الفصل السادس و العشرين : يامن...

39 3 4
                                    

البارت السادس و العشرين


إدغار:إنتقل جاران جديدان ليعيشا بالحي بجانب المخبز تماماً…
سينا:و ما مشكلتي في هذا…
إدغار:إنهما من العاصمة…
سينا:هل يفترض بي أن أسأل كل من جاء من المدينة عن الأمر…
إدغار:قد يساعدانك…
سينا:أنا راضية بحالي هكذا لا أريد أي سحر أو تعاويذ أو حتى مساعدة…
إدغار:ماذا عن ماضيك…
سينا:الماضي ليس سببها لنتوقف عن العيش…سأكمل حياتي بطريقتي…إن كنت لا تستطيع إبقائي عندك سأذهب…
إدغار:لا…لا أقصد …أنت تعيشين معنا هنا و تدفعين الإيجار و تعملين و تساعدينا كثيراً أنت رائعة و لا نمانع بقائك معنا…
سينا:سأذهب للعمل…
إدغار:حسناً…لكن سينا…
سينا:ماذا؟!…
إدغار:في الحقيقة…إشتريت لك ثوبا علك تغيرين قليلا…
سينا:ما من داع ما كان عليك أن تشتريه…
إدغار:لكن…
سينا:حسناً سآخذه…شكرا لك….
إدغار:هل سترتدينه…
سينا:ربما لاحقاً إدغار…
إدغار:رافقتك السلامة…
سينا:شكرا…أراكم فيم بعد…

يوم جديد إن لقت فيه سينا لعملها بالمخبزة…كعادتها تمشي تبتسم و تسلم على كل من تلتقيه…هذه القرية الصغيرة جنة من المحبة و التعاون إستقبلوها بعد تيهانها بالغابة لمدة لا يعلمها أحد حتى هي بسبب ظلامها الدائم…لكن...الفراغ دائم...فلا شيء جديد يحدث هنا كل يوم يشبه اليوم الذي يليه...الجو مشمس و مريح كل يوم...أحيانا تهطل القليل من الأمطار على حواف القرية فقط...القوانين هي ما يسير كل شيء هنا...لا مجال لتعبر عن خواطرك و عن مواهبك لأن لا أحد سيهتم بحياتهم ضمن هذه الظروف و إيجاد ما يأكلون هو كل ما يهمهم...

دخلت سينا المخبز بعد إلقاء السلام على صاحب المحل الذي سيذهب حالا ليجلب المزيد من المؤونة و يعود مساءاً قبل غلف المخبزة ثم صعدت بخفة نحو الطابق العلوي إرتدت مئزرها و خفها ثم شكرت على ساعديها و فتحت الباب لتضرب شخصا بواسطه دون قصد...عادو هي الوحيدة هنا...

سينا:آسفة...آسفة لم أقصد...
يامن:هههههه لا بأس يحدث هذا معي كثيرا...
سينا: دعني أساعدك...

مدت سينا يدها و سحبت هذا الشخص بيقف من جديد...

سينا:يا هذا...من أنت و ما الذي تفعله هنا...هممممم تبدو متدربا جديدا بما أنك ترتدي المئزر...

لا بد من أنه متدرب جديد لكن ملابسه التي يرتديها غريبة...لا يبدو من هنا قد يكون أحد الشخصين الذين أخبرني عنهما إدغار...

يامن:مرحباً…
سينا:مرحبا…
يامن:أنا العامل الجديد بالمخبز…
سينا:آه...أهلا بك…

نوعا ما تجاهلته سينا و إتجهت نحو الطاولة الزجاجية بدأت بإخراج المكونات و تحضير المائدة فورا دون أن تلتفت لأي شيء...أي شيء بمعنى إليه…إقترب يامن منها و جلس بجانبها نظرت إليه بطرف عينها ثم عادت للتركيز في عملها… بدأت بخلط ما يشبه البودرة الملونة في إناء...تمزج بين بضعة ألوان و تضيف إلى المزيج بضعة محاليل…فغر يامن فمه متسائلا عما تفعله أخيراً في تشجع واضح بعد طردها له تماما بتصرفها الأخير لتجيبه بينما تستكمل عملها…

الآلة || The Machine ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن