الفصل (٤٧)١

32.5K 889 67
                                    

الفصل السابع والأربعين (1)
****************

عيناه كانت عالقه بها يُتابع تحركاتها مع زوجها كلما مال نحوها يُخبرها بشئ او يُضمها نحوه بتملك.. نيران كانت تلتهم روحه
ف يوم ان احب وقع صريع الهوى لامرأه ملكاً لآخر.. اخر أمتلك أحلامه التي جمعته بها
زفر أنفاسه الممزوجة بدخان سيجارته شارداً في الحقيقه التي عرفها حينا عاد امس من رحله سفره
هناء زوجة لشريكهم وقد خدعته وليته كرهها بل انه يقف الان مُتحسراً ناسيا تلك التي تقف جواره تُطالع صغيرهما الذي يلهو ويركض مع أصدقائه احتفالا بيوم مولده
- خالد
هتفت اسمه برقه فأنتبه على صوتها ليرمقها وهو يفك عقده رابطه عنقه التي باتت تخنقه
- في حاجه ياجنات
- مش كفايه كده ونطفي الشمع
ومهمه أخرى يقوم بها بخطوات مدروسه مع عائلته الصغيره حتى يُكمل دوره بحياه ظناً يوماً انها لن تفرق معه.. قديما سار بمبدء وضعه في طريقه دوما.. ان الزواج مجرد صفقه لا أكثر لا تطلب حب ولا قبولاً إنما المصلحه بها هي الأهم
وها هو اليوم قلبه يحترق من آلم لم يظن سيحرقه وما اصعبه
انطفئ الضوء وعيناه مازالت تترصد خطواتها يلتقط كل حركه يفعلها مراد.. يداه التي اخذت موضعها فوق جسدها بحميميه يعلمها كرجلاً
صياح صغيره بأسمه جعله يضمه ويُشاركه تلك اللحظه... اشتعل الضوء مُجددا وبدء الجميع يتناولون الحلوى
انتهزت نغم فرصه انصراف هناء مع تقي للمرحاض واقتربت منه تعطيه طبق من الحلوى اعدته له خصيصاً
- اتفضل يامراد
أعطته طبق الحلوى وهي تُسبل اهدابها بطريقة تُجيدها
- ميرسي انك قبلت دعوتي يامراد
ابتسم بساحريته التي تجذب النساء مما جعل قلب نغم يتقافز راغبه به بشده حتى لو ليله واحده تجمعهما
- احنا بقينا كعيله يانغم وانا بحب سيف كأنه ابني حقيقي طفل لذيذ وهادي
وقفت هناء تعبث بهاتفها بكلل وهي تنتظر خروج تقي من المرحاض.. انتفضت مفزوعة وهي تسمع صوته
- كذبتي ليه ياهناء
واردف ساخرا قاصداً كل كلمه يتفوه بها
- يعنى معقوله تكوني زوجة مراد الفيومي ومش عارف يشغلك في مكان يليق بيكي... ولا جوزك شكله مش على علم
ارتجفت شفتيها وهي تلتف نحوه ببطئ تُريد الاعتذار منه عن تلك الكذبه السخيفه التي لا تعرف الي اين ستقودها
- انا مكنش قصدي اكدب ...
وقبل ان توضح له الأمر وان سبب عدم علم مراد انه لم يكن سيقبل بمثل هذا وبحثها عن عمل بمفردها حتى تتحرر من اعتمادها الدائم على اسم عائلتها وخاصه اسم عمها
- بس كذبتي واستغفلتي إدارة الفندق
- انا اسفه لو ده يرضى حضرتك يامستر خالد
صدمها عندما استدار بجسده دون أن يعبئ بأعتذارها
- مستنيكي بكره في الفندق عشان فتره عقدك لسا مخلصتش يامدام
وألتف نحوها ثانيه ببرود يليق به
- شئون العاملين معرفتش توصلك بعد ما غيرتي رقمك ونسيوا ينبهوكي بالشرط الجزائي اللي مضيتي عليه
وانصرف ليتركها بأعين مفتوحه على وسعهما تتذكر ذلك المبلغ الذي استهزأت به حينا وقعت عليه " عشرون الف جنيهاً" نعم زوجها يملكه ويملك اكثر اما هي ليست تملك شيئاً
..................................
طرقات خفيفه طرقها على باب غرفتها ثم دلف بعدها يحمل صنيه الطعام بعد أن عادت الخادمه للمره الثالثه تحمل الطعام الذي لم تمسه.. لا طعام تأكله والنوم تفترش لها فرشة جانب الفراش كي تغفو عليها مُتذكرا اليوم الذي أتت فيه اليه منذ يومان تحمل حقيبة ملابسها الصغيره تطرق عيناها ارضاً تُصارع داخلها ما يُخبرها به عقلها وقلبها.. القلب كان كعادته ضعيفً لاجئ اما عقلها كان يأبى المجئ لذلك الذي ظلمها وانتقم منها دون ذنب تفعله له واستغل حاجتها وذلها واخيرا اغتصبها وصك ملكيته بطفلا ينمو بين احشائها زادها ضعفاً وانهزاماً
اقترب منها بالطعام وعيناه تجول فوق صفحات وجهها وتتركز نحو شفتيها وهي تتلو كلام الله وعيناها تفيض بالدمع
- وتفتكري رفضك للأكل ده في مصلحتك
ثم رمق مكان جلوسها فوق الأرضية الصلبه
- أنتي بتعاقبي نفسك
هتف عبارته بغلظه اعتاد عليها فأصبحت حنجرته لا تفرق بين اذا كان ليناً ام غاضباً
صدقت بهمس واغلقت مصفحها لترفع عيناها نحوه
- وفر فلوسك يافرات بيه..وفر حسنتك عليا
ضاقت عيناه وهو يسمع عبارتها... لتتناول كيساً تضعه جانبا فتأكل ما به من طعام تشتريه صباحاً حينا يُغادر المنزل متجها الي عمله
اخذت تلوك قطعه الخبز الممزوجة بالجبن تحت نظراته بمراره
لا أهل ولا مكان لها.. السجن كان احن عليها من تلك البروده التي تعيشها
ألتقطت عيناها صنية الطعام التي وضعها دون اهتمام
- الاكل قدامك اه.. ربع ساعه ارجع الاقيكي اكلتي
ونظر للوقت في ساعته وغادر ولم يكن كاذبا عندما أخبرها انه سيعود لها ثانيه.. عاد بعد أن ابدل ملابس عمله بملابس اكثر راحه وتلك المره كان مستعداً لما سيفعله معها لتنتفض فزعاً عندما ألتقط صنيه الطعام من الأرض ثم ألتقطها هي الأخرى وحاصرها بين ذراعيه كطفلاً صغير
- ابعد ايدك عني.. ابعد ايدك متلمسنيش
لقمة حشرت داخل فمها فأتبعها بأخرى
- مدام مبتجيش بالذوق في إجبار
الصمت ساد المكان وهي تبتلع الطعام بصعوبه وعيناها تفيض بالقهر
- الأجبار والظلم اللي انت متعود عليهم يافرات بيه
..................................
انهارت قواه وهو يقرء ما ألتقطته يداه... رحلت بعدما نفذت قواها بعدما أعطت وأعطت ولم يعد هناك مجال للعطاء اكثر
سقطت عيناه نحو ماسطرته
لتتجمد نظراته نحو اخر ماكتبته
" متدورش عليا.."
ولم يشعر الا وهو يصرخ بأسمها بقلب ممزق يقبض على الورقه التي بين يديه
- يااااقوت
فتح عيناه على وسعهما وهو يرى حاله مسطح فوق فراشه وهي غافية جانبه... اقترب منها يتأكد انها معه ولم ترحل
زافراً أنفاسه بقوه رافعاً كفيه يمسح بهما على وجهه المرهق
جالت عيناه فوق كل انشً بها واقترب اكثر حتى تلامست اجسادهم لم يعد يعرف ما أصابها منذ أن عادت من زياره عائلتها وهي بعيده عنه تضع بينهم الحواجز.. فتوراً اصاب علاقتهما وضاع النعيم الذي كان ينهال منه وهي بين ذراعيه
تلملمت في غفوتها الي ان أصبح وجهها مُقابلا له..
ابتسم وهو يتأملها كيف تغفو..وكأنها لأول مره تغفو جانبه وتحت نظراته
مد كفه يُلامس وجنتها لينحدر كفه نحو عنقها مائلا نحوها بجسده يُريد ضمها اليه ولكن سريعا ما انتفضت من غفوتها لتنظر اليه بأعين قد انطفئ بريقها
- انت مقرب مني كده ليه
تصلب جسده من عبارتها صدها له أصبح أمرً جديدً عليه.. قطب حاجبيه
- لا انتي من ساعه ما رجعتي من البلد وانتي متغيره.. في ايه مالك.. مش معقول كل ما أقرب منك يبقى ده منظرك
- قولتلك مافيش حاجه.. بس مش عايزه افهم بقى مش عايزه..
احتدت نظراته ولم يشعر الا وهو يجذبها نحوه بضراوة
- طب انا عايز يا ياقوت
دقائق مرت وهو ينال منها كما يرغب.. رغبته بها اعمته لدرجة لم يشعر بملوحة دموعها ودفعها له
دفعاتها المستميته فوق صدره الصلب.. جعلته يبتعد عنها مذهولاً
من رفضها الصريح وكأنها لا تتحمل لمساته
نهضت من فوق الفراش راكضه نحو المرحاض ليسمع صوت تقيئها وعيناه جامده.. لهذه الدرجة أصبحت لا تطيقه
غضب امتلكه وهو ينهض من فوق الفراش يتبعها ولكن عندما وجدها جالسه على ارضيه المرحاض تخرج ما في جوفها بتآلم اقترب منها متآلماً على حالها واثقاً ان هناك شيئاً ما
رفعها بحنو من فوق الارضيه بعدما افرغت ما في جوفها متمتماً بنبره حانيه
- لدرجادي مش طيقاني ياياقوت
تعلقت عيناها به وهو يفتح صنبور المياه لينثر بعض قطرات الماء على وجهها ويمسح شفتيها
- فيكي ايه قوليلي
صرخت بقهر لم تعد تتحمله وحررت جسدها من آسر ذراعيه
- فيا حاجات كتير وانت السبب
....................................
لم تصدق انه من اعد طعام الإفطار لهما وتحمل صعوبه الوقوف على ساقاً واحداً مُستنداً على عكازه
نظر الي عينيها الجاحظه فضحك مما جعلها تتعجب اكثر متمتمه
- اشعر ان الاصابه أتت في رأسك وليس ساقك
امتعض من عبارتها فسحب مقعده ليجلس عليه وأشرع في تناول الطعام يفرد ساقه ويضع عكازه جانباً
- عندما تصمتين سماح يكون صمتك افضل من الحديث
لوت شفتيها مُستنكره حديثه وجلست تلوك طعامها ببطئ.. صحيح انه تغير كثيراً في معاملته معها منذ أن أصبحوا في مكان واحد سوياً ووجهه بوجهها ليلا ونهاراً الا انه سيظل سهيل نواف لاعب الكرة الفظ
قطرات من المربى انسابت فوق شفتيها وفي لحظه لا تعرف كيف حدثت ومتى كان يتذوق تلك القطرات بمتعه
وعيناها مفتوحه على وسعهما... وبعدها عاد لمكان جلوسه
- اكملي طعامك سماح
- وقبل ان تتفوهي بكلمه اصمتي عزيزتي.. انتِ الصمت معكي رائع ويُشعرني انني زوج لمرأة وديعه
..................................
دق بقلمه على سطح مكتبه وتفكيره بها سيجعله يجن. يبحث عن سبب لذلك الجفاء الذي أصبح بينهما ولا اجابه يجدها منها الا نظرة تحمل احتقاراً يقتله والجمله التي أخبرته بها اليوم تجعله يدور حول نفسه ولا يعرف ماذا فعل
ضحكه ساخره صدحت داخله هل يسأل ماذا فعل هو يعلم انه فعل الكثير ولكن من رؤيه عقله ان الاحترام والتقدير وإعطاء المال هم يكفوا ويعوضوا اي شئ.. فماذا سيطلب المرء اكثر من حياه كريمه يحياها وهو قدم لها الحياه الكريمه حتى قلبه قدمه لها ولكن سيظل ذلك في الخفاء فالحب أصبح لا يعرف معنى له إلا أن يُقدر ويحترم
اما حياه المحبين وما يفعله شهاب مع ندى وشريف ومها ليسوا له إنما هو رجلا ناضجاً يبحث عن الراحه
وعند تلك الكلمه نهض من فوق مقعده مُلتقطاً سترته.. مُلقياً بعض العبارات على سكرتيره
- ألغى كل المواعيد اللي عندي
أنهت فحصها لدي الطبيبه وخرجت من العياده هائمه فيما اخبرتها به الطبيبه هي حاملا بتوأمين وقد أصبح برقبتها طفلين
وهي كانت طفله واحده جنت خلفهم تجربه اب وام لم يفكروا بها للحظه
شردت في ذلك اليوم الذي اخبرتها به سلوى عن كل ما يعتلي صدرها خوفا عليها من مصير لا تتمناه لها... عزمت ان تجلس ب بيت والدها مُعززه مُكرمه لترى تقديره لها في حياته ولكن حينا دلفت منزل والدها وجدت إحدى شقيقات زوجة ابيها واطفالها لديها
ألقت التحيه عليهم واتجهت نحو المطبخ حتى تروى عطشها ببعض الماء.. لتدلف سناء خلفها تُخبرها
" انتي مش عملتي الواجب يابنت جوزي .. خففي شويه واتصلي بجوزك يجي ياخدك ولا هو ماصدق تمشي"
لا تعرف متى استقلت سيارة الأجرة ولا وصولها للمنزل.. فالشرود بكل مقتطفات ماعاشته يجعلها تكره حمزه اكثر واكثر
ألقت حقيبتها فوق الفراش كما ألقت تقارير فحصها... لتتجه نحو المرحاض حتي تغمر جسدها بالمياه
دلف للشقه يبحث عنها بعينيه مُنادياً بأسمها
- ياقوت.. ياقوت
تعلقت عيناه بحقيبتها والتقرير الطبي الذي جانبها فألتقطه سريعا يشعر بالقلق عليها...
لتخرج من المرحاض وهي تلف المنشفه حول جسدها تنظر إليه وهو يقف ممسكاً بالفحص ينظر إليها مُتسائلا
- كنتي عارفه انك حامل
اماءت برأسها وعيناها مازالت مُتعلقه بعينيه فأقترب منها
- مقولتيش ليه وانتي عارفه اني منتظر ده بفارغ الصبر
- عشان متستحقش الفرحه ديه
واتبعت عبارتها بصدمه اكبر له
- انجازك من الجوازه اتحقق ياحمزه بيه..

يتبع بأذن الله
********

#للقدر_حكاية ❤️

#سيمو

للقدر حكاية (سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن