الفصل السادس والعشرون
********************وقفت تنظر إلى الأعين التي تُحاوطها بجمود.. وقد شحب وجهها واصبحت عيناها داميه من أثر البكاء الذي لم ينقطع
أخبرتهم بالسرقه التي حدثت لها بالقرب من الشركه والأوراق التي غطاها الوحل.. كانت تتحدث بأنفاس متقطعه تعتذر مع كل عباره تنطقها... أشفق عليها شهاب ولكنه يعلم أن الأمر لن يمر من جهة شقيقه الذي لا يُحب الأخطاء بعمله... لم يتم عمل نسخة أخرى لاوراق الصفقه كالمعتاد... تعلقت عين شهاب بها وهو لا يعلم ايطمئنها ام يُخبرها ان تفسيرها لهم ليس له داعي
- ارجوك يابشمهندس صدقني... هو ده اللي حصل
نظر شهاب نحو ملابسها العالقه بها بعض الاتربه يعلم أنها لا تكذب عليه
- انا مصدقك يا ياقوت اكيد
ودار بوجهه نحو مدير مكتب حمزة مستفهماً
- هنعمل ايه ياعصام
طالعه عصام بأسف
- ميعاد تسليم أوراق الصفقه بعد ساعه... وكده ضاعت علينا... حمزه بيه اتصل من ساعه يأكد عليا ان الورق يتسلم في وقته
واردف مُعلقاً نحو ياقوت انظاره
- لازم نبلغه ياشهاب بيه... يمكن عنده حل لو خبينا عليه انت عارف العواقب
شهقت ياقوت بخوف وهي تمسح دموعها عن وجنتيها
- كان غصب عني
ابتسم لها شهاب بلطف رغم الخساره وغضب شقيقه
- خلاص ياياقوت... هنعمل ايه اللي حصل حصل... حظك المرادي ميكونش في نسخه من الورق
اطرقت عيناها ارضاً تتحسر على حالها وظيفتها التي ستخسرها بالتأكيد
- لله الأمر من قبل ومن بعد
سمع همهمتها بأشفاق... ثم نظر الي عصام
- انا شايف اننا نكلمه دلوقتي... هو اكيد هيتصل يسأل عن المنقصه
اماء له عصام رأسه إيجاباً.. فأنكمشت ياقوت لجانب الحائط ترتجف عما حدث لها... ضمت حقيبتها التي ألقاها اللص بعد أن سرق المال وجاء بها لها احد الماره تمنت لو كان ترك الورق في حقيبتها
وضع شهاب الهاتف فوق اذنه ينتظر رد حمزة عليه... انتهى الرنين ليعود شهاب في الرنين مره اخرى
أجاب حمزة أخيراً ليهتف شهاب سريعاً مُخلصاً نفسه من الأمر حتى يتصرف شقيقه بحنكته
- حمزه ورق الصفقه للأسف ضاع
اتسعت حدقتي حمزه فأكثر مايكرهه بحياته الإهمال في عمله وقبض على هاتفه
- انت متصل بيا اشوفلك حل يا بشمهندس... تتصرف عارف يعني ايه تتصرف... الصفقه ديه لو مأخدنهاش هتتعاقب مع الموظف اللي ضايع الورق
هتف حمزة يضيق فقد كان يشعر بالضيق منذ الصبح ولا يعرف سببه
- تتصل بيا تقولي الصفقه رسيت علينا
لم يتفوه شهاب بكلمه كان كالمستمع يتلقى غضب شقيقه وهو يُطالع كل من ياقوت التي وقفت تقضم شفتيها حتى لا تصدر صوت شهقاتها وعصام الذي ينتظر ان يعرف ما أمر به رب عمله
وكاد ان يغلق حمزة الخط معه إلا أنه تذكر أن ماحدث بسبب إهمال احد موظفينه
- الموظف ده يترفد فوراً ويتحول للتحقيق مفهوم
انتهت المُكالمه فطالعته ياقوت بأمل ولكن نظرات شهاب نحوها لاشت الامل داخلها
- اترفدت مش كده
اطرق شهاب عيناه نحو سطح مكتبه ثم رفع عيناه نحوها مُجيباً
- للأسف يا ياقوت... المفروض تتحولي للتحقيق بس هنهي الموضوع بمعرفتي
واقترب منها مُبتسما يشعر بها فهي لا تُجيد اخفاء كسرتها
- رغم ان شغلك كان معايا مش كتير الا انك كنتي موظفه يعتمد عليها
نظر لها.. فأشاحت عيناها بعيداً عنه بآلم... طردها دون رحمه دون أن يعلم كيف حدث ذلك.. طردها لانه صاحب العمل
كتمت قهرها وعادت تنظر نحو شهاب الذي يرمقها مُشفقاً
- شكراً يابشمهندس.. كتر خيرك
جرت قدميها دون أن تنتظر سماع كلمه أخرى... خرجت من الشركه مقهوره فغلطه واحده لم تقصد حدوثها انما كان قدرها عُقبت بالطرد
تأملت الشركه من الخارج بحسره
- كان نفسي أنجح وابقى حاجه... انا ليه بخسر كل حاجه بسرعه كده...
تمتمت عبارتها بدموع تنساب على وجنتاها فأدركت فداحت من نطقت هل يوجد اعتراض على اقدار الله همست برضى
- الحمدلله.. الحمدلله
جرت اقدامها بصعوبه وهي تشعر بثقل الحياه علي عاتقيها
سارت شارده الي ان وصلت مكان سكنها على قدميها سيراً بعد ساعات طويله... تذكرت سماح الدائمه في نجدتها ولكنها ليست هنا
دلفت غرفتها بالسكن ونظرت للغرفه بعدما انارت اضاءتها لتسقط على الأرض تنتحب بقهر وألم ومشاعر كثيره جمدت كل ما بداخلها
بدء اسم الله يعلو فقد كان وقت اذان المغرب ...نهضت تستجيب لدعوه الله إليها ان تقف على باب رحمته وحده
اغرقت دموعها سجادتها وهي تبكي
........................................
ازالت ندي نظارتها الخاصه بالقراءه بعد أن تركت هاتفها جانباً
تعلقت عيناها بشهاب الذي دلف من الشرفه بعدما أنهى تدخين سيجارته
اقترب منها ثم تسطح على الفراش يزفر انفاسه.. تعجبت من امره فسألته
- مالك ياشهاب في حاجه حصلت في الشغل
مال نحوها فأبتمست اليه تمسح على وجهه بحنان
- احكيلي
ابتسم وهو ينظر إليها يلوم نفسه انه للحظه كان يظن انها مجرد زيجه ستجمع شمل العائله ولكن كل يوم يُدرك انه كان أحمق
- تعرفي بحب اهتمامك بيا ياندي
ضحكت برقه ولثمت وجنته بنعومه
- قولي ايه اللي شغلك
تنهد وهو يتذكر حال ياقوت اليوم بعد أن تم طردها منها الشركه
واخذ يحكي لها ما حدث الي ان تبدلت ملامحها تشعر بالحزن
- طب حاول تقنع حمزه لما يرجع... ضياع الورق مش ب ايدها
اماء برأسه وهو يُطالع نعومتها... كل يوم يشعر أنها يُفتن بها
مدّ كفه نحو كتفها العاري يُحرك انامله بخفه
- بس تعرفي البيجامه حلوه اووي
نسي امر العمل وياقوت وعاد لوقاحته... فصفعت كفه بخفه ترمقه بمقت
- انت في ايه ولا ايه... انا مش عارفه ازاي بتتحول في لحظه
قهقه عالياً ومال نحوها يُقبلها ويُدغدغها
- انا راجل سريع التحول ياستي... بقولك ايه مش خلصتي اللي وراكي خلاص
فضحكت على أفعاله وابعدته عنها برفق
- ابعد يا شهاب... ماليش مزاج لهزارك ده
قالتها بنعومه واعين ترغب ولكنها قررت مراوغته حتى لا تشعره بتلهفها
- ماله هزاري ياهانم
ابتعد عنها حانقاً... فأتكأت علي مرفقها تنظر اليه بمكر
- بقيت تتقمص بسرعه ياشهاب... بس تصدق شكلك طعم
ألتوت شفتيه وارتفع حاجبه لأعلى يرمقها بعلو
- طعم... تصدقي انك
وقبل ان ينطق بشئ... اقتربت تمسح على خديه بكفيها
- وجميل كمان
لم يتمالك نفسه فأغرقها بين ذراعيه مائلاً بها
- بقيتي مكاره ياندي
وقد صدق بما يقوله... فقد اجادت اللعبه غارقه معه في عالمه
.......................................
نظرت صفا للطريق الذي تسير فيه نحو المزرعه التي يمتلكها فرات النويري الرجل الذي اقامت في منزله ليلتان ولم ترى وجهه
طابت جروح وجهها قليلا ولكن مازالت تضع رباط حول عنقها بسبب الشرخ التي أصاب ذراعها
وقفت السياره أمام بوابه ضخمه
اغمضت عيناها وارتجف جسدها وهي تشعر ان القادم ليس بالهين
وقفت السياره أمام مبنى فعلمت انه سكن العاملين هنا... كان ينتظرهم رجلا حاد الملامح
عندما رأي صفا تذكر أوامر فرات الصارمه في معاملتها دون رحمه
- هي ديه يا مصطفى
نظر مصطفى السائق الخاص بفرات لصفا التي اطرقت عيناها ارضاً نحو حقيبة ملابسها الصغيره
- ايوه يا عنتر.... كده انا مهمتي انتهت
فحصها عنتر بنظرات ثاقبه وهتف بغلاظه
- تعالي هنا قربي
اقتربت منه صفا بخوف وتعلقت عينها بالسياره وهي تغادر وتمنت لو ان لم تأتي لهنا
- انت ياختي بصيلي
رفعت صفا عيناها نحوه ثم اخفضتهما سريعاً تخشي مطالعته
تأفف عنتر حانقا
- المزرعه هنا ليه ضوابط وقوانين... شغلك من 6 الصبح ل 4 العصر هتجمعي المحاصيل مع الفلاحين
طالعته وهي لا تفهم شئ
- هو انا هشتغل في الأرض
قهقه عنتر بغلاظه ثم رمقها بأستخفاف
- اومال عايزه تشتغلي فين يابت ده انتي سوابق
دمعت عيناها من الكلمه أرادت ان تقسم له انها سُجنت زوراً ولكن من سيُصدقها
- اتحركي ورايا
سارت خلفه تحمل حقيبتها على يدها الأخرى وعيناها تفيض
وادركت حقيقه ما وقعت به
...................................
تعلقت عين سميرة مالكه السكن نحوها تسألها بأمل
- لقيتي شغل يا ياقوت
حركت رأسها بقله حيله وقد ذبلت ملامحها
- لاما يقولولي سيبي ورقك هنرد عليكي... او معندناش شغل
اقتربت منها سميره تربت على كتفها
- اكلمك ناديه... ده اخوها وممكن تكلمه يلين ويرجعك الشغل
هتفت ياقوت بأعتراض
- لا يا ابله سميره... هي عملت اللي عليها وساعدتني قبل كده
حزنت سميره على وضعها
- طب و هتعملي ايه.
طالعتها وهي تشعر بحرقة في عينيها
- هرجع لأهلي
واطرقت عيناها خجلاً تُرتب بعض الكلمات
- مش هقدر ادفع اجار الاوضه... انا بعت تليفوني عشان اعرف اروح واسدد اقسطه
اشفقت عليها سميره وضمتها بقوه
- ولا يهمك يا ياقوت انا مش عايزه حاجه ياحبيبتي... روحي لأهلك ريحي نفسك وسطيهم وانا هشوف معارفي هنا واشوفلك شغلانه
....................................
انتشر امر علاقه لاعب الكره وسماح وقد انتقل الخبر بين الألسنه في الفندق بأكمله ... أخبرتهم بأنها صحفيه وان مافعلته من مهام عملها
رمقها الموظف بأستخاف وانتهى الأمر بالفضيحه
لم يخرج من غرفته بعد تلك الليله وترك لها الفضيحه وحدها وكأن ما حدث لا يهمه
اتجهت نحو غرفته تطرق الباب بقوه... ففتح الباب وعندما وقعت عيناه عليها صفع الباب بوجهها
عادت تدق على الباب مُجدداً ففتح لها بغضب
- ما الأمر لا اريد رؤيتك
تعلقت عين سماح به تنظر إليه بضيق
- انا اتفضحت بسببك
رمقها سهيل بخبث
- ماذا انا لا افهمك
كانت تعلم انه يفهم لغتها ولكنه يستخف بها
- انت فاهمني كويس ياكابتن
ضغط سهيل على شفتيه ممتعضا
- انصرفي من أمامي حتى لا اهاتف أمن الفندق لكي
ودفعها بقوه من أمامه لخارج الغرفه فسقطت علي الارض.. ليصفع الباب خلفه
- حقير
ودارت بعيناها حرجاً ثم نهضت سريعاً قبل أن يرى وضعتها المخذله احداً
- اعمل ايه انا... هو عشان راجل مش فارق معاه سمعته
ثم نظرت لباب غرفته المغلقه بأستياء
- كانت مهمه سوده على دماغي... منك لله يا استاذ فهيم
...................................
نظرت هناء لشقتها الفخمه التي حسدت نفسها عليها عندما حطت قدميها فيها اول يوم ولكن اليوم شعرت بالاختناق وكأن شئ يجثم فوق روحها حتى الثياب التي انتقتها بعنايه كرهت ملمسها على جسدها... تجاهله قتل روحها لا اجابه حاسمه تعرفها ولا شئ تفهمه من صمته ونظراته اللاذعه
سمعت باب الشقه يُفتح فتعحبت من قدومه باكراً... وجدته يدلف وخلفه عمها الذي فور ان رأها فتح لها ذراعيه
- حبيبت عمك... تعالي ياحبيبتي
اتجهت هناء نحوه بلهفه باكيه تجمدت عين مراد عليها واحتدت نظراته وقد ظن انها ستشكي لوالده وقد جاء سؤال والده كما توقع
- بتعيطي ليه ياحببتي... الواد ده زعلك في حاجه
تعلقت عين هناء بمراد الذي وقف يرمقها بجمود
- لا ياعمي مراد بيعملني كويس اوي... انتوا بس وحشتوني ومش متعوده ابقى بعيده عن اهلي
عاد فؤاد يضمها اليه رابتً على ظهرهاسعيداً بما يسمعه من ابنه شقيقه رغم انه يعلم بكذبها ولكنه فخور بأختياره لولده
- معلش ياحببتي... هخلي مراد ياخدك ليهم علطول وتنزلوا لينا القاهره ديما
سلط مراد عيناه نحوهم ثم اشاح وجهه عنهم
- هنفضل وقفين هنا
واردف ببرود
- عملتي الغدا
نظرت بآلم ثم اتجهت بأنظارها نحو عمها
- ثواني والاكل هيكون جاهز
انصرفت نحو المطبخ ليُحدق به فؤاد بقوه
- مش هدخل بينكم يامراد... بس بكره تندم
واتجه والده للداخل ليرمي ثقله على الاريكه مُخاطباً نفسه
- خايف اكون ظلمتك مع ابني ياهناء
...........................................
دار سهيل في غرفته يُفكر في خطته... لم يشأ ان ينفذ ذلك معها وهنا في بلد أتى للاستجمام فيها فقط ولكنها أتت اليه على طبق من ذهب... انتظر قدومها لتنفيذ ما رسمه عقله
فأطرقت سماح باب غرفته ففتح الباب وطالعها بصفاقة
- تفضلي
لوت سماح شفتيها ممتعضه من طريقة تعامله وهمهمت ببعض الكلمات تسبه فيها
وتقدمت أمامه حتى ينهوا تلك المهزله وتُنفذ مُهمتها وترحل ولن تُفكر بحياتها ان تُشجع كرة القدم
ابتسم سهيل وهو يترك باب الغرفه مفتوحاً بقصد... ورمقها وهي تقف وسط الغرفه
- ياريت نتفاهم يا كابتن
ورفعت شفتيها متهكمه
- اتمنى تكون فاهمني
ضحك سهيل وقد ظهرت أسنانه المصفوفه... اتسعت عيناها من جمال أسنانه وهتفت داخلها تلعن نفسها
" عجبتك سنانه.. طول عمرك متخلفه يا سماح"
- افهمك سماح... انا عربي.. ولدي صديق مصري
فأماءت له برأسها وقطبت حاجبيها
- ما انت لطيف اه... اومال ليه كنت مركب وش الخشب في الأول
اتسعت حدقتي سهيل وهو لا يعي عبارتها
- ماذا
ضحكت وكادت ان تتكلم الا انه فجأة يخلع التيشيرت الخاص به ثم احتضنها
اسرها بذراعيه فصدمها الموقف... لتتسع عيناها ذهولا ثم دفعته بقوه وركضت من الغرفه
فضحك سُهيل... لينظر الي هاتفه الذي اضاء برساله نصيه
" لقد تم ألتقاط الصوره سيد سهيل .. وستُنشر غداً بالجرائد"
........................................
