يوميات

برشاقة ارنب يغدو نحو جحره

منذ كنت طفلا ، عرفت أن في الجنة لا توجد ذاكرة
لم يكن لآدم وحواء ماضي
هل يمكن للمرء أن يعيش كل يوم كما لو كان اول يوم ؟
أنا الذي ولدت وكل شيء مقرّر
أنا الذي أحمل جينات لأب وأم لم أختار أحدهم
لم أملك حق إختيار إسمي ولا شكلي
لم أختار عرقي أو ميعاد وجودي
عندما يُربى المرء منذ طفولته على الشك
فمن النادر ألا يحسب ظل الشجرة عدوا يتربص
أنا محض دُمية
محض فزاعه حقل في بطنها القش ، أجوف أحمل في رأسي اوراق شجرة ميته
أكثر الصلوات حرارة وصدقا لا تتجاوز أطراف شفتاي
أنا كائن غيّر لونه ، حين سمع الغراب العظيم يُغني فوق كتفه الأيسر
أنا ذلك الذي يمكن إستبداله بأي آخر
أنا الذي لا يغفر لمن يُغادره
كل عبارة ألم هي ملكي يستحيل أن أمرّ بقرب كلمه تحوي شقاء دون أن آخذها معي
كوحش بشع يقبض على حشرة
كل فرح في داخلي مثل نبته بلاستيكية
تُرى ما معني السعاده لدى متمرد صارخ في البرية مثلي
السماء لم تجعل دقات قلبي أو تنفسي أمر إختياري
هل هذا أمر جيد ؟
عزمت اليوم على نسيان ملامحي ، نعم يحدث أن يكون النسيان قرار .