش انها هتمشي وهتختفي
لم يتحمل شهاب رغبته المُلحه في لكمه فأتجه نحوه يلكمه بقبضه يده
- كده اعرف ارتاح...
الكل صرخ مفزوعاً مما حدث فالدماء اخذت تسقط من أنف شريف
- راجل اوي انت لما تطرد واحده ست... بس اقول ايه ما اخويا هو السبب ناسي مراته وحياته ومهتم بينا وبمشاعرنا وكأنه واجب علينا...
وانحني بجزعه العلوي يلتقط أنفاسه يتذكر حديثه مع شقيقه قبل ذهابه لامريكا يوصيه على زوجته فشهر ولادتها قد اقترب فاض له بما يثقل كاهله ومن تحملها له الذي فاق كل شئ وانه لم يشعر بالظلم اتجاه أحداً قط الا معها هي
- اخويا اتمنى لنفسه الموت ولا يشوف في مريم مكروه... نسي ابنه اللي جاي عشان اختك اللي انتي معملتش معاها ربع اللي عمله يا حضره الظابط يلي وصلت للي انت فيه عشان هو في ضهرك ومعاك وفي الاخر جازاته خسرته مراته والله اعلم هي فين دلوقتي
سقطت دموع شريف وندي التي وقفت تمسح له دماء أنفه اما ناديه انزوت على حالها بعيدا وبجانبها زوجها يُدلك لها كفيها خوفا عليها من ارتفاع ضغطها اكثر
- خلاص يا شهاب... خلاص انا فيا اللي مكفيني وانا مش هسكت غير اللي لما ارجعها
وانصرف بعدها كالتائهه لا يعرف ما فعله في حياته لينقلب عليه كل شئ.. شقيقته راقده بالمشفى وذنب اقترفه في حق زوجة من رباه هو وشقيقته وخالته وزوجته التي تنظر اليه بأحتقار لما فعله تُخبره انها لا تريد العيش معه
.................................
جلست فوق فراشها تنظر لهاتفها بعدما تحدثت مع ناديه قليلا وقد كان صوتها ليس على ما يرام... اقترب منها مراد يلثم خدها بقبلة طويله دفعته بيدها فأنفجر ضاحكاً
- بحب اضايقك
- ياسلام وكمان بتعترف
ضحك وهو يتمدد جانبها فوق الفراش
- ما انتي اللي عندك خدود شبه خدود الأطفال
رفعت وسادتها لتدفعه بها... فرفع ذراعيه يحتمي بهما
- فينك ياعمي تيجي تشوف بنتك وهي بتضربني بالمخده... تعالا طخها بالنار
لم تضحك ولم تبتسم كالعاده انما زفرت أنفاسها شارده
- مراد انا حاسه ان طنط ناديه مخبيا حاجه
تنهد وهو يتذكر ماحدث لمريم
- ما انتي عارفه اللي هما في
- مش قصدي عن مريم... في حاجه قلقاني وقلبي قلقني على ياقوت..
وتمتمت بحزن حقيقي
- احنا بعدنا عن بعض اوي من ساعه ماتجوزنا..
تلاعب بخصلاتها وهو يرمقها بحب
- مالك يا هناء.. انتي قلقتيني ماتتصلي ب ياقوت واطمني عليها
- تليفونها مغلق.. ولما سألت طنط ناديه عليها قالتلي كويسه
وثب ناهضاً من فوق الفراش يجذبها
- بطلي قلق وقومي ألبسي نخرج نتمشى على البحر
كانت كالطفله الصغيره حينا يُحادثه عن نزهة... نست كل أفكارها ونهضت تتقافز فوق الفراش ثم تعلقت بعنقه تُقبل خده
- احلى واجمل مراد في الدنيا
دلف قبلها لدورة المياه... فأتجهت نحو الخزانه تُخرج له ولها الثياب... تنبيه هاتفها بنغمه استلام الرسائل جعلها تتجه نحو هاتفها سريعاً ظناً ان ياقوت فتحت هاتفها وستجد رساله ان الهاتف صار متاحاً
ألتقطت هاتفها لتتعجب من الرقم المُرسل لتلك الرساله ففتحتها بفضول
لتنظر الي محتوي الرساله الغراميه مُندهشه ولولا ذكر اسمها لكانت ظنت انها مبعوثه بالخطئ
لم يأتي على بالها الا خالد وانه اخلف وعده معها بأنه سيُقاوم نفسه على نسيانها ويعود كما كان قبل أن يلقاها
- هناء مالك واقفه كده
صوت مراد افزعها لتمحو الرساله سريعاً
- مالك باصه في التليفون كده...
ارتبكت وهي تتجه نحو الخزانه ثانيه
- كنت بشوف تليفون ياقوت اتفتح ولا لسا
واردفت تُداري ارتباكها وهي تريه ما انتقته له
- تلبس أنهى قميص
...............................
شرع يعد حقيبته الصغيره من أجل العوده للبلاد بصحبه الطبيب... ترك ما يفعله ليأخذه الحنين نحو من يُحملها اعبائه لمعت عيناه بحب وارتجف جسده لهفة في ضمها.. فبين ذراعيها يصبح اخر دون هموم عطش لما تمنحه له
ألتقط هاتفه بلهفه وشوق حتى يُخبرها انه عائد اليوم
تعجب من غلق هاتفها لتضيق عيناه ثم تنهد
...............................
صعد الدرج سريعاً نحو غرفتهما... يشعر بالراحه بعدما عاين الطبيب حاله مريم وأخبره ان الأمل اجتاز السبعون بالمئه
انصدم من فراغ الغرفه فأسرع لاسفل يهتف بأسم احدي الخادمات التي أتت على الفور مُرتبكه
- فين المدام
تلجلجت في اخباره.. لتطرق عيناها أرضاً.. فأحتقن وجهه من هذا الصمت... لينظر نحو ساعه يده فالساعه أصبحت في العاشره مساءً
- ساكته ليه فين المدام...
هبطت ندي الدرج على سماع صوته... علمت ان شهاب لم يُخبره الي الان بشئ رغم انه انتظره بالمطار ولكن الآخر لم يستطع اخباره تمتمت مُرتبكه
- حمدلله على السلامه ياحمزه
- فين ياقوت ياندي
وكما فعلت الخادمه فعلت هي الأخرى
- في ايه مالكم محدش بيرد عليا
- شريف طردها ...
ولم يكن الصوت الا صوت مها التي وقفت أعلى الدرج تُخبره بصنيع زوجها...

يتبع بأذن الله
*********

#للقدر_حكاية ❤️

#سيمو

للقدر حكاية (سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن