الفصل الخامس والأربعين (2)
****************مواجهة كانت مُرتقبه رغم انه كان سيبدء بها الا انه تراجع حتى يرى ماذا سيفعل فرات من اجل استعادتها
طالت نظرات فرات نحوه مُتفحصاً خلجات وجهه ثم تقدم منه بخطوات ثابته
- صفا فين ياحمزه
سؤال كان ينتظره ولكن اجابته خرجت مُتلاعبه
- وايه اللي هيجيبها عندي
قالها بثبات يسبر فيها اغوار قلبه... لم يرى لهفة بقدر ما رأي تملك
وحق دقنه ينظر اليه قاطبً حاجبيه
- بس انت تعرف صفا منين.. مفتكرش بينكم قرابه
- حمزه بلاش مراوغه معايا.. انا عارف ومتأكد انها عندك
وزمجر بخشونه وقبض علي يده وهو يرى لجؤها اليه تفسيراً واحداً فقد لجأت لحبيبها السابق
- صفا في حمايتي دلوقتي يافرات.. ورجعوها ليك بموافقتها
اشتعل الغضب داخله وهو يسمع عبارته.. احتدت عيناه بظلمه مُخيفه يطرق بعكازه المُستند عليه وهو يرى فعلته خيانه وطعنه لرجولته ارتسم التهكم على محياه وتمتم ساخراً
- المدام تحت حمايه حبيبها القديم.. هترجعوا اللي فات ولا ايه
لم يتفوه حمزة بكلمه وتركه يُخرج كل ما بجبعته.. ف صفا لا تعد تُمثل له شئ إلا امرأة يتعاطف معها.. هناك اخري قلبه أصبح معها
- ما ترد ياحمزة بيه يلي بسببها اطردت من وظيفتك في الداخليه
- ألتزم حدودك
ضاقت أنفاسه وهو يُذكره بصفعه الماضي
- فين صفا ياحمزه مش هسألك تاني.. انا جيتلك عشان عارف مين حمزه الزهدي كويس
- وانا عشان عارف مين فرات النويري كويس.. مش هسلمها ليك الا لما احس انك فعلا بدور على مراتك.. مش جاي تاخدها لجحيمك
فاض فرات اخر ذرة من صبره واقترب منه يرفع أصبعه بوعيد
- بلاش تخليني اقولك مراتي قدام مراتك.. بلاش نلعب مع بعض بطريقه مش لطيفه
- انت اتجننت.. طب اعملها كده وشوف انا هعمل ايه.. مراتي خط أحمر.. اظاهر ان الغضب عاميك
هدأت نظراتهم المتواعده مع صدوح رنين الهاتف.. ألتقط حمزه هاتفه مُحدقاً برقم شقيقته فأجاب وهو يتلاشى النظر الى فرات الذي تحرك ليس على احد المقاعد.. فهو يعلم طبيعه حمزه في المراوغة
- بتقولي ايه ياناديه.. مستشفى ايه
فأرتجف قلب فرات ونهض فزع لا يعرف هل هو من أجلها ام من أجل طفله الذي ينمو في احشائها
.............................
انتقت أجمل ثوب لديها وعيناها تلمع بالسعاده ليست اول مره تخرج معه لكن خروجاتهم دوما اما لدي منزله الآخر او مريم معهم.. اليوم أرادت ان تصبح جميله رغم بساطة ملامحها
أنهت استحمامها جمع وصنعت لبشرتها بعض مسكات التفتيح والنضاره وهي تنظر للوقت من حيناً لآخر
تأملت سعادتها في المرآة ضاحكة على طفولتها مجرد عشاء بالخارج فعل بها هذا
- أنتي مالك مبسوطه كده زي الأطفال الصغيره ياياقوت
والحقيقه سعادتها كانت ان قلبها عاد اليه ثقته بأنه يُحبها وان تقصيره ماهي الا مسئوليات يحملها على عاتقه تعلمها من قبل أن تتزوجه وهي دوما تتحمل ولا بأس أن تتحمل قليلاً
واضعه ضمن هذا عبارة عمتها
" الرجال يلينون مع العشرة وفهم معدن المرأة في صبرها معه "
................................
ركض فرات نحو الطبيب يسأله عن حالها والطفل.. تعجب حمزة من اخفاءها لذلك الأمر.. فأقتربت منه ناديه تنظر نحو فرات
- شكله قلقان عليها اوي.. مش شايفه كره منه اتجاها
- قالتلك انها حامل
طالعته مُتعجبه من سؤاله
- شكلها مكنتش عارفه.. كانت مفزوعه من منظر الدم
واردفت وهي تلتقط أنفاسها وتتذكر قلقها وفزعها نحوها
- بس الحمدلله الطفل بخير وقدروا يلحقوها
تعمق حمزة بالنظر صوب فرات ليجد الدماء تعود لوجهه ثانية
ثم جلس على احد المقاعد يمد ساقيه أمامه ويلتقط أنفاسه
...............................
منذ إصابته وهي تجلس معه بشقته الخاصه ترعاه وتهتم به
انحنت نحوه تضع صنية الطعام أمامه ناظرة اليه وهو يعبث بهاتفه
- تناول طعامك حتى اعطيك الدواء
رمقها سهيل دون كلمه ليشرع في تناول طعامه ثم عاد للنظر إليها
- شكرا سماح
اماءت برأسها تشعر بالوهن ولكنها تلاشت ارهاقها
- اريد الحديث معك
كان يعلم ما تصبو اليه ولكن قرر ان يسمعها للمرة الثانيه
- تفضلي سماح.. ولكن لو اردتي الحديث عن موضوع الطفل.. فطلبك مرفوض لن اعطي لكي طفلي
- لماذا سهيل؟ زواجنا كان لعبه حمقاء انت وضعتها.. أليس يسعدك ان أغادر حياتك دون أن ترك بها اثرا
- انه طفلي سماح
صرخ بها وهي يدفع صنيه الطعام نحو المنضدة المجاوره لفراشه
- لن ادع طفلي يعيش بعيداً عني مهما كان غايتي من ذلك الزواج... اخبرتك انني سأدفع لكي تمنه
لم تعد لديها طاقه تتحمل صفاقته فكل شئ لديه بالمال
- لن ابيع طفلي سهيل.. ليس كل شئ بالمال.. انت السبب في جلبي هنا وانت السبب في وجود ذلك الطفل
الزهو الذي ارتسم على شفتيه جعلها تشعر بالحنق.. أهذا وقته ان يزهو برجولته
أردت أن تصفعه بأي شئ أمامها ولكن الدوار الذي داهمها جعلها تترنح تحت عيناه المُتحفصه لينهض بصعوبه على ساقيه الأخرى مُقترباً منها بلهفه
- مابكي سماح.. استدعى لكي طبيبً
لم يكن هذا سهيل الذي يُحادثها فسهيل الذي تعرفه لا ترى بعينيه قلقاً او خوفً إنما الاستخفاف الذي يُعاملها به
يداه تحسست وجهها وعيناه كانت مُتعلقه به لتشعر لأول مره معه انها تعشق رائحته وتلك حماقة بحد ذاته ستجعلها تعيد كرة ماهر ثانيه وتترك الرجال تعبث بمشاعرها
عادت لوعيها بعد أن نثر الماء البارد على وجهها ليعود بعدها الي طبيعته
..................................
الوقت يمر وهي تنتظر.. تنظر لهاتفها فتعود للاتصال به لتجد هاتفه يعطيها نفس الرساله " انه مغلق"
انطفئت سعادتها.. ف العشاء قد ضاع وضاعت معها نبته امل اخري
انتباها القلق عليه.. فكيف تُفكر بالخروج وهي لا تعلم هل هو بخير ام لاا.. لامت قلبها لاستلامه الأوهام
لتبحث عن رقم ندي حتى تسأل شهاب عنه
لم تحصل على اجابه من ندي.. فشهاب ليس بالبيت ولم يأتي حمزه إليهم اليوم
ولم تجد سبيل الا الاتصال ب ناديه
................................
اقترب فرات من فراشها بعد أن عادت لمنزل ناديه رافضه ان تذهب معه... انتفضاتها والهلع الذي ظهر عليها وهي تجده مع بالغرفه بمفردهما طعن قلبه... فكأنه وحش سيلتهمها
- صفا
خرج صوته جامداً وهو يُحدق بملامحها المذعوره
- هربتي ليه
الكلمه لا اجابه لها إلا الخلاص من سجنه وجبروته وجبروت شقيقته وتهديدها لها بالقتل
اغمضت عيناها وهي تتذكر حديث مهجه لها أن تهرب حتى لا تموت
- هربتي ليه ياصفا
أعاد سؤاله مُنتظرا منها اجابه ولكن لا رد
- هتروحي معايا.. مكانك في بيتي
- لاء.. لاء
صدمه صراخها المصحوب بالرفض وارتجاف جسدها
- مش عايزه اروح معاك.. انا مصدقت اخرج من سجنك
- وابني ياصفا
لم تُفكر بعاقبه كلمتها الا بعد أن رأت الوعيد بالهلاك في عينيه
- هنزله
غضب امتلكه واعمه ولك يشعر الا وهو يقترب منها للغايه يقبض على يده أمام وجهها
- لولا وضعك كنت حاسبتك على الكلمه ديه
وقفت ناديه ترمقهم بعد أن ابتعد فرات عنها مُطالعاً اياها
- شكرا يامدام ناديه على استضافتك ليها في بيتك
شكر ناديه دبلوماسية مُعتاداً عليها... لتطلب منه دقيقه منفردة تتحدث بها معه عن حاله صفا ولم يكن الحديث الا تركها حتى تستقر حالتها
..................................
