الفصل الخمسون ( 2 )
****************تجمدت ملامح عزيزه وهي تنظر نحو مها لتُدرك حقيقه خفاها عنها ذلك اللعوب سالم... فالفتاه كفيفه تمد لها يدها حتى تُسندها بعدما اخبرتها بما اصاب شقيقتها صرخت مها بقهر وآلم فمن لها بعد شقيقتها مهما حدث بينهما فستظل ماجده بالنسبه لها اخت وأم
- ارجوكي وديني عند اختي
وصرخت بأسمها بلوعة
- ماجده متروحيش مني
فاقت عزيزه على صوت الخادمه التي اقتربت منهم
- مالك يا هانم... اتصل بشريف بيه
اماءت مها إليها برأسها لتسرع الخادمه بالاتصال به مما اربك عزيزه الواقفه
- الوقت بيعدي... يلا بينا
- البيه مش بيرد
هتفت بها الخادمه بيأس تُكمل عبارتها
- تليفونه مقفول
وفلم تُفكر مها كثيراً... وحسمت قرارها
...........................
شلته حركتها فلم يستعب وجودها بذلك المكان ترك سلاحه كما رفع عن أذنيه سماعتي الحماية من صدى صوت الرصاص.. وفي خطوة واحده أصبحت قابعه بين ذراعيه تدفن وجهها بصدره بتصرف تلقائي منها تعجب منه
- ياقوت في اي مالك... انا كنت بتدرب
ضمت نفسها اليه اكثر فلم تعد دهشته من وجودها هنا بل دهشته شملت ذلك القرب أيضا.. رغم غضبه منها وانه اتي هنا حتى يفرغ طاقته السلبيه الا ان شعوره الان اختلف
- بخاف ياحمزه من صوت الرصاص
وتشبثت به بقوة وذكري بعيده اخذتها ليوم قاتم حينا شبّ في القهوه المجاوره لمنزل عمتها خلاف بين أحدهم ليمتد الأمر لتطاول بالايد ثم اطلاق الرصاص ووقوع أحد الأشخاص ضحيه
ابعدها عنه برفق ولكن فور ان فعل ذلك عادت تتشبث به ثانية
- ياقوت طب خلينا نخرج من هنا بس.. المنظر مش لطيف
وعند نُطقه لتلك العباره ابتعدت عنه مفزوعه وكأنها أدركت الأمر تنظر حولها لتجد رجلان يسيران للداخل.. دارت وجهها عنه خجلا
- نسيت من الخوف معلش
ارتسمت ابتسامه خفيفه فوق شفتيه ولكن اخفاها سريعاً حتى يرسم فوق ملامحه الجمود ويثأر لكرامته المجروحه التي نساها عند اندفاعها الي احضانه
بعد دقائق انهي تبديل ثيابه المخصصه لتلك الرياضه وسارت جانبه تنظر حولها تتأمل الوافدين هنا فأغلبهم كانوا من الطبقة العُلية.. صوت إحداهن اخترق اذنيها تهتف بأسم زوجها المُنشغل في تصفح هاتفه
تركزت عيناها نحو تلك المرأه التي ترتدي إحدى البدلات الرياضيه وحذاء رياضي ونظاره تخفي عيناها... ابتسامتها اتسعت حينا رأته وتحول وجهها الجامد الي وجه بشوش يشع جمالا بملامح صاحبته الشقراء
- حمزه مش معقول... انا مش مصدقه اني شوفتك بعد السنين ديه
كان حمزه مازال الذهول مرتسم على ملامحه وهو لا يُصدق انه رأها بعد تلك السنوات أزالت نظارتها السوداء لتظهر عيناها الخضراء وياقوت تقف تُطالع كل أنش بها
- ولا انا مصدق اني شوفتك يالين.. متغيرتيش
ابتسمت ببهوت ظهر فوق ملامحها
- بالعكس ياحمزه انا اتغيرت كتير..وبقيت لين تانيه غير البنت البريئه اللي عرفتها
ارتبك وهو يشعر ان كلامها موجه إليه وكأنها تلومه عن رفضه لحبها يوماً... ادرك وضعه والصمت الذي احتله
ألتف نحو ياقوت الواقفه على بعد بسيط منه تُحدق بهما وبالاخص تُحدق بالواقفه معه.. جذبها نحوه بأبتسامه هادئه
- احب اعرفك ياقوت مراتي يالين
اصاب لين الذهول فأخر شئ عاصرته بحياته قبل أن تُسافر مع زوجها انه زوج للسيدة سوسن تلك السيده التي حسدتها يوماً على رجلا مثله
- ومدام سوسن راحت فين
ذكرى سوسن جلبت لقلبه حزن حقيقي... فمهما وصلت علاقته وحبه ل ياقوت سوسن كانت له كل شئ جميل وكانت خير زوجة له
- الله يرحمها
- انا اسفه اني فكرتك بيها
اماء برأسه وكأنه تقبل اسفها... ألقت بنظرة شامله نحو ياقوت التي اخذت ترمقها بنظرات اربكتها.. غادرت بعدما تمنت لقاءه ثانيه
" الاحباب بدئوا يظهروا في حياتك... صفا ولين فاضل مين تاني ياحمزه بيه"
هتفت بها ياقوت داخلها وهي حانقه واسرعت بخطواتها لتمسك يده مما جعله يرفع حاجبه مُندهشا.. أصبحت غريبه الاطوار معه تتمنع عنه واوقات تشعره انها لعبته الجميله التي احبها
يطلب الجنون معها ولكن لا يريدها الا قطه هادئه بحياته
استقلوا السياره وكان صمتها استعداداً لثورتها التي انستها لما أتت اليه اليوم
- مين لين ديه
اجابها بهدوء يليق به
- بنت شريك قديم وقريبه لأهل والد شريف ومريم
- بس باين من نظرتها ليك أن في مشاعر
ألقت عبارتها تتفرس ملامحه وهو يُدير سيارته لتبدء بالتحرك
- بقيتي بتركزي في النظرات... افهم من ده ايه اهتمام ولا غيره ولا هجوم
احتقن وجهها من بروده حديثه...شعرت وكأنه يُعاقبها عما بدر منها ليله امس
- ولا حاجه من دول انا مش عايزه ابقى مغفله زي المره اللي فاتت واكتشف بعدين انها حببتك القديمه
صرير سيارته افزعها مما جعلها تُدرك انها أخطأت في ألقاء عبارتها.. تعلقت عيناها بثبوت عيناه نحو يداه القابضه على عجله القياده ثم نحو النبض الخافق بعنقه وعروقه التي ظهرت بوضوح فوق ظهر كفيه
- ياقوت بلاش تطلعي اسوء مافيا... مش عايزك تشوفي غضبي
ازدردت لعابها بخوف وحدقت بملامحه الجامده.. بثت ثقتها داخل نفسها حتى تواجهه
- كنت ساكته ومبتكلمش معجبتش وجيتوا عليا... اتكلمت برضوه مش عاجب انتوا عايزين ايه
تآلم قلبه لشعوره بما تُعانيه داخل روحها النقيه وخبرتها المعدومه بالحياه
- وتفتكري هيعجبني برضوه لما مراتي تسمع وتتعلم من غيرها.. تجاربنا مختلفه يا ياقوت
شحب وجهها وهي تخشي ان يكون رأي محادثتها مع سماح وهناء وعلم انهم هم من يجاهدون في تغيرها ضده
- قصدك ايه
تأملها بمكر يجيده وعيناه تفحص خلجاتها
- غلطت لما افتكرت ان انا اللي محتاج اتغير على ايدك... انتي اللي طلعتي محتاجه التغير ياحببتي.. والدور جيه عليا عشان اغيرك وتفهمي الحياه صح
" حبيبته" تلك الكلمه سقطت بألحانها فوق قلبها ولكن بعدما اكمل حديثها ارتجف قلبها
- انت هتفهمني ايه بالظبط
لمعت عيناه بوميض من القوه وهو يُطالعها
- تدفعي عن حقك ياياقوت... الطبيه والنقاء ملهومش دخل في انك تاخدي حقك وتقفي قدام الريح
وتحول كل شئ لرغبته وبدل من انها تُغيره سيُغيرها هو.. لتلمع عيناها ونفسها تُحادثها
" لما لا تلعبي معه وتنتصري بالنهايه... لما لا تخرجي من شرنقتك وتنسى حياتك مع عمتك وخنوغك لرغبات زوجة ابيكي وصمتك.."
- موافقه اتعلم منك
تعجب من نظرتها المتحديه له واكمل قيادته وهي تُفكر في بداية خطواتها وتلك المره هي من ستقود حياتها
استرخت في جلستها تتحسس بطنها بأبتسامه لعوبه
............................
نظرت ماجده نحو الرساله المُرسله بعدما غادرت المصلحه الحكوميه التي تعمل بها وقد اخذت اجازه دون مرتب إلى أن تنتهي من ذلك الحقير سالم وتثأر لكرامتها..تجمدت في وقفتها وهي تنظر للرساله فخفق قلبها بقوه لتركض متحمله على قدمها التي مازالت تؤلمها تصرخ بأسم شقيقتها
- الا مها ياسالم ياحقير الا مها
..........................
ألتقطت مريم علبه السجائر التي اشترتها من أسفل ملابسها وقفت للحظات تشعر بالتردد لما ستفعله..تعلقت عيناها ب العلبه دقائق مرت وضميرها يؤرجحها لينتهي الحال وهي تدفعها أسفل ملابسها ثانية ثم غلق الخزانه.. سارت نحو فراشها ولكن قدماها توقفت وهي تتذكر كلمات وليد لها وهو يُخبرها بأنها طفله بينهم... لتشرد في حديث رؤى التي اخبرتها عن مكالمتها لحمزه وهمس ياقوت بأسمها ثم انغلاق الخط لتفسر لها رؤى الأمر بوقاحه لم تفهمها مريم الا عندما استرسلت في الحديث
مشاعر متضاربه كانت تخترق اذناها لتأخذها قدميها نحو الخزانه ثانيه ثم إخراج علبه السجائر واشعال واحده وضمها بين شفتيها
سعلت كالمعتاد ولكن حاربت سعالها وزفرت دخانها متمتمه
- أنتي مش طفله يامريم.. انا كبيره وبقيت حره زيهم
أصابها الفزع وهي تسمع رنين هاتفها بالنغمه المخصصه لفرد واحد ولم يكن الا حمزه... دهست عقب السيجارة بحذائها المنزلي واسرعت لدورة المياه تخفي الأمر بنجاح ثم المعطر اخذت تنثر رائحته في الغرفه ليقضي على رائحة السجائر
بدء الرنين للمره الثانيه لتلقط هاتفها بأنفاس متقطعه
- ايوه يابابا
اتاها صوت حمزه القلق
- كنتي فين يامريم ومال صوتك كأنك كنتي بتجري.. انتي كويسه ياحببتي
أسرعت في الرد عليها خشية
- كنت بلعب رياضه.. هو في حاجه
اتبعت عبارتها الاخيره بقلق لم يشعر به
- لا ياحبيبت بابا... انا جاي اخدك انتي ومها نتغدى بره.. اجهزوا وهعدي عليكوا انا وياقوت
استمعت الي اسم ياقوت بضيق ولكن لأول مره يكون شعورها اللامُبالاه ف في النهايه هي التي ربحت واصبحت ام لطفل ينتظروه وانتهت مكانتها
- مش عايزه اخرج ماليش مزاج ومها راحت عند اختها
استمع حمزه لاجابتها ناظرا نحو ياقوت التي اخذت تعبث بهاتفها وعلى وجهها ابتسامه واسعه
فهناء تخبرها عن الخطبه التي ستعقدها هي ومراد الذي سينفجر منها حنقاً يوما ما
- عشر دقايق وجاي ليكي... اجهزي لان بنوتي الحلوه وحشتني هتف بحنان ابوي جعل مريم تبتسم ناسيه المستنقع الذي دخلت فيه بقدميها
- حاضر يا بابا
ونهضت ترتدي ملابسها بسعاده ف هاهو حمزه والدها الذي اعتني بها منذ صغرها يُخبرها انها مازالت ابنته
..............................
صعدت مها بخطوات متعثره تسندها عزيزه التي تنظر حولها بأرتباك حتى لا يراها احد من ساكنين البنايه فلو لم يشك بها اهل الحي فبالتأكيد الجيران سيسألوا عن هويتها التي كذبت بها فهى ليست جارة جديده كما أخبرت مها التي صدقتها
- اه وصلنا للشقه... ادخلي ياحببتي الباب مفتوح
- هو مافيش صوت ليه
هتفت مها عبارتها وهي تخطو للداخل تهتف بأسم شقيقتها بهلع
- ياماجده
وألتفت بجسدها تهتف بأسم عزيزه
- أنتي ياست عزيزه روحتي فين
فلم تأتيها الاجابه الا انغلاق الباب وسالم يقف يتفحص معالم جسدها بشهوه
- ازيك يامها
ارتجف جسدها خوفاً من سماع صوته... لتتحرك بخطواتها المُتعثره للخلف
- فين ماجده ياسالم
ارتسم الخبث فوق ملامح سالم
- مستنياكي جوه في الاوضه... أختك خلاص بطلع في الروح
عماها كان يُعجزها وهي تبحث بيدها عن غرفة شقيقتها.. اندفعت لأول غرفه وجدت بابها مفتوحاً تهتف بأسم ماجده مرة أخرى
- ماجده انتي فين... اوعي تروحي مني
دارت حولها ولم تجد الا الصمت لتتسارع دقات قلبها وهي تُدرك انها وقعت في الفخ وصوت سالم يعلو بضحكه قويه
- اخيرا يامها وقعتي تحت ايدي
واقترب منها يجذبها نحوه فصرخت مستنجده بأحد يسمعها ولكن يده الأخرى كانت الأسرع فوضع إحدى اللصقات فوق فمها يُكممه
- مش عايز صداع ياحلوه... هي ساعه واحده وكل حاجه هتنتهي وحضرت الظابط يعرف كويس يلعب معايا ازاي
.............................
تعلقت عين جين بزوجها الذي أنهى اتصاله التو مع شقيقه
- ماذا أخبرك سهيل.. سيأتي متى
لم يشك يوماً بسؤالها المُتكرر عن شقيقه
فتمتم بهدوء وهو يلتقط حبه الدواء من يد الخادمه وكأس الماء
- لن يعود سهيل.. قرر ان يستقر بشقته بالعاصمه
جلست سماح جانبه بعدما أنهى مكالمته مع شقيقه
- لست معك في قرارك هذا سهيل... ستبتعد عن نورالدين
طالعها سهيل بملامح لا تفسر بما يشعر به
- ذلك القصر يخنقني دوما سماح...اشعر بالراحه هنا
وتعلقت عيناه بها
- أشعر بالخيانه نحو شقيقي وانا اعلم بحقيقه زواجها منه
اطرقت سماح عيناها نحو اصابعها المتشابكه فاللعبه كان هو مُخططها... هو من أتى بها لهنا وهو من دفع جين بالزواج من شقيقه عندما تزوجها.. رفعت عيناها نحوه بثبات وشجاعه
- طلقني سهيل وأخبر شقيقك بالحقيقه وسينتهي كل شئ
لم تجد منه أي ردت فعل الا وقوفه وسيره عدت خطوات ثم عاد ينظر إليها
- هذا هو الحل سهيل
لم يعطيها رداً الا انحناءه نحوها وحملها فوق كتفه يسير بها نحو غرفته بتحامل على ساقه التي باتت تتعافي
- سأعاقبك سماح عن نطقك لتلك الكلمه
- اتركني سهيل..ماذا تفعل
ألقاها بخفه فوق الفراش وقبل ان تعتدل وتدفعه عنها كان يُحاصرها بذراعيه يعبث بخصلات شعرها الذي استطال
- كنتي لعبه جميله ومازلتي سماح
استنكرت كلمته ودفعت يده عنها حتى تنهض
- احبك سماح
وعند تلك الكلمه كانت شفتاها تنفرج ذهولا سهيل الفظ يُخبرها انه يُحبها... هتف عقلها سريعا يُنبهها
" انسيتي ماهر ومافعله بكي"
ولكنها كانت كالمغيبه مستمتعه بشعور الأنثى الذي دفنته لسنوات وهي بين ذراعي ذلك الوسيم الشهير
............................
هبطت صفا من سيارته بعدما عادت من عياده الطبيبه النفسيه.. اندفعت نحو حوض الأزهار الذي صنعته بالحديقة أمس
تعلقت عين فرات بها ليتحرك نحوها ببطئ فلم يعد يسير بعكازه وعاد للعلاج الطبيعي ثانيه وكأن وجود طفله أعاد له الحياه
ابتسم وهي يرى تفحصها للتربه ووقف مُستمتعاً في مطالعتها ولكن فجأة بهتت ملامحه وهو يرى نقطه حمراء فوق ظهرها يعرف ماهي صرخ بأسمها وهي يخطو خطواتان صوبها
- صفااااا
وانطلقت الرصاصه واصابت هدفاً اخريتبع بأذن الله
*********#للقدر_حكاية ❤️
#سيمو
أنت تقرأ
للقدر حكاية (سهام صادق)
Romanceحكايات نسجها القدر... ولم يكن للعقل او القلب اي اختيار الحياه تسير بينا هكذا تقودنا لمصايرنا وأما يكون مصيرك سعاده او حزن يحطم القلب وبين هذا وهذا ما علينا الا الرضى بقلوب حامدة