الفصل الثاني عشر
عاد يحيى إلى عمله تاركا يارا بمفردها وقد
اقترب موعد الولادة وقد وعدها بالحضور
بالوقت الذي حددته الطبيبة للولادة..
كان الوقت في بعده يمر ببطء شديد عليها
إن حياتها كلها تتمحور حول يحيى وحياتها
معه وهذا جعله مركز اهتمامها وبالمقابل
كانت هي شيء من بين أشياء كثيرة بحياته..
الولادة من أصعب التجارب التي تمر بها النساء
الألم بجوار توترها وحساسيتها جعل يارا تريد
قتل الطبيبة وربما يحيى أيضا, شعرت بالألم
من الصباح الباكر ولكنها لم تعلم أنها الولادة
فقد ظنّت أنه الألم الذي يأتيها بين فينة
وأخرى حتى صار الأمر زائدا عن الحد فصرخت
بقوة أفزعت النائم بالغرفة ليخرج مسرعا
سائلا إياها ما بها لتجيبه بحدة:
"بصرخ من فرحتي يا يحيى, هكون بصرخ ليه
يعني بولد يا يحيى بولد اتصل بالدكتورة"
هاتف الطبيبة ثم ارتدى ملابسه بسرعة
قياسية وساعدها بارتداء ملابسها وذهبا
للمشفى كان الفجر قد اقترب عندما خرجا
الطفلين للحياة أخيرا بعدما أنهكا والدتهما
وأثارا خوف والدهما.
****
عندما أفاقت وجدت أسرتها حولها لتبتسم
بوهن وهي تبحث عن طفليها..
جاسر وجهاد.. اختارت أسمائهما مع يحيى وقد
كان من بين الأشياء القليلة التي تشاركاها
معا.
لم تصدّق أن هذين الكائنين الصغيرين هما
من تسببا لها بكل ذلك الألم الذي تناسته
حالما رأتهما نائمين بجوارها..
ابتسمت لهما وهي تحاول الاعتدال لتساعدها
والدتها قبل أن تحمل الطفلين لها لتراهما.
همست لهما بحب:"جعلكما الله قرة أعين لي
وعوّضني بكما عن أي ألم مررت به"
اهتم يحيى معها بالطفلين ولكنه لم يهتم بها
هي!
لم يقترب منها سوى مرات معدودة طوال فترة
الحمل وهذا أثار دهشتها وحزنها بآنٍ واحد
فهل شكلها لم يعد يعجبه؟ أم أنه زهد بها
أنت تقرأ
رواية لو أن الحب قرار.. بقلمي حنين أحمد
Roman d'amourفتاة حالمة تحلم بالحب وبمن يملك قلبها .. ظلّت تحلم لسنوات وفجأة تقابل فارس أحلامها صدفة! صدفة كانت أم قدرا لا تعلم.. فقط ما تعلمه أن حياتها على وشك التغيّر كلية.. ترى ماذا يخفي لها الحب؟ وهل ستظل تنظر للحب والزواج بوجهة نظر رومانسية بحتة؟ أم سيتغير...