لطمت سناء صدرها وهي تنظر لياقوت
- بتقولي ايه ياختي اتطردتي من الشغل... وفلوس الجمعيه... الله يسد نفسك يابنت صباح
نظرت لها ياقوت بجمود وهي تجلس على فراش شقيقتها وقد احتضنتها ياسمين وأخذت تمسح على ظهرها
- ماخلاص ياماما في ايه
صرخت بها سناء حانقه
- اخرسي خالص انتي
صمتت ياسمين ممتعضه... لتنظر سناء نحو ياقوت حانقه
- أنتي بارده يابت... ايه البرود ده
واتجهت نحوها تجذب مرفقها
- حيث كده قومي بقى نضفي البيت... وانا اللي عماله اخدم عليكي من ساعه ما جيتي واقول ضيفه...ياخساره الاكل اللي طبخته وطفحتي
لم تتحمل ياقوت اهانتها فصرخت بوجهها
- حرام عليكي كفايه... انا هدور على شغل تاني متخافيش يامرات ابويا حريحك مني قريب
رمقتها سناء بأستعلاء
- اما نشوف يابنت صباح
وخرجت من الغرفه تضرب كفوفها وتدعي عليها... قسقطت دموع ياقوت ووضعت يدها على اذنيها
لتقترب منها ياسمين تحتضنها باكيه
- متزعليش ياياقوت... والله بكره هتتعدل... معلش هي ماما كده وانتي اتعودتي عليها
ابتعدت ياقوت عنها وتعلقت عيناها بها وابتسمت بحنان وهي تمسح على وجنتيها
- انا مش عارفه انتي بنتها ازاي... ربنا يخليكي ليا يا ياسمين
........................................
اقتربت مها من غرفه شقيقتها تحمل بلوزتها التي قُطع احد ازرارها واردت ان تحيكها لها
وقفت تستمع للحديث الدائر بين شقيقتها وجارتهم فكريه
- وبعدين ياماجده هتعملي ايه... اه سالم وافق يرجعلك... بس اختك هتعملي فيها ايه
تنهدت ماجده وهي تركز على طرفي الخيط الذي تعقده فكريه حتى تزيل لها شعر وجهها
- اوديها فين طيب... خالتي ومقطعانه من زمان واهل ابويا اللي مات ولا مش فارقين معاه... انا تعبت يافكريه
فمالت نحوها فكريه قليلا حتى تتمكن مما تفعله
- ماهي اختك متنفعش تقعد معاكي... متسبيش الكبريت جنب البنزين
زفرت ماجده أنفاسها لتأتي إليها فكريه بالحل
- وديها دار رعايه
..........................................
وقف أمامه شهاب يرمقه بنظرات متعجبه ثم اقترب من مكتبه ومال نحوه مُطالعاً ما يُطالعه بتدقيق
- مالك ياشهاب... انت اتهبلت ولا ايه
اعتدل شهاب في وقفته ومسح بكفه على وجهه متسائلاً بحيرة
- انت مبتتعبش.. ده انت جاي من المطار على الشركه
واردف قاطبً حاجبيه
- ارحم نفسك
رفع حمزه شفتيه مستنكراً ثم تسأل
- صحيح عملتوا ايه مع الموظف اللي امرت برفده
تنهد شهاب بضيق وارخي كتفيه بقله حيله
- بلاش تفكرني بسببك خسرت سكرتيرتي... فينك يا ياقوت.
تجمدت عين حمزة على ذكر اسمها فنهض من فوق مقعده
- ايه اللي دخل ياقوت في الموضوع ده
وعندما رأي نظرات شقيقه اتضحت الصوره له.. الموظف الذي أمر بطرده دون معرفه اسمه لم يكن الا هييتبع بأذن الله
**********#للقدر_حكاية ❤️
#سيمو
أنت تقرأ
للقدر حكاية (سهام صادق)
Romanceحكايات نسجها القدر... ولم يكن للعقل او القلب اي اختيار الحياه تسير بينا هكذا تقودنا لمصايرنا وأما يكون مصيرك سعاده او حزن يحطم القلب وبين هذا وهذا ما علينا الا الرضى بقلوب حامدة