وقف مشدوهاً من منظرها وهي جالسه تنظر الأوراق التي تتدققها.. عقابه لها كان في الشركه وليس في المنزل وعلى فراشه
- أنتي بتعاملي ايه ياهناء.. الشغل ده انا قولت عليه في الشركه مش هنا
رمقته هناء بوجه مقضتب لتعود لفحص الأوراق
- مديري قالي يكوني عندي بكره الصبح على مكتبه..ومافيش حل غير كده
- على سريري ياهناء.. طيب انا عايز انام ممكن
عادت ترمقه حانقه
- روح نام في اي مكان تاني
- أنتي ناسيه تقي
هزت رأسها بلامبالاه جعلته يقتحن منها ليتناول الأوراق من فوق الفراش بمقت وعاد يلتقط الأوراق من يدها لتنتفض من رقدته تُحملق به
- انت عملت ايه.. هات الورق يامراد
وطريقه وحيده علم كيف يخرصها بها.. جعلتها تدفعه بعنف بعد أن نالها ونال قلبها العطش قبلته
لتركض خارج الغرفه تلعنه وتلعن قلبها مما أصبح راغب
...............................
فتح باب غرفتهما يُحملق بها وهو لا يُصدق انها اخفت عليه ما يُحزنها.. انتفضت فوق الفراش بعد أن مسحت دموعها
- مالك يا شهاب
اقترب منها ببطئ يفحصها بنظراته
- بتخبي عليا ياندي.. طب ليه
انهار تماسكها واغمضت عيناها بآلم
- قالي اني مشوار علاجي طويل وصعب اخلف
- مافيش حاجه بعيده عن ربنا
دمعت عيناها وهي تتذكر كيف فعلت ناديه لتزوج حمزة حتى يُنجب فماذا ستفعل معها
- ناديه مش هتسيبك تقعد معايا.. هتجوزك زي ماجوزت حمزة
ولاول مره ترى دموعه.. ضمها اليه بقوة شاعراً بها
- عمري ما اعملها.. هنقولهم العيب مني ياندي
..................................
وجدها جالسة تحيك قطعه صوفيه.. تضع كل اهتمامها بها.. لم تنهض كالعاده حينا عودته... فعلم انها غاضبه منه
اقترب منها يُحضر بعض الكلمات في عقله.. مُخبرا نفسه ان زوجته طيبه القلب وستنسي سريعا
- ياقوت
لم تُجيب علي ندائه.. ليُكرر الامر الا انه لم يُلاقي الا الصمت
وعندما اقترب اكثر من مكان جلوسها.. نهضت تجمع ادواتها مُتمتمه
- العشا عندك في المطبخ لو جعان
كادت ان تنصرف الا انه لك يسمح لها
- مقموصه مني يعني
جاهدت على تحرير نفسها من اثره وعيناها تفيض بالالم الذي يخترق قلبها
- هعوضها ليكي
- مش عايزه منك حاجه
دفعت بقوة لا تعلم كيف أتت بها لتركض نحو غرفتها باكيه
وهو يتبعها يصيح بأسمها
جذبها نحوه مُعتذرا... يُعلل لها انه كان ظرفً مضطر اليه
نظرت له بعتاب وآلم والاعذار لديها أصبحت تنفذ ولم تشعر الا وهو يُطاوقها من خصرها... يُبرهن له مع كل قبله يغمرها به انه يُحبها دون كلمه تُنطق
فأبتعدت عنه بأنفاس لاهثه وقد تثاقل عليها كل شئ
لتنطق اخر كلمه لم يظنها ستنطقها يوماً..
- طلقني!
ولم يعدها تكررها ليجعلها تذوب بين ذراعيه يبثها تملكه بها وهي تُكرر الكلمه حتى باتت الكلمه ريحً
وضحك الملك على جاريته العاشقهيتبع بأذن الله
********#للقدر_حكاية ❤️
#سيمو
أنت تقرأ
للقدر حكاية (سهام صادق)
Romanceحكايات نسجها القدر... ولم يكن للعقل او القلب اي اختيار الحياه تسير بينا هكذا تقودنا لمصايرنا وأما يكون مصيرك سعاده او حزن يحطم القلب وبين هذا وهذا ما علينا الا الرضى بقلوب حامدة