الفصل الثالث عشر: جنفر

78 6 0
                                    

البارت الثالث عشر

تمشي هذه الآنسة السمراء بخطى ثابتة تصعد الدرجات الرخامية السوداء نحو هذا المقام العظيم...تحمل بين يديها قطعة من إحدى القطع الضائعة التي كرست في البحث عنها الكثير و الكثير من الرجال و قتلت من أجلها كل من وقف في طريقها...تنهدت بإرتياح بينما مدتها لتضعها في مكانها...
جين:القطعة الأخيرة...
جوني:جين أرجوك تراجعي و لا تفعلي...هناك أشياء أفضل من هذه لتقومي بها لا أريدك أن تندمي مستقبلا على عملك هذا...سيدمرنا جميعا إنه روح حاقدة ظالمة ساحرة لا نفع فيها أبدا و لا رحمة بها بتاتا...صدقيني أنت لا شيء مقارنة به لا وجود للشكر و العرفان في قلبه...
جين:جوني...أنا لا يهمني ما تظنه و ما تهتم بشأنه... دعني و شأني أنا أعلم ما أفعل إنصح غيري...إن لم ترد مساعدتي...غادر غادر فقط لا أحتاجك بجانبي... إذب و إفعل ما شئت قف في طريقي إن شئت...
نظر جوني إليها نظرة أخيرة...هي لن تستمع إليه مطلقاً...هي لم تكن هكذا...و لا يدري ما الذي غيرها و جعلها تسير في هاته الطريق المظلمة...إزدرد ريقه أراد أن يقول لها شيئاثأخيرا قبل أن يذهب و يتركها...إقترب منها و همس لها...
جوني:أنا حقاً حقا إهتممت لأمرك و كنت مستعدا لأقف معك في أي وقت و في أي محنة لكن...ليس بعد الآن...فأنت لم تفعلي...
تراجع و إستدار دون أن ينظر إليها ثانية و غادر المكان في صمت الجميع دون عودة...
تمالكت جين أعصابها...مسحت دمعة أخيرة تسللت من عينها العسلية...تعبر عن زوال آخر بذرة من الإنسانية بقلبها و قامت بذلك...ركبت القطعة الأخيرة في قالبها المزخرف...ليكتمل شكل البلورة الثلجية...كل شيء بدأ من هناك و إنتهى من هناك و سيبدأ من هنا من جديد... رمت بنظراتها الحادة نحو أحد الرجال الوافين في صمت...ليسرع نحوها في خطوات حذرة خائفة حاملا خنجرا مزخرفا ذهبيا في صينية بلورية...أخذته بيدها رفعته وقطعت معصمها دون تردد تريق دماءها فوق القالب...نترقب قطرات الدم هذه تملأ الزخارف و النقوش على هذا القالب ثم تتلتحم تحت ضوء القمر الأحمر مصدرة أصوات تعاويذ و صراخ مخيفة تهمس في آذان جميع من بالقاعة ليتحول لون البلور الثلجية من الأزرق البلوي الصافي إلى الأحمر الآجوري الغني...بينما تهللت وجوه الحاضرين و بدأوا بالصراخ و العويل و التمجيد...بدأت جين بقراءة التعاويذ في صوت عالي مسموع يتردد صداه إلى كل الأرجاء... تقرأ من كتاب الموت...و في نفس الوقت يدخل إلى القاعة جنود عظام البنية ضخام الجثة يجرون خلفهم في أقفاض فولاذية قاسية أطفالنا صغارا قاموا بتعليقهم عالياً فوق المقام بكاؤهم عال صراخهم الذي يستنجد أي قلب رحيمة تخرجهم مما هم فيه لكن لا أحد يفعل...مع كل هنيهة تمر يدب الرعب في أبدانهم أكثر و أكثر... تبتسم السمراء الساحرة في تنهيدة صغيرة بعد توهج القالب...فُتِح...في سحابة من الضباب و الرماد الأسود تسلل سائل غليظ ثقيل و بطيء الحركة لا يترك خلفه أثرا من داخل المقام ... شديد السواء سميك رائحته عفنة جداً...و يبدأ بالخروج و الخروج و الخروج عبر ممرات مخصصة نحو قالب يشبه التابوت...و يتشكل التابوت...من مظهره يبدو قديما جداً تقدمت السمراء نحوه... زادت صرخات الحضور...
لايت:إنه يستيقظ...لقد إستيقظ...
جين:هههههههههههه....
والد الستة...كما تعتقد جماعة الزناتي...هو إلاههم...يعتقدون بوجوده و عودته...و قد عاد فعلاً... تم إخراج تابوته...ستعود لعنة الدم للحياة...صاحب قوة الظلام المتعطش للحروب و الدماء و الدمار... هادم الحضارات المتسبب في كل ما حدث للعالم و الطفرة التي أصابته... ساحر صنع اللعنة التي إنقلبت عليه و عاقبه عليها سكان الحفرة سكان الأكاديمية بلعنة الدم...كان أول من جرب تلك اللعنة التي صنعها على نفسه ليصبح رجلا غريباً مظلم و طويل الوجه مليء بالتجاعيد و الجروح من آثار عملياته المستمرة على نفسه...قصر طوله بسبب إنحناءة ظهره تلك... لا لحم به... جلد على عظام...لا دماء تجري بجسمه...سموم فقط...بردائه الأسود الفضفاض المقطع و شعره الأبيض الطويل المجعد و صلعه غير المنتظم...هذه حقيقته...الحقيقة من المفترض أن يكون غير موجوداً على الإطلاق...لكن... بطريقة ما قاموا بإحياء اللعنة و أعادوه...نظر بعينه السوداوتين الخارجتين من مقعريهما كحبتي بندق صغيرتين نحو الأعلى إلى الأطفال الصغار الذين يبكون...طفا بالهواء...نحوهم...فتح القفص بينما لم تشفع لهم دموعهم و براءتهم... مد يده نحو أولهم... ظل الفتى المسكين يصرخ و يصرخ و يحاول الإفلات...لكن لم يقدر... سحب منه حياته بكل شر...مات و جف الفتى ليعود الصمت في الأرجاء...صوت القلوب الصغيرة الخائفة هي ما يسمع فقط...إستقام ظهره و إلتهى ببقية الأطفال... هو يستعيد جسمه...العدد لا يكفيه... قتلهم جميعا و لا زال لم يستعد شبابه...سيحتاج إلى للمزيد إلى أرواح أكثر شبابا و أكثر قوة...فهمت جين نظراته إليها و أمرت بإحضار المزيد...
..........................................
شجار عارم حل بالمكان بين الزوجين الحديثين...
المكان مقلب عن آخره و صراخهم يصل كل الأرجاء...

الآلة || The Machine ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن